أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ماكبث المِصراع الثالث القسم الثاني















المزيد.....

ماكبث المِصراع الثالث القسم الثاني


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4515 - 2014 / 7 / 17 - 12:06
المحور: الادب والفن
    



سافر ماكبث في قطاره تي جي في، ونادى: "جين، لا تتركيني!" طرد كل رجال المافيا الذين يسهرون عليه، ويلبون مطالبه، وارتدى ثوب العزلة في عتمة عالمه، عزلة زحف منها البرد إلى كل جسده، فاقشعر، وما لبث أن جمد خلف مكتبه، وهمس: "جين، تعالي نعمل دورة في حياة العبث حياتي! لم يعد لدي ما أعطيك، فثمن الجريمة كان غاليًا. ماذا يبقى للمرء بعد أن يفقد رجولته؟ لا شيء من العلو حتى ولو كان واقفًا على أعلى القمم. لم تكن الرياح تقوى على زحزحتي، وكان العالم يرزح تحت قدمي، الأشجار في وضع العبادة، والأنهار في وضع الحيايا، والنساء في وضع الولادة. كانت كل النساء حبلى مني، وكنت سيدها الأوحد، وبعد أن زارتني الوطاويط، ونهشت بأنيابها لحمي، ساقت النساء إلى المواخير، فامتلأت من غيري بعد أن امتلأت مني، وجاءت إلى الحياة بقوافل منها. ربما كنت وطواطًا دون أن أعلم، أعلم أن أمي كانت وطواطة، فهل أنتِ وطواطة مثلها، يا جين؟ اذهبي إلى... أريد أن... القمر ليس... يريد القمر أن... في هذه العتمة القمر غائب والبرد دائم. أيها القمر، اتركني أضاجعك بينا جين تنظر إلينا، ربما أثرت في قلبها بعض الغيرة لتعود إليّ."
دخل لاكي لوتشيانو، وقال:
- يقوم أصحاب الشوربة الشعبية بإضراب.
- ضد الاحتلال، قال ماك.
- ضد الشوربة الشعبية.
- هل يريدون شوربة كافيارية؟ الشوربة الشعبية أفضل من أكل الخراء، والخراء أنواع، الصيني ألذها. كم هو طيب الرائحة، الخراء الصيني! أمي لم تعرف هذا، عرفت الخبز الفرنسي. ماما، كم هو طيب الرائحة، الخبز الفرنسي! كنت أصيح إعجابًا. سأصنع لك منه كل يوم، ماك، كانت تقول ماما لي. ماما، رائحة الخبز الفرنسي رائحتك، لهذا هو طيب الرائحة، كنت أقول لماما.
- يقوم أصحاب المصحات بإضراب.
- ضد الاحتلال.
- ضد المصحات.
- هل يريدون مخدرات نأتيهم بها من كولومبيا؟ المصحات أفضل مكان يجدون فيه حُقَن المورفين. تعذبت أمي كثيرًا دون أن تأخذ حقنة مورفين واحدة، لهذا لم تمت هنيئة البال، لم ترتح في حياتها، ولم ترتح في موتها. ماما، كيف أريحك؟ أريد أن أمرض عنك، كنت أقول لماما. لا أريدك أن تريحني، يا ماك، كانت تقول ماما لي. ماما، أريد أن أتألم عنك، ألمك كثير، وأنا أريد أن أقاسمك إياه، كنت أقول لماما.
- يقوم أصحاب المقطورات بإضراب.
- ضد الاحتلال.
- ضد المقطورات.
- هل يريدون البيت الأبيض مسكنًا؟ المقطورات أفضل من النوم في العراء على الأرصفة، بلاط الأرصفة بارد جامد لا قلب له كقلب أمي. ماما، هل أنام إلى جانبك قليلاً؟ كنت أقول لماما. لا، يا ماك، أنت كبير اليوم، كانت تقول ماما لي. هناك من يريد خنقي، شيطان بثلاثة رؤوس وست أذرع. كنت أقول لماما. الشياطين طيبة لا تسبب الأذى لأحد، اذهب، والعب معها، كانت تطلب ماما مني. لا أريد أن ألعب معها، أريد أن أنام قليلاً إلى جانبك، كنت أقول لماما.
