بر وتوكلات حكماء صهيون 2 رابي يهوشع والقصاب

سيلوس العراقي

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 11:07
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    

كان رابي يهوشع (الاسم بالعبرية هو י-;-ה-;-ו-;-ש-;-ע-;- ويلفظ يهوشواع وبالعربية يصبح غالباً : يشوع) حكيماً كبيراً عاش في أرض اسرائيل . يُطلق عليه لقب " نور اسرائيل" ، لأنه كان حكيماً متنورا ً وأنار بحكمته ومعرفته للتوراة أبناء اسرائيل.
في منام له في إحدى الليالي، سمع صوتاً يقول له : "انك محظوظ كثيراً، وهنيئاً لك يا رابي يهوشع ! فحينما ستأتي الى الفردوس، ستقيم مع ننّاس القصاب ! لأن نصيبه في الفردوس معادل ومساوٍ لنصيبك".
حين نهض الرابي مبكراً بدأ يتفكر في نفسه : "ان هذا الذي سمعته في المنام يذهلني !
أنا الذي قضيت كلّ حياتي في دراسة التوراة وأطَعتُ كل وصاياها.
أنا الذي لي من التلاميذ ثمانين أعلّمهم التوراة منذ الصباح الى المساء ،
وفي النهاية تكون حصتي مساوية لنناس القصاب، الذي بكل تأكيد رجل جاهل وبسيط !".
شعر رابي يهوشع بالفزع .
وفي الصباح دعا تلاميذه وطلب منهم : "تعالوا معي لنذهب ونبحث عن نناس القصاب ، لأنني أريد التعرف عليه حيث سيكون رفيقي في الفردوس".
فذهب رابي يهوشع مع تلاميذه من بلدة الى أخرى ومن قرية الى أخرى، يبحثون عن قصاب باسم نناس.
وأخيراً وصل الى احدى البلدات ،
فأجابه الناس : نناس القصاب ؟ نعم انه يعيش هنا في بلدتنا.
لكن يا رابي ماذا تريد منه ؟ أنت رجل حكيم جداً وبارّ ، مالذي تريده من رجلٍ بسيطٍ جداً مثل نناس ؟
أعاد رابي يهوشع من الناس طلبه : أرجوكم هل يمكنكم أن تدعونه ليأتي ويراني وأراه ؟
بعث الناس في دعوة نناس القصاب قائلين له : "رابي يهوشع يطلبك أن تذهب وتراه حالا ".
اعتقد نناس أن هؤلاء الناس يسخرون منه قائلا لهم : " انكم تسخرون مني !
كيف يمكن أن يُعقل أن الحاخام الكبير بحكمته يطلبني ويريد التحدث معي ؟
لن أذهب . أنتم تريدون أن تسخروا مني ".
فعاد الناس الى رابي يهوشع بجواب القصاب : "نناس لا يريد أن يأتي اليك ! والآن يا رابي يمكنك أن تصدق بأنه رجل غير مناسب لك ولا يليق بك أن تتحدث مع شخصٍ مثله ، فهو لا يستحقك ".
لكن رابي يهوشع لم يسمع للأهالي، وذهب بنفسه الى القصاب. فحينما رأى القصابُ نناس رابي يهوشع ارتعب وارتبك خجلاً من الرابي، وانحنى أمامه سائلاً : " كيف لي هذا ، يأتي الرابي الحكيم يهوشع لزيارتي ؟
كيف لي أن أستحق شرفاً كبيراً كهذا ؟
أنت الرابي، الرجل الصديق والبار والحكيم ، والجميع يدعونك نور اسرائيل، وأنا لست أكثر من رجل بسيط ، قصاب جاهل".
أجابه رابي يهوشع : " أخبرني يا نناس بشيء من نشاطك وماذا تفعل خارج أوقات عملك كقصاب ؟".
أجابه نناس : " أنا لدي والديّ، أمي وأبي، كبيرين في السنّ ومرضى .
أنا أذهب اليهما وأخدمهما ، ألبسهما الثياب ، أُطعمهما ، أقوم بتغسيلهما ، وأقوم بكلّ الأعمال اللازمة والضرورية لهما ، وكل ما أستطيع عمله لهما".
فنهض رابي يهوشع من مكانه، وقبّل القصاب نناس من رأسه قائلاً : "كم جميل وكم مفرحٌ ومبهج الذي تقوم به ! انك تقوم باكرام أمك وأباك وتخدمهما ، تماماً مثلما توصي التوراة. وكم سعيد ومحظوظ أنا لأن أكون رفيقك في الفردوس !".

ملاحظة مهمة : أن عنوان المقال ليس ـ بروتوكولات حكماء صهيون (المزيّفة ) ، بل أحببت التلاعب على الكلمات ليكون عنوان المقال : برّ و توكّــلات حكماء صهيون

#سيلوس_العراقي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات