أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - الانشقاق السلفي الإخواني















المزيد.....

الانشقاق السلفي الإخواني


محمد سيد رصاص

الحوار المتمدن-العدد: 4481 - 2014 / 6 / 13 - 09:26
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتلمذ مؤسسا ( الحركة السلفية الفكرية) و( جماعة الاخوان المسلمين)على يدي رجل واحد هو الشيخ رشيد رضا: عاد الأخير،وهو شامي من طرابلس، إلى مجلته"المنار"في القاهرة بعد أن كان رئيساً ل (المؤتمر السوري) الذي توج الأمير فيصل بن الحسين ملكاً على سوريا في آذار1920،خائباً من سقوط دمشق بيد الفرنسيين عقب يوم من معركة ميسلون(24تموز1920).كانت آراء الشيخ رضا في مرحلة (مابعد ميسلون)بعيدة عن الآراء التجديدية للاسلام التي تشربها من أستاذه محمد عبده المتأثر والمتتلمذ على السيد جمال الدين الأفغاني:دفعت الهزائم السياسية أمام الغرب الشيخ رضا إلى اعتبار الاسلام هو "ماقاله(النبي والسلف الصالح)ومافعلاه "،ومعتبراً أن مصطلح "السلف الصالح "يدل فقط على الجيل الأول الذي عرف النبي،فيماكان الأفغاني وعبده يمدانه حتى الغزالي(ت505هجرية).دفعت (ميسلون)الشيخ إلى الابتعاد عن هواجس أستاذه عبده ،وأيضاً الأفغاني،التي تمحورت كلها على الإجابة على سؤال:"لماذا تقدم الغربيون،وتخلف المسلمون؟"،لينزاح نحو نظرة دفاعية فكرية كان(النبع – الأصل)و(السلف)جدار يستند إليه أمام الزحف الغربي،العسكري- السياسي- الفكري- الثقافي،وخطر الصهيونية الذي كان رشيد رضا أول من تنبه لتلازم صعود خطرها عبر الرافعة البريطانية في فلسطين منذ أن كان عضواً في الوفد السوري الفلسطيني إلى جنيف عام1921.
كان الشيخ محب الدين الخطيب،وهو شامي من دمشق ، كأستاذه متعاوناً مع الهاشميين ،مع الأب الشريف الحسين ثم مع ابنه فيصل في دمشق ورأس تحرير جريدة"العاصمة" الناطقة باسم الحكومة الفيصلية ،ولماحصلت(ميسلون)غادر للقاهرة وأسس(المكتبة السلفية ومطبعتها)،وركز على الفكر دون السياسة مكافحاً ضد(الأتاتوركية)و(التبشير)وضد مااعتبره انحرافاً عن "مسيرة السلف الصالح".تلاقى الشيخ حسن البنا،مؤسس (جماعة الاخوان المسلمين) في آذار1928،مع أستاذه رشيد رضا ومع صديقه محب الدين الخطيب في رؤيتهما للخطر الغربي ولكن كان رأيه أن "الأصل – النبع"،أي الكتاب وسنة النبي، هو الأولى بالاتباع،و(السلف)يقاس بميزان (الأصل- النبع):"كل ماجاء عن السلف ........موافقاً للكتاب والسنة قبلناه وإلا فكتاب الله وسنة رسوله أولى بالاتباع"(البنا:"مجموعة الرسائل"، دار الأندلس،بيروت1965،ص8). كان هناك خلاف آخر منذ البدء بين البنا والخطيب:رأى مؤسس (الاخوان) أن الخطر الغربي يفرض حاجة إلى"تقريب وجهات نظر أهل القبلة جميعاً من غير دخول في مناقشات مذهبية عقيمة"(اسحق الحسيني:"الاخوان المسلمون كبرى الحركات الاسلامية الحديثة"،دار بيروت،1952،نسخة ب د ف،ص27)،شاملاً في مصطلح (أهل القبلة)السنة والشيعة تحت خيمة (اسلام عام) رأى جمال الدين الأفغاني أن النبي قد مارسه منذ البدء جامعاً المسلمين ومحدداً إياهم من خلالها(=أصول الاسلام التي لااختلاف عليها بين المسلمين جميعاً والتي لايكون المسلم مسلماً إلاإذا أيقن بها)،وأن الخلاف في الفروع لايخرج الناس من ملة الاسلام. في شهر كانون ثاني1947،وفي أجواء تقاربية ساعد زواج شاه ايران من أخت الملك فاروق على دفع الأزهر لإضافة (المذهب الجعفري)مذهباً للتدريس معترفاً به،استضاف البنا في مقر قيادة الجماعة بالقاهرة شيخاً شيعياً ايرانياً،هو السيد محمد تقي القمي،وقاما بتأسيس (دار التقريب بين المذاهب الاسلامية). رد الشيخ محب الدين الخطيب على (دار التقريب)بمقالة طويلة اعتبر فيها (الشيعة الإمامية) "ديناً" وليست مذهباً ومعتبراً أن "استحالة التقريب بين طوائف المسلمين وبين فرق الشيعة هي بسبب مخالفتهم لسائر المسلمين في الأصول".
كان هذا فالقاً فكرياً بين (السلفية)و(الأصولية):كاد أن يترجم إلى السياسة في 17شباط1948لمادعم البنا انقلاب(حزب الأحرار)،وهو يضم زيدية وسنة شافعية،على الإمام الزيدي يحيى،فيمادعم الملك عبدالعزيز آل سعود،المتحالف مع الوهابية السلفية،ابن الإمام المقتول،أحمد،في العودة للحكم عبر انقلاب دموي مضاد بعد أربعة أسابيع. ربما تشجع الملك فاروق ،انطلاقاً من سابقة صنعاء التي أخافت سائر الملكيات العربية،على اغتيال البنا يوم12شباط1949.ماأبعد البنا عن آل سعود السلفيين الوهابيين قرًب خليفته حسن الهضيبي من الرياض لمااصطدم الأخير مع حكام القاهرة الجدد الجمهوريون – الثوريون لدرجة دفعت الملك سعود بن عبد العزيز في صيف 1954لتخصيص طائرة خاصة لمرشد الاخوان نقلته من الرياض إلى دمشق قبل أن يعود للقاهرة ويدخل في صدام دموي بخريف ذلك العام مع عبد الناصر كانت المشانق والزنازين والمنافي مصائر للاخوان على إثره. خلال عقود أربعة لاحقة حتى حرب1991غطى التلاقي السياسي بين (الاخوان)و(الرياض) ،التي أصبحت العاصمة الفكرية للحركة السلفية وخاصة مع تقارب المؤسس الثاني للسلفية وهو الشيخ ناصر الدين الألباني وهو دمشقي أيضاًمن الرياض،ضد عبد الناصر والسوفيات بأفغانستان،على الخلاف الفكري بينهما حتى عندما تفارقا سياسياً في النظر إلى الخميني عند ثورته على الشاه وعقب وصوله للسلطة في طهران بيوم11شباط1979والذي كان تلميذه وخليفته،أي السيد خامنئي،قد ترجم منذ الستينيات كتباً عديدة لسيد قطب،ثم تفارقا سياسياً في محطة الحرب العراقية- الايرانية التي وضعت مجلة"الاعتصام"،الناطقة باسم(الاخوان) بالقاهرة في عدد تشرين أول1980 ، بعد بدئها بأيام صورة لصدام حسين مرفقة بالكلمات التالية:"الرفيق التكريتي...تلميذ ميشيل عفلق الذي يريد أن يصنع قادسية جديدة في ايران المسلمة".
أيضاً،قام سوري آخر بانشاء لبنة جديدة لانشقاق سلفي- اخواني انضاف لماقام به محب الدين الخطيب عام1947:عقب صعود الخميني للسلطة وبوادر الخلاف السعودي- الايراني قام محمد سرور زين العابدين،وهو أستاذ رياضيات من حوران لجأ للسعودية عام1965عقب صدام (الاخوان)و(البعث) وقام بالتدريس في منطقة القصيم معقل الحركة السلفية بوسط السعودية،باصدار كتاب تحت اسم مستعار(عبدالله الغريب) في نهاية عام1979 بعنوان"وجاء دور المجوس"موجهاً ضد الشيعة والخميني،وعندما أبعدته قيادة (الاخوان) السورية بعام1982قام بتـأسيس حركة فكرية – سياسية ،أسميت ب(السرورية)،لقيت انتشاراً كبيراً في السعودية بالأوساط الأكاديمية والطلابية والثقافية هناك، جمعت وفق تعبير أحد الباحثين السعوديين "بين عباءة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وبنطال سيد قطب".
