أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - درويش محمى - دولة كردستان اكثر من حلم














المزيد.....

دولة كردستان اكثر من حلم


درويش محمى

الحوار المتمدن-العدد: 4506 - 2014 / 7 / 8 - 08:16
المحور: القضية الكردية
    


الحرب الطويلة القاسية التي خاضها الزعيم الكبير والتاريخي مصطفى البارزاني, ضد الحكومات العراقية المتعاقبة لاكثر من خمسة عقود, كانت كفيلة باستقلال كردستان مرات عدة, وربما حتى سقوط بغداد مرات عدة كذلك, لولا التحالف الدولي والإقليمي المعادي لآمال الكرد وطموحاتهم, ومقولة “كردستان مستعمرة دولية” لم يطلقها البروفيسور العالم التركي إسماعيل بشكجي من فراغ في اواخر ثمانينات القرن الماضي. بحماقته, خرق صدام حسين هذه المعادلة عندما قرر احتلال الكويت, وقبل ذلك عندما اقدم على ضرب “شعبه” بالكيماوي, فجاء قرار مجلس الامن الدولي 688 بفرض منطقة حظر الطيران فوق خط العرض 36 والذي صدر في 5 ابريل عام 1991 ليشكل اول ضربة لهذا التحالف اللا مقدس. الضربة الموجعة الاخرى لهذا الحلف الدولي ـ الاقليمي المعادي للكرد, جاءت في سبتمبر عام 2001 باقدام اسامة بن لادن ومنظمته المعروفة بـ”القاعدة” على ضرب مدينة نيويورك, فكان سقوط بغداد عام 2003 من النتائج المباشرة لتلك الهجمات الارهابية, وبالتالي ظهور اقليم كردستان شبه المستقل. السيد نوري المالكي هو الرجل الثالث من دون منازع بعد صدام وابن لادن, الذي يرجع له الفضل في جعل الحلم الكردي اقرب الى الواقع, فقد عمل المالكي خلال الاعوام الثمانية من فترة حكمه على اسقاط العراق من الداخل, من قلب بغداد, فهو فشل في التعامل مع شركاءه من الكرد والسنة, فشلا ذريعا, وبدل اشراكهم في الحكم واحتضانهم حاربهم في السياسة ولقمة العيش, ولم يفلح المالكي في شيء, لا في مكافحة العنف, ولا في مكافحة الفساد, ولا في التقليل من الطائفية, ولا حتى في التقليل من الفارق بين اربيل وبغداد, ففي حين يقال ان اربيل اصبحت تنافس دبي, اصبحت بغداد تشبه كابول. اليوم لا اثر يذكر للحلف الدولي المعادي للكرد, لقد اختفى تماما, كردستان لم تعد مستعمرة دولية, والسيد مسعود البارزاني لم يقلها هباء قبل ايام:”من لم يدعم قرارنا بحق تقرير المصير لا يعني انه يعادينا”. تركيا الدولة الاكثر عداء وكرها للكرد حتى الماضي القريب, هي الاقرب لهم اليوم, الاقتصاد التركي لا تقوم له قائمة من دون اقليم كردستان, وكرد تركيا هم اقرب لدولتهم تركيا من اقليم كردستان, الرخاء والتطور الاقتصادي في المناطق الكردية من تركيا, والسماح بالحقوق الثقافية للكرد ومن ضمنها حق التعلم باللغة الكردية, وترسيخ حق المواطنة, خطوات كفيلة لارضاء ثلثي كرد تركيا, اما الثلث الباقي والمتعاطف مع حزب العمال الكردستاني اللا قومي, فيكفيه الافراج عن السيد عبد الله اوجلان. تركيا في الحقيقة تعرف تماما ان الاعلان عن استقلال كردستان لا يشكل عامل خطر على امنها القومي. أما ايران, والتي من المفترض ان تكون الدولة الثانية الاكثر عداء للكرد, لها كذلك علاقات اقتصادية قوية مع الاقليم الكردي, ثم انها منشغلة كليا بالصراع السني – الشيعي في المنطقة, واقليم كردستان ليس جزءا من هذا الصراع, ولا يشكل تهديدا على امنها القومي, بل يعتبر باعتداله حاجزا عازلا لحدودها من كل تطرف سني, اما مقولة ان قيام دولة كردية في العراق سيكون حافزا لاكراد ايران للمطالبة بالاستقلال, فهو كلام مكرر بعيد عن الواقع, وطهران كذلك حالها حال تركيا, تدرك هذه الحقيقة, فقد استقلت اذربيجان عقب انهيار الاتحاد السوفياتي, ولم يحرك ساكنا الاذريون في ايران, وفي حال انهيار العراق واقدام اكراد العراق على اعلان دولتهم, فهذا لا يعني بالضرورة ان يتحرك اكراد ايران, في هذا السياق, و لا بد من التذكير ان طهران كانت السباقة الى فتح قنصليتين لا قنصلية واحدة في اقليم كردستان. اما دوليا, فالولايات المتحدة الاميركية ومعها الغرب, شغلها الشاغل اليوم البحث عن الاعتدال في المنطقة, والاعتدال في المنطق الاميركي والغربي يعني محاربة الارهاب والتطرف الاسلامي, الذي اصبح هاجسا لا يفارق واضعي السياسة الستراتيجية في الولايات المتحدة والعواصم الغربية, والدولة الكردية المفترضة, بالاضافة الى تركيا واسرائيل, ستشكل رأس الحربة في مواجهة الارهاب الاصولي. من الصعب معرفة نوايا رئيس اقليم كردستان السيد مسعود البارزاني, فالرجل يشهد له التاريخ انه مقاتل شرس في ساحة الحرب, كما يشهد له الحاضر انه سياسي مخضرم. هل البارزاني جاد حقا في الاعلان عن استقلال دولته ؟ هل يستخدم ورقة الاستقلال للتغطية على الحاق المناطق المتنازع عليها بالاقليم؟ في كل الاحوال لا يمكن لاحد تجاهل الوقائع والمتغيرات الدولية والاقليمية التي تختلف كليا عن اواخر ثمانينات القرن الماضي, فكردستان لم تعد مستعمرة دولية, والدولة الكردية هي دولة قائمة اليوم, وكل ما في الامر انه لم يعلن عنها بعد, اما الاعلان عن استقلال دولة كردستان فهي مسألة وقت لا اكثر ولا اقل.



#درويش_محمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاخ الأصغر
- ما فشر
- ما أشبه اليوم بالبارحة
- أصدقائي....انها مجرد صدمة
- ثقافتنا القروية
- المعارضين الجدد
- صفقة العمر
- كلام فارغ محض هراء
- صديقي المفضل
- غليون او صبرا...لا يهم
- تقرير العربية
- اخر الدواء الكي
- بارك الله في الشباب السوري
- لم اتابع خطابه
- 2011 عام الثورة السورية
- من هم الشبيحة ؟
- شباب سوري متميز
- اقولها صراحة
- يسعد صباحكم
- في حضرة الدم


المزيد.....




- نتنياهو قلق من صدور مذكرة اعتقال بحقه
- إيطاليا .. العشرات يؤدون التحية الفاشية في ذكرى إعدام موسولي ...
- بريطانيا - هل بدأ تفعيل مبادرة ترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا ...
- أونروا تستهجن حصول الفرد من النازحين الفلسطينيين بغزة على لت ...
- اجتياح رفح أم صفقة الأسرى.. خيارات إسرائيل للميدان والتفاوض ...
- احتجاجات الجامعات الأميركية تتواصل واعتقال مئات الطلاب
- الأونروا: وفاة طفلين بسبب الحر في غزة
- لوموند تتحدث عن الأثر العكسي لاعتداء إسرائيل على الأونروا
- لازاريني: لن يتم حل الأونروا إلا عندما تصبح فلسطين دولة كامل ...
- مميزات كتييير..استعلام كارت الخدمات بالرقم القومي لذوي الاحت ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - درويش محمى - دولة كردستان اكثر من حلم