أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - انفجار عراق بول بريمر















المزيد.....

انفجار عراق بول بريمر


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4492 - 2014 / 6 / 24 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد سقوط بغداد في يوم 9نيسان2003 بيد الاحتلال الأميركي بثلاثة أشهر قام الحاكم الأميركي للعراق بول بريمر بإنشاء "مجلس الحكم"،كان من الواضح من تركيبته ،والقوى الممثلة فيه،أن الثنائية الشيعية- الكردية هي الأقوى،وأن السنة العرب الذين حكموا بغداد،منذ أبوجعفر المنصور حتى سقوط صدام حسين،قد أصبحوا في وضع التهميش والاقصاء.كانت هذه الثنائية حصيلة لاتفاق أميركي- ايراني كان هو المظلة للغزو والاحتلال الأميركيين للعراق،وقد برزت ملامح هذه الثنائية في مؤتمر لندن للمعارضة العراقية في الشهر الأخير من عام2002الذي رعاه المبعوث الأميركي زالمان خليل زاده،وهي الآتية- أي هذه الثنائية - بعد أربعة أشهر من زيارة وفد المعارضة العراقية لواشنطن والذي ضم قوى موالية لطهران كان من أبرزها "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية في العراق"بزعامة السيد عبدالعزيز الحكيم.
تخلخل التحالف الأميركي- الايراني في آب2005مع استئناف طهران لبرنامج تخصيب اليورانيوم ،بعد أن شعرت بأن مكاسبها في العراق تتيح لها حرية حركة في التمدد الاقليمي و في الموضوع النووي الذي تم تجميد التخصيب فيه وفق بروتوكول موقع في 21تشرين أول2003 مع ثالوث أوروبي، ضم وزراء خارجية ألمانية وفرنسة وانكلترا. في نيسان 2006استشعر السيد عبدالعزيز الحكيم خطر التصادم الأميركي- الايراني على"العراق الجديد"،لذلك دعا إلى تفاهمات جديدة بين واشنطن وطهران.في شهر أيار2006عندما تولى نوري المالكي منصب رئيس الوزراء العراقي كانت هذه الثنائية الأميركية- الايرانية مستمرة من خلال تركيبة حكومته ولكن كان واضحاً أنها تميل أكثر لصالح طهران وليس واشنطن بالقياس إلى حكومة إياد علاوي في عام2004التي سلمها بريمر "السلطة" بعد عام من عمر"مجلس الحكم".كان هذا الميلان طبيعياً مادامت القوى الفعلية على الأرض في الوسط والجنوب ووفق نتائج انتخابات15كانون أول2005البرلمانية،أي "حزب الدعوة"و"المجلس الأعلى"و"الصدريون"،موالية لايران أورأت مصلحتها ،مثل مقتدى الصدر،في موالاة طهران،فيما الأكراد ظلوا في موالاة واشنطن،ولوأن الطالباني قد أصبح يميل أكثر نحو طهران في مرحلة مابعد عام2006بالقياس للبرزاني.كان ادراك واشنطن للصورة الجديدة في العراق،بمرحلة الانشقاق الايراني- الأميركي،هو الدافع وراء ترحيبها بظاهرة"الصحوات" التي أفرزها الوسط السني العربي كميليشيات مسلحة أنتجتها قوى العشائر أوقوى منشقة عن فصائل المقاومة العراقية،وبظاهرة "القائمة العراقية"التي فازت بالعدد الأكبر من المقاعد في برلمان آذار2010 والتي حظيت بمظلة سعودية- تركية- سورية قبل أن تنفض دمشق عن هذا التحالف عبر دعم الولاية الثانية للمالكي من دون علاوي في25تشرين ثاني2010،عندما عبرت هاتين الظاهرتين،العسكرية والسياسية،عن إرادة مجتمعية كبيرة لدى الوسط السني العربي في المشاركة في تثليث العملية السياسية العراقية نحو تجاوز الثنائية الشيعية- الكردية.أغلق المالكي بولايته الثانية الأبواب أمام مشاركة فاعلة من السنة العرب في الحكم ببغداد،وبدأ ،معتمداً على الدعم الايراني،حتى في ضرب الثنائية الشيعية- الكردية نحو انفراد في سلطة قام بالاتجاه في فترة2013-2014حتى نحو تهميش القوى الشيعية الأخرى عند آل الحكيم والصدريين.
عبر تشجيع من ماجرى في "الربيع العربي" وبحكم التداعيات العراقية لمايجري في سورية على غرب العراق،بدأت في كانون أول2012 حركة من الاعتصامات السلمية في مدن عديدة بالوسط السني العربي ضد الاقصاء والتهميش.لم يحمل السلاح وكانت المطالب معتدلة وأغلبها مطلبي.رد المالكي بعد أربعة أشهر باقتحام عنيف أدى لقتلى في مخيم اعتصام بلدة الحويجة قرب كركوك.طوال ثمانية أشهر بعد الحويجة جرت محاولات للوصول لتسوية سياسية مع المالكي من قبل ممثلي المعتصمين وليتم الاصطدام بتعنت رئيس الوزراء العراقي.في الشهر الأول من عام2014لجأ المعتصمون في الرمادي والفلوجة إلى السلاح،مع دعم قوي من الوسط الاجتماعي،ووضح بأن من حمل السلاح هم أولاً قوى العشائر والبعثيون و تنظيمات المقاومة العراقية القديمة ضد الأميركان"الجيش الاسلامي"-"كتائب ثورة العشرين-"جيش المجاهدين"و"داعش"،بعد أن قويت هذه التنظيمات من جديد في فترة2013-2014وهي التي عانت جميعاً من انفضاض الوسط السني العربي عنها في فترة2007-2012.كان الملفت للنظر خلال خمسة أشهر من المجابهات العسكرية عدم قدرة الجيش العراقي الجديد،الذي بناه الأميركان وكان جسمه الرئيسي من الجنوب أي مناطقياً- فئوياً كماكان جيش صدام حسين من الأنبار ومن الموصل،على تحقيق أي انجاز ضد المسلحين في الرمادي والفلوجة.كان المالكي في محافظةالأنبار،هناك، وحيداً من دون الصدر والحكيم مع نأي كردي عن رئيس الوزراء العراقي.
في الأنبار كان الفتيل،فيماكان الانفجار في الموصل يوم الثلاثاء10حزيران2014:لم يكن انفجاراً عسكرياً موضعياً بل انفجار لبنية عسكرية- أمنية- سياسية- اجتماعية أدت إلى انهيار عراق بول بريمر . تحدث الرئيس الأميركي يوم13حزيران عن "أن الحرب الأهلية السورية تندلق أوتتشرشر من فوق الحدود العراقية:the Syrian civil war is spilling over the Iraq border"، ربما في محاولة لتفادي مسؤولية واشنطن عن بناء بنته في بغداد ثم انفجر في الموصل بعد أحد عشر عاماً،ولوأن تداعيات عراقية لماجرى في سورية هي التي حفزت العرب السنة على الانتفاض السلمي ثم العنيف على رئيس الوزراء العراقي.يلفت النظر التفات المالكي وطهران نحو واشنطن في مرحلة (مابعد الموصل)،وتمنع أوباما وتدلله في وقت تجري محادثات تحويل الاتفاق المؤقت حول (النووي الايراني)من مؤقت إلى دائم ،وفي مرحلة أصبحت فيها طهران تريد ربط(المواضيع الاقليمية) ب(النووي)،بعد أن كانت رافضة لذلك في اتفاق24تشرين ثاني2013،الذي أعلن في اليوم التالي له تحديد موعد (جنيف2)السوري.على الأرجح أن الانفجار الموصلي ليس لصالح ايران أمام واشنطن والتي يمكن أن تستفيد منه في تعزيز أوراقها أمام الايرانيين ،وربما كانت هناك أطراف اقليمية- عراقية محلية وراء احداث هذا الانفجار داخل عراق انبنى بجهد مشترك أميركي- ايراني في لحظة المفاوضات الأميركية- الايرانية التي تريد منها العاصمة الايرانية مقايضة(النووي)باعتراف أميركي بايران ك"دولة اقليمية عظمى"،على حد تعبير الجنرال رحيم صفوي القائد السابق ل"الحرس الثوري"والمستشار العسكري الحالي للسيد خامنئي،بعد أن فشلت اسرائيل في أن تكون كذلك بالنسبة لواشنطن أواكتشفت الأخيرة عدم صلاحيتها لذلك،وبعد أن فشل أردوغان في أن يكون كذلك لصالح الأميركان في فترة2007-2013. يلفت النظر الأهمية المركزية التي للعراق في رؤية واشنطن لعموم المنطقة،والتي تفوق أهمية سورية ومصر على مايظهر من رد الفعل الأميركي على ماجرى في10حزيران2014،ولوأن ملاحظة أوباما تدل على خطورة استمرار الأزمة السورية على عموم المنطقة،والتي بدأت تداعياتها في العراق بعد أن كانت متوقعة بلبنان.عراقياً،كان ملفتاً تكاتف الطائفة الشيعية ،من السيستاني إلى عمار الحكيم ومقتدى الصدر،ضد موصل10حزيران2014،واستغلال الأكراد لانهيار سلطة المالكي كمااستغلوا انهيار صدام حسين،ويستغلون الآن الأزمة السورية،في سبيل تحقيق طموحاتهم الفئوية الخاصة المعلنة وغير المعلنة.



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانشقاق السلفي الإخواني
- (نزعة التعامل مع الشيطان)عند معارضين سوريين
- الصعود الثاني للأصولية الهندوسية
- يساريون وليبراليون وعلمانيون مع الجنرال
- ملامح الحياة السياسية العراقية
- الاستيقاظ الروسي
- فشل الثورة المصرية
- الاخوان المسلمون والسعودية
- الفشل الثاني لتيار الإسلام السياسي السوري
- أوكرانيا: عبء التاريخ والجغرافية والبنية
- محمد سيد رصاص - كاتب وباحث وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح ...
- عام2011: فشل محاولات توحيد المعارضة السورية
- (جنيف 2)
- انشقاق المعارضة السورية (2006-2010)
- هل سيكون أردوغان مندريس الثاني؟.....
- قراءة في تجربة (جماعة الإخوان المسلمين) في سورية
- تبلور نزعة المراهنة على الخارج في المعارضة السورية (2003 - 2 ...
- انزياح أميركي عن الشرق الأوسط نحو التركيز على الشرق الأقصى
- المعارضة السورية في بداية العهد الجديد: (10حزيران2000- 9نيسا ...
- المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب


المزيد.....




- هل يثير اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران زخما لوقف ح ...
- أول اعتراف رسمي.. وزير الخارجية الإيراني: أضرار كبيرة طالت ا ...
- مصادر إسرائيلية تتحدث عن قتال صعب وإجلاء جنود جرحى بخان يونس ...
- هل تجبر عمليات المقاومة نتنياهو على إبرام صفقة شاملة في غزة؟ ...
- تزايد اختطاف الأطفال على يد جماعات مسلحة بموزمبيق
- فتح الحدود بين إريتريا وإثيوبيا دون إعلان رسمي.. ما القصة؟
- دينيس فيلنوف يقود أولى مغامرات جيمس بوند تحت راية أمازون
- لماذا فشلت إسرائيل في كسر إيران؟
- انقسام في الكونغرس بعد أول إفادة بشأن ضرب إيران
- البيت الأبيض لخامنئي: -عليك أن تحفظ ماء وجهك-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد سيد رصاص - انفجار عراق بول بريمر