أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - طروادة فولفجانج بيترسن وإعادة كتابة الأسطورة بصرياً














المزيد.....

طروادة فولفجانج بيترسن وإعادة كتابة الأسطورة بصرياً


ماجد المذحجي

الحوار المتمدن-العدد: 891 - 2004 / 7 / 11 - 08:32
المحور: الادب والفن
    


يقدم المخرج الألماني (فولفجانج بيترسن) في فيلم (طروادة) استعراضاً بصرياً هائلاً يعيد فيه إنتاج معارك وأحداث الملحمة الأسطورية الإغريقية (الإلياذة ) ولكن بشكل قد تعجز عنه الوقائع الأسطورية ذاتها والتي لا تمتلك إمكانيات هوليود!!!
الفيلم غني بعدد هائل من النجوم المتميزين مثل براد بيت في دور اخيليوس البطل الإغريقي اريك بانا في دور هكتور البطل الطروادي
.( وتدور أحداث الفيلم حول حصار الإغريق لمدينة طروادة بعد خطف الأمير باريس أمير طروادة(يلعب دوره أورلاندو بلوم) للجميلة هيلين(تلعب دورها ديانا كروجر) من زوجها ملك إسبارطة مينيلاوس مما يدفعه لشن الحرب على طروادة والتي يشارك فيها شقيقه الملك آجامينون بدافع الدفاع عن شرف العائلة ولكن كان دافعه الحقيقي هو السيطرة على طروادة وبحر إيجة لتوسيع إمبراطوريته وتقويتها.و كان من الصعب اختراق المدينة التي تتمتع بأسوار عالية أقامها ملكها الملك بريام (يلعب دوره بيتر أوتول) ولذلك يقرر أجامينون الاستعانة بأعظم المحاربين في عصره آخيليس (براد بيت) و يقوم و جيشه بمحاصرة مدينة طروادة لاستعادة الأميرة هيلين مدة عشرة أعوام إلى أن يقوم بعمل حصان ضخم خبأ فيه جنوده وبعد أن فتح أهل طروادة أبواب مدينتهم للحصان قام الجنود بداخله بالاستيلاء على المدينة.)

*في الصورة.. وما تعجز عنه الأسطورة:
إن الطابع الملحمي لنص الإلياذة وضع المخرج أمام تحدي واضح فكيف يمكن جعل الكاميرا السينمائية تقدم مشاهد مؤثرة وعنيفة وواسعة الإطار بحيث تلاءم الشكل الملحمي الذي تدور في الأسطورة ؟؟. إن هذا التحدي هو الذي جعل ميزانية الفيلم تصل إلى (175)
مليون دولار ونجح في تقديم إبهار بصري مدهش ومكلف للغاية: ديكورات عالية المستوى تحيلك بشكل مباشر إلى مناخ الأسطورة.. إخراج وإدارة متقنة للمعارك بين الإغريق والطرواديين( يبدوا أن هذه المعارك التي تجنب فيها المخرج إبراز الدم فيها بشكل فاقع لم تناسب نقاد هوليود فوصفوها"مثل مباريات الرجبي حيث يصطدم الجميع ببعضهم البعض") بالإضافة إلى موسيقى تصويرية من النوع الرفيع الذي يدخلك مباشرة في الحدث وتسرقك من محيطك. هذا إذا استثنينا الأداء الملفت لـ (براد بيت) و (اريك بانا) الذي لعبا دور أخيل وهكتور بالترتيب، وهو الأداء الضاغط جداً على الحدث والذي اختزل أحداث الفيلم إلى الصراع بينهما .

