أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حميد أمانة - قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء















المزيد.....


قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء


فارس حميد أمانة

الحوار المتمدن-العدد: 4525 - 2014 / 7 / 27 - 19:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تقترب سيدة من ماء راكد لتلقي فيه حجرا صانعة دوائر متحدة المركز ما تلبث أن تتوسع محركة ذلك السكون .. سيدة وصفها نعيم عبد مهلهل في احدى مقالاته بأنها مرشحة ترتدي نخل العراق ثوبا ووصفتها احدى زميلاتي المهندسات في تعليق لها عندما نشرت عنها منشورا في أحد مواقع التواصل الاجتماعي بأنها ستكتسح بعينيها الخضراوين الجميلتين جمود ومحاصصة السياسيين العراقيين كما تسائلت عنها سيدة أخرى معلقة ان كانت خبيرة بالمجتمع العراقي وهي المغتربة منذ فترة طويلة ..

وبعيدا عن كل تلك الأوصاف العاطفية من هي تلك السيدة التي تقدمت بجرأة نادرة للترشيح لمنصب رئاسة جمهورية العراق ؟ ربما يعرف البعض من الأكاديميين القدامى من هو الأب البروفيسور عدنان عبد الكريم الظاهر العالم المتخصص بالتحولات الكيميائية والشاعر الذي نشر دواوين شعر بالعربية والانكليزية والألمانية والكاتب والناقد والذي تمتلئ حياته بالنجاحات والتميز إلا من اخفاق واحد .. لقد أخفق هذا العالم والشاعر بالحصول على حقوقه التقاعدية ! !

لقد التقيت هذه السيدة وعائلتها الراقية في ميونخ بألمانيا قبل ما يقرب من ربع قرن وتحديدا بداية عام 1990 .. وقد تركت الزيارة في نفسي وعقلي أثرا طيبا فذكرتها في مقال تحت عنوان " مشاهدات من المانيا الجزء الثالث " نشرته على موقع الحوار المتمدن متسائلا فيه عن الولاء ان كان للوطن أو للحزب والعشيرة وتجدون الرابط في الأسفل لمن رغب بقراءة المقال (*) ..

عودة للمرشحة قرطبة الظاهر فهي سيدة في بداية أربعينيات عمرها عراقية المولد تعيش في المانيا حاليا وحاصلة على شهادة الماجستير في العلوم السياسية باختصاصين : الدولة والقانون والسياسات الخارجية من جامعة لودفيك ماكسيميليان الالمانية عام 2009 في مدينة ميونخ / ألمانيا مع شهادات أخرى ولديها خبرة ثمان سنوات في حقل تكنولوجيا المعلومات وادارة المشاريع في عدة شركات المانية منها شركة سيمنس الالمانية مع خبرة سنتين في القسم القانوني لمكافحة الفساد في شركة سيمنس الالمانية كم ان لديها سبع سنوات من الخبرة في الترجمة العربية الالمانية لدى الامم المتحدة ومنظمات المجتمع المدني في مجال السياسة وحقوق الانسان وحقوق الاقليات والاديان والثقافات المتعددة وايضا الترجمة الاقتصادية ..لها نشاطات مجتمعية كثيرة ونشرت العديد من المقالات والبحوث السياسية والاجتماعية والقانونية وباللغات العربية والالمانية والانكليزية ..

ولقد أجريت معها الحوار التالي :

.1 لنبدأ من البداية : قرطبة عدنان عبد الكريم الظاهر .. من هي ؟

هي إنسانة قبل ان تكون انثى واجهت مشقات الحياة منذ ولادتها وعاشت ظلم وطغيان وبطش النظام السابق كشاهد عيان وبعين طفلة لم تبلغ السابعة من عمرها ثم اضطرت لترك وطنها ومسقط راسها العراق بعد مشقة وعناء كبيرين مع والديها وأخيها إلى المنفى ثم هي الانثى التي تعايشت مع شتى شعوب العالم وتعرفت على العديد من اللغات اتقنت بعضها وقررت في منفاها ان تكون لنفسها شخصية تتميز عن كل الناس بنظرتها إلى الأمور من خلال منظار ناقد يسئل الذات والضمير بعد ان استقلت بحياتها العملية مع مواكبة الدراسة الثانوية والجامعية الشاقة وكانت لكل محطة من محطات حياتها تحد كبير في اكتساب الخبرة وانتقاء الأصدقاء او الاندماج في بيئة مصحوبة بالتلون الثقافي والعلمي والاجتماعي.

.2 ما بين خروجك من العراق مجبرة مع عائلتك منتصف عام 1978 كما أعرف وما بين اليوم تاريخ طويل .. فهل جعلك هذا التاريخ امرأة المانية أم لازالت ترتبطين بجذورك العراقية ؟

المحطة الأولى من حياتي كطفلة قضيتها في ليبيا كدولة عربية اكتسبت طابع البساطة من المجتمع الليبي وتعلمت التواضع وصلابة البدو بعض الشيء وانا اجزم بان هذه الصلابة كانت مهمة لي فيما بعد .. المحطة الثانية من حياتي والتي وطئتها قدماي كانت هي المانيا عام 1984 وهي سنوات مريرة جدا ومؤذية للمرأة التي تعودت ان تكون كالشجرة التي لا تجتث جذورها ابدا عندما تزرع في تراب وطنها لكن شاءت الظروف ان تعصف بها إلى منافي العالم لتأخذ سنة الحياة قدرها في تعلم اللغة الصعبة والتعايش مع مجتمع مختلف تماما والاندماج فيه والتفاؤل بمستقبل أفضل. انا اجزم ان أكون تلك الشجرة اليافعة بعد 36 سنة من حياتي في المهجر العصيب وقد أصبحت بالتأكيد انسانا مختلفا يحمل في عقليته أفكارا أوروبية بحته لكن قلبه لازال ينبض حبا وشوقا لأرض الأجداد، العراق.

3 .لا أزال أتذكر أول لقاء لي معك ومع عائلتك في ميونخ بالمانيا عام 1990 حيث لاحظت ان لغتك الألمانية تتفوق بكثير على لغتك العربية وقد ذكرت لي حينها انك تتذوقين الشعر باللغة الألمانية أكثر منه بالعربية .. لكني لاحظت من قراءة بعض مقالاتك عن اصول اللغة العربية والحضارة العربية وقوانين حمورابي أقول لاحظت متانة لغتك العربية مع تحول قوي باتجاه جذورك العربية والعراقية .. فما سر التحول المفاجيء لسيدة تعيش في الغربة والذي يجعلها ترجع غائصة في جذور نشأتها ؟

في عام 2003 عدت إلى العراق المتحرر والمحتل مع وفد الماني لأجراء تحليل واقعي عن المتغيرات في الساحة العراقية الجديدة ودراسة المجتمع العراقي ونظرته تجاه هذه المتغيرات المفاجئة والسريعة.. دخلت العراق وانا لا اصدق بعد كل هذه السنوات ان التقي بالأهل والاقرباء. لا اصدق ان أرى بغدادي الحبيبة لا اصدق ان اتحدث اللهجة العراقية. شعرت لأول مرة في حياتي إنني لست بحاجة إلى لغة اتعلمها كما اعتدت على فعل ذلك في المنفى. كم كان شعورا رائعا. تيقنت وانا في بغداد بان علي ان اتقن اللغة العربية كتابة وقراءة كي أستطيع ان انافس اقراني في العراق. أحببت الصحافة من خلال لقاءاتي المتعددة بالصحفيين آنذاك ووسائل الاعلام الدولية.

قررت بعد عودتي ان انجز مهمتين: الأولى ان أكمل دراستي الجامعية واحصل على شهادة كي اخدم بلدي بمؤهلات عالية وان أقوي لغتي العربية فبدأت بكتابة المقالات ومشاهداتي في بغداد. فكانت لي عدة منشورات في صحيفة الزمان وطريق الشعب الذي كتبت فيه قصة الطفل "عبودي" كما نشرت عدة مقالات في مواقع الكترونية مثل موقع الناس والعراق السياسي وصوت العراق والاخبار وشبابيك بالإضافة إلى ذلك قررت ان أمرن ذهني في الترجمة من اللغة الألمانية إلى اللغة العربية وبالعكس. وبدأت اترجم قصص للأطفال وكذلك مواضيع سياسية حساسة ومواد قانونية وعملت مع وحدة إدارة صحيفة البلسم التي تصدر في فيينا باللغتين العربية والالمانية ثم قررت بعد ذلك ان اكتب بحوث كمواد توليفية مستمدة من مصادر المانية اكاديمية وكانت سلسلة الفكر الفلسفي في السياسة والدولة اول تحد لي في هذا المجال كما سلسلة حمورابي وكان والدي ساعدي الأيمن في تصحيح مقالاتي نحويا ولغويا. تعلمت منه الكثير خلال هذه الحقبة من سنة 2003 وحتى سنة 2014 وانا لازلت اكتب وانشر على حائطي في الفيسبوك.

4.من له التأثير الأكبر على شخصيتك .. الوالد كعالم وشاعر له قيمته العليا .. الوالدة كسيدة متحضرة ..أم المانيا؟

للوالد مزايا كثيرة في تكوين شخصيتي لما بيني وبينه من علاقة خاصة. الطفلة "البنوتة" تتعلق دائما بحب والدها وتعتبره مثالها الأعلى وكنت استمتع مع الوالد بسماع قصص التاريخ التي كان يقصها علي كما الاشعار التي اسمعها منه عن المتنبي وابي علاء المعري وابي نؤاس والحلاج. هذا التفاعل الابوي والمعلوماتي الثقافي عمق في داخلي حب الاستطلاع وكان دوما يدفعني وأخي للقراءة وللمطالعة منذ صغرنا. كنت اجيد الحفظ بشكل سريع وكنت موهوبة في تلقف الأناشيد المدرسية. كان الوالد يدفعني دائما إلى الامام في كل مرة عندما اشعر بخوف من شيء قائلا: "كوني قوية" .. فعل الامر هذا تطبع في داخلي ورافقني في كل مراحل حياتي. فكان نتاجه الجرأة والشجاعة وتحمل المسؤولية والاعتماد على النفس في الحياة. كما ان والدتي وهي أيضا تحمل شخصية وطنية مفعمة بحب وطيب اهل البصرة ونقاء قلوبهم. كان لها دور كبير في بناء شخصيتي التي زرعت فيها الحنان والطيبة بالرغم من مشقة الحياة ومصاعبها. كلما انظر إليها وهي تبتسم اشعر بان كل العالم يرفئ بالسلام. المانيا علمتني الاعتماد على النفس ثم تكوين شخصية قوية تواجه الصعاب والظلم والعراقيل ثم نظامها وقوانينها جعلوا مني ان أكون أكثر واقعية بإحساس مثالي في تناول الأمور الحياتية العامة.

