أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية















المزيد.....

الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4509 - 2014 / 7 / 11 - 07:41
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



" الإنتحار هو ألم نفسي لا يُحتمل ، لذا ينتحر الناس للخلاص منه " ، بهذه الكلمات يوجز واحد من أهم ألباحثين في ظاهرة الإنتحار ، مصادره ألنفسية ، وهذا الباحث هو إدوين شنايدمان . لكن ما هو الألم النفسي ؟
حاول الكثيرون من المُنظرين ، وضع تفسير أو توضيح للألم ألنفسي ، لكنني في هذه العجالة سأُحاول تعريف الألم وتبعا لذلك الألم النفسي ،وبناء على نقاط الإتفاق بين المُنظرين (وهم كثر في واقع الحال )، يجري الحديث عن الألم كظاهرة مُركبة وذاتية والتي تظهر في عدة صور أو حالات ، وهذه الظاهرة لا ترتبط حصريا بمركباتها الحسية فقط ، وإنما تشمل أيضا مركبات نفسية ، معرفية (إدراكية )وعاطفية . والتعريف المقبول للألم ، بأنه مُعايشة (إحساس) شعورية غير لطيفة والمرتبطة بضرر جسدي حقيقي أو متوقع . الألم هو حالة نفسية رغم انه، وفي غالب الأحيان، يحدث بسبب وجود عامل فيزيزلوجي . وفي وقتنا الراهن يتم التعامل مع الألم من خلال مُركبات عدة تأخذ بالإعتبار الجوانب الحسية ، الإدراكية والشعورية .
والألم النفسي هو حالة أساسية ومُنتشرة ، ومصاحبة للتطور الإنساني ، منذ بداياته . ونتيجة للألم النفسي قد يصل الإنسان الى وضع يُحس فيه بالعجز التام عن فعل أي شيء ، مما يؤدي به وبهدف مواجهة حدة الألم النفسي ، الى القيام بأفعال ،تؤدي إلى تدمير الذات ، تبلغ ذروتها في محاولات الإنتحار أو الإنتحار الفعلي .
ولكن ، هل يُمكن قياس درجة الألم ؟؟ وتحويله من مجرد إحساس غير لطيف ، إلى رقم قابل للقياس ؟!
نعم ، يستعمل الطب البشري مقياسا من 1 إلى 10 ، يُحدد ألمريض وبناء عليه ، شدة الألم الذي يُحس به ، وهكذا وبنفس الطريقة حاول الباحثون في علم النفس ، بناء "استبيان قياسي " لحدة الألم النفسي ، وأطلقوا عليه ، أسم "إستبيان قياس حدة الألم النفسي " . وكان شنايدمان وأخرين ، هم من تصدى لهذه المهمة ، وبنوا استبيانا من 45 مقولة ، يتم تدريج كل مقولة على مقياس من 1 الى 5 ، تصاعديا حسب حدة ما ورد في المقولات . وللتوضيح فقط، فالمقولات تفحص "شعورا محددا " واحدا ،فعلى سبيل ألمثال ، هناك مقولة في الاستبيان : أشعر بأن لا أحد يرغب بي .. 1 غير صحيح بالمرة ...5 بدرجة كبيرة جدا ، وهكذا في بقية الإستبيان .
لم تأت هذه المقولات عبثا ، فكل مجموعة مقولات ، تفحص خاصية مُحددة للألم النفسي ، عند الشخص الذي يُجيب على الإستبيان ، وهي مجموعة من خاصيات (أو مميزات ) الألم النفسي ، وتم تقسيمها إلى مجموعات وهي 1. فقدان السيطرة ويصحبها شعور بالهزيمة المطلقة 2. الالم ثابت وغير قابل للتغيير (لا يتحسن )
3. المشاعر قوية ومُتناقضة ( بلبلة شعورية قوية جدا ) 4. إصابة الأنا ( لا أحد يحبني ، أنا شخص لا يريدني أحد ) 5.ألشعور بالغربة الداخلية (أنا لستُ أنا ) 6. بلبلة وصعوبات إدراكية 7. الإحساس بالجُمود (عدم القدرة على الفعل ورد الفعل ديناميكيا ) 8. الإحساس بالفراغ ألداخلي .
وبما أنني لا أريد أن أُزعجكم بالتفاصيل ، لكن وبعد إجراء "التحليل الإحصائي " ، لكل مقولة ، ولكل مجموعة مقولات وللاستبيان كاملا ، يتم تحديد درجة حدة الألم النفسي ومقارنته مع مجموعات مُقارنة أُخرى ، وإذا قاربت أو تجاوزت العلامة النهائية ال 4 نقاط من العلامة 5 وهي القصوى ،فهذا دليل على قوة الم نفسي حادة جدا .
الإستبيان كتقنية والألم النفسي كذلك ، هما شأن فردي ذاتي . لكن هل يؤدي وضع إجتماعي وإقتصادي صعب ، لدى مجموعات سكانية محددة الى أن يكون شعور المجموعة بالالم النفسي متشابه في حدته ؟؟ نعم ، فالفقدان لأحد الأعزاء يؤدي الى ألم نفسي شديد عند الجميع . فالأيتام من ألأطفال مثلا يشعرون جميعا بألم نفسي شديد وذلك دون فرق في الدين ، القومية أو الجنس .
وأنا سأُحاول لاحقا تطبيق هذه التقنية على حالة الشعوب العربية ومحاولة قراءة الحالة الإنتحارية التي تمر بها هذه الشعوب من منظور الألم النفسي ألعام ، وحدته وتأثيره على حالة التدمير الذاتي في الراهن العربي.