*عن النص والسيناريو... و ماتم التصرف به:
أسطورة الإلياذة لـ هوميروس هي واحدة من كلاسيكيات الأدب العالمي.. ولا يعتبر فيلم طروادة لـ فولفجانج بيترسن هو الأول الذي تناول هذا النص بل هو الأخير في سلسة ابتدأت بـفيلم "سقوط طروادة" الصامت عام 1911 مرورا بفيلم (الحياة الخاصة لهيلين الطروادية) عام 1927 وهو إنتاج ايطالي وفيلم (هيلين طروادة) عام 1956 من إنتاج وارنر براذرز وفيلم (حصان طروادة) الامريكى عام 1962 وفيلم (غضبة أخيليوس) الايطالي في العام نفسه. ولكت يأتي السؤال الصعب في مثل هذه النوعية من الأفلام التي تتناول قصص ملحمية عريضة: كيف يمكن اختزال أحداث (10) سنوات من الحروب والعواطف والصراعات الإنسانية والمواقف المؤثرة هي عمر الحدث الذي تتناوله الإلياذة واختزالها إلى حدث تتحرك فيه الكاميرا في ساعتين ونصف الساعة فقط.
الأمر مربك تماماً.. ويقود للفشل في كثير من الأحيان.. ولقد تلاعب المخرج هنا في النص الأساسي للأسطورة ولم يكن السيناريو مخلصاً للنص.. حيث عمد المخرج إلى التلاعب بالزمن والشخصيات لكي تتم عملية ردم الفجوات بين العمر الطويل للنص والعمر القصير للشريط السينمائي.لقد تركزت الأحداث على شخصية أخيل بشكل مركزي (ويبدوا النص و شخصية أخيل تحديداً تم تفصيلهما لصالح نجومية براد بيت تماماً) لقد تم التلاعب بالشكل الجماعي للحدث الأسطوري الذي جرى في طروادة ومعاركها وتم إغفال عدد كبير من أهم الأبطال الاغريقين الذي شاركوا في الحرب والذين كانوا اعمد رئيسية في النص الأساسي لصالح تركيز الضوء على أخيل وعلى صراعه اللاحق مع هكتور . هذا بالإضافة إلى أن الفجوات الزمنية هائلة في النص ولا توجد عملية وصل أو إشارات توضح القفزات الكبيرة التي قام بها المخرج بين الأحداث، ففجأة تنتقل الأحداث من بداية الحصار التي فرضه على طروادة إلى نهاية الحدث في الإلياذة حين يتم إدخال حصان طروادة الشهير إلى قلب المدينة والتي يتم بعدها سقوط المدينة بيد الاغريقين دون ربط يوضح للمشاهد هذا الانتقال!!.إن الأحداث معزولة عن بعضها فيل الفيلم وهذه واحده من أهم المأخذ التي يمكن الإشارة إليها في الفيلم.
ومن أهم امتيازات التعاطي مع النص الأسطوري في هذا السيناريو هو إعادة انسنة الشخصيات الأسطورية.. حيث تم عزل انتصارات هذه الأسطورة وأحداثها ومعاركها عن الالهه.. هنا الانتصارات يحركها الإنسان برغبته المشتعلة في الخلود وسعيه الدائم إلى نقش اسمه عالياً في الأبد الذي لا يطاله احد. لا احد مستثنى في الفيلم، الكل بشري يموت حين يصاب بالضعف، لا حين تتركه الالهه......

* هامش أخير:
الفيلم مليء بالامتيازات البصرية الممتعة تماماً بالإضافة إلى أن السيناريو يقدم في عدد من المقاطع لغة راقية وحوارات متقنة.. والفيلم يرضي مستويين من المشاهد: مشاهد يبحث عن الإثارة البصرية والمعارك.. ومشاهد يبحث عن تناول جديد لقصة رفيعة.


*أبطال الفيلم : براد بيت ، اورلاندو بلوم ، براين كوكس ، اريك بانا ، ديانا كروجر ، القصة : هوميروس ، الموسيقى : جيمس هورنر ، المصور : روجر برات ، المونتاج : بيتر هونيس ، المخرج : فولفجانج بيترسن ، المنتج : فولفجانج بيترسن - ديانا روثبون – كولين ولسن



#ماجد_المذحجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوثي وعلي عبدالله صالح... لصالح من تنهش اليمن؟؟؟
- أفكار في السماعية والنص الشعري
- الرئيس اليمني يهيج القوات المسلحة والأمن على المعارضة والصحف ...
- أغمض قلبك عن وشاية الريح
- مكسوراً كما تريد الملامة
- عن الوقت الذي يمضي فاخراَ ودون انتباه
- حيث لا ننتبه •• مكايدات لعزله ماهرة
- تذييل لخسارات قديمة .. ومتوقعة...
- يمن خارج سياق المدنية.. وخارج سياق الفعل
- تأملات سريعه في الحزب الاشتراكي اليمني .. والمؤتمر الخامس
- هل بدأت الدولة اليمنية تتخلى عن وظيفتها؟؟....


المزيد.....




- نيكول كيدمان تصبح أول أسترالية تُمنح جائزة -إنجاز الحياة- من ...
- روحي فتوح: منظمة التحرير الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطي ...
- طرد السفير ووزير الثقافة الإيطالي من معرض تونس الدولي للكتاب ...
- الفيلم اليمني -المرهقون- يفوز بالجائزة الخاصة لمهرجان مالمو ...
- الغاوون,قصيدة عامية مصرية بعنوان (بُكى البنفسج) الشاعرة روض ...
- الغاوون,قصيدة عارفة للشاعر:علاء شعبان الخطيب تغنيها الفنانة( ...
- شغال مجاني.. رابط موقع ايجي بست EgyBest الأصلي 2024 لتحميل و ...
- في وداعها الأخير
- ماريو فارغاس يوسا وفردوسهُ الإيروسيُّ المفقود
- عوالم -جامع الفنا- في -إحدى عشرة حكاية من مراكش- للمغربي أني ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ماجد المذحجي - طروادة فولفجانج بيترسن وإعادة كتابة الأسطورة بصرياً