إنتهاکات في ظلال المفاوضات

فلاح هادي الجنابي

الحوار المتمدن-العدد: 4523 - 2014 / 7 / 25 - 00:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

التعويل على التفاوض مع النظام الايراني من أجل إيجاد صيغة حل للملف النووي الايراني، تسعى جهات و أطراف دولية لجعلها المنفذ الاهم للتصدي لهذا الملف، لکن التفاوض مع النظام و الذي هو مستمر منذ أکثر من عقد، لم يتمکن لحد الان من تحقيق أي تقدم يذکر، بل انه أشبه مايکون بحالة مراوحة في المکان ذاته!
النهج و الاسلوب الخاص الذي إنتهجه النظام في مفاوضاته مع المجتمع الدولي، کان دائما يجري لصالحه وقد کان دائما المستفيد الاکبر من ورائه، خصوصا وان المماطلة و التسويف و الانتقال من جولة الى أخرى ومن مجموعة جولات الى مجموعة أخرى، سياق جبل و إعتاد عليه المفاوضون الدوليون مع النظام الايراني، ولعل الاخفاق الاخير للمفاوضات الجارية في فينا بشأن التوصل لإتفاق نهائي بشأن الملف النووي، قد أثبت من جديد إستمرار هذا النظام على نهجه القديم و عدم وجود أي جديد في القضية.
المکاسب التي جناها و يجنيها النظام الايراني من وراء إستمرار هذه المفاوضات الدولية معه، يستخدمها للتظاهر أمام الشعب الايراني بصورة خاصة و دول المنطقة بصورة عامة، بانها بمثابة إعتراف بشرعيته و بأنه بمثابة أمر واقع بالنسبة للمجتمع الدولي، وفي ظلال هذه المفاوضات غير المجدية و العبثية، يقوم النظام الايراني بالاستمرار في سياساته العدوانية على صعيد قضية حقوق الانسان في إيران فيضاعف من إنتهاکاته و على مختلف الاصعدة مستغلا الاجواء الدولية المتاحة له من وراء المفاوضات.
التقارير الاخيرة الواردة من داخل إيران، تفيد بأن النظام و خلال شهر رمضان، قام بتنفيذ سلسلة عقوبات همجية ضد 5 أشخاص زعم أنهم کانوا مفطرين فقام بجدهم أمام الناس، فيما قام جلاوزته بإطفاء سيکارة على شفة رجل مسيحي لأنها کان يدخن! ناهيك عن عشرات العقوبات الهمجية الاخرى في مختلف المدن الايرانية الاخرى و التي لايتسع لها هذا المجال الضيق، ومن الواضح أن النظام يريد إجبار الناس على السير بالصورة و الطريقة التي يريدها حتى وان کانت ظاهرية.
شهر رمضان و على الرغم من مايزعمه النظام بشأنه، فإنه لم يکف خلاله عن ممارساته القمعية و الوحشية و لاحتى أوقف حملات الاعدام و سلب الحريات و مصادراتها، بل وانه قد زاد منها، وهنا، يجدر بنا أن نلفت الانظار الى المقترح الهام و الفعال الذي إقترحته السيدة مريم رجوي رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية بشأن ضرورة إحالة ملف حقوق الانسان الى مجلس الامن الدولي، خصوصا وان مرور الاعوام شهد تصاعدا مضطردا في القمع و الانتهاکات الواسعة لحقوق الانسان، مما أعطى أکثر من مسوغ و مبرر للعمل من أجل تفعيل مقترح السيدة رجوي هذا و الذي يمکن أيضا إعتباره مفتاحا لحل المعضلة النووية و الکثير من المعاضل الاخرى، لأن دعم نضال الشعب الايراني في قضية الحرية و الديمقراطية بمثابة دق المسمار الاخير لنعش النظام، ولذلك فإن النظام يتخوف کثيرا من هذا الملف و يتطير من کل الذين يدعمونه و يؤيدونه.

#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات