أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح ابراهيم - دور المسيحيين في العراق عبر التاريخ















المزيد.....

دور المسيحيين في العراق عبر التاريخ


صباح ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 4524 - 2014 / 7 / 26 - 00:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لا يخفى على احد من شعب العراق ولا سيما مثقفيه ان العراق وادي الرافدين كان مهدا لأولى الحضارات التي ظهرت في العالم ، وتأريخيا العراق بلد حضارات عظيمة وامبراطوريات خالدة في تاريخها مثل الدولة السومرية والأكدية والبابلية والاشورية العظيمة ، وان شعب العراق الاصيل لم ينقرض ، بل استمر احفاد اولئك الاجداد العظام في اكمال مسيرة الحضارات القديمة .
ان المسيحيين سكان العراق ووادي الرافدين من شمال نينوى والى تخوم الخليج العربي هم سكان العراق الاصليين وهم احفاد شعوب الحضارات الخالدة البابلية والكلدانية والاشورية التي يزخر بآثارها المتحف العراقي والمناطق الاثارية التي تملأ ارض العراق من الشمال حتى الجنوب ، اضافة الى ما تم سرقته من آثارنا وحفظ في المتاحف العالمية هي شواهد على عمق الحضارة العراقية.

دخلت المسيحية الى العراق في القرن الاول الميلادي على يد احد تلامذة السيد المسيح وهو القديس توما مع اصحابه مار ماري ومار ادي ، وبعد تاسيس الكنائس الاولى في العراق في المناطق الشمالية وتكريت والمدائن والنجف ، انتشرت المسيحية في كل ارجاء العراق وانقرضت الوثنية .
أُنشئ أول مقر لكنيسة المشرق في سلمان باك استمر حتى القرن الرابع، ثم انتقل في القرنين الخامس والسادس إلى الحيرة لكنه عاد إلى سلمان باك مرة أخرى في القرن السادس، ومنها إلى بغداد، ثم إلى سامراء منذ القرن الثامن حتى القرن الثالث عشر حيث ازدهرت المسيحية .
اعلنت دائرة الاثار العراقية عن اكتشاف 33 دير وكنيسة خلال السنوات الأخيرة في مدينتي كربلاء والنجف.
استمر المسيحيون في نهضتهم الثقافية والعمرانية على مدى العصور ، وكان لرجال الدين السريان الاثر الكبير في نقل العلوم الاغريقية وترجمة الكتب الى العربية والسريانية . كما كان الاطباء السريان البارعين امثال بختيشوع وابنه هم اطباء الخلفاء المسلمين المفضلين في العهدين الاموي والعباسي ، الذي سُمح لهم حتى فحص ومعالجة زوجات الخلفاء وعوائلهم .
أن خلفاء الدولة الأموية والعباسية قد استعانوا بالعلماء السريان في ترجمة الكتب العلمية والأدبية على حد سواء.
آل بختيشوع:
وهي عائلة مسيحية سريانية كبيرة اتخذت الطب حرفة لها ما يقارب ثلاثة قرون، وقد كان لهذه العائلة مكانة خاصَّة في قلوب خلفاء بني العباس؛ فقد كان منهم الوزراء والأطباء البارزون المحنَّكون، وقد ظلَّت هذه الأسرة محتكرة الطب حتى القرن الخامس الهجري تقريبًا، وقد كان أهمُّ ما يميز هذه العائلة أنه كلما مات منهم طبيب خلفه من هو خير منه، فكانوا يتوارثون العلم عن جدارة وتميُّز؛ لذلك كانت لهم مكانة خاصَّة في نفوس الخلفاء العباسيين.
يأتي في مقدمة هذه العائلة مؤسسها الأكبر جورجيس بن جبرائيل آل بختيشوع، والذي كان يرأس المدرسة الطبية في جنديسابور، وكان عالمًا باللغتين اليونانية والسريانية، ومنذ ذلك الحين بدأ نجم آل بختيشوع يعلو ويرتفع بعدما استقدمه الخليفة المنصور إلى بغداد عندما أصابه مرض في معدته وعجز الأطباء عن علاجها
عانى المسيحيون كثی-;-را بسبب الإحتلال العثماني الذي اعتبرھا طائفة معزولة، وأجبروا أتباعها على دفع الجزی-;-ة والإتاوات والضرائب .

ولم يسلم المسيحيون في المناطق الشمالية من الاضطهاد فقد هدم النظام البعثي عشرات القرى المسيحية منذ أواسط السبعينات حتى عام 1990 بسبب تواجدها في مناطق القتال الكردية ضد الدولة . كما طالت الحرب العراقية الإيرانية أبناء هذه الطائفة، إذ ضحّى المسيحيون بفلذات أكبادهم أسوة ببقية العراقيين حيث ترمّلت النساء وتيتّم الأطفال الأمر الذي دفع مئات الآلاف منهم إلى الهجرة إلى أوروبا وأميركا وكندا وأستراليا بعد الهجوم الإنكلو- أميركي على العراق في عام 2003 بحيث لم يبقَ من أصل مليون وربع المليون مسيحي سوى ثلث هذا العدد الذي لا يتجاوز الثلاثمائة ألف في أفضل الأحوال.