.5 هل أنت مستقلة أم تنتمين لحزب سياسي ؟

حقيقة، كنت منذ 2003 ابحث عن تيار سياسي يحمل بين طياته ما احلم به انا وهو مزيج من كونراد ادناور وهلموت شمدت ولودفيك ايرهارد وهي شخصيات سياسية غيرت مصير المانيا بعد الحرب العالمية الثانية إلى دولة متحضرة كسبت ود واحترام العالم. كنت أتمنى ان اجد في العراق هذه الشخصيات التي استطيع ان اتفاعل معها وابني معها طريقا ديمقراطيا لعراق المؤسسات المدنية الفعالة لكن مع الأسف ما وجدته آنذاك كان مزيجا من أمراء الحرب وتجار وسماسرة ومتطرفين دينيا. كنت ابحث عن النواة الصالحة لعراق ما بعد الدكتاتورية ولم اجدها. عدت مرة أخرى عام 2010 لأخوض معركة الانتخابات مع قائمة شبه علمانية وشبه ليبرالية لكني لم انجح في مسعاي بسبب عدم وجود قاعدة شعبية كبيرة لهذه الكتلة. حاولت البحث عمن يحمل بين طياته الحس الوطني او على الأقل البرنامج الإصلاحي الوطني فوجدت في شخصية السيد عمار الحكيم الرسالة الوطنية وفرحت ببرنامجه قررت ان انضم إلى تجمع فرسان الامل واعمل معهم من اجل العراق لكني سرعان ما شعرت بأنني مرفوضة شكلا ومضمونا بسبب عقيدتي الأوروبية وافكاري وتوجهاتي السياسية غير الإسلامية وربما حتى بنظرتي للحياة العامة فقررت ان اترك هذا التيار واعمل كسياسية مستقلة حتى أجد يوما من أستطيع ان ارسم معه خارطة الطريق لبناء عراق جديد.

.6 لابد وأن تكوني مدركة لسيطرة التيارات الدينية على مقاليد القرارات في العراق وأنت امرأة مستقلة وعلمانية كما أعرف فهل هناك فرصة لك للعمل السياسي في العراق وسط تلك الأجواء؟

استطاع التحالف المدني ان يشق الطريق نحو المدنية خلال انتخابات المجالس الأخيرة وخلال انتخابات البرلمان العراقي لعام 2014 فحاز على ثلاث مقاعد برلمانية ومن بينهم امرأة وهذا بحد ذاته انتصار للفكر الحر وانتصار للشعب العراقي وللمرأة الحرة الذي ابتدأ ولو بشكل بطيء الادراك بان الإسلام السياسي لا يمكن ان يبني دولة مؤسسات لان منهاجه يتقاطع تماما مع مضامين الدولة الديمقراطية واسسها ومبادئها خاصة وان الإسلام السياسي لا يتفاعل مع دستور الدولة كون عقيدته دينية بحته تتبع التشريعات الإسلامية وافتاءات المراجع الدينية كونها هي القيادات الحقيقية لهذه الأحزاب. انا على يقين بان الشعب العراقي سيختار تقرير مصير جديد بعد ان اكتشف ان الإسلام السياسي في مجتمع متعدد المكونات والتوجهات لا يصنع الإنسانية ولا يستطيع بناء مؤسسات مدنية تخدم الإنسانية.

7.حققت التيارات الشيوعية والعلمانية كسبا بسيطا جدا في الانتخابات الأخيرة ولا تزال تعمل ضمن مساحة ضيقة جدا في العراق .. هل تجدين مستقبلا أفضل لتلك التيارات وكيف ؟

نعم، النجاح الذي حققته التيارات العلمانية ضئيل جدا في ظل التطرف المذهبي والقومي الذي يعصف بالبلاد ناهيك عن التدخلات الإقليمية التي تؤثر على أفكار الناس وعلى توجهاتهم السياسية وفقا للمنافع الشخصية والذاتية لكن ما ينقص هذه التيارات العلمانية هي التفاعل الحقيقي مع الشارع والابتعاد عن التطرف السياسي والبدأ الحقيقي في تقديم الخدمات الاجتماعية للمواطنين. لاحظنا ان قائمة الدكتور اياد علاوي كانت علمانية لكنها كانت متطرفة سياسيا وبالرغم من كسبها لعشر وزارات في الكابينة السابقة إلا انها مع الأسف لم تقدم الخدمات المطلوبة والتي وعدت بها ناخبيها. المشكلة لا تكمن في توجه التيار وانما في فلسفة التيار وحنكته السياسية في التفاعل الإيجابي مع المعطيات على ارض الواقع فلا تجوز المعارضة السياسة من خلال مقاطعة جلسات البرلمان في حين ان عليك التصويت على اقرار تشريعات مهمة جدا للمواطنين مثل قانون التقاعد المعدل او قانون الأحزاب او قانون النفط والغاز وتوزيع الموارد الطبيعية على أبناء الشعب العراقي والقانون الاجتماعي. هذا اعتبره فشلا سياسيا كبير جدا كما ان عدم التفاعل مع الشارع والابتعاد عن التجاوب مع معاناة المواطنين زاد من الهوة بين هذه الأحزاب والشعب. أنا أتمنى ان تصطف في صفوف هذه التيارات العلمانية نخبة من الشباب المبدع والمدرك والواعي كما الكفاءات المحلية والمهاجرة لوضع استراتيجيات قوية لإدارة الدولة في المراحل المقبلة لان نجاح السياسة يعتمد على الإنتاج والعمل والهمة في اتخاذ القرار الصائب وتنفيذه بشكل صحيح ومعقول على ارض الواقع.

