أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الموسوي - الى بغداد.. وان طال السفر!














المزيد.....

الى بغداد.. وان طال السفر!


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4477 - 2014 / 6 / 9 - 00:03
المحور: سيرة ذاتية
    


كانت الفكرة ان اسافر الى بغداد من لندن في وقت مناسب لي ولمن سيكون في استقبالي هناك. قمت من لندن بالبحث في الانترنت عن خطوط الطيران المغادرة الى بغداد. هناك عدد من الرحلات، واحدة بينها على خطوط الطيران العراقية، مباشرة من لندن الى بغداد ولمدة تقارب خمس ساعات، بين العاشرة ليلا بتوقيت بريطانيا الى الساعة السادسة صباحا بتوقيت العراق، وبسعر معقول ايضا، ما يزيد على ستمائة دولار امريكي، ذهابا وإيابا. فكرت في الحجز عليها، فيها المواصفات المطلوبة، الوقت القصير والسعر القليل، ولكن توقفت عند موعد الوصول المبكر، فأبعدت الفكرة. وجدت عند خطوط الطيران النمساوية رحلة ملائمة، من لندن عبر فيّنا، عاصمة النمسا، الى بغداد، لمدة سبع ساعات وبسعر اكثر قليلا بحوالي مائة دولار، وتوقيتها من الساعة السادسة صباحا والى الرابعة بعد الظهر. وهذا وقت مناسب لي ولمن سيكون هناك، وفي يوم جمعة ايضا. لا يهم فرق السعر امام راحة الجميع!. فقررت الحجز وتم ذلك فعلا. ولكن المفاجئات حصلت لي يوم الطيران وفي مطار هيثرو في لندن، حين ابلغت الموظفة باتجاهي الاخير الى بغداد. اندهشت الموظفة وتراجعت ثم عرضت امامي شاشة جهاز الحاسوب وقالت سفرتك يبدو انها متغيرة، انت متوجه الى اسطنبول، وعبر الخطوط الجوية التركية. وتحدثت مع زميلة لها هناك واقترحت علي الذهاب الى مكتب اخر والعودة اليها دون انتظار الدور من جديد. وفعلا حصل ذلك، حيث اخبرني الموظف ان خط سيري متغير فعلا ورقم التغيير للتذكرة الجديدة هو هذا وسجله على ورقة بطاقة سفري، وأضاف: اذا رغبت بالرفض يمكنك ولكن قد تفقد جزءً من السعر، وربما صعوبة الحجز في الوقت الملائم والقريب!..
سقط الامر من يدي وأصبحت مجبرا على اتخاذ قرار سريع. وبعد فترة وجيزة حسمت الامر باتجاه الاستمرار بالرحلة، اضطرارا وقد تغيرت مدتها من سبع ساعات الى اكثر من عشرين ساعة، وفترتي انتظار في فيّنا وأخرى في اسطنبول، والوصول الى بغداد في اليوم التالي، يوم سبت وفي حوالي الساعة السابعة صباحا. ماذا تسمى مثل هذه الصدف؟ ولماذا تمت بهذا الشكل؟. ومن يتحمل المسؤولية فيها؟. في مطار هيثرو لا يعرف الموظفون سببا لها. ووجوههم مثلي مندهشة لان لا توضيحات مرفقة او ملحقة بما هو في اجهزتهم الالكترونية من تغيير ومعلومات جديدة. والأمر متروك لقراري. والوقت محجوز ومحصور عندي. كل الوقت وحساباته ضاعت وتحولت الى الضد من خططي وتخطيطي السابق. الاحراج تضاعف، على جميع الاصعدة وما زلت في المربع الاول من السفر.
في فيّنا اتجهت الى مكتب استعلامات الخطوط النمساوية متسائلا عن مسؤولية وأسباب التغيير في الرحلة والتأثير على خططي ووقتي. ردت موظفة الاستعلامات بان شركتها قررت ذلك قبل يومين وأرسلت خبرا الى شركات الحجز، فهي غير مسؤولة بعده الان. اما الاسباب فتعود الى وضع العراق الامني، حيث وصلتها تهديدات من جهات داخل العراق وهي حريصة على سمعتها وطائراتها ومواطنيها. وضحكت مستغربا وسائلا من جديد: وكيف تحولون رحلتي الى خطوط اخرى لم تغير هي سفرها الى بغداد دون تأخير في اوقاتها ولا تختلف عنكم.. انا احتج على ذلك وهذا عمل لا يليق بما عرفت به خطوطكم وفيه اساءة لكم ولاحترامكم للمسافرين والوقت.. قبلت مني الملاحظات. وتساءلت في نفسي عن الجهة التي حذرت الخطوط النمساوية ولم تحذر الخطوط التركية.. هل هناك سبب يميز بينهما او ثمة سبب او سر بين كل ذلك؟. ولماذا التهديد هذا في هذا الوقت ولم تنفذه لتمتحن "مصداقيتها" امام العالم؟