علما بأن هذه قرائتي الذاتية ، وهي ليست علما ، فالإهتمام العلمي كان وما زال مُنصبا على الحالة الفردية ،أو المجموعات الصغيرة ، لذا أستميحكم عذرا على جرأتي . كذلك لا أرى ضرورة لتشخيص الحالة العربية ، لأنها معروفة للجميع ...
وسأبدأ بكل واحدة من خاصيات (مميزات ) الألم النفسي ، وقرائتها من منظور الراهن العربي . والبداية ستكون مع : فقدان السيطرة والتي يصحبها شعور بالهزيمة المطلقة .
لا شك بأن الشعوب العربية لا تملك من أمرها شيئا ، ففي الصراعات السياسية ، الإقتصادية والعلمية ، ليس لها دور ، فالشعوب التي وقعت تحت نفس الظروف التي وقعت فيها الشعوب العربية ، خرجت من حالة "إنعدام ألوزن " إلى عملية إسترداد مصيرها وقيادة زمام أُمورها ، فالنمور الأسيوية ، ألهند ، الصين ، كوريا الجنوبية ، تُنافس اليوم وبجدارة ، العالم الأول على كافة الصعد العلمية ، التكنولوجية والإقتصادية .
فأنظمة التعليم في كثير من هذه البلدان ، التي كانت مُنتمية إلى العالم الثالث قبل عقود قليلة ، تحتل المراكز الأولى عالميا ( نظام التعليم في كوريا الجنوبية الأول عالميا ) ، مع أن مصر في سنوات الستينات من القرن الماضي تفوقت عليها في كافة المجالات .
وعلى الصعيد الأهم ، فإن الشعور العربي العام ، هو شعور بالهزيمة المُطلقة ، وخاصة الهزائم العسكرية المُتتالية أمام إسرائيل ، وأكبرها على الإطلاق ، الهزيمة المُدوية في حرب العام 67 .
العرب ، بزعمائهم وقياداتهم ، بيادق يُحركها "لاعبو ألشطرنج " الدوليين ، حسب مصالحهم ، والتي تتناقض دائما مع مصلحة الشعوب العربية . فهل "تغلغل " هذا الشعور بفقدان السيطرة على الحياة والشعور بالهزيمة المُطلقة ، إلى ذهنية الإنسان العربي الفرد ؟! سأتجرأ على القول ،بأن الشعور العربي هو ايضا شعور بالدونية ،التي نتجت عن تجذر الشعور "بعبودية " لسادة العالم ، فالعالم هو من يوفر( الغذاء والكساء) وكل متطلبات الحياة ، للعرب ، وبيده الأمر كله . إنها عبودية من نوع جديد ، عبودية شعورية ، تغلغلت وتجذرت في الوجدان العربي ،العاجز كليا عن الإتيان بأي شيء جديد .
نعم ، لا يُساورنا أي شك في ذلك ، فالفرد العربي والمجتمع العربي كذلك مهزوز الثقة بالنفس ، مهزوم ، وكلما حاول التغيير ، ينهزم من جديد ...
يتبع ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوباما ألواعظ ..!!
- ألأحزاب -ألعربية - في إسرائيل : قيادات بلا جماهير ..!!
- الأطفال الفلسطينيون ..لا بواكي لهم .
- ألعقل نقمة ..!!
- نتانياهو نصير الشعوب !!
- قيمة أخلاقية جديدة ...كراهية ألعرب .
- سلام الله على الأغنام ...مع الإعتذار للأغنام الحقيقية!!
- حماس وإسرائيل : تقاطع مصالح أم -حصان طروادة - الفلسطيني ؟؟!
- نجاحات داعش ..
- أُحرث وأدرس لبطرس..
- اللغة والوعي
- رمضان : ذكريات ، أزمات وحروب .
- ألمرأة في فتاوى أليهودية الأُرثوذكسية ..
- -علاج- الإلحاد..
- الإسلام ألسياسي وفن ألمراوغة ..
- ألأُنثى بين التبخيس والإستغلال في ألثقافة ألعربية ..!!
- -ومن ألحب ما قتل- ..مُهداة للأستاذ محمد حسين يونس .
- ألعائلة المثلية :جدلية أخلاقية ..
- بين ألكيفية وألماهية ..
- داعش تكشف العورات وتُمزق الأقنعة ..!!


المزيد.....




- -الطلاب على استعداد لوضع حياتهم المهنية على المحكّ من أجل ف ...
- امتداد الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين إلى جامعات أمريكية جدي ...
- توجيه الاتهام إلى خمسة مراهقين في أستراليا إثر عمليات لمكافح ...
- علييف: لن نزود كييف بالسلاح رغم مناشداتها
- بعد 48 ساعة من الحر الشديد.. الأرصاد المصرية تكشف تطورات مهم ...
- مشكلة فنية تؤدي إلى إغلاق المجال الجوي لجنوب النرويج وتأخير ...
- رئيس الأركان البريطاني: الضربات الروسية للأهداف البعيدة في أ ...
- تركيا.. أحكام بالسجن المطوّل على المدانين بالتسبب بحادث قطار ...
- عواصف رملية تضرب عدة مناطق في روسيا (فيديو)
- لوكاشينكو يحذر أوكرانيا من زوالها كدولة إن لم تقدم على التفا ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - قاسم حسن محاجنة - الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية