الجرأة لدى متعلمي البرجوازية.

كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 4233 - 2013 / 10 / 2 - 14:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

الجرأة في قاموس المتعلمين البرجوازيين هي التطاول على قيم الالتزام والعفة والقيم الإنسانية الراقية. لهذا تجدهم يهللون للعري والإسفاف والميوعة بداعي الجرأة في التعاطي مع قضايا الواقع.
جرأتهم تنقلب صمتا مريبا إزاء الفساد ونهب ثروات البلاد وخيرات الوطن.
جرأتهم تنقلب هجوما شرسا على دعاة التحرر من الاستغلال والاضطهاد، ومن نظام القنانة المكرس للحكم الفردي ولثقافة الانصياع والخنوع.
من طبيعة البرجوازية السعي لإفساد الوعي السياسي للعمال وحلفائهم الفلاحين الفقراء والمعدمين.
الإفساد يتخذ أشكالا عدة أهمها إقناعهم أن طريق الحرية أفيد من العمل الجماعي ومن اجتثاث نظام القهر والاستبداد من جذوره، وأن تشجيع الميوعة والعهر في الفن والثقافة والإعلام انتصار على التخلف ودليل على جرأة ترفع أصحابها لمقام الثوريين.
من يريد الجرأة حقا فليقل كلمة حق في نظام الحكم الفردي، وفي دولة البوليس وأجهزة القمع السرية والعلنية، وفي مصاصي دماء العمال والفقراء والمعدمين، وفي جشع الملاكين العقاريين وذوي الثراء الفاحش.
من يريد الجرأة فليسلط سهامه لأعداء العقل ومشجعي التعصب الديني والعرقي.
الجرأة ليست نزع الستار عن جسد آدمي، بل نزع المساحيق التي تخفي بها البرجوازية الملكية وحلفائها استغلالها لهذا الشعب.
الجرأة ليست تشجيع المتعة الفردية والبحث عن اللذة بمنطق ذات أنانية تعتبر الإنسان سلعة تباع وتشترى وترمى بعد الاستعمال، بل في إيمان الفرد بأن خدمته للجماعة هي باب إثبات الذات وتحقيق المتعة الفردية الحقيقية.
الجرأة ليست التطاول على تاريخ بطولي لشعب عظيم ومحاولة شخصنته وتقديسه بل إبراز العمق النضالي لتاريخ يثبت أن سمة البرجوازية الأصيلة هي التذبذب والمساومة وتشجيع الفساد الفكري والأخلاق.
الجرأة ليست تشجيع الفردانية الاستهلاكية بل بناء صرح التضامن الطبقي الأصيل لكل المتضررين من بقايا عصور القنانة، وتنمية الفكر الجماعي المبدع والخلاق لعشاق التحرر من الاضطهاد والاستغلال.
جرأة المتعلمين البرجوازيين ليست هي جرأة مناضلي العمال والفلاحين وحلفائهم.
جرأة الذين يجدون ذواتهم في الثورة ليست هي جرأة الذين يجدون ذواتهم في الثروة.

#كريم_اعا (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات