أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - أفكار في السماعية والنص الشعري














المزيد.....

أفكار في السماعية والنص الشعري


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 854 - 2004 / 6 / 4 - 04:47
المحور: الادب والفن
    


يُشكل الغنائي في النص الشعري بعد جوهري في وعي المتلقي/القارئ العربي
إنه عامل حاسم في تحديد الجمالية التي يتلقاها هو وبناءاً على جودة هذا الغنائي يتم تحديد الجودة بالمعنى الشعري لديه.. ان هذه السماعية التي تحدد الجودة تعتبر قضية مركزية وحيوية في وعي هذا المتلقي/القارئ وعبرها يتم فرز النصوص الشعرية إلى جيد وسيء ومستحسن أو مرفوض تماماً .هذا بالإضافة إلى مسألة المقولة الإخبارية التي يريد النص قولها والتي تعتبر مسألة مهمة أيضاً ولا يمكن إغفالها.
وهذه المسألة تأخذ حقيقتها من أن الشعر دائماً هو الصنف الأدبي العربي الذي يُفضل أن يتم الاستماع إليه أكثر مما تتم قراءته.. ومن ذاكرة عربية تتغني بالشعر كمنجز بلاغي وأخلاقي له سطوته.
أن الاشتغال الشعري العربي المعاصر يحرص مبدئياً وبشكل ما على كسر هذه المعادلة القائمة بين الشعر والسماع/الإخبار وخلق علاقة جديدة تتحدد بالشعر والقراءة/الأسئلة... لكن السؤال هنا هو حول الإمكانية في ذلك؟؟؟.
تأتي المشكلة أيضاً من أن الشعر هو نسق قيمة في الذاكرة العربية، أي انه ليس ضرباً من القول الجمالي الممتع الذي يمكن تلقيه ونسيانه.. إنه حاضر كذاكرة وكرامة وجملة أخلاق لا يجب ولا يمكن إهدارها ، ولذلك فالعلاقة معه تأخذ بعد مقدس( الم يقارن القرآن نفسه بالشعر حين أراد إثبات فرادته في أكثر من موقع).. وهو أيضاً مرتبط بالذاكرة الجمعية ضمن شرط واحد.. ضمن شرط الغنائية والموسيقى(وهما اللاعبان الأساسيان في مسألة السماعية).. وأي ابتكار للشعرية خارج هذا الشرط يقودها للرفض والتجاهل من قبل مجموع القارئ/المتلقي.. بل يصل الأمر إلى الاستنكار والإدانة والنعت بعدم الأدبية.
أن الشعر لدينا مرتبط بالبداوة.. البداوة التي تميل إلى التغني لكسر علاقاتها المحاطة بالجفاف.. فالشعر بموسيقاه وإيقاعه يخلق الرطوبة لدى هذه الذاكرة التي مازالت مسكون بصحراء البدوي وجلافته
أن مشكلة القصيدة اليوم إنها تحاول أن تكسر شرط ثقافي وليس شرط إبداعي مجرد فقط .. أي أن مسألة التجريب في الشعر ليست شبيهه بالتجريب في القصة والرواية.. لان هذه الأجناس الإبداعية البرجوازية الطابع تبدوا غريبة عن العربي ولهذا هو ليس عابئ بما يجري لها أو يتغير فيها، وهو أكثر تقبلاً لها بكل تغيرها. أما الشعر فهو معني به.. يفكر بمقولاته..وهذه مسألة مهمة أيضاً، فالشعر العربي القديم كان معني بالريادة.. إن الشاعر كان نبي ضمن جماعته.. أما اليوم فان الشاعر ينسحب إلى حيز اصغر.. انه معني بنفسه بأشيائه الصغيرة.. بالتوافه في الحياة.. لقد تخلى عن موقعه الريادي.. عن دورة في المدح والانتصار والهجاء لصالح النشيج والترميم الداخلي وتسجيليه تتوسل السرد أكثر من توسلها للغنائية والموسيقى. وهذه مسألة لا يستطيع تفهمها هذا المتلقي/القارئ الذي تعود على الشاعر والشعر في الصفوف الأولى حاملاً الراية ومناضلاً باسم الجميع
واعتقد أن ليس المتلقي/القارئ التقليدي هو من يفتش عن هذه السماعية.. مازال المتلقي الحداثي والشاعر الحداثي يشعر بحنين داخلي مضني .. ومازلنا نتبارى في جودة الإلقاء وقدرتنا على السحر خلف المنبر حتى لو كانت قصائدنا ونصوصنا لا تحتمل كشكل هذا الفن(الإلقاء) الذي يبتغي صنعه مختلفة غير هذه التي نشتغل عليها في نصوصنا . انه حنين يبدو شبيهاً بحنين الخاسر الذي يفتش عن صورة قديمة تشعره بالاطمئنان ويركن إليها حين يجد ان ما لدية لا يكفي للتعزية.



#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرئيس اليمني يهيج القوات المسلحة والأمن على المعارضة والصحف ...
- أغمض قلبك عن وشاية الريح
- مكسوراً كما تريد الملامة
- عن الوقت الذي يمضي فاخراَ ودون انتباه
- حيث لا ننتبه •• مكايدات لعزله ماهرة
- تذييل لخسارات قديمة .. ومتوقعة...
- يمن خارج سياق المدنية.. وخارج سياق الفعل
- تأملات سريعه في الحزب الاشتراكي اليمني .. والمؤتمر الخامس
- هل بدأت الدولة اليمنية تتخلى عن وظيفتها؟؟....


المزيد.....




- الشَّاعرُ - علاَّل الحجَّام- فِي ديوان - السَّاعَةِ العاشِق ...
- محمد الغزالي.. الداعية الشاعر
- تحقيق المخطوطات العربية.. بين إحجام العالم وإقدام الجاهل
- رواية -نيران وادي عيزر- لمحمد ساري.. سيمفونية النضال تعزفها ...
- فنانة تشكيلية إسرائيلية تنشر تفاصيل حوار خطير عن غزة دار بين ...
- مغني راب أمريكي يرتدي بيانو بحفل -ميت غالا- ويروج لموسيقى جد ...
- فنانو أوبرا لبنانيون يغنون أناشيد النصر
- 72 فنانا يطالبون باستبعاد إسرائيل من -يوروفيجن 2025- بسبب جر ...
- أسرار المدن السينمائية التي تفضلها هوليود
- في مئوية -الرواية العظيمة-.. الحلم الأميركي بين الموت والحيا ...


المزيد.....

- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - أفكار في السماعية والنص الشعري