في أزمة الكويت وحرب الخليج(2آب1990-28شباط1991)افترقت غالبية الحركة الاخوانية (ماعدا جناح أبوغدة – البيانوني المنشق منذ عام1986مع جناح عدنان سعد الدين الموالي لبغداد،والفرع الكويتي الاخواني)مع الرياض ضد استعانة الأخيرة بواشنطن لضرب العراق ولاستقدامها قوات أميركية إلى"أرض الحرمين".في عام1994انضمت(الحركة السرورية)إلى (الاخوان) في ذلك. في شباط1998قام أسامة بن لادن وأيمن الظواهري بتأسيس "قاعدة الجهاد"معلنين تأسيس تنظيم عالمي يتبنى(السلفية الجهادية)،والأول وهابي متأثر باخواني قطبي هو عبدالله عزام والثاني مصري متأثر مباشرة بسيد قطب،وضع نفسه في مجابهة جبهية مع واشنطن والرياض،التي ظلت في إطار الوهابية السلفية الدعوية والتي ترضى بسلطة"ولي الأمر"،وفي افتراق حركي – فكري- سياسي مع (الاخوان). كان وجود غالبية من السعوديين بين القائمين بعملية11أيول2001محرجاً للرياض ومؤدياً لهزة مع حليفتها واشنطن،وفي الوقت نفسه فاتحة لعمليات واسعة قامت بها(القاعدة)داخل السعودية في فترة2002-2004.كان مفاجئاً تصريح الأمير نايف عن أن"جماعة الاخوان المسلمين أصل البلاء.كل مشاكلنا وافرازاتنا جاءت من جماعة الاخوان المسلمين،فهم الذين خلقوا هذه التيارات وأشاعوا هذه الأفكار"("السياسة"الكويتية،23نوفمبر2002)،ولكنه كان الطلقة الأولى ليس ضد السلفية الجهادية،التي كافحها هو أمنياً كوزير داخلية وقام بالتضييق على السروريين،ولكن ضد مااعتبره "أصل البلاء"في(الاخوان) الذين كان واضحاً أنه يعتبر أن التناقض الرئيسي للرياض هو معهم وأنهم هم الخطر الرئيسي،من الناحية الأيديولوجية والسياسية ومن حيث الفعالية،فيما(السلفية الجهادية)يعتبرها فرعاً وفرخاً ل(الاخوان) ولاتحتاج لأكثر من معالجات أمنية موضعية.
لم يترجم هذا مباشرة من السعودية،ولكن بعد عشر سنوات ظهرت مفاعيله مع صعود (الاخوان) في القاهرة وتونس وطرابلس الغرب وفي المعارضة السورية عقب "الربيع العربي"البادىء بعام2011. ركزت الرياض حربها على (الاخوان)في قاهرة محمد مرسي متعاونة مع العسكر وبقايا نظام مبارك و سلفيي حزب النور وعلمانيين ويساريين،وهو مافعلته في ليبيا خليفة حفتر من دون السلفيين الذين ظلوا بدون تناقض هناك مع الأصوليين، ومع شيء مماثل في تونس الغنوشي أيضاً من دون سلفيين ظلوا أقرب للظواهري من قربهم من نموذج حزب النور ،وفي المعارضة السورية مع علمانيين ويساريين ضد (الاخوان)وبغض نظر عن "داعش"و"النصرة" قبل أن يضعهما المرسوم الملكي السعودي يوم7آذار2014مع"جماعة الاخوان المسلمين"مع أفول نفوذ الأمير بندر عن الملف السوري.
في سوريا هناك انشقاق اخواني- سلفي جهادي،وهو موجود أيضاً في تونس واليمن. في مصر هناك انشقاق اخواني – سلفي وانشقاق اخواني- سلفي جهادي.في ليبيا ليس الوضع هكذا حيث يتلاقى (الاخوان)و(السلفية الجهادية)ضد حفتر. بين السعودية و(الاخوان) هناك تصادم في سورية ومصر وليبيا وتونس،ولكن ليس في اليمن حيث تشعر الرياض بأن (التجمع اليمني للاصلاح)هو جدار ضد الحوثييين. الملفت للنظر أن يضع المرسوم الملكي السعودي اسم"جماعة الاخوان المسلمين"عاماً ومطلقاً فيماحدد بين التنظيمات التي يحظر الانتماء لها أوتأييدها (حزب الله في المملكة)من دون أن يكون هذا شاملاً لكل تنظيمات(حزب الله).
هذا يقود إلى أن الانشقاق السلفي- الاخواني شبيه بحجمه ومفاعيله في داخل الحركة الاسلامية العالمية ماكانه الانشقاق الصيني- السوفياتي بعام1960داخل الحركة الشيوعية العالمية...........



