أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - محــامو الشيطان














المزيد.....

محــامو الشيطان


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1270 - 2005 / 7 / 29 - 12:01
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


تتقاطع مصالح الإرهاب الأسود ,أحيانا,مع مصالح أنظمة الإستبداد في بعض المفاصل الحيوية التي مثلا تقتضي بقاء العامة والرعاع في مستوى عقلي ,وفكري,وحضاري متدن يمكن من إحكام السيطرة عليها وبقاءها أطول فترة ممكنة ترزح تحت نير القهر والعبودية والظلام. فنرى هناك ,ودونما عناء, تماهيا واضحا بين من يدافع عن فكر الظلام ,ومن يتغزل بعقيدة الشموليات,وهما في نفس خندق الحرام.وإنهم ,على ما يبدو تماما,في نفس القارب على الدوام .فليس من المستغرب,ومن هذا المنظور بالذات, إذن, أن نرى تبريرا للإرهاب يصدر من فضائيات ممولة حكوميا,ومنابر تشرف عليها ذات الدول التي تعاني من تبعات هذا الفلتان الخطير,والانهيار الشامل لمنظومة القوانين والتقاليد التي اكتسبتها البشرية في رحلتها الطويلة من سراديب ,وأنفاق ,و دهاليز الظلام ,إلى فضاءات ,وسماوات ,ومجرات الحرية والانعتاق.

وفي هذه الآونة الملتهبة الجياشة بالكثير من المخاطر التي لم يدرك أولئك الجهابذة مخاطرها حتى الآن,تتكرس مفاهيم وقيم ظلامية لم يعد أصحابها يجدون حرجا في إعلانها على الملأ بكل زهو ,وتيه ,وخيلاء.فعلى هامش التفاعلات الكثيرة التي تركتها التصعيدات الإرهابية الخطيرة أخيرا في لندن ,وشرم الشيخ ,والعراق,انبرت ثلة بعينها من اللحويين ,وشبه اللحويين semi-bearded,وصغار اللحويينmini-bearded,واللالحويين على الإطلاق beardless عموما من أصحاب الياقات الفاخرة دائمي الابتسام في فضائيات الدولار,ولكن في كوامن أنفسهم أدغال مسترسلة من اللحى الكثة, والظلمة الغثة, تبرر الإرهاب ,وتسوغه ,وتسوقه ,وتقدمه على أساس أنه نتيجة لسياسات الدول الكبرى الظالمة,التي دعمت الأنظمة,وبالتالي هو إفراز طبيعي ومبرر لما يحصل في أكثر من مكان من اضطهاد ,وهكذا ,وبهذا المنطق,وبنفس الدم البارد الذي ينسف الأجساد ,تنسف أدمغة وعقول المتابعين, ولا ضير من أن يقتل الأطفال ,والشيوخ ,والنساء ,في أي مكان من العالم تحت هذه اليافطة التبريرية نكاية ببوش ,وبلير ,وهوارد,ولا مجال أبدا لإدانة هذه الأفعال الفاجرة, ,والإشارة إلى نجوم الإرهاب بكلمة واحدة تحط من قدرهم ,ومن نبل مقاصدهم ,ولا سمح الله . وطبعا,دون خوف أو وجل من أن تطاولهم يد العدالة يوما ما .

يتفق كثيرون على أن للدول الكبرى سياسات خاطئة ,لا بل إجرامية أحيانا.وكانت هذه الدول,في الحقيقة, وراء كل ما كان من استفشار سلطوي علني وظاهر,وانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان في أكثر من مكان.وكانت المصالح الإقتصادية والسياسية والمالية لهذه الدول وراء غض الطرف, توجهات سياساته ,وسيرها في اتجاه يتعارض مع مصالح الشعوب والغالبية من سكان هذه المنطقة ,ولا تزال هذه السياسة مستمرة,وبكل أسف إلى الآن,ولا سيما بعد التخبط الحاصل في العراق,ولكن ما علاقة هذا كله بقتل الأبرياء في أكثر من مكان,ولا يعني تبرير موت بريء واحد ؟إن القتل هو القتل سواء كان بالتوماهوك ,أو بالأحزمة الجهادية الناسفة,أومن أصحابنا العربان في الزنازين المكيفة بآلات التعذيب المحدثة,وهو مرفوض,ومدان, ولا شك, في كل الديانات ,والأعراف والمعتقدات.فلا مانع إذا من إدانة كافة أشكال ,الإرهاب العنف ,والقتل تحت أية مسميات,ومن أي كان. فلا يعقل أن ندين العدوان الأمريكي,ونعتبره انتهاكا لإنسانية الإنسان ,ونتغزل بفنون القتل الذي يمارسه البعض تحت يافطة الشهادة والجهاد.

فقد هرع, مثلا ,رمز ديني بارز ,ويمثل مؤسسة سلفية شهيرة ,بالإدانة الفورية ,مدفوعا بذرائع متباينة, ولكنها لسوء حظه مكشوفة ,للتفجيرات الإرهابية التي حدثت في شرم الشيخ ,بؤرة فساد النظام السياسي العربي ومعقل الصفقات والمساومات على دم ومستقبل الأعراب ,وصمت دهرا عن إدانة الاستبداد, ونوافير الدماء في كل ساحة ,وشارع ,وحي من العراق على يدي الصفراويين والزرقاويين والسوداويين في بلا الرافدين,وكأن هذه الدماء الزكية الطاهرة للأطفال والأبرياء هي من صنف آخر لا يحتم عليه إصدار أي بيان إدانة , واستنكار.ومن يتنطح لإدانة القتل في مكان ما, عليه أن يدينه في كل مكان,تحقيقا للحد الأدنى من المصداقية ,وإلا فاصمت أشرف. وألا يستثني منه أحد تحت أية ذرائع ودعوات ,فتوصيف القاتل هو نفسه ,وتوصيف الضحية البريئة هو نفسه سواء قام بذلك المارينز , أو جلاوزة العربان ,أو ملالي الطالبان.

في ظل غياب قانون وضعي, يجرم الدعوة للقتل تحت أية مسميات, وعدم عصرنة التشريعات والدساتير التي تستمد شرعيتها من الغيب والميتافيزيك وتستفتح بها موادها الجامدة الصماء , سيبقى محامو الشيطان يبررون الموت,ويطلقون صفات الشهداء على القتلة والأشرار ,ويدافعون عن تجارة الموت باسم الله.وسيتهربون ,و"يمغمغون",ويتلونون ,ويتصببون عرقا ومستعدون لفعل أي شيء,ولكن يتمنعون عن فعل شيء واحد ,وهو الإدانة الصريحة لفكر وسلوك الإرهاب. أنه ,وفي كل دساتير ,وقوانين العالم ,إن كل من يحرض ,ويدعو للجريمة فهو مشارك بها ,وتقع عليه مسؤوليات وتبعات قانونية مباشرة. ولكن في ظل عدم وجود قانون ,ودساتير تحترم, فيمكن لأي كان أن يقول ,ويفعل ما يشاء,ويبرر قتل الأبرياء.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحرش السـياسي
- دبكـة...و...دبّيكــة...و...طبّال
- حـروب الـردة الفكـرية
- ملـوك غير متوجيـن
- طلب انتسـاب لحزب المعارضة
- حروب الأشـرار
- عهـود الأمان,ومجيرو أم عامـر
- شعبولات الأعــراب الجدد
- مسلسل اللوائح الأمنية
- طواحين أبي مطر الانترنتية
- ثقافة التخوين والإبادة الفكرية
- اللعبــة مستمـرة
- الإستقواء بالداخل على الخارج والخوارج
- ملـوك الطوائـف
- نحو خيـار علمـاني
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر
- داحـس والغبــراء
- المستجيرون من الرمضاء بالنار


المزيد.....




- شاهد رد مايك جونسون رئيس مجلس النواب الأمريكي عن مقتل أطفال ...
- مصادر تكشف لـCNN كيف وجد بايدن حليفا -جمهوريا- غير متوقع خلا ...
- إيطاليا تحذر من تفشي فيروس قاتل في أوروبا وتطالب بخطة لمكافح ...
- في اليوم العالمي للملاريا، خبراء يحذرون من زيادة انتشارالمرض ...
- لماذا تحتفظ قطر بمكتب حماس على أراضيها؟
- 3 قتلى على الأقل في غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في رفح
- الولايات المتحدة تبحث مسألة انسحاب قواتها من النيجر
- مدينة إيطالية شهيرة تعتزم حظر المثلجات والبيتزا بعد منتصف ال ...
- كيف نحمي أنفسنا من الإصابة بسرطانات الجلد؟
- واشنطن ترسل وفدا إلى النيجر لإجراء مباحثات مباشرة بشأن انسحا ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نضال نعيسة - محــامو الشيطان