8. تعرفين ان نظام العراق نظام برلماني تتركز فيه قوة القرار بيد رئيس الوزراء بينما يكاد يكون منصب رئيس الجمهورية فخريا ورمزيا فهل تجدين تحت ظل نظام كهذا امكانية قيام رئيس الجمهورية بدور أكثر فاعلية في سياسة العراق الداخلية والخارجية ؟

ينص الدستور العراقي في المادة 66 على ان رئيس الجمهورية هو جزء من السلطة التنفيذية بما يعني انه يتمتع بصلاحيات واسعة جدا إضافة إلى تلك المنصوص عليها في المادة 73 من الدستور فهو من يصادق على المعاهدات والاتفاقيات الدولية وبذلك يستطيع ان يؤثر بشكل كبير على رسم سياسة الدولة والعلاقات الدولية والإقليمية كما ان له دورا مؤثرا جدا في السياسة الخارجية لما يتمتع به من صلاحيات العفو العام والتوقيع على تعيين السفراء والمصادقة على القوانين التي يصدرها مجلس النواب وبالإضافة إلى ذلك يستطيع بموجب المادة 58 ان يجبر البرلمان على عقد جلسة طارئة في أمر يجده هو مصيريا بالنسبة لشعبه ولدولته كما يحظى أيضا بحق تقديم مشروع قانون للبرلمان بموجب المادة 60 ويمكنه تقديم طلب بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء بموجب المادة 61 / ثامنا / ب 1 والاعلان عن حالة الحرب والطوارئ بالأجماع مع مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء حسب المادة 61 /تاسعا/أ. لذا فانني لا أرى ان منصب رئيس الجمهورية فخريا فقط في العراق وانما هو مزيج من الرمزية والسلطة التنفيذية .

.9.هل تجدين نفسك قادرة على مزاحمة كتل سياسية وأحزاب لها سنوات طويلة من العمل السياسي في العراق والفوز بمنصب رئيس الجمهورية سيما وان تلك الكتل تفرض مبدأ المحاصصة التوافقية على كافة المناصب الرئاسية السيادية والوزارية ونزولا حتى مناصب المدراء العامين ؟

لو كانت هذه الكتل سياسية حقا لبنت العراق كما ينبغي لكنها تنافست فيما بينها في كسب الأموال من المشاريع الوهمية والفساد المالي والإداري واهمال الدولة والمواطن بشكل كبير ناهيك على اضطهاد الفكر الآخر واعتماد الشمولية في التوجه السياسي عبر تحييد المؤسسات والاعلام والفكر الحر وتوجيه التهديدات لمن يعارض مسارها لا يمكن ان نقول بان هناك سياسة في العراق ولا نستطيع بأن نصفها باكثر من انها عملية قرصنة لسياسة الدولة من اجل انهاء الدولة وليس من اجل بنائها. ترشيحي لهذا المنصب كان الدليل القاطع على قدرتي في دخول هذا المعترك الذي اراه وحلا مليئا بالتماسيح المتعطشة للسلطة والثعابين الفتاكة لكن للضرورة احكام ولان هناك أصوات تتعالى للإصلاح ولتغير واقع الحال لذا أصبح الامر مهما لترشيحي كما انه واجب وطني لانتشال هذا العراق الجميل المنكوب من مأساته التي لا يجد مخرجا منها. المحاصصة التوافقية ستنتهي مع بزوغ الرغبة القوية للديمقراطية المباشرة واعلاء صوت الشعب على مطامح المتعطشين للكراسي ولسرقة المال العام.