نشر الأب حبيب هرمز النوفلي دراسة تاريخية لدور المسحيين في العصور الوسطى وبين في الفهرس الذي أعدّه بنفسه عام 2002 نحو 640 اسماً من الكُتّاب والمترجمين الكلدان والآشوريين السريان الذين ساهموا في نشر العلوم والثقافة في العراق منذ عام 1859. وذكر ان الشخصية المسيحية مجبولة على الانفتاح وحب المعرفة العلوم والفنون .
ساهم مسيحيوا العراق في إصدار 20 مجلة ودورية من بينها "اكليل الورد"، "النجم"، "المشرق"، "الفداء"، "النور"، "ومجلة الكاتب السرياني" وسواها من المجلات كما اسسوا مطبعة الدومنيكان في الموصل سنة 1858.
كتب المؤرخ العراقي سيار الجميل الكثير عن دور المسيحيين في بناء حضارة العراق واهم رجالاتهم البارزين عبر التاريخ . ونختصر من ذلك ما يلي :

من كبار العلماء المسيحيين العراقيين العلامة اقليموس : رائد نهضوي حقيقي
وكان العلامة اقليموس يوسف داود ( 1829- 1890م) في الموصل بالعراق متقنا عدة لغات ، وكان بحرا في اللغة العربية ، وخرج من حياته بحصيلة من الكتب بلغت (85) مؤلفا في مختلف المعارف ، وقد انتخب عضوا عاملا في الجمعية الاسيوية الملكية البريطانية سنة 1890 وكان واحدا من رجالات النهضة العربية
* الدكتور هرمزد رسام ( 1826- 1901) ابان القرن التاسع عشر والذي كشف عن كنوز اشورية في كل من نينوى وخرسباد والنمرود وكان ضمن فريق بعثة لايارد الشهيرة
* الاب انستاس ماري الكرملي هو العلامة اللغوي الذ اصدر مجلته الشهيرة ( لغة العرب ) على مرحلتين اثنتين ، وكانت علامة بارزة في تاريخ النهضة الحديثة ، بل وتعد واحدة من اهم المراجع في اللغة العربية .. لقد اسس انستاس مدرسة لغوية اشتهرت في العراق وكان ممن تخرج من تحت مظلتها العلامة مصطفى وجواد وعلماء لغة وادب .

في العراق الحديث برز الكثير من المسيحيين ذوي المهن العلمية منهم :
* وزی-;-ر الصحة الدكتور حنا خی-;-اط ، وكان أول عمی-;-دا لكلی-;-ة الطب في سنة 1930/1931 كما كان أول مدرّس فی-;-ھا.
* الأدی-;-ب والصحفي العراقي المعروف روفائی-;-ل بطي الذي أصدر العديد من الكتب الأدبية والثقافية، كما عمل رئی-;-ساً لتحری-;-ر جری-;-دة العراق منذ عام 1921 حتى عام 1924 ثم أصدر مجلة الحری-;-ة عام 1923 ثم تبعها بجری-;-دة البلاد الی-;-ومی-;-ة التي ظلت تصدر أكثر من ربع قرن. كما أنتُخِب نائبا على البصرة لست دورات ونقيباً للصحفی-;-ی-;-ن. وفي عام 1953 أصبح وزی-;-را للدولة مرتی-;-ن .
* الدكتور متي عقراوي ويوسف غنيمة الذي شغل منصب وزير المالية في العهد الملكي.
* من الاعلام البارزين : حنا بطرس مؤسس الفرقة السمفونية العراقية، وبولينا حسون، أول امرأة عراقی-;-ة تصدر صحی-;-فة نسوی-;-ة ببغداد، ومی-;-خائی-;-ل تی-;-سي، صاحب أول نقد ھزلي صحفي ، الدكتورة ملك غنام كانت اول طبيبة في العراق تتخرج من كلية طب بغداد .
* ومن النجوم اللامعة الأب الدكتور ی-;-وسف حبي، أستاذ اللاهوت والفكر والفلسفة، والأب فی-;-لی-;-ب ھی-;-ای-;-ي الذي كان من أبرز المھتمی-;-ن في الشأن الموسی-;-قي والألحان الطقسی-;-ة الكنسی-;-ة وتوثی-;-قھا والعمل على تنوی-;-طھا.
* ومن علماء الاثار العراقية الدكتور داني جورج، والدكتور بھنام أبو الصوف.
* ومن ابطال الرياضة يورا وعمو بابا وباسل كوركيس وشدراك يوسف.
* أما في المجال الفني فيمكن أن نشير إلى سلطانه ی-;-وسف، وزكی-;-ة جورج، وعفی-;-فة اسكندر، وسی-;-تا ھاكوبی-;-ان، وبی-;-اتری-;-س أوھانسی-;-ان والموسی-;-قار آرام أرمی-;-ناك بابوخی-;-ان والموسی-;-قار فری-;-د الله وی-;-ردي والمخرج عوني كرومي والمخرج عمانوئی-;-ل رسام، والمذيعة كلاديس يوسف والمذيعة شميم رسام .
* والشاعر جان دمو ، والشاعر سركون بولص، والشاعرة دنی-;-ا می-;-خائی-;-ل، والممثلة آزاودھي صموئی-;-ل .
* وفي مجال الهندسة برز المهندس عبد المنعم ابراهيم مصمم بناية المسرح الوطني وبناية البريد المركزي في شارع الرشيد ومعمل تصليح المكائن الثقيلة في الدورة بمشاركة المهندس فخري بشير والمهندس صباح يوسف والرسام صباح سعدي كل حسب اختصاصه.

