أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ملـوك الطوائـف















المزيد.....

ملـوك الطوائـف


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1231 - 2005 / 6 / 17 - 11:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


كل مافعلته انتفاضة الأرز "المباركة" هو عودة ذاك الكهنوت السياسي القديم الذي سيطر على لبنان منذ فجر الإستقلال وربما قبلذاك,وأفرز لوردات الحرب المعروفين.وكان من "فضائله" استيراد نفوذ سياسي واسع ,وعقلية وصائية تتدخل في الكبيرة والصغيرة ومسيّّرة بالريموت كونترول فيما وراء البحار.فيما تراجع "دم الحريري"الذي رفع كقميص عثمان لـ"انتفاضة الأرز" إلى الخلف ,ولم نعد نسمع نحيب أولئك المتباكين عليه بعد أن كان لهم ما أرادوا من عودة ميمونة لامتطاء موجة الأمركة الطاغية, وبعد أن كان,وبكل أسف,ومع شديد الاحترام لمقام الراحل, تجارة رابحة درت على البعض أرباحا وفيرة في أسواق السياسة.

ولابد من التذكير دائما بأننا نعيش في هذا الشرق الموبوء بكل العقد ,والآفات ,والمتوشح بالغيب والأوهام والخرافات.وأن الوضع فيه من التعقيد والتشابك بما يكفي لمئات القرون والسنوات.وأن الولاء كان دائما ولايزال ,باتجاه العشيرة والقبيلة والطائفة والفخذ ,فيما انحدرت قيم المواطنة العظمى إلى أدنى الإهتمامات.

كما لابد من الإعتراف, بألم ,بأن عوامل أخرى,غير بريئة أحيانا, هي مايحرك العملية السياسية برمتها,وبأن بعض الدول قد اصيبت وبكل أسف بحمى الإنشطار الطائفي ,وعدوىالتشرذم العشائري,وداء الإنقسام القبلي والولاء العائلي ,ورفعته بيرقا عاليا في السماء ووضعته فوق أي اعتبار,وتحاول جاهدة التفاخر بهذه المنجزات وتصديرها إلى دول الجوار.وكم يجرح القلب,ويفقأ العين,ويقهر النفس ذاك العواء الطائفي البغيض المرفوع على رؤوس الأشهاد حايا,ويحاول تكريسه بقوة باشاوات السياسة وورثة الطوائف والعباد.فيما صارت مصلحة الوطن العليا في الذيل والقاع, وصار جلى تحركها وعملها السياسي ينبع من نظام المحاصصة الطائفية ,والإقطاع السياسي ,والكانتونات الموزعة بين هذا الفصيل أو ذاك ,وهذا مما يؤسف له بكل حال.وقد تبين لاحقا ,ومما نراه الآن, أن العلة ومشجب الأخطاء لم تكن أبدا في الوجود السوري في لبنان,برغم حجم التهويل السابق في هذا المجال , ولكن في جوهر نظام المغائم والخصخصة العائلية, والمكاسب الفردية, وأوصياء السياسة, وورثة الطوائف الذين لم نعرف غيرهم على الساحة السياسية اللبنانية, وأخشى ما يُخشى ,وفي ظل هذا الشد والتجاذب والاحتدام ,أن تعود الأمور للمربع الأول الذي انطلقت منه شرارة الأحداث. وأن تذهب كل الجهود ,والتضحيات, والخسائر الفادحة, هباء منثورا أمام الأطماع, والأحلام, والطموحات الشخصية, وتلك الأيادي التي لايحلو لها الا الصيد في المياه العكراء.وأن كل الشرور والآثام كامنة في هذه البنى الطائفية التي أرسى دعائمها وغذاها باشوات النفوذ العائلي وكان من فضائلها السيئة حربا أهلية حصدت الأخضر واليابس والكثير من الأرواح,وأن سورية ,وبرغم كل ماقيل ويقال ,ومع الإقراربوجود بعض الأخطاء والممارسات , كانت بالمحصلة النهائية, عنصر تهدئة وتوازن واستقرار. وهي التي منعت كثيرا من عوامل التفتيت والإنفجار.وأن هناك بعضا من العائلات والشخصيات الديناصورية تأبى أن تنقرض وتتقاعد وتحال إلى المعاش وتتوارى عن الأنظار, وكل واحدة منها اختصت بقطعة من الأرض ,وفئة من الشعب ,وسجلته باسمها في السجل العقاري.أية أوطان منكوبة هذه تتبجح بديمقراطية زائفة؟ في حين لم تكن تلك الانتخابات المزعومة, في تقييمها النهائي, سوى مهرجانا لعرض البضاعة الطائفية المتخلفة,واستعراضا مخجلا لمدى ماوصلت إليه الأمور من تردٍ وانحدار.

والسؤال الموجه لملوك الطوائف ,والأعيان , ولوردات الحرب, هل خرجت قوات من الباب ليدخل غيرها من الشباك ,والثقوب وكل الفجوات؟ وهل هذا ماكان يناضل من أجله "المناضلون الأشداء"؟وهل "الراحلون" كلهم شياطين, و"القادمون" ملائكة طهراء؟مع التأكيد على الموقف الشخصي ضد كل أنواع الهيمنة والوصاية والإخضاع. وهل ماهو حرام على البعض, حلال زلال على البعض الآخر؟ وماذا عما يقال من انتقال مركز النفوذ والقرار والضغط والإملاءات إلى سفارات بعينها ,هل هذا في مصلحة وسيادة لبنان وحققت به الإستقلال الناجز الذي طالما تغنى به رافعو يافطات الحرية في الساحات؟وهل نظام الإقطاع السياسي والمحاصصة هو الحل السحري لمشاكل هذه المجتمعات فسيفسائية السطح والأبعاد؟وأين مبدأ المواطنة الأسمى الذي مايزال بعيد المنال من كل هذا السجال؟ومتى سيصوّت المواطن لغير قبيلته, وعشيرته, وطائفته وينجح مرشح في غير منطقته ودائرته الإنتخابية التي صارت حكرا على هذا وذاك؟ ولماذا يصر لوردات الحرب على العمل والتجارة بهذأ "السكراب", والخردة الوطنية ,والبضاعة البالية, التي جلبت الخراب الدمار؟.ومتى نتقن المواطنة ونمارسها كقيمة سامية مقدسة وتكون الدساتير محض علمانية وليس فيها إشارات لدين أو طائفة ,أو أية تقسيمات ؟وهل هناك فعلا زعيم وطني يلتف حوله جميع الناس دون أن يكون العامل الطائفي هو ما يرجح كفة هذا الإعجاب؟ولماذا يطل لوردات الحرب الأشاوس مرة أخرى برؤوسهم من جديد على الساحة بتيه وخيلاء؟هل جدبت الأرض,وأمحلت السماء,وأفلست الجيوب,و عقرت النساء؟

العالم كله يتجه نحو العولمة والذوبان, ولكن وبكل أسف مازال البعض في محيط التقسيمات العشائرية والطائفية التي يخجل من ذكرها اللسان .إن الوضع ينذر بالشؤم والظلام في ظل هذا التجاذب والتنازع والأحلاف الذي ضاعت الأوطان, ومصالحها العليا, وسيادتها فيه,وظهرت وكأنها غنيمة تتراكض نحوها نفس تلك الديناصورات القدرية المحلية والعالمية التي ألفناها منذ عقود لتحصل على حصة منها, وماتبقى فيه من أطراف نابضة بالحياة بعد أن أكل الموت والشلل قسمها الأعظم. والسؤال الأهم هل لايمكن لهؤلاء من العيش إلا بوجود قبعات زرق ,وحمر, وخضر, ووصايات, وحمايات, وقوات متعددة الجنسيات ,تفصل بين الأخ والأخ ,والشقيق والشقيق, والقريب والقريب , وأبناء الوطن الواحد, ووتتنقل الأوطان من حضن هذا الوصي ,إلى حضن ذاك الولي ؟ ولماذا لاتضخ دماء جديدة في جسد الديمقراطية الذي يتباكون عليها وأين هم الفقراء ,والأبناء الآخرين الذين لم نسمع عن أي صوت لهم ,ولم تتم الإشارة إليهم في مهرجان توزيع المغانم والمكاسب والإقطاعات؟ولماذا يحاولون إظهار أصوات بعينها ,والتعتيم على شرائح عريضة وفاعلة على الساحة ؟هل لأن ذلك يرضي الأوصياء الجدد على توزيع تركة المغانم والأرباح؟

إن مايحمي كل هذه الأوطان من الكوارث والويلات ,هو فقط وجود دساتير علمانية تعزز قيم المواطنة والولاء للوطن أولا وأخيرا وقبل أي شيء آخر,وتجرم كل تلك الدعاوي البدائية التفتيتية ,وتنبذ هذا التخريف الطائفي ,والتشرذم العشائري البدائي الذي لم يكن يوما سوى عاملا من عوامل الهزيمة ,والتفكك,والإتهيار. ولتذهب للجحيم كل تلك المظاهر الشنعاء التي تحمل في باطنها كل أسباب الضعف والفناء.وعند ذاك فقط يحق لأي كان أن يفخر بأنه يعيش في أوطان محصنة ,لامزارع يتقاسمها ملوك الطوائف .وقبل أن تقع الفأس في الرأس مرة أخرى,ويقول المتأسفون "ياليت الذي صار ما صار".



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نحو خيـار علمـاني
- متاهات الإستبــداد
- كيف تغيب قروناً في كهوف الزمان؟
- سيناريـو الفصـل الأخيـر
- داحـس والغبــراء
- المستجيرون من الرمضاء بالنار
- مبروك عليكم أيها السوريون
- حين تقبع الكرامة في سراويل الطغاة
- مقالب العربـان الإصـلاحية
- صـور صدام والبورنو السياسـي
- شرف الأعـراب المهدور
- حقــوق النسـوان
- كلـــنا شــركاء
- كفاية. . .يافيصل القاسم. . .حرام
- سوريا. . . نظـرة من الداخـل
- سفــراء فوق العــادة
- حكــي إنتـرنت
- كم من العرفاء سيصبح لدينا؟
- أهم الأسباب في لبس البراقع واللثام
- ياليتهم علمانيـون


المزيد.....




- فيديو مخيف يظهر لحظة هبوب إعصار مدمر في الصين.. شاهد ما حدث ...
- السيسي يلوم المصريين: بتدخلوا أولادكم آداب وتجارة وحقوق طب ه ...
- ألمانيا تواجه موجة من تهديدات التجسس من روسيا والصين
- أكسيوس: لأول مرة منذ بدء الحرب.. إسرائيل منفتحة على مناقشة - ...
- عباس: واشنطن هي الوحيدة القادرة على إيقاف اجتياح رفح
- نائبة مصرية تتهم شركة ألبان عالمية بازدواجية المعايير
- -سرايا القدس- تعرض تجهيزها الصواريخ وقصف مستوطنات غلاف غزة ( ...
- القوات الأمريكية تلقي مساعدات منتهية الصلاحية للفلسطينيين في ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- وسائل إعلام تشيد بقدرات القوات الروسية ووتيرة تطورها


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - ملـوك الطوائـف