أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - قانون الرئاسة.. غير قانونى














المزيد.....

قانون الرئاسة.. غير قانونى


رفعت السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4422 - 2014 / 4 / 12 - 06:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


الأصل أن القانون ينظم بأسلوب منطقى الثواب والعقاب فى العلاقات بين الأفراد وبينهم وبين الدولة. وأعتذر إذ أقول إن الذين صاغوا قانون الانتخابات قد غاب عنهم المنطق بما أفقد القانون صوابه وجعله مثاراً للعبث. ونركز على المواد 22- 26 من الفصل الرابع من القرار بقانون رقم 22 لسنة 2014. ونقرأ.


■ م22 تنص: يكون الحد الأقصى لما ينفقه المرشح 20 مليون جنيه. م23 لكل مرشح أن يتلقى تبرعات نقدية أو عينية من الأشخاص الطبيعيين المصريين على ألا يجاوز مقدار التبرع من أحدهم 2% أى 400000 جنيه. وفى فقرة 2 من المادة يلزم المرشح بفتح حساب بالعملة المحلية فى أحد البنوك. ولكننا ويا للغرابة نكتشف أن التبرعات العينية تكون من ذات وعاء العشرين مليونا. ولم تحدد أى طريقة لحساب التبرعات العينية أو لمراقبتها. ولم تشترط علم المرشح بها، أى أن التبرعات العينية تكون بالإرادة المنفردة للمتبرع الذى يمكنه أن ينفق أى مبلغ مهما تزايد فوق الحد الأقصى على الإنفاق العينى [بيانات - بانرات - مؤتمرات - إعلانات فى الصحف والتليفزيونات والإذاعة والسيارات] ولأن المشرع الجهبذ ترك التبرع العينى بلا نص يحدد سقفه ومنح المرشح حق الادعاء بأن التبرع العينى تم دون علمه ودون إذنه بما يفتح الباب لإنفاق مئات الملايين دون رقيب ودون حساب؛ فينهار مبدأ الحد الأقصى للإنفاق. ويفلت المرشح حتى من الغرامة، بل إن النص تجاهل ربما عن عمد منع الأجنبى [الأمريكى، القطرى، التركى، الأوروبى، الإيرانى وحتى الإسرائيلى] من تقديم تبرعات عينية. وحتى فى التبرع النقدى تكون العقوبة مجرد الغرامة تماماً مثل عقوبة الركن فى الممنوع بالسيارة. والممول الأجنبى أو المحلى جاهز لسداد الغرامة أرأيتم السذاجة المتعمدة؟ وتصوروا مرشحاً مُوِّل من الخارج عوقب بالغرامة ثم نجح مجللاً بعار العمالة. أو مرشحاً مُوِّل من العدو الخارجى بتبرعات عينية وأفلت حتى من الغرامة لعدم وجود نص مانع. وهكذا فإن تمويل الأعداء للمرشح الرئاسى يسمح به إن جاء عينياً؛ فإن جاء نقدياً يعاقب بمجرد الغرامة. لكن المأساة الحقيقية هى الجهل بالقانون أو تجاهله المتعمد. فالمادة 41 من القانون الجهول تنص «مع عدم الإخلال بأية عقوبة أشد منصوص عليها فى أى قانون آخر» وينسى الجهبذ الذى أعد القانون نص المادة 87 من قانون العقوبات رقم 58 لسنة 1937 وتعديلاته التى تنص «كل من طلب لنفسه أو لغيره أو قبل أو أخذ ولو بالواسطة من دولة أجنبية أو من أحد ممن يعملون لمصلحتها نقوداً أو أية منفعة أخرى أو وعداً بشىء من ذلك بقصد ارتكاب عمل ضار بالوطن يعاقب بالسجن المشدد وبغرامة لا تقل عن ألف جنيه ولا تزيد عما أعطى أو وعد به» ولا شك أن التمويل من بلد أجنبى بواسطة مرشح للرئاسة هو عمل ضار بالوطن لأنه يجعل من المرشح إذا نجح عميلاً للاجنبى. ونأتى إلى مفارقة أخرى وهى أن ذات القانون ذاته يمنع ترشح من حوكم بتهمة مخلة بالشرف وهى بحكم الإدارية العليا «أى عمل يرجع إلى ضعف فى الخلق وانحراف فى الطبع مع الأخذ فى الاعتبار طبيعة الوظيفة ونوع الجريمة» ولا شك أن تمويل المرشح الرئاسى أو البرلمانى من جهة أجنبية معادية للوطن مخل بالشرف.
والآن هل من تفسير سوى أن القانون قد تعمد واضعوه إيجاد ثقوب للتمول محلياً أو خارجياً. والكارثة ستكون بالتزام قانون انتخابات النواب بالنهج ذاته فتكون المصيبة الكبرى أن يحتشد على مقاعد النواب من يشتريها بملايين مستوردة بواسطة إخوان ومتأخونين ومرتزقة، والبرلمان نفوذه فوق سلطة الرئيس.. فهل ندرك حقيقة المأزق؟ وحقيقة الكمين؟



#رفعت_السعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التحرش ورئيس الجامعة
- أخطأت يا سيادة الرئيس
- أكثر من تحذير للرئيس القادم
- عن الإخوان ومدارسهم
- رفعت السعيد ولماذا 86.. وحدها؟
- هل الإخوان جماعة إرهابية؟
- منى مينا.. والعمدة إيفا
- الإخوان.. والأقباط «2»
- الإخوان والأقباط «1»
- عن مبطلات شفافية الانتخابات
- إصلاحات أردوجان.. غير صالحة
- تعالوا نتصالح
- برلمان بدون نساء وأقباط ونوبيين وفقراء
- دساتير مصرية «2» دستوران للثورة العرابية
- دساتير مصرية «1» زمن محمد على
- رسالة إلى الإخوان
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «2»
- المصالحة مع نواب الأرض والسماء «1»
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (3 - 3)
- جماعة الإخوان.. مسيرة الصعود هبوطاً (2- 3)


المزيد.....




- 9 دقائق حالت بينه وبين الترحيل.. شاهد أول ما قاله الناشط الف ...
- سوريا و-الفتنة- والأحداث في جرمانا وأشرفية صحنايا.. المفتي ا ...
- الخارجية الروسية تعلق على اعتماد أرمينيا لقانون حول بدء انضم ...
- إعادة حيوان برمائي نادر إلى موطنه الأصلي يعيد الأمل في إنقاذ ...
- حريق في فندق يودي بحياة 14 شخصًا شرق الهند
- القدس تشتعل: حرائق ضخمة تلتهم مساحات شاسعة وتدفع السلطات لإخ ...
- تعيين الشيخ نائبا لعباس.. إصلاح في السلطة الفلسطينية أم انحن ...
- داء فتاك تسببه الليجيونيلا.. فما هي هذه البكتيريا؟
- وزير خارجية الهند يؤكد ضرورة معاقبة مرتكبي هجوم باهالغام
- هاريس تدين سياسات ترامب -المتهورة-


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - رفعت السعيد - قانون الرئاسة.. غير قانونى