أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - في العالم الآخر














المزيد.....

في العالم الآخر


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 13:51
المحور: الادب والفن
    


كثيرا ما تراودني فكرة الموت أينما ذهبت .... في البيت .. الشارع ، حتى عندما أذاكر ، فأشعر بالخوف من الموت الذي به تنقطع صلتي بالدنيا، و،أذهب إلى عالم آخر لا أمل في العودة منه ، فينتظرني من سيحاسبني على أفعالي في الدنيا ،والتي لاأرضى عنها و ستقربني من نار جهنم وأخشى ما اخشي أن أموت فعلا .....!!!
وذات مرة وأنا أذاكر ألحت على هذه الفكرة مرة أخرى ، وقلبت في صفحات الكتاب دون أن أفهم شيئا ووجدتني أذهب بعيدا فانفصلت روحي عن جسدي، وصعدت إلى بارئها ، ليمتلئ البيت صراخا ونحيبا.. يا حبيبي .. يا أخويا .. مت في عز شبابك ... يا ابني ، وأنا أصرخ فيهم بأن يكفوا عن ذلك كله .. فذلك لن يعيدني إلى الدنيا ولن يغفر لي ذنوبي .. كفوا .. كفوا ..فصراخكم لا جدوى منه ... لا فائدة .. لن يسمعني احد .. ولأمت بغيظي ....!
وأثناء ذلك اقتحم الحجرة رجل ضخم الجثة يرتدى جلبابا أسود، ومن هيئته ، عرفت أنه الحانوتي جاء يغسلني ويهيأنى لحياتي الجديدة ،وأخرج النسوةاللائى بالحجرة كي ينفرد بى، و وجردني من ملابسي، ونادي على من بالخارج أن يحضروا له الماء ... وكم تمنيت أن يكون الماء دافئا حتى لا يصيبني البرد، واندفعت أمي صوب الباب ومعها الطست والإبريق واللفائف التي يسمونها كفنا,ليهيئونني إلى مثواي الأخير ...! وتركت أمي هذه الأشياء وانصرفت مسرعة وهى تكفكف دموعها، ومرر الحانوتي يده الناعمة على جسدي النحيل ،وراح يبلله بالماء البارد وأنا أكتم صرخاتي لئلا ينزعج ،وأحضر اللفائف البيضاء التي سيكفونني بها حتى انتهى، وتركني ملفوفا كالمومياوات الفرعونية، وأصبح جسدي كله مشلولا لا حراك ... ودخل حاملو النعش ليضعونني داخله, وأغلقوه على فكدت أختنق وشعرت بالنعش يرفع إلى أعلى.. وأسمع كل ما يدور حولي من همسات وهمهمات، وهم لا يشعرون بى ...وصراخ .. عويل .. بكاء ..يا حبيبي ... يا حرام مات في عز شبابه ... وهم يغيطوننى .... فكل ذلك لن يفيد..أدعو لي أيها الأوغاد ...!! فصفحتي ليست بيضاء يكاد يغطيها السواد...!! ووصلوا بى إلى الخارج ... واجتمع الناس من كل فج ليشيعونني إلى مثواي الأخير، وردد الممطيبون... الدايم هو الدايم ولا دايم غير الله...وساعتها شعرت بالطمأنينة...ولكنني سمعت أحدهم يدعو على بعدم الرحمة... الله لا يرحمه ..لقد كان سيئ السمعة ،أيها الأحمق ماذا فعلت لك لتدعو على...؟ أحتاج إلى الرحمة.... لو بيدي لخرجت من النعش ودققت عظامك .....!!!
واقترب الموكب الجنائزي من المقابر، فلتدق الطبول ،ولتعل الصيحات كي تستقبل سليل الفراعنة العظام، وأخذ يجوب بين المقابر ،وقلبي يدق وأسناني تصطك ببعضها البعض وأمواج بطني تتصارع، فيخيل للمشيعين بأن النعش يهتز حتى وصل إلى مقابر الأسرة ، وأنزل النعش على الأرض وأخرجوني من النعش وقذفوا بى داخل القبر ، وشعرت بمن يتحسس جسدي فعرفت انه اللحاد00 واندفع خارج القبر ليسده على تماما ،وحانت اللحظة الحاسمة وأصبحت وحيدا في بيت الوحشة ،وتركوني أواجه مصيري ....! وصرخت .....!!! لا... لا تتركوني .... أكاد أختنق .. سأموت...كيف سأموت... ؟وأنا بالفعل ميت ....أنتظر منكرا ونكيرا.... ماذا سيحدث... هل أستسلم لمصيري... إنه الموت ... ولا فكاك من هذا المصير......!!
وفجأة استيقظت وتنبهت لصوت أمي التي تناديني من الخارج لأتناول وجبة الغذاء .... وحمدت الله أنني حي ... وما مضى كان حلما ......!!!!



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من مفكرة عامل مصري في حفر قناة السويس
- فن الإلقاء -3
- فن الإلقاء -2
- فن الإلقاء - 1
- فن التمثيل والممثل -2
- فن التمثيل والممثل -1
- المسرح في القرن العشرين
- المسرح في القرنين السابع عشر والثامن عشر
- المسرح في القرن التاسع عشر
- مسرح العصور الوسطي وعصر النهضة
- فلكلوريات من ذكريات الطفولة في رمضان
- فلكلوريات الميلاد والختان في الريف المصري
- فلكلوريات الموت في الريف المصري
- من فلكلوريات الزواج في الريف المصري
- من فلكلوريات الاحتفال بالمولد النبوي الشريف في قرية مصرية
- تطور الفن المسرحي في مصر
- النص المسرحي وأساليبه
- نشأة الفن المسرحي
- النزعة الإنسانية عند سارويان
- رزق الله حسون الأرمني


المزيد.....




- دعوات من فنانين عرب لأمن قطر واستقرار المنطقة
- -الهجوم الإيراني على قاعدة العُديد مسرحية استعراضية- - مقال ...
- ميادة الحناوي وأصالة في مهرجان -جرش للثقافة والفنون-.. الإعل ...
- صدر حديثا : كتاب إبداعات منداوية 13
- لماذا يفضل صناع السينما بناء مدن بدلا من التصوير في الشارع؟ ...
- ميسلون فاخر.. روائية عراقية تُنقّب عن الهوية في عوالم الغربة ...
- مركز الاتصال الحكومي: وزارة الثقافة تُعزّز الهوية الوطنية وت ...
- التعبيرية في الأدب.. من صرخة الإنسان إلى عالم جديد مثالي
- يتصدر عمليات البحث الأولى! .. فيلم مشروع أكس وأعلى الإيردات ...
- المخرج علي ريسان يؤفلم سيرة الروائي الشهيد حسن مطلك وثائقياً ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عطا درغام - في العالم الآخر