10. يمر العراق بفترة عصيبة جدا متمثلة بتمدد منظمة داعش الارهابية وتعثر العملية السياسي.. هل تثقين بقدرة العراق على تجاوز الأزمة التي تعصف بوجوده مع هذا المستوى المرتفع من التهديدات الأمنية وكيف ؟

علينا ان نتساءل كيف استطاعت داعش ان تتمدد بهذا العمق وبهذه القوة داخل الأراضي العراقية؟ من فتح لها الطريق ومن مدها بالمال والذخيرة؟ لو كانت بغداد مهتمة فعلا بمطالب المتظاهرين في الانبار ومنذ اندلاع الازمة وبدون تدخلات او ضغوط امريكية لكان بمقدورها تحجيم الازمة وتقويضها ثم البحث عن حلول ناجعة مع المتظاهرين وتقديم تنازلات من اجل حقن الدماء لكن الدولة تعاملت بالشدة والتطرف واعتبار العراقيين "فقاعات" .. لا اعتقد ان حوارا كهذا سينتهي الى السلم المجتمعي .. فكانت ردة الفعل من قبل المتظاهرين هي فتح كل الحدود والتحالف مع الشيطان الأكبر داعش كرد فعل لتحالف الجيش مع المليشيات. هذه الحرب يعتبرها أهل السنة مصيرية لهم لاسترجاع الكرامة المنزوعة عنهم منذ تولي الشيعة للحكم وبقيادة رئيس مجلس الوزراء السيد نوري المالكي والذي اعتمد سياسية طائفية متطرفة تخدم فقط الخط الأول والثاني والثالث من صفوف حزب الدعوة وتهمل جميع مكونات الشعب العراقي شيعة وسنة بالرغم من افراغ المؤسسات الحكومية من وزراء القوائم الأخرى واستحواذه عليها والتي يديرها اليوم جميع افراد دولة القانون بالوكالة فان العراق يمضي بهذا الشكل إلى دولة الدكتاتورية ونظام القائد الأوحد كما ان اشاراته المتكررة لحكومة الأغلبية السياسية هي خير دليل على هذا التوجه الخطير لمستقبل العراق. كان بمقدور السيد المالكي الابتعاد عن المهاترات السياسية والتجاوب مع الخصوم السياسيين بروح التوافق والبحث عن الحلول لإنقاذ العراق وابعاده عن خطر الحرب والتصادم مع عدو شرس مثل داعش. كما كان بمقدوره تقديم تنازلات واسعة من اجل الحفاظ على سلامة ووحدة أراضي الدولة العراقية المعرضة الان إلى التقسيم الكلي والانهيار السياسي التام .. هناك عدة حلول للخروج من هذا المأزق وارجاع اللحمة العراقية من اجل مقارعة داعش ودحرها تماما الحل الأول هو اعلان وقف لاطلاق النار والهدنة مع المسلحين ثم انسحاب الجيش كاملا من مناطق الاحتراب ثالثا الجلوس على طاولة التفاوض مع المسلحين باستثناء داعش وتحت اشراف اممي ودولي ثم البداء بوضع الخطوط الأولى للفيدرالية الإدارية وتوزيع الصلاحيات الواسعة للمحافظات مع ابرام اتفاقيات في توزيع الموارد الطبيعية بين كل المحافظات. الحل الثاني هو استقالة المالكي او عدم ترشيحه للكابينة الثالثة الامر الذي سوف يسهل عملية التفاوض مع المسلحين .اما الحل الثالث هو التدخل العسكري الأمريكي الواسع وانهاء نظام الحكم في العراق وارجاع تطبيع الأوضاع كما كانت عام 2003 وبحاكم امريكي مدني.

11 .هل يمكن للعراق بامكانياته الحالية حل مشاكله أم يحتاج لتعاون دول اقليمية وعالمية ووقوفها معه وكيف ؟

لو كنت مكان المالكي لما بعثت بأبنائي إلى حرب اعرف منذ بدايتها إنها حرب لن يخرج منها أي منتصر. المالكي في ورطة كبيرة لأنه فقد شريكه وحليفه الأكبر أمريكا والكونغرس اليوم لا يوافق على ارسال جيش إلى العراق إلا بالتصويت لأنه لا يريد التدخل والتورط في صراع عراقي عراقي وبالتأكيد يحتاج الجيش العراقي إلى دعم دولي في حربه ضد الإرهاب وخاصة وان هذه الحرب تأكل من ميزانية الدولة الكثير كما تكبد الجيش خسائر فادحة في الأرواح والمعدات. الحل يجب ان يكون امميا وبأشراف دولي مع قوات لحفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. لكن الأهم من ذلك هو وقف إطلاق النار وإعلان الهدنة والتفاوض ثم منح المحافظات السنية صلاحيات الأقاليم واعتماد الفيدرالية أساسا أوليا لانهاء الازمة واحلال السلام وحقن الدماء ثم محاربة الإرهاب بدعم دولي دون تدخل الجيش العراقي. لا يوجد في السياسة شيء غير ممكن طالما ان هناك إرادة لتغيير هذا الواقع المرير.

.12. هل ستستمرين بالعمل السياسي في العراق في حال عدم فوزك بمنصب رئيس الجمهورية ؟

قضيت حياتي كلها في المعترك السياسي ومنذ مغادرتي العراق عام 1978 ولكوني من عائلة سياسية مخضرمة فمن الصعب ترك السياسة بسبب عدم الفوز في منصب معين. طموحي مستمر واصراري كبير جدا طالما اعلم بانني املك من القدرة والخلفية السياسية الكبيرة ما يكفي للمسك بزمام أمور الدولة العراقية الجديدة. وأنني على يقين بان المستقبل يخبئ لنا من المفاجئات الكثير. كما ان نشاطي الفيسبوكي الإعلامي ومنذ خمسة سنوات والمتمثل بالتوعية السياسية والاجتماعية هو عمل إضافي للعراق ولتبادل الحوار ما بين عراقيي الداخل والخارج كما الخبرات والمعلومات.

.13 هل هناك مستقبل لمزاحمة المرأة للرجل في العمل السياسي سيما وان مجتمع العراق مجتمع ذكوري وفيه روح البداوة وكيف سيتحقق اثبات وجود المرأة العراقية ان لم نقل تفوقها ؟

قرر المشرع ان يكون للمرأة كوتا نسوية في الانتخابات الامر الذي حفز المرأة بشكل كبير على خوض المعترك السياسي إلى جانب الرجل ودخول قبة البرلمان إلا ان السنوات الماضية كشفت لنا حقيقة المجتمع الذكوري الذي لم يتقبل تسليم المرأة أي حقيبة سيادية في العراق الجديد وتفاجأت من تصرف الأحزاب العلمانية مع هذا الامر الذي كنت أتوقع منها ان تميل لحقوق المرأة وتحفيزها أكثر في اخذ دورها الريادي لإدارة الدولة كما تفاجأت ان نساء البرلمان الحالي لم يصوتوا لي عند ترشيحي لرئاسة الجمهورية وخاصة قائمة التحالف المدني والذي كنت أتوقع منه خيرا المهمة المستقبلية للمرأة صعبة جدا لكنها أيضا لن تكون غير مستحيلة مع تفاقم اعداد النساء في المجتمع العراقي والتي تفوق اعداد الرجال الامر الذي سيجبر المرأة نفسها على تحمل اوزارها واخذ الحق بنفسها من الرجل لان من المعروف ان الحقوق تؤخذ لا تعطى او تمنح!

14.هل تثقين بفوزك بمنصب رئاسة الجمهورية ؟ ( كان السؤال موجها قبل انعقاد جلسة التصويت على منصب رئاسة الجمهورية ) .

فشلت هذه المرة بسبب التحاصص السياسي داخل البرلمان واتفاقيات الأحزاب فيما بينها على تحديد مرشحها المفضل لكني على يقين بان المراحل السياسية المقبلة ستكون مع الديمقراطية المباشرة وضد التحاصص السياسي لان الأخير فشل فشلا ذريعا في خدمة المجتمع وإدارة الدولة.

15. ما هي الرسالة التي كنت تنوين توجيهها ولمن من خلال تقديمك للترشيح لمنصب رئاسة الجمهورية ؟

أولا : اردت ان أرسل رسالة للشعب العراقي مخاطبة إياه للتمسك بالشجاعة وان يكون هو صاحب القرار وليس هذه الأحزاب فهو المصدر الأساس لكل السلطات وهو من يقرر مصير بلده لا أحد غيره.
ثانيا : اردت توجيه رسالة واضحة للمرأة العراقية للتحلى بالجرأة والشجاعة وان تطالب بحقها وتأخذه بالقوة في تسنم منصب سيادي.
ثالثا : اردت ان اضع الحد الفاصل للمحاصصة وتحويل العملية السياسية من ديمقراطية المحاصصات إلى الديمقراطية المباشرة واشراك الشعب في رسم سياسة الدولة.
رابعا : اردت ان اضع الإشارة الواضحة امام اعين كل هذه الأحزاب بان الكفاءات موجودة في الساحة العراقية وهي كفاءات متمكنة ومقتدرة أكثر ممن يحمل شهادة مزورة او شهادة اعدادية وان اليوم الذي يكون فيه العراق معافى قويا سيأتي رغم انف كل من دمره وأفسده .
---------------------------------------------------------------------------
رابط المقال

http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=372199



#فارس_حميد_أمانة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات ذوبان الحدود .. من سايكس بيكو وحتى داعش
- حادثة الموصل .. بين الجغرافيا والتاريخ والهوية
- مدينتي
- الولد-البنت .. وظيفة الله الجديدة .. وٳ-;-رهاصات فيسبو ...
- ارهاصات انتخابية .. الدولة العلمانية أم الدينية ؟
- أحلام
- من حمورابي الى الشمري .. بين تزويج الصغيرات .. وتمتيع الكبار
- البطالة .. والبطالة المقنعة في العراق.. وآفاق كارثة اقتصادية
- هل تحمل وطنك في قلبك أنى حللت ؟
- أنتن الأمل .. فلا تستسلمن
- تراتيل الروح .. وتراتيل الجسد
- أفروديت
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثالث
- المفتاح
- علاقات خطرة
- حنين
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الثاني
- احسان عبد القدوس .. وأدب الخروج - الجزء الأول
- محمد الماغوط .. وهاجس الخوف والضياع
- تفجيرات اليوم .. عجز لحكومة بغداد .. أم ماذا ؟


المزيد.....




- -التعاون الإسلامي- يعلق على فيتو أمريكا و-فشل- مجلس الأمن تج ...
- خريطة لموقع مدينة أصفهان الإيرانية بعد الهجوم الإسرائيلي
- باكستان تنتقد قرار مجلس الأمن الدولي حول فلسطين والفيتو الأم ...
- السفارة الروسية تصدر بيانا حول الوضع في إيران
- إيران تتعرض لهجوم بالمسّيرات يُرَجح أن إسرائيل نفذته ردًا عل ...
- أضواء الشفق القطبي تتلألأ في سماء بركان آيسلندا الثائر
- وزراء خارجية مجموعة الـ 7 يناقشون الضربة الإسرائيلية على إير ...
- -خطر وبائي-.. اكتشاف سلالة متحورة من جدري القرود
- مدفيديف لا يستبعد أن يكون الغرب قد قرر -تحييد- زيلينسكي
- -دولاراتنا تفجر دولاراتنا الأخرى-.. ماسك يعلق بسخرية على اله ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فارس حميد أمانة - قرطبة الظاهر .. ورمي الأحجار في الماء