* اما في عالم الطب والجراحة والصيدلة فقد برز كبار الاطباء المشهورين منهم الدكتور غانم عقراوي ، توما هندو ،: حنا خياط واستراجيان وجميل دلالي وعبد الكريم قليان ومارسيل بيو وروفائيل تبوني ومتي فرنكول وغانم عقراوي وعبد الله سرسم ويوسف سرسم وناجي سرسم وحنا جاقمجيان وفائز تبوني وجميل جمعه ومنير رسام والبير رسام وسيرانوش الريحاني ( وهي قريبة جدا من الفنان المصري الشهير نجيب الريحاني الذي كان يعتز باصله المسيحي الموصلي ) وجلبرت توما وهاله سرسم وكليمانتين ثابت وفكتور شماس وموريس رمو وزكر عبد النور ووليد غزاله وشوقي غزالة والاخوين جبرائيل واديب كلو وغيرهم كثير.
ولا يمكن تجاهل دور مستشفى الراهبات بمنطقة الكرادة في بغداد وتميزها في القرن العشرين على غيرها من المستشفيات .

لا يمكننا نسيان العلامة متي عقراوي والمؤرخ مجيد خدوري والمؤرخة البرتين جويدة والدكتور منير بني والدكتور ريمون شكوري والاستاذ فؤاد سفر والبروفيسور وديع جويده والدكتورة البرتين حبوش والدكتور يوسف قصير والسيدة نهاد اللوس – خياط والدكتور افرام يوسف والدكتور فاروق رسام والدكتور غازي رحو والدكتور أمير حراق والدكتور وليد خدوري.

شغل المثقفون المسيحيون مختلف مناحي الحياة في الثقافة والعلوم والمهن الطبية والهندسية والرياضة والفنون، ولا يمكن تعدادها كلها لأنها الاف من الاسماء والنجوم اللامعة التي خدمت العراق وشعبه ، ولا يمكن لمنصف ان ينكر الدور الكبير الذي قام به المسيحيون من شعب العراق الاصيل في بناء حضارة العراق .
فهل يستحق هذا الشعب العظيم المسالم الذي لم يعرف العنف عبر تاريخه المديد ان يُضطَهد ويهجر من بلاده وبيوته وتسلب ممتلكاته بايدي همجية متخلفة تختفي تحت عباءة الدين وبقوة السلاح ، ولا نقف كلنا لندينها ونستنكرها ونحاربها حتى تطرد من بلادنا ؟



#صباح_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أين مجلس الامن من غزو داعش للعراق وسوريا ؟
- رسالة من مسيحي الى خليفة الدواعش
- افتونا يا مسلمين ما هو اسلامكم الصحيح ؟
- هكذا تعايشنا مسلمين ومسيحيين في العراق
- داعش تطرد مسيحيي الموصل
- ردود على اسئلة المشككين في الكتاب المقدس
- عناصر الحياة على الارض
- رحلت ام نائل الى السماء حزينة
- تأريخ الزلازل حسب الكتاب المقدس
- الانسان ونظرية التطور العشوائي
- الحياة بين الخلق والتطور
- اسئلة بحاجة الى اجوبة
- لسانك حصانك ان صنته صانك
- العلم يُثبِت صحة الكتاب المقدس
- السومريون وعلم الفلك
- الاجابة على الاستاذ سامي لبيب حول استحالة الخلق
- حكمة الخالق في الكون
- اخطار الطبيعة تهدد الحياة على الارض (2)
- اخطار الطبيعة تهدد الحياة على الارض ( 1 )
- تأثير القمر على الارض


المزيد.....




- مكالمة هاتفية حدثت خلال لقاء محمد بن سلمان والسيناتور غراهام ...
- السعودية توقف المالكي لتحرشه بمواطن في مكة وتشهّر باسمه كامل ...
- دراسة: كل ذكرى جديدة نكوّنها تسبب ضررا لخلايا أدمغتنا
- كلب آلي أمريكي مزود بقاذف لهب (فيديو)
- -شياطين الغبار- تثير الفزع في المدينة المنورة (فيديو)
- مصادر فرنسية تكشف عن صفقة أسلحة لتجهيز عدد من الكتائب في الج ...
- ضابط استخبارات سابق يكشف عن آثار تورط فرنسي في معارك ماريوبو ...
- بولندا تنوي إعادة الأوكرانيين المتهربين من الخدمة العسكرية إ ...
- سوية الاستقبال في الولايات المتحدة لا تناسب أردوغان
- الغرب يثير هستيريا عسكرية ونووية


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - صباح ابراهيم - دور المسيحيين في العراق عبر التاريخ