أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - إلى الرئيس إليك درساً من عرابى














المزيد.....

إلى الرئيس إليك درساً من عرابى


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4482 - 2014 / 6 / 14 - 08:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أتى عرابى بجيشه إلى ساحة عابدين وواجه خديو لا يختلف كثيراً عن مرسى. وأطيح بحكومة رياض. وخرجت الجماهير الشعبية فى كل مدن مصر وقراها هاتفة بحياة عرابى وسموه «الوحيد» ربما للإيحاء بأنه صاحب السلطة وحده. وتبارى عشرات الشعراء كالمعتاد فى مدح القائد الجديد.. كمثال:



وقولوا يا عرابى مر بأمر.. تراه فأنت ذو الأمر المجاب



ودم لوزارة لسواك تأبى.. وإن رحلت إليك بلا طلاب



وقولوا يا عرابى دم رئيساً.. لحزب النصر محفوظ الجناب



وقبلها وكما حدث فى زماننا انطلق المئات يجمعون التواقيع على عرائض لتفويض رجال العسكرية وعلى رأسهم عرابى لتؤكد ما طلبه عرابى «أن أكون نائباً عنكم فى كل ما يتعلق بأحوال بلادكم» آلاف التوقيعات جمعت تحت إشراف داعية الثورة «عبدالله النديم» وكانت طبعة [1882] مثل 30 يونيو [2013]. ويصرخ عرابى: «إن هدفنا هو إنقاذ وطننا من ذل العبودية والظلم والجهل وأن نرفع شعبنا إلى المستوى الذى يمكنه من مقاومة أى محاولة لإعادته إلى ظلمات الماضى» ولعلنا سمعنا كلمات كهذه فى خطاب السيسى الأخير. ويعطى النديم المذاق الطبقى والغطاء الشعبى للثورة صارخاً: «أهل البنوكا والأطيان – صاروا على الأعيان أعيان – وابن البلد ماشى عريان ما معاه ولا حق الدخان». وتبدأ أفراح ومهرجانات، وتحولت شوارع مصر إلى ساحات خطابة حتى فى الأفراح إلى درجة أن المغنى الأشهر محمد عثمان كان إذا سئل فى أى فرح سيغنى الليلة أجاب متهكماً «فى الفرح الفلانى ستجدوننى أنا وعبد الله النديم». وتعلو النبرة الطبقية فى برنامج أصدرته جمعية اتحاد شباب مصر الفتاة [وكان النديم يسيطر عليها] نقرأ فيه: «أن تحصل المساواة فى توزيع الضرائب والرسوم على كل فئة حسب اقتدارها» [الضرائب التصاعدية]. ويفزع الأغنياء لكنهم كتموا غيظهم وتظاهروا بمسايرة الثورة. ويكتب محمد عبده مندهشاً وربما محذراً: «لم يعهد فى أمة من الأمم أن الخواص والأغنياء ورجال الحكومة يقبلون بمساواة أنفسهم بسائر الناس ويوافقون على إزالة امتيازاتهم واستئثارهم بالجاه والثروة فهل بلغت الفضيلة فيكم أحداً لم يبلغه أحد؟» وعندما جرى الحديث عن انتخاب مجلس للنواب صاح النديم وتأملوا صيحته «إذا احتل الأغنياء مقاعد النواب تسلطوا بها على مصائر الفقراء وجعلوا من المجلس رواية تياترية تثير الضحك، فكيف يمثل الفلاح إنسان لم ير الريف بما فيه من مصائب؟ وقد يكون فيهم نبهاء وأذكياء ولكن حبهم لثرواتهم يجلب على الناس مزيداً من الضرر».



وتعرض عرابى لمؤامرة ثلاثية الأبعاد.. الخليفة والغرب والأعيان، وهزمت الثورة. وعاد المنافقون أدراجهم واستأسد الأغنياء الذين كانت ثرواتهم أعز عليهم من وطنهم. وكان ما كان. وفيما كان الثوار يحاكمون ويواجهون التحقيقات بشجاعة، تجمع كبار الأعيان ليكتبوا رسالة اعتذار للخديو ويطالبوا الاحتلال بتعويضهم عما فعله العصاة بهم.



أما الشعراء والمنافقون فقد تحولوا كالعادة وصاحوا: «تبين اليوم عقبى كل معتدى- وأضحى العرابى وهو بالذل مرتدى» وتهكموا على قادة العسكرية لأنهم مجرد أبناء فلاحين قائلين: «وأصبحتمو أصحاب سيف ومدفع – وللفأس والشادوف وسمات باليد». والآن الدرس واضح.. مخاطر سيطرة خصوم الثورة على البرلمان خاصة بتمويل أجنبى بمئات الملايين، ومخاطر تفتت القوى الثورية والليبرالية والمدنية بما يسمح للعدو بإعاقة مسار الديمقراطية والعدل الاجتماعى.



وأنا لا أحرض أحداً على أحد. ولكن دروس التاريخ تحذرنا فهل نتعظ؟



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار.. حذار من جوعى
- جولن أو أردوغان الإسلام أو التأسلم
- فهمى- أمريكا- الزواج
- قطر وإسرائيل
- محلب.. أمريكا.. الإخوان
- قانون الرئاسة.. غير قانونى
- عن التحرش ورئيس الجامعة
- أخطأت يا سيادة الرئيس
- أكثر من تحذير للرئيس القادم
- عن الإخوان ومدارسهم
- رفعت السعيد ولماذا 86.. وحدها؟
- هل الإخوان جماعة إرهابية؟
- منى مينا.. والعمدة إيفا
- الإخوان.. والأقباط «2»
- الإخوان والأقباط «1»
- عن مبطلات شفافية الانتخابات
- إصلاحات أردوجان.. غير صالحة
- تعالوا نتصالح
- برلمان بدون نساء وأقباط ونوبيين وفقراء
- دساتير مصرية «2» دستوران للثورة العرابية


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رفعت السعيد - إلى الرئيس إليك درساً من عرابى