أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - متى توقف عن معاملتكِ كأميرة؟














المزيد.....

متى توقف عن معاملتكِ كأميرة؟


عائشة خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 07:41
المحور: ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة
    


"والأمير أتجوز الأميرة وعاشوا في تبات ونبات وخلفوا صبيان وبنات" هكذا ننهي معظم الحكاية الخيالية التي نرويها لبناتنا، فنزرع في نفوسهن أن الصراع دائماً مع قوى الشر الخارجية، ينتهي بتغلب الخير على الشر، وما يلي تلك المعركة الحاسمة سعادة دائمة. ولقد ناهضت النسويات تلك الفكرة الساذجة التي تنتمي لعالم الخيال والأوهام ولا تمت للحياة الحقيقية بصلة، وهي بالتالي تفشل في إعداد النساء للتعامل مع واقع الحياة الزوجية في ظل النظام الأبوي الذي تنتفي فيه الضوابط المعيارية التي تضبط تصرفات الزوج، ومع اختلال ميزان القوة في العلاقة كثيراً ما تتعرض الزوجات للإساءة والعنف الجسدي والنفسي والمادي والمعنوي وحتى المالي.

ومن أشهر من كرس لتلك الأساطير الرومانسية مؤسسة ديزني التي تنتج أفلام يمتد تأثيرها (بفعل الآلة الإعلامية الجهنمية للمؤسسة) إلى أطفال العالم في شتى بقاع الأرض، ولذا فقد أولت النسويات مؤسسة ديزني ومنتجاتها اهتمام نقدي يمحص محتوى الأفلام ويشرح تأثيراتها السلبية المحتملة، وبدأت المؤسسة خلال العقد الأخير بالتفاعل مع هذا النقد، فطرأ بعض التغير الصحي على محتوى أفلامها. ومثلما تعاملت النسويات بالنقد البناء مع محتويات الأفلام، تعاملن بإيجابية مع التغييرات التي شهدنها وطالبن بالمزيد، وهكذا ترتقي الأمم.

وفي الآونة الأخيرة ظهرت فنانة تبدع تحت اسم مستعار هو "سانت هوكس" وتعمل على تفتيت المنظومات الخرافية الثابتة واحدة تلو الأخرى، كما تقول. وأحدث مشاريع سانت هوكس يتناول بشكل نقدي أسطورة "وعاشا في سعادة دائمة إلى الأبد" والمرتبط كما نوهنا سابقا بالحكايات الخيالية التي تشكل المادة الخام لأفلام ديزني. ولذا فقد استخدمت سانت هوكس أميرات ديزني مثل "سندريلا" و"ياسمينا" و"أريال" كموضوع مشروعها الأخير. فاستخدمت صورهن وأظهرتهن بعيون منتفخة زرقاء ووجوه دامية، وكتبت فوق تلك الصور عبارة قصيرة "متى توقف عن معاملتكِ كأميرة" وبخط أصغر قليلا كتبت في أسفل الملصق "مازال أمامك فرصة للخروج من تلك العلاقة". وتهدف سانت هوكس التوعية من خلال الملصقات بموضوع العنف الأسري.

ولقد حالف سانت هوكس التوفيق عندما اختارت أميرات ديزني للتوعية ضد العنف الأسري، حيث إن تلك الأميرات يشكلن الوعي لدى الفتيات منذ نعومة أظافرهن، مما يؤدي بمعظم الفتيات للحلم بالأمير الفارس الذي سيخطفها على حصانه الأبيض ويأخذها بعيدًا ليعيشا عيشة هنية إلى أبد الآبدين. وكما يخبرنا المتخصصون في دراسة العنف الأسري يبدأ الرجل المسيء علاقته مع فتاته على أتم ما يكون فيعاملها كأميرة، وعندما تبدأ الإساءة تظل الزوجة غير مصدقة لفترة طويلة لأنها مازالت متعلقة بتلك المرحلة الأولى التى عاملها فيها كأميرة تود عودة أميرها فارسها لسابق عهدها به، وترفض أن تقتنع بأن الإساءة هي الثابت، وأن مرحلة الأميرة هي الطارئ. ولذا فإن استخدام سانت هوكس لمثال الأميرة دقيق للغاية ويعبر عن واقع حالات العنف الأسري كما كتبت عنه النسويات المتخصصات فيه، ليس فقط على سبيل المجاز وإنما أيضاً بشكل حقيقي كما فصلنا.