- ماذا سنفعل؟
- اكسر الإضراب بالقوة، وابعث بكل أبناء القحبة هؤلاء إلى الجحيم!
دخل فرانك كوستيللو، وقال.
- يقوم أصحاب الشوربة الشعبية بمواجهة جنود الاحتلال.
- ضد الشوربة الشعبية، قال ماك.
- ضد الاحتلال.
- هل يريدون أن يُقتلوا عن بكرة أبيهم؟ الاحتلال أفضل من البنوك. ماتت ماما، وجعلتُ من أحد البنوك أمي، ملأت خزائنه بالنقود، ولجأت إلى كل الحيل الشيطانية في سبيل ذلك، إلى كل الوسائل الجهنمية، أحرقت المدن بالشموس، وألهيت البشر بالحروب. كنت من الطيبة لدرجة أني فعلت ما لم أفعل في حياة أمي، ما لم أجرؤ على فعله.
- يقوم أصحاب المصحات بمواجهة جنود الاحتلال.
- ضد المصحات.
- ضد الاحتلال.
- هل يريدون أن يهدموا المصحات على رؤوسهم؟ الاحتلال قلبه أكثر رأفة من كل الأطباء. ماتت ماما، والأطباء كانوا هناك، يمضغون العلك فوق رأسها، ولا يفعلون شيئًا للتخفيف من أوجاعها. كانوا يتحاورون، ويتضاحكون. وضعتُ رأسي على صدرها، وسمعت دقات قلبها الوانية، ثم توقف قلبها عن الدق.
- يقوم أصحاب المقطورات بمواجهة جنود الاحتلال.
- ضد المقطورات.
- ضد الاحتلال.
- هل يريدون أن يُلقوا بهم تحت قدمي تمثال الحرية؟ الاحتلال أكثر حرية من كل سفن النفط الراسية في ميناء نيويورك. ماما، أريد أن أعمل معهم، كنت أقول لماما. لا، يا ماك، لا أريد أن تعمل مع هؤلاء الناس، لا أريد أن أشم رائحة العرب من جسدك، كانت تقول ماما لي. رائحة العرب رائحة الزمن الحاضر، كنت أقول لماما، رائحة الحرية الأمريكية، فاتركيني أكن أمريكيًا حرًا، يا ماما، اتركيني أكن أمريكيًا ثريًا.
- ماذا سنفعل؟
- قُد كل المافياوات إلى جانب المنتفضين، بانتظار قدوم الفرنسيين الحاملين بنادقهم بيد وبيد فروج نسائهم!
دخل جو أدونيس، وقال:
- يقوم أصحاب الشوربة الشعبية بالاعتصام في الكنائس.
- ضد الشوربة الشعبية.
- ضد الكنائس.
- هل يريدون تبديل الله بالله؟ الكنائس تبقى بيوت الله. لم تنقطع ماما عن الذهاب إلى قداس يوم الأحد مرة واحدة إلى أن ماتت. كان عليها أن تموت لتموت علاقتها بالله، وكم كنت سعيدًا بموتها. حررني موتها من العبادة، فلم أعد أذهب إلى قداس يوم الأحد. تحررت من علاقتها بالله، وأقمت علاقتي بكل ما هو ليس مقدسًا، الجنس أول شيء، والنقود، والسلطة. جعلت من ثلاثتها آلهتي الثلاثة، ومن العالم كنيستي التي يقام فيها القداس كل يوم.
- يقوم أصحاب المصحات بالاعتصام في الكنائس.
- ضد المصحات.
- ضد الكنائس.
- هل يريدون الصلاة وهم يديرون ظهورهم لله؟ على الله أن يرى وجوههم ليعرفها يوم القيامة ويُدخلهم الجنة. لم يكن هذا رأي ماما، كانت أمي تقول لا توجد جنة على الأرض، ولا توجد جنة في السماء. ماما، إذن لِمَ الذهاب إلى القداس كل يوم أحد؟ كنت أسأل ماما. لاحتمال جحيم الأرض، كانت ماما تجيب.
- يقوم أصحاب المقطورات بالاعتصام في الكنائس.
- ضد المقطورات.
- ضد الكنائس.
- هل يأملون بالكنائس مسكنًا؟ الكنائس مليئة بساكنيها الذين هم الملائكة. لم يكن هذا رأي ماما، هم الشياطين، كانت تقول ماما لي. ساكنو الكنائس هم الشياطين، لهذا السبب كانت الكنائس أكثر رحمة من أي مكان آخر. الشياطين هم الذين يسكنون الكنائس بعد أن تركوا الأرض للبشر يعيثون فيها فسادًا، كانت ماما تضيف. والنساء؟ كنت أسأل ماما. النساء لسن شياطين ولسن ملائكة، كنبيذ البوجوليه النساء، يشربهن الرجال ليكونوا ملائكة أو شياطين، كانت ماما تجيب.
- ماذا سنفعل؟
- لا شيء، اترك الله يفعل مكانك.
فجأة، انفجر ماكبث باكيًا.
- هل تبكي من أجل أمواتك أم من أجل أحيائك؟ سأل جو.
- أبكي من أجل جين.
- هل تركتك هذه المرة نهائيَا؟ سأل فرانك.
- نهائيًا.
- ماذا ستفعل؟ سأل لاكي.
- في حياتي، همهم ماكبث، حاولت أن أضاجع كل نوع من النساء، ولكن لم يكنّ كجين، كان هناك شيء ناقص.
- ما هو؟ سأل جو.
- آه! لو كنت أعرف.
- كل مُحَرَّرٍ لا يعرف، قال فرانك.
- آه! لو كنت مستَرَقًا.
- كل حريق في كاليفورنيا لا يُعرف من المجرم فاعله، قال لاكي.
- أما أنا فأعرف المجرم.
- لماذا لا تشي به؟ سأل لاكي.
- لا أستطيع.
- لماذا تتركه حرًا؟ سأل فرانك.
- أنا لا أتركه حرًا.
- إذن كيف؟ سأل جو.
- يرتدي الناس كلهم ثياب النعامة، فهل هذه هي الحرية؟ أنا أرتديه، أحيانًا هو يرتديني، أنا لا أبحث عمن ينقذني من خرائي.
- أنقذنا لاكي، أنا وفرانك، من الموت ضربًا، روى جو أدونيس، فخلعنا ثوب النعامة، وارتدينا ثوب الوطواط، كان زعران البرونكس على وشك أن يقتلوه ليلة عيد الميلاد، وكان وحيدًا مع موعد في أرض معادية. ونحن ننتظره في السيارة، سمعنا صرخاته، لكننا لم نتحرك من مكاننا، كنا نتدرب على إنسانيتنا لما فجأة رحنا نركض، وأطلقنا النار، هرب من هرب، وسقط من سقط، كان لاكي على وشك أن يلفظ نفسه الأخير.
- وفي إحدى المرات، تابع فرانك كوستيللو، رمى رجال مافيا عدوة جو في الهدسون، وجو لا يتقن السباحة. لم نكن أنا ولاكي نحب جو كثيرًا، رأيناهم، وهم يرمونه بين أسنان الموت، ونحن نتخبأ خلف عمود. ذهبوا، وشيئًا فشيئًا أخذت دوائر الماء تتراخى، وتكاد تتلاشى، فقفزنا في النهر، وأخرجنا جو، وعلى الرصيف جعلناه يبصق ما ابتلعه من شخاخ النيويوركيين.
- لكن فرانك كان متينًا صلبًا كالحديد، قال لاكي لوتشيانو بدوره، ولولا ذلك لما استطاع الصمود، وكل إبر الخراء التي أفرغوها في جسده. وجدناه، أنا وجو، ملقى بين صناديق القمامة، فحملناه إلى أقرب مصحة، وأعطوه كل المضادات التي ردت إليه الحياة. في شقتي، احتفلنا بالحياة على طريقتنا نحن الثلاثة، عندما مارسنا الحب كالآلهة. كنا إخوة ما بيننا، وكنا عشاقًا.
