أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيومي خليل - محمد أبو خضير ومؤتمر شبيبة لشكر















المزيد.....

محمد أبو خضير ومؤتمر شبيبة لشكر


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محمد أبو خضير و مؤتمر شبيبة لشكر
الكاتب : سيومي خليل
-------------------------------
يأخذه إثنان بعنف واضح ،حجمه الضئيل نصف حجم واحد منهما ، يمددانه على الأرض كقطعة قماش بالية ،ويتناوبان في ضربه كهر صغير لا يعرف ما يحيط به ، يغيران أدوارهما في المعركة، فمن كان يرفس الرأس بتلذذ ينتقل إلى أسفل الجسد ، ومن كان يطأ البطن بنشوة يتمركز ضربا في الرأس ، ثم بعد ذلك يحرقانه، هكذا بكل بساطة يشعلان النيران في جسد حي لشاب يشبهني ويشبهك ويشبه الجميع : ليس الحكي مني فلما هتشكوكيا على الإطلاق ،على الإطلاق ليس خيالا مريضا ، إنه صورة حية لما قام به مستوطنان إسرائيليان ضد الفلسطيني الإنسان محمد أبو خضير .
قربان قُدم محمد أبو خضير في مذبح الزيف الحجري ، علَّ هيكل سليمان المجيد والخرافات العميقة الزائفة تخفف جراح الوهم الذي يحمله العبراني .
العبراني هذا شخص ليس مفروض عليه ان يمتثل لشيء ، فمادام داخل الكنيس التي يتعبد فيه تقدم أدوات السحل ، وأسفار الإقصاء ،وتراتيل قوة شعب الله المختار ، فلما عليه أن يفهم شرعية الإنسان والإنسانية ، ولما علينا أن نطلب من حقيرين - مستوطنين ليس على أرض فانية، بل مستوطنين في الوجود نفسه ، لما علينا أن نطلب منهما الرحمة ،وهما اللذان لم يعرفا شيئا مثلها .
لا أظن الفلسطيني محمد أبو خضير طلب الرحمة من القاتلين ، أو أنه طلبها من قيادته الفلسطينة العرجاء والعميلة ، أو انه طلبها من أمة تتناحر مع بعضها في العراق وسوريا واليمن ؛ الكل مشغول بتصفية حساباته الخاصة ،وبترتيب أوراق الرئاسيات الجديدة ،والخلافات والإمامات الآتية سواء على سفينة التزوير أو على سلاح كلاشينكوف ودبابة واربيجي..
لا أظن محمد أبو خضير ،وهو يَشْتم شواء جسده النحيل ، بعد ان آنهالا عليه الحيوانان القاتلان جزا بالسكاكين ورفسا بالأرجل ، فكر أن ما يقع له من تعامل وحشي ولا إنساني ، سيغير من القلوب الجامدة لرؤسائنا ومسؤولينا وأمرائنا الأحبة .
محمد ابو خضير كان على يقين أنه سيذهب ، وسيخلف وراءه ضجة لأيام ، وستبكيه القلوب الحائرة ، لكن لا أحد سيستطيع أن يأخذ في غيبته حقه المهضوم ، لا أحد سيفكر أن من أُحرق هو جسد وروح وذات وليس قطعة قماش بالية .
يحرق أبو خضير ، وتحرق حركة حماس حركة فتح ، وتحرق حركة فتح حركة حماس ،ويصيحن ؛ وا معتصماه ...ومن معتصماه هذا ؟؟؟؟. معتصماه في هذا العصر هي* الشرعية الدولية العرجاء* ،والتي تتعامل بمنطق الأضداد ،ولا ترى كل ما يجب أن ترى ، وتتدخل وفق المصلحة العالمية للإمبريالية المتوحشة .
المضحك ، أننا دائما ما نتبجح بإبادة إسرائيل .ومن نحن الذين نتبجح ؟؟؟. من تتبجح بإبادة إسرائيل هي بلدان تفتقد فيها أبسط شروط الديمقراطية ،تدعي أنها ند لإسرائيل ؛ تقف حبيبتنا المملكة العربية السعودية كي تؤدب إسرائيل ،وهي البلد الذي ما زالت النساء فيه يحرمن من السياقة ،والذي لا تقع فيه انتخابات ،والذي رغم غناه فيه دور صفيح وفقر والكفيل وغيرها... ومصر بنت على أرضها سور لحصار غزة من أجل عيني الجميلة إسرائيل ... قطر الدويلة الخرم والثقب في الحائط لا مشكل لسادتها مع حرق المواطن الفلسطيني إلا إعلاميا ...
كما العادة ، لاشيء يمكن أن يقع للمستوطنين ، سيأخذ القضاء بأذنيهما ، وسيخبرهما : كلب وراح ...إستمتعوا ياشجعان .
كنت دائما ما أشبه حركة فتح الفلسطينة بحزب الاتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية المغربي ، فتاريخهما معا حافل بالثبات على ما تم تسطيره من أهداف ، وهما معا ،مع اختلاف في النسبة، قدما الكثير ، الأول خاض حربا مصيرية مع عدو مستوطن يلم سياسته داخل قداسة دينية ، والثاني خاض نضالا من أجل تحسين ظروف شعب أبي ؛ لكن ماذا بقي من هذا التاريخ ؟؟. لاشيء على الإطلاق ، فلقد أفلس النضال ، وأفلس الثبات على المبدأ ، وأفلس المواطن في هذه الرقعة من الجغرافيا نفسه ، فما عاد يهمه أن يفكر أصلا .
حركة فتح ،ورغم أن الفلسطيني محمد أبو خير حرق في نصف البلد الذي تحكمه الحركة ، لم يتحرك إلا كما تتحرك إمرأة عجوز تزن أكثر من قنطار ، بل الأكثر أن الرئيس أبو مازن لم يكن على علم ودراية بما وقع . إذن لينصرف أبو مازن ، ولتنصرف حركة فتح ،وحماس ،والجهاد إلى الجحيم ، فهؤلاء لم يحترموا حتى أنفسهم ،وخاضوا معركة تقسيم فلسطين -الترتة -الحلوى -والكعكة مع بعض ، فهل سيتخلون عما مُنحوا إياه من أجل جسد محمد أبو خضير ؛ فليذهب جسد الشهيد ولتبقى كلمة الشهيد كي يتاجروا بها .
أما حزب الإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية بالمغرب ، وإن كان لا يرتبط ارتباطا مباشرا بموضوع نقاشنا في هذا المقال ، إلا أنه من ناحية معينة يهمه موضوع حرق محمد أبو خضير أكثر من كل الأحزاب المغربية ، وذلك لأن الحريق يوجد في جسده ، فجسد الاتحاد الإشتراكي هو الآخر يحترق ، مع فارق بسيط ،هو أن مستوطنين من نوع آخر هم من سببوا في حرق جسد الاتحاد ،مستوطنون -حثالة - وأغبياء تسلقوا السياسة ،وناموا تحت ظل دوحة القبيلة الحزبية التي تحول لها هذا الحزب التاريخي .
لم ينعقد مؤتمر الشبيبة الإتحادي في بوزنيقة، لأن الضرب والجرح واستعمال أدوات الكرومجين ورفس الأعضاء بعضهم بعضا وقذائف السب والشتم كانت هي اللغة التي يتم التواصل بها ،والتي يتم اللجوء لها لحل ما يمكن حله من خلاف واختلاف وشقاق ؛ هل مثل هذا الحزب والذي هو نسخة لكل الأحزاب في دولنا الممتدة من الماء إلى الماء -كما سماها الماغوط - يمكنه أن يهتم لحرق محمد ابو خضير ، ويذبج على سبيل التضامن بيانا ناريا يدين فيه الجرم اللا إنساني ؟؟؟ هل هذا الحزب ،والذي يعتبر من أحسن الأحزاب وأعرقها بمعايير السياسة الحالية والواقعة تحت السكتة القلبية ،يمكن الاطمئنان إليه ؟؟؟.
من الممكن أن يكون محمد ابو خضير بيننا ، فالضرب موجود ،والرفس موجود ، وعصي الأمن تلاحق الطلبة وغير الطلبة،والتعذيب قائم في مخافر مخصوصة وسجون معينة ، الحرق هو الغائب ، لكن المواطن المغربي يحرق كل يوم معيشيا ، يحرقه التعليم الفاشل ، يحرقه التطبيب المريض والمعلول والمصاب بالشلل ، يحرقه اختلاف الاجور المهول ، تحرقه أشياء كثيرة ؛ فهل مثل هذه الأحزاب قادرة على رعايته ؟؟؟ .
الجميع متشابهون ، سواء كانوا في فلسطين أو سوريا أو العراق أو مصر أو المغرب ، أحزاب لها نفس العنوان ؛ تشرعن الفساد والمشي على المواطن ...



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الياغورت والموت السياسي
- الاستعباد الاجتماعي والاستعباد
- أناقة الصعاليك
- بين الصوم الصحي والصوم التعبدي
- جحود
- منكم داعر ومنا داعر .
- النفي المنهجي أو عدمية نيتشه
- صورة وطن في منفى شاعر ٍ
- اقسم باليسار
- سيجارة آخرى مع الماغوط
- المرجو اعتقالي
- يمشي كأنه يحلق
- بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي
- بشار بن برد في مسيرات فاتح ماي .
- فرنكشتاين ينتقل من بغداد إلى الرباط
- أوصاني
- الجامعة والقتل وسوء الفهم .
- الهندام الديني
- صناعة المعتقد
- *لحسانة بلا ما * والإنتحار


المزيد.....




- عاصفة رملية شديدة تحول سماء مدينة ليبية إلى اللون الأصفر
- واشنطن: سعي إسرائيل لشرعنة مستوطنات في الضفة الغربية -خطير و ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من استهدافه دبابة إسرائيلية في موقع ال ...
- هل أفشلت صواريخ ومسيرات الحوثيين التحالف البحري الأمريكي؟
- اليمن.. انفجار عبوة ناسفة جرفتها السيول يوقع إصابات (فيديو) ...
- أعراض غير اعتيادية للحساسية
- دراجات نارية رباعية الدفع في خدمة المظليين الروس (فيديو)
- مصر.. التحقيقات تكشف تفاصيل اتهام الـ-بلوغر- نادين طارق بنشر ...
- ابتكار -ذكاء اصطناعي سام- لوقف خطر روبوتات الدردشة
- الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة على جنوب لبنان


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيومي خليل - محمد أبو خضير ومؤتمر شبيبة لشكر