، وكيف توصلت الى الخطوط النمساوية وحدها؟ من هم وراء كل ذلك؟ افرادا او جماعات او منظمات تنتهك القانون الدولي وحماية الطيران المدني؟! ألم يجدوا غير الطيران هدفا، ام ان الارهاب اعمى لا يعرف او يميز بين مصالح الناس؟. ارسل لي صديق الخبر الذي قالته موظفة الاستعلامات ذلك منقولا عن وكالة نشر الارهاب الاعلامي ايضا! دون توضيحات للمصدر ومن هي تلك الجهة المهددة!.
حزنت لان تجربتي مع الخطوط النمساوية ليست جديدة وانطباعاتي عنها ليست سلبية. وأنا كنت مرتاحا منها، من خدماتها وضبطها لمواعيدها. وحدث وسافرت عدة مرات عليها الى بغداد وغيرها. وحصلت مفارقات او "طرائف" تستحق التسجيل وتبادلها لعلاقاتها في فهم بعض العقل السياسي العراقي الان. في سفرة سابقة رأيت احد سياسي العراق الجديد، صاعدا من لندن "افنديا" وخرج من مرافق (تواليت/ دبليو سي) المطار في فيّنا معمما، وأثار انتباهي جلوسه في الدرجة الاولى. ولم اتحدث عن غيابه في مطار بغداد عند حقائب المسافرين. ثمة من انتظره ونقله مع حقائبه بسيارة خاصة طبعا وحراسة و..و..و.
وفي سفرة اخرى حصل ايضا داخل الطائرة نقاش حاد ولا اقول "شجارا" بين سياسيين عراقيين ورئيسة المضيفات. اصروا على اداء الصلاة خلف قمرة الطيارين، وهي اصرت ان يؤدوها داخل الطائرة، لخصوصية المكان. ولكن لم يستمع لأوامرها وتطايرت كلمات الصياح بينهم حادة في اذان ركاب طائرة مشحونة بدون أي فراغ لمكان واحد فيها. لا اريد ان اتساءل هنا او اضع اسئلة لما حصل. لكن خبيرا امريكيا كان جالسا هناك وهو الذي قدم اسئلة عن ثقافة العراقيين الجديدة التي ادخلتها سياسة بلاده الى العراق وأجبته بابتسامات الكأس العاشرة التي تبرع بها مضيف الطائرة بسخاء ملفت للنظر في تلك الرحلة النمساوية!.
لن احجز بعد الان على الخطوط النمساوية وسأقاطع مكتب الحجز الذي اعتمدته في الحجز. هناك شركات ومكاتب اخرى وخيارات كثيرة وهذه رحمة في هذا العصر والتقنيات التي تتطور كل يوم ولابد ان نتابع ونستفيد من الانجازات والخيرات التي وهبنا اياها ونحترم مصادرها ودولها وثقافاتها ونتعلم منها ما ينفع ويطور انساننا ومجتمعاتنا وبلداننا. فلم يكونوا الافضل والأرقى إلا بعد تواضع النخب والإدارات وصدق وإخلاص القيادات، مع انفسهم اولا ومع شعوبهم اولا ايضا، مصدر قوتهم ومنعتهم وصبرهم وتحملهم امام عاديات الحدثين!. وساترك الكتابة عن ما حصل ويحدث بعد نزول الطائرة في مطار بغداد. فالمهم الان الوصول الى بغداد، وان طال السفر!.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اليسار ونكبة العرب
- الانتخابات الرئاسية استحقاق أم رد فعل!
- في الاول من ايار/ مايو *
- صفحات من التاريخ السياسي/ مظاهرة شباط/ فبراير 1928
- وثبة كانون الثاني 1948*
- الاسلام السياسي والثورات الشعبية
- دور العسكر في السياسة
- من يفخخ السيارات؟
- تشويه المفاهيم هدف مرسوم
- استطلاعات الرأي وكلاب الحرب
- قبعة موفق
- العراق: جيش وسياسة
- العراق: البعبع! *
- العراق: تحالفات سياسية*
- العراق: أحزاب وسلطة *
- العراق: البحث عن استقرار
- الاسلمة السياسية في العراق
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة
- وصمة عار لا تمحى


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الموسوي - الى بغداد.. وان طال السفر!