أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قدمُ زوجتي تؤلمنا














المزيد.....

قدمُ زوجتي تؤلمنا


سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4488 - 2014 / 6 / 20 - 12:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


من المعروف تاريخياً ، أن المحتلين فرضوا ديانتهم التي يدينون فيها عبر كل العصورعلى الاقوام التي احتلوها، ربما تكون اليهودية أو المسيحية اليهودية هي الديانة الوحيدة التي فرضت نفسها على المحتل.
فالرومان بدلا من فرض دياناتهم الرومانية فانهم تحوّلوا تدريجيا الى ديانة الأقلية التي تم احتلالها.
ومثال ذلك الرسول بولس اليهودي ـ الروماني الذي ومن دون استخدام القوة في وجه قوة المحتلين الرومان، تمكن من احتلال الرومان فكرياً عن طريق خطبه وبقوة ايمانه الشخصي هو.
ومع أن اليهود في اوربا في القرون الاولى للمسيحية تعرضوا لاشكال متعددة من المعاناة والمضايقات ، لكنهم كشعب يفهم ويجيد لغة الحوار والنقاش والاقناع، تمكنوا من بناء علاقات كثيرة وعلى مستويات مختلفة في المجتمع الروماني. وتمكنوا من بناء صداقات على أعلى المستويات، ترك لنا التاريخ في وثائقه ورواياته الكثير الذي سطره حولها، ومنها ما يشير الى قوة الحجة في الحوار مع الجانب الروماني، كمثل هذه الحادثة.
يروى أن سيدة رومانية من العائلة الحاكمة في روما كانت قد تعرفت على حاخام يهودي في روما، وحصلت العديد من النقاشات بينهما. وفي احدى اللقاءات سألت السيدة الرومانية الحاخام :
الهكم ، إله اليهود ، وبحسب كتاب توراتكم وايمانكم ، في كم يومٍ تمكّن من خلق العالم ؟
فأجابها الحاخام : في ستة أيام.
فسألته السيدة : وماذا يفعل الهكم منذ ذلك الوقت بعد أن فرغ من الخلق في ستة أيام ؟
فردّ عليها الحاخام : انه يقوم بتنظيم الزواجات.
فتعجبت السيدة قائلة :" أيُعقل أن يكون هذا عمله ؟
أنا أيضاً بامكاني القيام بهذا العمل . فأنا لدي العديد من الخدم والعبيد من الذكور ومن الاناث، وبامكاني في وقت قصير أن أقوم بتزوجهم بين بعضهم".
فأجابها الحاخام : " إن كان هذا العمل هيّناً وسهلاً في نظرك ، فانه ليس بالعمل الهين والسهل على الهنا الذي تمكن من شقّ البحر الأحمر لتخليص بني اسرائيل من المصريين الفراعنة.
وانتهى هذا اللقاء بينهما عند هذه النقطة، وانصرف الحاخام من قصر السيدة الرومانية.
ففكرت السيدة الرومانية أن تقوم بعمل اله اليهود ، بتزويج المئات من الذكور والاناث الذين يعملون خدماً وعبيداً لديها في قصرها ومزرعتها وجنائنها.
فأمرت بحضور كافة الخدم والعبيد غير المتزوجين للحضور في ساحة القصر، فتجمعوا بحسب أمر السيدة ، وطلبت منهم الوقوف بصفين متوازيين، صفا للرجال وآخر موازٍ له للنساء.
فتجولت بين الصفين وأمرت باشارة منها مختارة لكلّ منهم شريكه الثاني ، وأمرت بزواج الجميع بحسب ماقررت لكلّ شريكه ولكلّ شريكها، وتم تنظيم زواج جميع الخدام والخادمات والعبيد والعبدات في ليلة واحدة.
وفي صباح اليوم التالي بعد أن تناولت السيدة فطورها ، رأت تجمعا من العرسان الجدد المتزوجين والمتزوجات في الليلة الماضية بأمر وقرار منها في ساحة القصر.
ورأت أحدهم قد ورمت عينه،
والآخر مضروب على انفه ، والأخرى مدمىً رأسها،
وأخرى قد تم كسر يدها،
وثانية تعرج ،
وآخر قد تم كسر اسنانه..
باختصار فانها رأت مجموعة كبيرة من المصابين والمتضررين
والمعوقين في ليلة واحدة ،
فسألتهم مالذي جرى ويجري بينكم ؟
فمنهم من تصرخ : أنا لا أريد هذا الرجل زوجاً لي،
والأخرى أن هذا الرجل لا يصلح لي ، لا أريده زوجاً،
وآخر يصرخ انا لا يمكنني أن أكون زوجا لهذا المرأة العنيفة...
وهلمّ جراً.
ففي الحال طلبت السيدة الرومانية من مرافقها لارسال أحد من الخدم الى الحاخام اليهودي ويطلب منه الحضور حالاً في القصر. فتمّ لها ذلك.
فحضر الحاخام أمام السيدة التي قالت له : ايها الحاخام المحترم، أنا أؤمن الآن بأن اله اليهود على حق، وتوراتكم على حقّ .

مكانة المرأة اليهودية بالنسبة للزوج اليهودي :

انه من المعروف ومنذ حقب تاريخية بعيدة أن اليهودية أعطت مكانة رئيسية وقدسية للعلاقة بين الزوج والزوجة. ومن المعروف أن هذا كان عنصرا مهما في نجاح المجتمع اليهودي عبر التاريخ في الحفاظ على العائلة والأسرة اليهودية كعنصر مركزي وجوهري للحفاظ على رابطة الشعب والمجتمع اليهودي.
فالمرأة بالنسبة للرجل اليهودي هي بيته ، ولذلك يجري القول الشهير اليهودي : ان المرأة هي بيت الرجل. وكثيراًما كان العديد في أزمنة ليس بالبعيدة كثيراً عن زمننا كان الزوج يخاطب زوجته بعبارة : بيتي .

وهناك قصة حقيقية ـ تعبّر تماماً عن قيمة المرأة بالنسبة للرجل اليهودي ـ حدثت في القرن الماضي مع رابي أرييه ليفين (توفي في اسرائيل عام 1969م) الذي كان يلقّب بـ "صدّيق اورشليم " ، حيث كانت زوجته مريضة وتقاسي من آلام في قدمها، فقام الرابي بمرافقتها الى عيادة الطبيب.
وحين دخلا الى الطبيب، وبعد السلام، قال الرابي للطبيب بلغة الجمع :
"دكتور ، إن قدم زوجتي تؤلمنا ".



#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات في خمسات بوذا والبوذية
- المرأة ركن أساسي في المجتمع اليهودي
- تعلموا الحكمة حتى من لسان البقر
- الخمسات في ثقافة الشعب الصيني
- هل المرأة هي ضلع مسروق من الرجل ؟
- النبيذ العبري يفضح الأسرار
- الخمسات في الاسلام : بين النبي والامام علي
- رمزية الرقم خمسة في التراث العالمي وتراث سعدي الحلي
- الفول العبري واكتشاف خبز النبي حزقيال (ذي الكفل)
- الكريستال والزجاج في التراث الكتابي اليهودي
- الحاخام يدعو الى مأدبة عشاء بمناسبة الطلاق
- رئيس عربي ينافس عادل إمام في مسرحية هزلية
- يوحنا 23 البابا الطيب ومهرّب اليهود
- حاخام بابلي يختصر التوراة بجملة واحدة
- من قال للصّبر حدود ؟ صبر الحاخام البابلي بلا حدود
- حمارُ الحاخام حكيمٌ أمّا حماري أنا فحمار
- قلبك قاسِ كحجر الماسِ
- برّ وتوكلات حكماء صهيون (4) الرابي وحمار الأعرابي
- بر وتوكلات حكماء صهيون ( 3 ) الحاخام فنحاس وكيسي الشعير
- بر وتوكلات حكماء صهيون 2 رابي يهوشع والقصاب


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - سيلوس العراقي - قدمُ زوجتي تؤلمنا