أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - ستولد من أحبها من ضوء قمري أو من قدح














المزيد.....

ستولد من أحبها من ضوء قمري أو من قدح


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 1275 - 2005 / 8 / 3 - 11:28
المحور: الادب والفن
    


كريم سامي.. متى سنكف عن تبادل الكلام مع الميتين؟؟!!...


ما الذي يخبرنك إياه الفتيات الصغيرات
أولئك اللواتي أوقعن قلوبهن حين فتحن أول شباك
هل كنت حزيناً وأنت تهش أوقاتهن
هل ابتسمت وأنت تداري أعصابك كي لا يفضحك تقرحها
ثمة من أخبر الله انك تدل العطر نحو شفتي امرأة أحببتها
وأنها ذهبت بعيداً قبل أن تترك فرساً بينهما
ثمة من اخبره أيضاً أنك تعلق خيبتك إلى عنقك كجرس
وأن المجانين - أصدقائك - ما عادوا يكتفون بقرع الطبول في دمك
لقد أوقدوا نارهم ورقصوا على جثتك
كان حزنك شاحباً حينها
وظلالك لا تمتد لأكثر من خطوتين
فقط خطوتين
قبل أن تقرضها الكوابيس التي تتسرب من جمجمتك
ستنتزع الكثير من الكلام من تلك المقاعد التي يخلفها العشاق خلفهم في الحدائق أو في السينما – حيث يتبادلون القبل والدموع.....
ستفرك ظهر حكايتك جيداً
وحين تبحث عن تبرير ستنتزع خشبة من مسرح عمومي
ستنزل ستاره وتمشي في الطرقات بدراما ملائمة وتكفيك تماماً
سيخلع جارك الجديد رصانته حين يراك تكنس أوهامك في الليل
وحين يراك تصادق الحشرات وبنات الهوى وترفع قدحك للعابرين
سيعتقد لوهلة انك نبي أضاع أسلحته فتعفف
أو ربما أبن ليل خسر صوته فتناسوه
سيعتقد كثيراً قبل أن يجر تاريخه إليك ويوصد قلبك بحزن ثخين
سيكون عليك أن ترخي الظل كي لا يرتبك
أن تشعل سيجاره وتدهن الكلام بالنساء وحكايا الحبيبة التي غابت قبل أن تشبع من قُبلها
سيخلف في أعضائك وجعاً جاف
وبين عينيك سيعلق ذاكرة صارت حفرةً للموتى
ستتعب باكراً
وقبل أن يشيخ بالكلام ستفتح نافذةً للغناء وتبتسم
سيرفع نخبك
وستدخل عميقاً في ارتجافه
ستقول في الصباح:
كانت ليلة قاسية كالعمر!!!....
وفي النهار ستُشاغل الوقت بمتابعة النساء اللواتي يموهن الحزن بماكياج ثقيل
قرب الليل ستوقظ شهوتك لامرأة وقدح
وقبل أن تغيب ستفتح أوراقك كي لا يفلت منك شيء وأنت تعد للآخرين أخطائك
***
هذا الوقت مالح كفاية
والتكلف الذي ترتكبه كي تُشيع عنك رصانة لا تخصك انتهى دوره
سيهتز غياب ما قرب الكلام الذي يتبادله الناس عنك
والحنين الداكن - الذي كان معطفك – سيصبح جناحين لطير لا يشعر نحوك بالمودة أبداً
القمر لن ينير عتبة الباب مره أخرى
والخوف سيصبح دمية تنظر إليك بعينين لامعتين كلما أخطأت وأنت تعد ظلال الآخرين قربك
حزين هذا الصباح الذي سيطلع
لا العصافير تفكر بالعودة إليه
ولا البشر قرروا ما يكفي من البهجة
***
لم تكن حبيبه فقط
كانت حبل تعلق روحك عليه كي تجف كلما بللتك الوحدة
***
لم يخبرك صديقك الذي تحب انك أصبحت تثير قرفه
وان ما لديك لم يعد يكفيه
أصبحت فاشلاً كفاية
والمكايدات الليلية لم تعد تصلح سوى لتسليته
لقد أداره الغياب نحو شرفه أخرى
وأصبح يفتتح المساء بطريقه تليق بالناجحين حتماً
ليس هو فقط
الأصدقاء الآخرين أيضاً يعتبرونك عدو ضمني مجهز للتشفي
وبهذا فقط يمكن أن يتهموك علناً بأنك تستمتع بأهانتهم لأنك لم تفكر بنفس طريقتهم فقط
حزين هو الوقت الذي ينسرق الأن من بين أصابعي وأنا افتح قلبي ولا أجد سوى الدود
بعد قليل ساحب امرأة ما بالتأكيد
امرأة تولد صدفه
تولد من قدح أو من ضوء قمري
تولد فقط كي أحبها
سأحبها حينها وسأنسى أصدقائي واكف عن ابتكار أسباب غير مبرره للحزن
***
ليس لأني أحبها فقط
ولكنني لم اقتنع أن البشر يستطيعون الحب في وقت ميت
كيف يمكن لي أن اقتنع بأن الحب له فترة صلاحية
ينتهي بتغير الظروف
برغبتها بعدم رفع سماعة الهاتف
بوصايا الأصدقاء الذين يشددون دوماً على التأقلم
لا ادري
مازلت أحبها
وحتى تأتي تلك التي ستولد من قدح أو من ضوء قمري سأظل أحبها
حتى لو لم ترفع سماعة الهاتف...
***
لم تعد مختلفاً
صرت تشبه الكثيرين
أولئك الذين يكررون الكلام بسهوله
ولا يكفون عن توهم أن الآخرين ينصتون لهم
***
كنت سابقاً استمتع بأنني صغير في السن
كنت استغل ذلك وأقول كلام اكبر مني بالتأكيد
كان هذا يدفع الجميع للابتسام بإعجاب
يجعلهم يهزون رؤوسهم ويضحكون لي
ويتبادلون الحديث عني
الأن
لم اعد استطيع فعل ذلك
أصبحت أكبر بالتأكيد
أتكلم بشكل أقل
ولم يعد حديثي يطرب الحي
صار اقل وأسوء مما يتوقعه الآخرين
صار أقل مما أتوقعه أنا....
***
كنت أستدير حول نفسي في الغرفة المربعة
أشاهد ما يتبقى مني على الجدران التي ترمقني باستغراب
أفكر في كلامه:
- أنت طفيلي
* لست كذلك
- لا، أنت طفيلي.. تأكد من ذلك
* بالتأكيد لست كذلك أنا فقط أنام في منازل الأصدقاء
- لا تبرر.. أنت طفيلي ويجب أن تقتنع بذلك
ليس هذا شعراً بالتأكيد
إنها حكايا تتبادلها الظلال التي ترقص أمامك دون خجل
حين يصبح رأسك طبل من الصفيح
وأوردتك مشدودة مثل عروق الأشجار في الأرض

في غرفتي.. قرب نصف قنينة الويسكي التي أنهيتها
في الساعة 11.5 ليلاً
31/7/2005





#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب الاشتراكي اليمني وتشكيل تراث الخيبة
- المشاهد التي يُمكن أن أنتبه لها للحظة
- بطاقة تخصني وتتعلق بما أنا علية
- الرواية في فخ التجريب والحنين..واسيني الأعرج يأكل مصير أبطال ...
- مطلع أغنية جاز يغنيها رجل أسود.. وحزين
- محاوله في تلقي لغة لم تُجهز من خارجها..عن نص ( أكاذيب نونزاي ...
- بنية مغلقه.. و تحيزات جاهزة... عن المشهد الثقافي السوري
- الخفة كحاصل ضرب الشاعر برسائل الفتاة المراهقة
- هوامش ثلاثه عن انطفاء الرجل الذي غادر
- التفاصيل باعتبارها ملاحظات يكتبها الرجل الضجر
- عن التهديد بالقتل للصحفيين اليمنيين.. الإقصاء والعنف مفردات ...
- فن السينما... النشاط البصري كصناعة ثقافية
- طروادة فولفجانج بيترسن وإعادة كتابة الأسطورة بصرياً
- الحوثي وعلي عبدالله صالح... لصالح من تنهش اليمن؟؟؟
- أفكار في السماعية والنص الشعري
- الرئيس اليمني يهيج القوات المسلحة والأمن على المعارضة والصحف ...
- أغمض قلبك عن وشاية الريح
- مكسوراً كما تريد الملامة
- عن الوقت الذي يمضي فاخراَ ودون انتباه
- حيث لا ننتبه •• مكايدات لعزله ماهرة


المزيد.....




- في ذكرى رحيل فلاح إبراهيم فنان وهب حياته للتمثيل
- الفنان صبيح كلش .. حوار الرسم والتاريخ
- مرتديًا بذلته الضيقة ذاتها .. بينسون بون يُصدر فيديو كليب سا ...
- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - ستولد من أحبها من ضوء قمري أو من قدح