مازال أمامنا الكثير من العمل الجاد في مجتمعاتنا الشرق أوسطية: بدءا من الاعتراف بانتشار العنف الأسري في الطبقات المختلفة بالمجتمع، إلى سن القوانين والتشريعات التي تجرمه، إلى تدريب العاملين بمؤسسات الدولة وخاصة أجهزتها الضبطية مثل الشرطة والقضاء للتعامل معه، مرورًا بإنشاء مؤسسات إيواء لمساعدة الناجيات من العنف، ومشافي للعلاج النفسي للأطفال الناجين من العنف الأسري، وقبل ذلك كله التوعية المجتمعية بتأثيراته السلبية على الزوجات والأطفال ومهاجمة الأساطير المؤسسة للصمت المجتمعي كما فعلت سانت هوكس، والتي هي بالمناسبة شرق أوسطية كما تعرف نفسها على موقعها على الإنترنت.






#عائشة_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحصانة المجتمعية للمتحرشين
- مسيرة استرداد الشارع ليلا
- الغناء لأم العيال
- قوانين جندر جديدة بفرنسا
- الفيموقراط: تجربة من استراليا
- وضع النساء في مصر على ضوء تقرير البنك الدولي
- التواصل ووضع المرأة
- التهميش الْمُركَّب للنساء في فيلم -صمت القصور-
- التغني بالخضوع يتخطى حاجز المليون!!!
- السم في -عسل أسود-
- النكات والتحرش
- العنف على أجساد متباينة
- درية شفيق والحقوق السياسية للمرأة
- الموضة والقيم الذكورية
- النساء والطعام
- العُصبة الوردية
- الفطنة العاطفية
- كاتب نسوي من الصين: لي شو-شين
- فرنشسكا دينيز نسوية من البرازيل
- نسوية من الهند: شريفة حامد على


المزيد.....




- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...
- دراسة: النساء أقلّ عرضة للوفاة في حال العلاج على يد الطبيبات ...
- الدوري الإنجليزي.. الشرطة تقتحم الملعب للقبض على لاعبين بتهم ...
- ” قدمي حالًا “.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة في الب ...
- دراسة: الوحدة قد تسبب زيادة الوزن عند النساء!
- تدريب 2 “سياسات الحماية من أجل بيئة عمل آمنة للنساء في المجت ...
- الطفلة جانيت.. اغتصاب وقتل رضيعة سودانية يهز الشارع المصري
- -اغتصاب الرجال والنساء-.. ناشطون يكشفون ما يحدث بسجون إيران ...
- ?حركة طالبان تمنع التعليم للفتيات فوق الصف السادس


المزيد.....

- جدلية الحياة والشهادة في شعر سعيدة المنبهي / الصديق كبوري
- إشكاليّة -الضّرب- بين العقل والنّقل / إيمان كاسي موسى
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- العبودية الجديدة للنساء الايزيديات / خالد الخالدي
- الناجيات باجنحة منكسرة / خالد تعلو القائدي
- بارين أيقونة الزيتونBarîn gerdena zeytûnê / ريبر هبون، ومجموعة شاعرات وشعراء
- كلام الناس، وكلام الواقع... أية علاقة؟.. بقلم محمد الحنفي / محمد الحنفي
- ظاهرة التحرش..انتكاك لجسد مصر / فتحى سيد فرج
- المرأة والمتغيرات العصرية الجديدة في منطقتنا العربية ؟ / مريم نجمه
- مناظرة أبي سعد السيرافي النحوي ومتّى بن يونس المنطقي ببغداد ... / محمد الإحسايني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف فكري وسياسي واجتماعي لمناهضة العنف ضد المرأة - عائشة خليل - متى توقف عن معاملتكِ كأميرة؟