المدينة التي أساءت للزهور.

كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 4505 - 2014 / 7 / 7 - 18:22
المحور: الادب والفن
    

كلاب ضالة ظلت تعوي الليل بطوله، وتحتل مقدمة المشهد الصباحي في شوارع وأزقة خالية إلا من كومة الأزبال المتراكمة هنا وهناك، وجحافل المشردين الذين يحكمون المدينة في هذا الفجر الرمضاني الموحش.
بعضهم يشعل سيجارة، والبعض الآخر يقلب حاويات القمامة، بينما آخرون يتقاسمون مع جوقة الكلاب فضاءات خضراء، طغى عليها الأصفر وغزتها الأشواك من كل ناحية.
مدينة تغزو إسفلتها الحفر، وتزينها قطع البلاستيك المزركشة.
سوداء تتدلى من شجرة متوحشة.
خضراء تجوب الشارع كرمح مجنون.
بيضاء تعانق السائرين على خدودهم وفوق صدورهم، وكثيرا ما تتعثر بها أقدامهم.
حمراء بلون الدم الذي غادر سحنات فاقع لونها، تتجه نحو المرسى.
بنية تختزن الألم الذي يحتل عيون صبية صغار لا يهنؤون بدفء السرير كأقرانهم.
هواء موبوء أتعب قصبات الساكنة التي أدمنت المستشفيات والمزارات.
دور صفيحية تحيل العين على مومباي، بيروت، القاههرة... حيث للبؤس لون واحد.
لا صوت يعلو على مدينة الزهور. زوارها لا ينقلون في ذاكرتهم إلا ما يزين رواياتهم.
يمعنون في اغتيال بسطائها
يتماذون في تشويه حقيقة معيشهم
يتحولون جوقة لورد بطعم القهر والذل والمهانة. إنها مدينة الورود الذابلة
الورود التي تمتص عرق أهلها لتظل يانعة
مضللة
وخادعة.
خذوا عنها ورودكم
وأطلقوا العنان للزهر الكامن بين أضلع بسطائها
حينئذ، ستصير شاهدة على رياحين تتحرك على الأرض
وتسدل الستار عن مشهد ورود في مخيلة رسام نرجسي
يهوى تحوير المعاني و تشويه اللوحات
ويجعل من المأساة والبؤس خلفية لجمال سراب.

#كريم_اعا (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل