أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - نحو خيـار علمـاني















المزيد.....

نحو خيـار علمـاني


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1230 - 2005 / 6 / 16 - 13:09
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


شهد العراق أوضاعا مأساوية حقيقية في الفترة الماضية على الصعيد العملياتي العسكري والسياسي.وبعد السقوط السهل لبغداد ,وحدوث فراغ سلطوي وسياسي , برزت ظاهرة مايمكن تسميته بنظرية ملء الفراغ, التي ظهرت بقوة على الساحة السياسية في العراق,وتتجلى هذه النظرية بالامتداد الشاذ وغير الطبيعي والمألوف لبعض من قوى الظلام بمختلف أطيافها والتي يجمع فيما بينها جامع واحد وهو السلفية السياسية والأصولية الدينية المتشددة التي تحاول جذب الحياة بقوة وشدها للماضي السحيق وإبقاء الأوضاع تدور في فلك بلاطات السلاطين وفراغ الأباطيل والشعوذات التي لم نُشف ونبرأ من تداعياتها المؤلمة حتى يومنا هذا,والتغلغل في مراكز القرار بعد الانسحاب المشين لتجار الشعارات والمنافقين أمام جحافل الأمريكان ,إضافة لبعض القوى المستحدثة على الساحة والمستجلبة على الدبابات ,وقوى أخرى تمثل بعضا من القوى المنقرضة البائدة التي تم احياؤها بعد الزلزال . وعملت هذه القوى تحت يافطة واحدة وعلنية تدعو وبدون خجل إلى إحياء تلك البنى التي انقرضت بفعل التطور الطبيعي وتقدم الحياة ,ولكنها ,وبنفس الوقت ,لاتستطيع العيش إلا في ظلها. وتمكنت من ذلك بفعل الغياب الطويل والقسري والتفتيت المبرمج لقوى اليسار والديمقراطية والعلمانية وإبعادها كليا عن الساحة,وتبعثرها في غير مكان ,وبالتالي فقدانها القوة الفعلية على الأرض ,والخبرة العملية في ممارسة العمل السياسي السليم والمنظم .وقد استطاعت تلك القوى الماضوية والمستحدثة أن تتحكم وإلى حد ما بسير ونتائج الانتخابات وفرض تحالفاتها ومرشحيها على الساحة السياسية في ظل غياب ملحوظ وبيّن ,كما ذكرنا, للقوى اليسارية والعلمانية والليبرالية عن الساحة والعمل المشترك ,وهذا ما أضعفها وسحب الكثير من رصيدها المتواضع أصلا بفعل عملية النزيف المستمر في قوتها التي تعرضت لها ,وبفعل التهجير والإبادة السياسية التي كانت تتعرض لها على يدي قوى الفاشية والسلفية التي رأت في أفكارها تهديدا لوجودها ونسفا لكل معتقداتها التي حاولت جاهدة أن تفرضها وتروجها في بيئة فسيفسائية قابلة للانشطار الذاتي والتلقائي, وكانت تحاول زرعها في تربة لاتتقبل ذاك الدجل الهجين المستورد. وكانت بحق الخاسر الوحيد في تطور العملية الساسية تلك.

وبرزت أدبيات القوى الصاعدة مجددا تلعلع وتصدح في عنان الفضاء دون وجل ولا خجل,وهذا مالم يكن يتوقعه أشد المتشائمين بسقوط الهبل الأكبر والفاشي الدجال,وصار رجالاتها المعروفون, بعدائهم المعلن لكل ماهو حداثوي وليبرالي وعلماني,والمستغلون لخلو الساحة من أية ثقافة وفكر وتيارات يمكن أن تنافس ثقافتهم الموروثة ,هم, وبكل مرارة وألم,الورثة الطبيعيين والشرعيين لعرش عفلق المنهار كما بينت التطورات اللاحقة,وخسرت قوى التحرر والديمقراطية فرصة تاريخية في ملء وسد الفراغ الناجم عن حل الجيش, والاختفاء المفاجئ لرموز النظام. واستطاعت وبصدق وبكل أسف أن تجيش الكثيرين تحت لوائها بفضل دغدغة مشاعر البسطاء ,وتعليلهم بأحلام واسعة لايستطيعون تحقيقها في يوم ما,وبفضل سيادة ممارسات التجهيل ومسح الدماغ المنظم التي تعرضت لها الأغلبية الساحقة في العراق على مدى أيام حكم صدام,لابل كان هناك بعض الغزل الخجول بينها وبين السلطات الحاكمة. إن هذا الواقع المر قد مسخ ,وشوه نضال كل أولئك الرجال والمناضلين الأفذاذ الذين ضحوا بكل ماهو غال وثمين من أجل أن لا نسمع ونرى هذه السيمفونيات الظلامية وهي تصدح مرة أخرى في عز سطوع شمس العولمة ,وفضاء الأنترنت ,وثورة المعلومات التي بدأت التأثير في كل شيء ,وتحدث خلخلة كبرى في كل البنى الماضوية والتقليدية المعروفة حول العالم ,فيما نراها تتعزز ,وتترسخ ,وتضرب جذورها عميقا في أوطاننا التي يبدو أنها لن تتعافى عما قريب من هذا الداء العضال.

وكان لتحجر وجمود وتخشب وتشرذم بعض الإيديولوجيات اليسارية المعلبة الأثر الكبير في الوصول لهذا الواقع والحال,وعدم تقديم تصور ,ومفهوم مشترك يمكنه من تجاوز هذه المرحلة الانتقالية الحاسمة التي يعتبر أي خطأ في التصرف ,أو تلكؤ في العمل والمبادرة كارثة كبرى ستحصد الأجيال القادمة بالتأكيد نتائجها المأساوية.لذلك كان لابد من التنازل ولو قليلا عن بعض من تلك الأطر الإيديولوجية الجاهزة والتحلي ولو بقدر يسير من المرونة والبراغماتية في سبيل النهوض من جديد ,وأخذ زمام المبادرة عبر تحالف عريض يضم جميع قوى اليسار والديمقراطية والعلمانية يتجاوز تلك الجزئيات البسيطة,وينبذ الخلافات ,ويضع كل التناقضات جانبا ومؤقتا في سبيل استراتيجية أهم وأبقى يكون عنوانها الأعرض من أجل وطن حر وعلماني ينضوي الجميع تحت لوائه لاحتلال موطئ قدم على حلبة الصراع الشرسة التي تسعى القوى الأخرى فرض نفوذها المطلق عليها ومبعدة كل قوى أخرى يمكن ان تشكل تهديا جديا لها.

إن قيام تحالف جدي ومؤثر لقوى التيار اليساري و الديمقراطي العراقي في المرحلة الراهنة هو ضرورة قصوى لابد منها أكيدا,وهو الضمانة الوحيدة لبقاء الوطن بعيدا عن براثن الجهل والظلام والتفتيت ,والكفيل الوحيد ببناء عراق ديمقراطي يكون مثالا يحتذى يرسل إشعاعاته التنويرية إلى ماوراء الحدود ,ويكون تجربة ناجحة يحاول الجميع استنساخها وتقليدها والأخذ بها كونها الحل الأخير لهذا الجسد المهدد بكل عوامل الفناء .إن هذا التحالف هو كفة الميزان الوحيدة القادرة على عدم ترجيح القوى الأخرى وتحالفاتها الشريرة ,فيما لو استمر الوضع على ما هو عليه الآن,وعدم الوقوع في فخ التجاذبات والتعصبات العقائدية الجامدة.فهل دفع العراقيون كل تلك الأثمان الباهظة ليعودوا إلى مراحل تعتبر مرحلة صدام ,برغم قسوتها ومرارتها على الجميع, وبرأيي الخاص,أفضل ألف مرة من العودة إلى كهوف الحضارة والزمان؟وحين تكون هذه القوى المتنورة متماسكة ومتضامنة تستطيع أن تفرض رؤاها المستقبلية الاستشرافية عند التقدم بأي مشروع لصياغة دستور جديد ,إن لم يكن علمانيا في جوهره,فسيبقى قنبلة موقوتة تنتظر ذلك "الأحمق" القادم لامحالة ليضغط على زر التفجير,في بيئة تعج بقسط لابأس به ممن لايقدرون على العيش إلا في ظروف استثنائية وغير طبيعية ,والمستعدين دائما للقيام بهذه المهمة الخطرة.

ومن أولى المهمات المعقود عليها الأمل هو طرح البديل العلماني كخيار موضوعي وحيد تتفق عليه جميع القوى اليسارية والعلمانية والديمقراطية ,وشرح مفهومه وأبعاده وآفاقه الإنسانية ,وتقديمه كصيغة ناجحة تمكن الجميع من العيش في ظله وبعيدا عما يشاع من تشويش مقصود على مضامينه الإنسانية الواسعة وبعيدة المدى.ومن ثم السعي أولا وقبل كل شيء للم الشمل اليساري والديمقراطي في بوتقة واحدة,وإيجاد مؤسسة تنظيمية إئتلافية ,ولو مؤقتة, من نوع ما تكون الناظم للعمل المشترك لتدارك مافاتها من خسارات.كما أن التصدي لتحديات الحاضر بروح علمية وموضوعية واستراتيجية جادة يمكن أن تسد ذاك العجز الحاصل في ميزان القوى الموجود على الأرض. ونظرا لأهمية الإعلام المرئي والمسموع والإليكتروني فلابد من استغلال كل السبل والإمكانيات المتاحة لشرح برامج عملها وأهدافها التوعوية والمستقبلية والوصول إلى أبعد القطاعات المهمشة والمغيبة قهرا, ودهرا, لأن الوعي والإدراك الموضوعي ,وحسب النظرية العلمية ,هو المرتكز الأساس والمنطلق للبدء بأية عملية للتغيير الحقيقي المنشود,وذلك عبر إبراز أهداف وغايات هذا التحالف والتجمع الوطني العريض, وفرض مرشحين وشخصيات مؤثرة ومشهود لها بالكفاءة والإخلاص والتفاني على ساحة العمل السياسي ودعمها بكل السبل لإيصال برامجها وترجمتها على أرض الواقع يلتف حولها الجميع,وتعيد التوازن للمعادلة التي يبدو أنها قد فقدت الكثير من مكوناتها الأساسية,ومبررات وجودها, وبالمقابل إبراز كل السلبيات والمخاطر التي أفرزتها مرحلة صعود وتفاعل تيارات الماضي وطفيلياتها الكثيرة , وأفكارها الوبائية بكل أطيافها وأثرها على الوحدة الوطنية عبر انهيار المشروع الوطني الحلم الذي عوّل عليه الجميع بعد انزياح نير الظلم الغاشم الذي امتد نحوا من أربعة عقود عجاف.وبيان مخاطر استمرار تلك القوى التي من مصلحتها القصوى دوام الحال على ماهو عليه إلى مالانهاية ,وماجرته على البلاد والعباد من كوارث وويلات. وبيان أهمية لابل ضرورة أن يكون عراق المستقبل علمانيا ديموقراطيا لأن أية دعاو أخرى تعني حتما التفتيت والتقسيم الذي يعني شيئا واحدا وهو الضعف والوهن والزوال,ولامحالة, في النهاية.وإن أسوأ فأل يمكن أن يحصل, لأي بلد في العالم ,هو الوقوع في قبضة الظلاميين ,والعراق ,بالتأكيد,ليس استثناء من ذلك.وليس من المهم الآن هل تكون العربة قبل الحصان أم العكس؟ المهم أن تمضي العربة وتسير في الركب البنّاء قبل أن يفوتها القطار.

نضال نعيسة كاتب سوري مستقل

*************************************************************************************
دعوة للمشاركة في الحوار حول العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=39349



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر
- داحـس والغبــراء
- المستجيرون من الرمضاء بالنار
- مبروك عليكم أيها السوريون
- حين تقبع الكرامة في سراويل الطغاة
- مقالب العربـان الإصـلاحية
- صـور صدام والبورنو السياسـي
- شرف الأعـراب المهدور
- حقــوق النسـوان
- كلـــنا شــركاء
- كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام
- سوريا. . . نظـرة من الداخـل
- سفــراء فوق العــادة
- حكــي إنتـرنت
- كم من العرفاء سيصبح لدينا؟
- أهم الأسباب في لبس البراقع واللثام
- ياليتهم علمانيـون
- متى تكسر جميع الخوابي والجرار؟


المزيد.....




- أصولها عربية.. من هي رئيسة جامعة كولومبيا بنيويورك التي وشت ...
- مصدر التهديد بحرب شاملة: سياسة إسرائيل الإجرامية وإفلاتها من ...
- الشرطة الفرنسية تستدعي نائبة يسارية على خلفية تحقيق بشأن -تم ...
- السيناتور ساندرز يحاول حجب مليارات عن إسرائيل بعد لقائه بايد ...
- إعادة افتتاح متحف كانط في الذكرى الـ300 لميلاد الفيلسوف في ك ...
- محكمة بجاية (الجزائر): النيابة العامة تطالب بخمسة عشر شهرا ح ...
- تركيا تعلن تحييد 19 عنصرا من حزب العمال الكردستاني ووحدات حم ...
- طقوس العالم بالاحتفال بيوم الأرض.. رقص وحملات شعبية وعروض أز ...
- اعتقال عشرات المتظاهرين المؤيدين لفلسطين في عدة جامعات أمريك ...
- كلمة الأمين العام الرفيق جمال براجع في المهرجان التضامني مع ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - نضال نعيسة - نحو خيـار علمـاني