الإيديولجيا العمالية المقيتة.

كريم اعا

الحوار المتمدن-العدد: 4340 - 2014 / 1 / 20 - 15:24
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    

من يعتقد أن التاريخ يسقط من ذاكرته التراجعات وتغيير المواقف والمواقع غير مدرك لبأس التاريخ وجبروته. قد تنطلي الخديعة على جيل بأكمله لكن يستحيل أن تسقط التاريخ في حبالها. وحدهم مفكرو البرجوازية من يتوهمون قدرتهم على الإلهاء الدائم للعمال وحلفائهم بقضايا ثانوية تقفز عن الصراع الرئيسي بينهم وبين مصاصي دمائهم.
إذا كانت المساواة الكاملة بين بني البشر مثالية فأنا أكبرمثالي في هذا الكون.
وإذا كان التنازل عن هذا الموقف ومهادنة الاستغلال والاستبداد، كيفما كانت المبررات واليافطات، هو الذي سيدخلني في خانة المتعقلين والديمقراطيين فأنا أكبر المجانين والمتسلطين.
فكما يصر البرجوازيون على حقهم في الاستغلال والاضطهاد، من حقنا وواجبنا أن نموت ونحن نصارع من أجل المساواة والمطلقة وحق الإنسان في الانتفاع من عمله وثماره دون وساطات ودون استغلال وانتهازية.
يحاولون جرنا إلى معارك هامشية قد تكون الخصوصية الفردية، الحريات الفردية البرجوازية، الهوية الدينية، القومية، العصبية، القبلية، الجغرافيا، نكتة...، في حين المعركة الأساسية مرتبطة بسلطة سياسية في خدمة حفنة من المالكين، المستبدين والجشعين.
كل من يحاول أن يخفي جوهر النظام الاستغلالي والمستبد ينخرط من حيث يدري أو لا يدري في عملية تعتيم وإلهاء للفئات الثورية عن قضيتها وأعدائها الرئيسيين.
المعركة تتخذ أشكالا متعددة وتعتمد أساليب تحرص السلطة السياسية على تطويرها وتحسينها، لكن كلما اشتد الصراع الطبقي وأظهرت الطبقات الكادحة عن مقاومتها ونزوعها نحو اكتساب مكتسبات حياتية بسيطة تكشف أجهزة الدولة عن وجهها الحقيقي وعن الطرف الذي تخدمه، فتراها تنزل قمعا على مناضلي العمال وعموم الكادحين فترسل بعضهم للمستشفيات والمقابر والبعض الآخر للسجون والمعتقلات.
هذا ما تقوله الإيديولوجية المقيتة، وهذا ما تؤكده الوقائع اليومية لنضال العمال والفلاحين وعموم الكادحين. أما ما يقوله الفكر البرجوازي الرصين والبريءوالديمقراطي فغير ذلك: إلهاء وتمييع وزرع للأوهام والأكاذيب.

#كريم_اعا (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل