أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - ألا رفقا بالسيد القمني














المزيد.....

ألا رفقا بالسيد القمني


سعيد الكحل

الحوار المتمدن-العدد: 1269 - 2005 / 7 / 28 - 10:57
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لم يكن قرار الصوم عن الكلام والقلم الذي أَُكرِه عليه سيد القمني من قِبَل سالبي الأرواح وسارقي الأحلام ، جُبنا أو خُرْقا يستعدي عليه الأقربين قبل الأبعدين . إن سيد القمني ضمّن بيانَه خيبات الأمة وبوار العقل وحقارة المثقف في ظل أوضاع سياسية طفا على سطحها الارتزاق والانتهازية والهرولة إلى حيث المال أو العمائم . وظل سيد القمني صاحب مبدأ وخيار ألاّ يفجُر ولا يَعْهَر كما هو دأب الكثير ممن ينتسب زورا وبهتانا إلى ساحة الفكر والثقافة . لقد كان سهلا عليه إسدال اللحية وارتداء العمامة والانقلاب على المثقفين " العضويين" تسفيها لآرائهم وتبخيسا لأشخاصهم بعد رميهم بالزندقة والشيطنة . ولو فعلها لن يكون وحيد الفعلة ولا آخرها ، فقد عرف تاريخنا العربي/ الإسلامي نماذج شتى ، علا قدرُها ليس بالعلم والدراية ، ولكن بالتبهيت والنكاية . وما أبو حامد الغزالي الذي صار حجة الإسلام سوى واحد ممن عادى العقلاء وتجنى على المناطقة ، فجَعَلت هذه الأمة ، بأئمتها وسلاطينها ، من آرائه سكاكين سامة ومشانق غامة لم يفلت من ويلاتها فقيه الفلاسفة وفيلسوف الفقهاء ابن رشد بقضه وقضيضه . وكذلك ظل حال أهل الفكر والرأي طريدي الرعاع ، عديمي الحيلة وفاقدي الوسيلة . وكل صاحب سلطة ، دنا مركزه إلى قائد مقاطعة ، أو علا شأنه إلى وزير أو حاكم ، تطوق سكناه وتحمي تنقلاته جحافل العسس والحرس ، على أكتافهم رشاش لا يترددون في استعماله ضد كل من تحسسوا منه خديعة أو تلمسوا فيه دسيسة . إلا صاحب فكر حر تخاف الدولة منه ولا تخاف عليه . إن هذا التواطؤ الضمني والصريح بين رجال الدولة ورجال الدين على نبذ المفكر وتخوينه وتكفيره ثم جز رقبته ، لهو الذي اغتال في سيد القمني كل أمل وأقبر فيه كل إحساس بالأمن توفره أجهزة وُجدت للغرض ذاته في كل بلاد الدنيا الحرة ، عدا دنيانا العربية . ولن تكون الدعاوى التي وجهت للدكتور القمني ليشد عضده ويربط جأشه ويخوض غمرات المواجهة بحمية دون حماية ، سوى شعارات من جنس تلك التي تطلقها المسيرات "المليونية" من قلب العواصم العربية ، والتي لا تجلب أمنا ولا توفر رغيفا لشعب فلسطين أو العراق أو الشيشان . لهذا لا نطلب من سيد القمني أن يظل يواجه نيابة عنا جميعا خطر الإرهاب والتطرف الذي نهادنه ونداهنه ، أو يفدي بروحه الطيبة فكرا حرا نحن أول من يعقره ، أو يبني مواطنا أبيا نحن أول من يغدره أو يهجره . وما وضعية الأستاذ الجليل العفيف الأخضر الصحية والمالية إلا دليل على تعاسة كل ذي مبدأ وغبنه. إن حالنا في الجبن والانتهازية أسوأ من حال بني إسرائيل وهم يقولون بكل جبن وخسة للنبي موسى عليه السلام ( فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون ) . أو حال الشيعة وهم يحرضون الإمام الحسين على خوض الحرب لاسترداد "حق" الخلافة المغتصب ويعدونه بأن يكونوا له مناصرين لا يرضون عن الشهادة بديلا . لقد كان الإمام الحسين راغبا عن الشهادة متنازلا عن الخلافة لولا تحريض المحرضين الذين دفعوا به إلى ساحة القتال وانسلوا جبناء خائفين ، فكانت المأساة التي لم ينفع في محوها شق الجيوب أو لطم الخدود أو لبس السواد في كل يوم عاشوراء ، ذكرى مجزرة كربلاء . إن سيد القمني أشد وعيا بالخطر وأكثر إدراكا لدنوه منه وليس له في الأمن والأمان نصيب . وحسبه تقديرا أنه أطلق صرخة الاستغاثة ودق ناقوس الخطر وكشف المستور في مصر "المحروسة" التي غشاها الإرهاب من المساجد إلى الفضائيات ، كل جمعة وكل حلقة ، كل برنامج وكل لقاء يفوح منه التطرف وتبث فتاواه ، فيكون الأمر لله وحده من قبل ومن بعد أن ينفجر الشباب قنابل لا تبقي بشرا ولا حجرا . لذا لا نقسو على سيد القمني بل نشد من أزره وهو الذي يرى من حوله إما فارا من بلده إلى حيث الغربة والأمان أو فارا من قدره إلى حيث الصمت سلوان ، أو ساعيا إلى المال والعمائم دون جهد جهيد أو وخز ضمير . وإذا كان الشيخ جمعة ، مفتي مصر "المحروسة" غير فتواه في إمامة المرأة لغيرها في الصلاة ، وتراجع عن إجازتها دون أن يقسو عليه أحد ، فما المانع أن يفعل القمني في أمر شخصي لا شرعي ؟ وحسب السيد القمني شرفا أنه وضع الدولة أمام واجباتها والمثقفين أمام ضمائرهم والجمعيات الحقوقية أمام مسئولياتها خاصة بعد أن نصبت نفسها مدافعة عن حق شيوخ التطرف وأمراء الدم في نشر فتاواهم الشيطانية وهذياناتهم الإرهابية . وأن يقيم سيد القمني سرادقا للفكر والمفكرين يعزيهم في موتهم المعنوي ويبكي يُتمهم وبؤسهم ، أفضل من أن يقيموه له بعد اغتياله ـ لا قدر الله ـ حيث لا أذن سمعت ولا عين دمعت ولا خطر على قلبه عرائض الإدانة ومقالات الشجب وقصائد الرثاء . وكلها لن تخفف من حزن ذويه ولن تغير من موقف أعدائه
ملحوظة : أليس عيبا وشماتة أن يصل بالكاد ـ بعد كل هذه المدة ـ عدد المتضامنين مع الأستاذ القمني في محنته 690 ، بمن فيهم المكررة أسماؤهم أو الناقمين؟ الشامتين .



#سعيد_الكحل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل صارت حقوق الإنسان علامة تجارية ؟
- على أي أساس تطالب المنظمات الحقوقية الحوار مع شيوخ السلفية ا ...
- قراءة في كتاب- ما هو سبيل الله ؟- لسمير إبراهيم حسن :
- لندن ضحية احتضانها لشيوخ التطرف وأمراء الدم
- نادية ياسين : الشجاعة المأمرَكة لن تكون إلا وقاحة
- الحركات الإسلامية والدولة الديمقراطية
- أية مصلحة للأمريكيين في تحالفهم مع الإسلاميين ؟
- فتاوى التكفير أشد خطرا وفتكا بالمجتمع من عبوات التفجير
- الإنسان العربي أبعد ما يكون عن الحوار والتسامح والتحالف
- هل سيتحول المغرب إلى مطرح للنفايات الوهابية ؟
- نادية ياسين لم تفعل غير الجهر بما خطه الوالد المرشد
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 2
- المسلمون وإشكاليات الإصلاح ، التجديد ، الحداثة 1
- خلفيات إضراب معتقلي السلفية الجهادية عن الطعام
- معتقلو السلفية الجهادية من تكفير منظمات حقوق الإنسان إلى الا ...
- المجتمعات العربية وظاهرة الاغتيال الثقافي
- الأزمة السياسية في إيران تؤكد أن الديمقراطية لا تكون إلا كون ...
- عبد الكبير العلوي المدغري والشرخ الغائر بين الروائي المتحرر ...
- الإرهاب يتقوى وخطره يزداد
- منتدى المستقبل- أو الغريب الذي تحالف ضده أبناء العم


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - سعيد الكحل - ألا رفقا بالسيد القمني