- كنا عشاقًا ليس لبعضنا، وسّع جو أدونيس، ربما كانت في هذا بعض الحقيقة، كنا عشاقًا لسلفانا. تلك النابوليتانية الخارقة الجمال، ابنة أنطونيو أنطونيو، أكبر مافيوزو في البلد.
- الجمال خارق لأنه جمالها، سلفانا، فصّل فرانك كوستيللو، شعرها الأسود المنسدل، عيناها العسليتان الفحميتان، وجهها الأسمر الأرقق، قامتها الطويلة الرشيقة.
- الحب مجنون لأنه حبها، سلفانا، أضاف لاكي لوتشيانو، قبلاتها الملتهبة، لمساتها المثيرة، لَذّاتها الربانية، مراكبها المحطمة للأمواج.
- أحبتنا نحن الثلاثة، سلفانا، عاد جو أدونيس إلى القول بعد أن نشق خطًا من البودرة، وقدمتنا واحدًا واحدًا لأبيها أنطونيو أنطونيو ليختار لها، فلم يختر لها، أعجبناه كلنا، وتركنا في ذلنا. اكشفي لي ثديك، يا سلفانا، فتكشف، اكشفي لي بطنك، يا سلفانا، فتكشف، اكشفي لي فخذك، يا سلفانا، فتكشف.
- في البداية، كنا نذهب معها واحدًا واحدًا إلى مُلكهم الواسع، عاد فرانك كوستيللو إلى القول بعد أن نشق خطًا من البودرة، ثم أخذنا نصطحبها نحن الثلاثة. لم يكن الأمر طبيعيًا، لكن عائلتها لم تبد أي تذمر. بدا أنطونيو أنطونيو راضيًا على وضع لن يقبله أب في الوجود، فيكثر من أوامره بمد الموائد وفتح القناني. المسي لي ثديي، يا سلفانا، فتلمس، المسي لي بطني، يا سلفانا، فتلمس، المسي لي فخذي، يا سلفانا، فتلمس.
- كان الاحتفال بنا نحن الثلاثة احتفال إيطاليا بخطيب الابنة المدللة، عاد لاكي لوتشيانو إلى القول بعد أن نشق خطًا من البودرة، فأيّنا الخطيب، وأيّنا الزوج القادم، سلفانا لن تتزوجنا نحن الثلاثة. غطي لي ثديك، يا سلفانا، فتغطي، غطي لي بطنك، يا سلفانا، فتغطي، غطي لي فخذك، يا سلفانا، فتغطي.
- احتدمت المنافسة ما بيننا لأجل الظفر بسلفانا بعد الظفر بقلبها، وكانت السمراء النابوليتانية تنفجر ضاحكة على مرآنا، كان يسعدها أن ترانا نتصارع عليها، ولتغذي الصراع، كانت تمنع جسدها عن الواحد وتهبه للآخر، كانت تتلاعب بنا على هواها.
- وصلت المنافسة ما بيننا إلى حد تهديد أحدنا الآخر بالقتل، وكأن سلفانا كانت تريد ذلك، فمنعت جسدها عن ثلاثتنا، بينما ضاعف أنطونيو أنطونيو، أبوها، من الاحتفاء بنا.
- في أحد الأيام، اتخذ كل منا القرار ذاته، تصفية الآخر، فكانت المواجهة بين المافيات الثلاث التي لنا، سقط الكثير من رجالنا، وقبل أن يصرع الواحد منا الآخر، فتحنا أعيننا، واسترشدنا بعقلنا.
- ثبنا إلى رشدنا بعد أن ذهبنا برشدنا.
- بحثنا عن الأسباب.
- من يسبب كارثتنا.
- من يريد هلاكنا.
- من يسبب لنا المتاعب.
- المسبب للاضطرابات ما بيننا.
- أنطونيو أنطونبو، أبو سلفانا.
- بسلفانا أراد الصعود على أكتافنا، والصعود في مفهومه الإجرامي سقوط.
- اتحدنا نحن الثلاثة وقتلناه.
- صعدنا على كتفيه.
- سلفانا، المشمئزة من الحياة، لم يعد يمكنها التصبر على الألم. أصبحت يومًا، فإذا بجسدها ملقى في أحضان الموت.
- الآن وأنتِ لي، سلفانا، انتحب جو أدونيس، ها أنا بين ذراعيكِ مستسلمًا لذراعيكِ، على سطح ناطحة السحاب هذه طائر هو أنا يحلق بأمركِ فوق السحاب، فهل ما بعد السحاب مكان يذهب إليه العاشق بسلفانا؟ ثديك السحاب، وبطنك، وظهرك! أرفع ثديك، وأكتشف جوهر الحياة، أدخل في بطنك، وأكتشف معنى الأشياء، أخترق ظهرك، وأكتشف سر الملذات. أضيع على جسدك، فترشدينني بقدمك إلى الطريق، أذوق مر الويل من يدك اليمنى، وباليد اليسرى تذيقينني حلو العيش، أرثي لأحزان غيري، فيرجِعُ عَوْدي على بّدئي.
- الآن وأنتِ لي، سلفانا، انتحب فرانك كوستيللو، ها أنا تحت قدميك ذليل قدميك، على عتبة ناطحة السحاب هذه كلب هو أنا ينبح بأمرك بين كلاب الأرض، فهل ما بعد الكلاب أمساخ يكونها العاشق بسلفانا؟ ثديك الأمساخ، وبطنك، وظهرك! أنزل بثديك، وأرى وحل الحياة، أخرج من بطنك، وأرى دم الأشياء، أقذف على ظهرك، وأرى بأس الديدان. أطارد جسدك، فتوقعينني بقدمك في الشَّرَك، أبادلك الشر بالشر، أنا وأنت شر الناس، تشترطين عليّ الضعة طريقةً في العيش، وتضعينني في موضع الخطر.
- الآن وأنتِ لي، سلفانا، انتحب لاكي لوتشيانو، ها أنا في ظلكِ غريق ظلكِ، في مضيق الإيست ريفر سمكة هي أنا تختنق بأمرك وأسماك نيويورك، فهل ما بعد الأسماك المختنقة سمكة يكونها العاشق بسلفانا؟ ثديك الأسماك، وبطنك، وظهرك. أقطع شفتيّ على حلمتك، وأسعى لتحقيق هدف الانطفاء، أحطم أصابعي على بطنك، وتنهار البنيان، اغتصب الشياطين على ظهرك، وأكون في وضع دفاعي. أبحث عن جسدك، فيوليني ظلك ظهره، يعاملني ظلك معاملة الزائل من الوجود، كنتُ زوال المملكة قبل الزوال، وبعد الزوال الشكوك والضجر.
- لم أسيطر على أهوائي، اعترف جو أدونيس.
- سيطرت على أهوائي، اعترف فرانك كوستيللو.
- لم تعد لي أهواء أسيطر عليها، اعترف لاكي لوتشيانو.
- الصرامة لا تقبلها إلا الصرامة.
- الصرامة تقبلها الصرامة.
- لم تعد لي صرامة تقبلها أو لا تقبلها الصرامة.
- أظهرت ادعاءاتي.
- لم أظهر ادعاءاتي.
- لم تعد لي ادعاءات أظهرها.
- الأهواء والصرامة والادعاءات كانت أشياء للنفس ولا أشياء.
- أنفاس للنفس ولا أنفاس.
- أعباء، دون سلفانا أعباء.
- سلفانا!
- سلفانا!
- سلفانا!
- كانت هناك ثلاث سلفانا.
- انتهت الغربة الروحية ، وبدأت غرابة الذهن.
- كان علينا واجب التشارك في المسئولية.
- كنا ثلاثة وغدونا واحدًا.
- لصوننا من عثرات الحياة.
- فللضرورة أحكام.
أطل ثلاثتهم من النافذة، كان ليل نيويورك بين ناطحات السحاب أساطيل من الزنوج المبحرة، ولم يكن الزنوج شيئًا آخر غير النجوم. كانت النجوم السوداء تتلألأ كالماسات الشقراء، وتتنفس كالصدور البيضاء، وكانت الحلمات السوداء، الباحثة عن شفاه شهاب، لا تعرف النوم دون عناق. تفجرت الأسئلة في رؤوس الأصدقاء الثلاثة، فالرغبة كانت أقوى من كل شيء، أقوى من العلو، أقوى من الدنو، أقوى من الفناء. كانت الرغبة قدر الإنسان، والهوى قدر الشيطان، لهذا السبب كان هواهم المجنون بسلفانا. هواهم الملعون. لهذا السبب كان جرمهم المشئوم بسلفانا، ضعفهم العقلي، نكاحهم الخالد، فجسد سلفانا كان الليل الأبيض الذي لم تعرفه نيويورك، ولم تجهله مواخيرها. وبينا هم كذلك، انبثقت من قلب ليل نيويورك الأسود ثلاثة شهب على صورهم، وراحت أقدارهم تحترق هناك. ثلاثة أقدار كانت في الحقيقة قدرًا واحدًا، وثلاث ملاحم، وثلاث فواجع.

*

بعد أن أنهى الثلاثي المافيوي الإضرابات، باسم ماكبث، وبدد قوى المضربين، اجتمع جو وفرانك ولاكي، ودار بينهم الحديث التالي.
- دومًا ما كان ماك قدوة سيئة لنا، بدأ جو الكلام.
- منافس خطير، أكد فرانك.
- ومخادع مستقيم، أضاف لاكي.
- المشكل ليس تحرير أمريكا من الصينيين، المشكل تحرير أمريكا من ماكبث، عاد جو إلى القول.
- الإضرابات كنا من ورائها، ابتسم فرانك.
- دفعنا إليها ضد ماك، وأنهينا عليها بأمر ماك، ابتسم لاكي.
- للتقليل من الشعبية التي من الممكن أن تعلو بماك من جديد، وتعيده إلى البيت الأبيض.
- لتفادي ذلك، لا بد مما ليس بُدٌّ مِنْهُ.
- التحريض على الإضرابات، التحريض على الاضطرابات، التحريض على التمرد، التحريض على التفجر، التحريض على الفجور، التحريض على الموبقات، التحريض على المحرمات، التحريض على الجهل، التحريض...
- على الشر.
- دون تحفظ.
- كيلا نخطئ الهدف.
- ما لا يُدرك كُلُّه يُترك جُلُّه.
- كذا أو ما يزيد.
- سَواء بِسَواء.
- كما نشاء.
- مهما طال المَطال.
- الأمور متعلقة بنا.


يتبع المِصراع الثالث القسم الثالث



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماكبث المِصراع الثالث القسم الأول
- ماكبث المِصراع الثاني القسم الرابع
- ماكبث المِصراع الثاني القسم الثالث
- ماكبث المِصراع الثاني القسم الثاني
- ماكبث المِصراع الثاني القسم الأول
- ماكبث المِصراع الأول القسم الثالث
- ماكبث المِصراع الأول القسم الثاني
- ماكبث المِصراع الأول القسم الأول
- شهادات (15) دكتورة ندى طوميش
- شهادات (14) دكتور بركات زلوم
- شهادات (13) دكتور حسام الخطيب
- شهادات (12) دكتور سهيل إدريس
- شهادات (11) دكتور إحسان عباس
- شهادات (10) دكتور جان-فرانسوا فوركاد
- شهادات (9) دكتور محمد بلحلفاوي
- شهادات (8) دكتور جمال الدين بن الشيخ
- شهادات (7) دكتور أوليفييه كاريه
- شهادات (6) دكتور الأخضر سوامي
- شهادات (5) دكتور دافيد كوهن
- شهادات (4) دكتور جاك بيرك


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أفنان القاسم - ماكبث المِصراع الثالث القسم الثاني