#محمد_سيد_رصاص (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (نزعة التعامل مع الشيطان)عند معارضين سوريين
- الصعود الثاني للأصولية الهندوسية
- يساريون وليبراليون وعلمانيون مع الجنرال
- ملامح الحياة السياسية العراقية
- الاستيقاظ الروسي
- فشل الثورة المصرية
- الاخوان المسلمون والسعودية
- الفشل الثاني لتيار الإسلام السياسي السوري
- أوكرانيا: عبء التاريخ والجغرافية والبنية
- محمد سيد رصاص - كاتب وباحث وناشط يساري سوري - في حوار مفتوح ...
- عام2011: فشل محاولات توحيد المعارضة السورية
- (جنيف 2)
- انشقاق المعارضة السورية (2006-2010)
- هل سيكون أردوغان مندريس الثاني؟.....
- قراءة في تجربة (جماعة الإخوان المسلمين) في سورية
- تبلور نزعة المراهنة على الخارج في المعارضة السورية (2003 - 2 ...
- انزياح أميركي عن الشرق الأوسط نحو التركيز على الشرق الأقصى
- المعارضة السورية في بداية العهد الجديد: (10حزيران2000- 9نيسا ...
- المعارضة الحزبية في مرحلة الأسد الأب
- دخول الدور الاقليمي التركي في طور الضعف


المزيد.....




- سفارة الإمارات بإسرائيل تعبر عن حزنها في ذكرى -المحرقة- اليه ...
- رابط نتائج مسابقة شيخ الأزهر بالرقم القومي azhar.eg والجوائز ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تقصف منشآت عسكرية إسرائيلية بال ...
- فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- -بوليتيكو-: منظمات وشخصيات يهودية نافذة تدعم الاحتجاجات المؤ ...
- الأردن.. فتوى جديدة حول أخذ بصمة الميت لفتح هاتفه
- الاحتفال بشم النسيم 2024 وما حكم الاحتفال به دار الإفتاء توض ...
- قائد الثورة الاسلامية يستقبل جمعا من مسؤولي شؤون الحج
- فتوى في الأردن بإعادة صيام يوم الخميس لأن الأذان رفع قبل 4 د ...
- “أغاني البيبي المفضلة للأطفال” ثبتها الآن تردد قناة طيور الج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد سيد رصاص - الانشقاق السلفي الإخواني