أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيومي خليل - جحود















المزيد.....

جحود


سيومي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 4494 - 2014 / 6 / 26 - 08:30
المحور: الادب والفن
    



جحود
*كتبت يوم 3 من شهر يناير من سنة 2014في أحد فنادق مراكش في منطقة باب دكالة *
-------------------------
ليس هناك من داع لاتهامي أيتها السيرينات بالجحود ، فلم أكن يوما ناكرا للجميل ، لأني لم اتلق جميلا على الإطلاق ، وبإستثناء عائاتي الضيقة فلا فضل لتراب الأرض في نموي، ولم تروني السماء بمطرها ، والشمس كان لهيبها لافحا بشكل لا يطاق ، فلا تتهميني أرجوك أيتها السيرينات بالجحود .

ما معنى أن أكون جاحدا ؟؟؟.

هذا سؤال من لا سؤال له ، وأنت أيها السائل ، بقدك غير المفهوم ،وبنظرتك المستهزئة ، لا ترى في المقهى إلاي أنا ،كأنك منشغل بالتحقيق معي ،وكتابة سرد طويل عن عمري القصير .

من تكون يا أنت ؟؟؟؟ أيها السائل من أنت ؟؟؟ أ أنت أنا في تجويف نفسي معين ؟؟؟ أ أنت أنا في لحظة نقد ذاتي ظالم ؟؟؟ أ أنت الآخرون الذين يريدون إقناعي بأني كائن جاحد ؟؟؟ من أنت ... كي أعرف كيف أجيبك ،وكيف اتهمك ، وكيف أنظر في عينيك المستهزئة . من أنت كي أقول لك جحودك الذي تريد أن تخفيه وراء جحودي .

لنبدا يا اأت منذ لحظة تبرعم الوجود داخلي ...

نعم ... نعم ...أقصد الوجود النفسي تحديدا ، فوجودي البيولوجي لا شأن لي به ، لم انتبه إليه يوما ، ولم أوليه أي اهتمام مضاف .

لنبدأ منذ لحظة إحساسي بذاتي ،وحمل سكين المقارنة كي أجز بها شراييني .منذ هذه اللحظة بدأت أعرف الموضع النفسي الذي أحتله ؛كنت عالقا بخيوط بيت العنكبوت كذبابة صغيرة ، أتوق لطعم الحب ، فيتلقفني طعم الكره . هكذا وبدون أي إنذار بدأت صفارات الخطر تحذرني من الإقتراب كثيرا ، فالخط الأحمر الذي يمتد على جانب الحب كان واضحا بشكل مثير ،كأنه يقول لك ممنوع الإقتراب خطر الحب ... لكني رغم ذلك أحببت ، لكن هل أُحببت حقا ؟؟؟ سؤال لم أفكر في الإجابة عنه ، لأن سوء حظي قادني أن أعرف الحب الصوفي ،وهو عطاء دون أخذ ... يا لهذا الهراء العظيم ،من منا يعطي دون أن يفكر في الأخذ ...من ؟؟؟

أجيبك أيها السائل عن الذي أخطأ أولا ، أنا أو الحب ؛ كلانا في الحقيقة أخطأ أولا ،وفي نفس اللحظة ،حتى بدى أن الخطأ واحد ، ففي اللحظة التي ظهر لي فيها الحب إمتنع أيضا .

أذكر جيدا أيها السائل الحوار التالي :

أنا : كنت أراك دائما .
هي : وأنا ايضا .
أنا : لا اأنكر أن قلبي كان يصير له كلام مخالفا حين أراك.
هي :كيف ذلك ؟؟؟
أنا : يبدأ بالحديث بلغة آخرى ، ربما هي لغة الإشارات كما سبق وقرأت ، يبدأ بتقديم رموز ،وتفكيكها ...
هي : هل هذا نوع من السحر أم ماذا ؟؟؟
انا : لا أعرف تحديدا ،ربما هو سحر ، أو ربما لغة لم يسبق لي أن عرفتها ،وربما هو أكثر من ذلك .
هي : لكني لا أفهم ماذا تريد مني ؟؟؟
أنا : نفس ما تريدينه مني ...

هنا ، رفع الكلام ،وماتت اللغة ، لقد منحتها دور الربان حين أردتها هي من تجيب ، وفي مثل هذه الأمور تفضل المرأة أن تكون مجرد راكبة ،مستمتعة بالمناظر التي ينتقل إليها الحديث ،ويمر عبرها .

أخطأت، لأني ببساطة مغفل ، ولأن الحب مظهر آخر للغفلة .

هذا الفيض العظيم من الإيمان سيبدأ بالتربع في في أركاني ،لأن لا إيمان في الخارج ، ولا كفر هناك ، فقط رسوم وشهود ...

من تراه يحدثني عن كم الصفعات المباغتة التي تلقاها في حياته ؟؟؟. أنت أيها السائل ، أظن أنك لا تجرؤ. أنا سأحدثك عنها ، وسأحدثك عن كيف يصير الإيمان والكفر بعدها .

تعرف أيها السائل كيف ينظر إلى من يعالج المجروب ؟؟؟ ... لا ... ليس هذا هو الجواب . ينظر إلى من يعالج المجروب بنفس طريقة النظر إلى المجروب نفسه ،مع فارق بسيط ، أنه في الحالة الأولى طبيب ، وفي الحالة الثانية مريض . لم تفهم قصدي؟؟ أعرف ذلك ، فكل ما تجيده أيها السائل هو إتهامي بالجحود، لكنك لا تعرف إطلاقا كيف تقنعني بأني جاحد . لقد كنت معالجا للكثيرين ، لكني للأسف لم أعالج نفسي المريضة ، أظن أني لم أهتم بعلاج نفسي ، ربما كنت أعتقد أن الإقتراب من نفس الآخرين سيقربني إلى نفسي أكثر . لكن العكس هو الذي وقع ، ففجأة وجدتني خاضعا لخليط من أمزجة الآخرين ، ولا أستطيع أن أستبين مزاجي . كي اشرح لك اكثر أيها السائل ، لقد كنت فرحا لفرح الآخرين نوحزينا لأحزانهم ... أظن أني لم أعش الحالات النفسية الخاصة بي إطلاقا ، أو أني عشتها مغطاة بحالات الآخرين النفسية ،وهذا هو الأرجح . لقد كنت مثل لص ينتظر أمزجة الناس كي يسرقها لتصبح مزاجه هو ... كم هذا سخيف أيها السائل .

أكثر من ذلك أيها السائل أن اللغة لم تخيب ظني فيها حين أردتها أن تكون بلسما لجراح الآخرين ، لكنها لسبب ما لم تكن بلسما لجراحي أنا ،؛هل لأني كنت أعرف فراغها ؟؟؟ أم لأنها كانت عاجزة عن تغطيت جراحي ؟؟ . أسألك أيها السائل : هل فكرت أن تضع اللغة ضمادا لجراحك ؟؟؟ أكيد نعم ، فمثلك لا يحتاج إلا لبضع كلمات إطراء ،ومدح ،وغزل ،كي تندمل جراجه بسرعة ... لا تعاندني أيها السائل ، فأنا أعرف حقيقة الناس ،وأعرف أنك من هذا النوع من الأشخاص .

لم تكن اللغة لتفعل شيئا لجراحي ، ليس لأن جراحي كثيرة ، لكن لأن علاجها ليس هو عقار اللغة ، فمجموع الكلمات الطيبة ،والجميلة، والعبارات الأنيقة التي قيلت في حقي ،كانت تجعلني غير راض على نفسي أكثر .

هنا بإمكاني أن أجيبك أيها السائل عن الشخص الوحيد الذي مارست الجحود ضده ، إنه أنا بكل تأكيد ؛ فلكثرة جحودي في حق نفسي منعتني من الفرح بكلمات الفرح التي تقال في حق نفسي ،ولم أعط لنفسي حق الإنتشاء بعبارة إطراء واحدة ... لقد كان هناك شخص يقبع داخلي يحذرني أن كل ما أسمعه من مديح ، هو في الواقع ليس في حقي ... إذن هو في حق من أيها اللعين داخلي ؟؟؟.

هذه اللغة العلاج والبلسم منعتها عن نفسي بأمر خاض ومشدد ،فماذا بقي أيضا ليتم وجودي النفسي الخاص ؟؟؟ آه ... إنها الإيمات .

أمر غريب أيها السائل خص الإيماءات ،فلولعي الشديد بتأويلها ، لم أكن انتبه إليها في حد ذاتها ، إنما أسرح مع التفسيرات العميقة لها ،والتي رغم علمي بخطئها ، إلا أني كنت مولعا بها ؛ ربما ميلي السابق لعلم النفس هو ما جعل لي هذه الهواية الغريبة .

ليس الأمر بمهم حين يتعلق الأمر بتأويل الإيماءات والسكنات ، فهو على كل حال أمر يجعل الذهن أكثر إتقادا . سيزداد الأمر رعبا حين سأميل إلى تأويل كل الايماءات بما لا يناسب مدح النفس وتمجيدها ؛ أيعقل أن أؤل ابتسامة فتاة لي بأنها في غير صالحي ، وبأنها سخرية مني ؟؟؟ أيعقل أن أؤل كلمة شكر واضحة بإنها تخفي كلمة ذم وسب مضمرة ؟؟؟.

إسمع أيها السائل هذه الكلمات التي تحمل منتهى الجحود في حق ذاتي ... هيا قل شيئا يا إبن اللعبنة . هل ما رست أنت مثل هذا الجحود في حق نفسك ؟؟؟ أكيد لا ... لأنك تمارس جحودا ضذ الآخرين الذين لم يصدر منهم اتجاهك أي ذنب ،والذي يغنيك عن جححودك لنفسك .

أنا ، يا إبن اللعينة ،مارست الجحود الأعمق ،والذي أعماني عما دونه ، فلا فضل أكسبه بجحود الآخرين ، بل أعتبر الفضل منتهى الخسارة ، لذا لم أنس أحدا ممن أحسن أو أساء لي على حد سواء ،ولم أحمل رصاصات الإنتقام في جيب الجينز الأسود ،ولم أبث في عيني شرارة الحقد . لقد كنت أذكر الجميع كأنهم للتو إنتهوا من تصرفاتهم اتجاهي ،ورغم ذلك ابتسم في وجوههم ...فعن أي جحود تسأالني أن أحدثك عنه ؟؟؟. لم تكن تتوقع اني سأحدثك عن جحود من نوع خاص جدا .



#سيومي_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- منكم داعر ومنا داعر .
- النفي المنهجي أو عدمية نيتشه
- صورة وطن في منفى شاعر ٍ
- اقسم باليسار
- سيجارة آخرى مع الماغوط
- المرجو اعتقالي
- يمشي كأنه يحلق
- بنكيران يستدعي الحجاج بن يوسف الثقفي
- بشار بن برد في مسيرات فاتح ماي .
- فرنكشتاين ينتقل من بغداد إلى الرباط
- أوصاني
- الجامعة والقتل وسوء الفهم .
- الهندام الديني
- صناعة المعتقد
- *لحسانة بلا ما * والإنتحار
- دراسة سيوسيولوجية لظاهرة التشرميل
- أنت أيها الطائِرُ لا تطير
- إنتحار الأمل
- الإنسان الديانة التي تسعى إليها الفلسفة
- لما نحب التخيل ؟؟؟


المزيد.....




- وفاة المخرج ميشائيل فيرهوفن وساسة ألمانيا يشيدون بأعماله الف ...
- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سيومي خليل - جحود