أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الاسلام السياسي والثورات الشعبية















المزيد.....

الاسلام السياسي والثورات الشعبية


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4310 - 2013 / 12 / 19 - 19:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد ان هبت رياح التغيير في سماوات الوطن العربي، وفي الجمهوريات الحاكمة كأنظمة سياسية خصوصا، برزت الى العلن تنظيمات تيار الاسلام السياسي كقوى منظمة ومشاركة في هذا الحراك الشعبي والانتفاض الجماهيري، وكان قد غلب عليها العمل السري والأوكار الحزبية و"التمتع" في اقبية السجون والمعتقلات الرسمية العربية. جاء هذا الظهور في بداياته مقبولا في اطار العمل العام وتوافق التحالفات والمشاركات السياسية مع القوى والتنظيمات السياسية الوطنية واليسارية الاخرى، التي اسهمت هي الاخرى في تحريك الشارع العربي وقادت بأشكال متفاوتة تظاهرات الميادين ونظمت صفوفها بأساليب جديدة لم تعتدها في فعالياتها المعتادة، (بحكم ظروف معروفة تحتاج الى تفاصيل كثيرة للبحث فيها).
دخلت احزاب وجماعات الاسلام السياسي في معترك التحرك وأسهمت في التخلص من الانظمة السابقة، خصوصا في تونس ومصر ولحقاهما اليمن وليبيا. وأضحى معروفا ان ابرز هذه القوى هي فروع جماعة الاخوان المسلمين. في مصر باسمها وفي تونس واليمن وليبيا بأسماء اخرى لا تتنكر لتفرعها من الحركة الام ومن التنظيم الدولي لها. اما في الجمهوريات الاخرى فقد كانت الفروع ايضا مساهمة بدرجات متفاوتة بالحراك. باسمها المعروف او اسماء واجهات حركية. اما في الممالك العربية فكانت الاوضاع فيها متباينة، ماعدا البحرين استثناءا، حيث مازالت الانتفاضة بقيادة تحالف ودور بارز لجناح آخر في التيار الإسلامي بينما فرع الحركة خارجها او ضدها. وعلى العموم ظلت الانتفاضة مستمرة ومغدورة اعلاميا، بل وانتهكت حقوق الشعب بقوة عسكرية غاشمة، لا تمثل رأي الشعوب التي تخضع لاصحاب القرار فيها.
بديهي ان جماعة الاخوان المسلمين وفروعها تشكل العمود الفقري في تيار الاسلام السياسي في الوطن العربي، ويضم التيار حركات وأحزابا اخرى من خارجها، او انشقاقات عنها او تشكيلات موازية، كحزب التحرير الاسلامي او الجماعات السلفية والمسميات الاخرى.
وبعد التغييرات في تونس ومصر وليبيا واليمن شاركت في العملية السياسية وبحكم عوامل لصالحها فازت في الانتخابات الديمقراطية التي عقدت في تونس ومصر خصوصا. ومنذ فوزها والى الآن تعيش الاوضاع السياسية في هذين البلدين مناورات التعامل مع احزاب التيار الاسلامي، رغم فوزها وتمثلها في السلطة والحكم. ولعل سنة التجربة في مصر بقيادة الحركة مباشرة اعطت دروسا كثيرة لفروعها، وهو ما يحصل في تونس الان. هذه السنة من حكم الاخوان بينت ان قيادة الحركة لم تكن مؤهلة سياسيا وغير قادرة على ادارة دولة كمصر او غيرها. وما قامت به عكس بوضوح ضعفها وبرامجها وممارساتها المخالفة لشعارات وأهداف الحراك الشعبي والانتفاض والثورة. بل وفضح استنساخها لأساليب العهود التي انتفض الشعب عليها. لاسيما في الاستفراد في الحكم ومساعي الاستحواذ الحزبي الضيق على مراكز السلطة ومؤسسات الحكم والتصرف بها كملكية خاصة وأجهزة تابعة للتنظيم وليست مؤسسات دولة قائمة. هذه الممارسات والتدخلات السافرة في شؤون الدولة ومؤسساتها قلص من مدة حكمها ودفع من جديد الى التحرك ضدها وعزلها ومحاكمة قياداتها التي خالفت قوانين البلد وتشريعاته وحاولت الهيمنة والتمكين بالضد من الشعارات والأهداف التي رفعتها الجماهير الثائرة وخرجت الى الميادين من اجلها. مما اصبح الفشل حكما عليها والاضطرار الى معالجته بالطرق التي تمت وسيلة لإعادة الاوضاع الى طبيعتها الصحيحة وتحقيق الاهداف المنشودة.
قدم عدد من المحسوبين على الحركة او الباحثين فيها دراسات وتحليلات انتقادية لدورها، قبل استلام السلطة واثناء فترة حكمها. ركزت على الاستفراد والتمكين وغياب التجديد والتحديث والفردية واستغلال المال السياسي وفقدان البوصلة المرشدة والبرنامج الاقتصادي والاجتماعي والعدالة الاجتماعية ونقص الخدمات والأمن والطمأنينة رغم شعبيتها ولاسيما خارج المدن الرئيسية، فضلا عن عدد اخر من نواقص الحكم وضعف الشخصيات والكاريزما في القيادة والإدارة للحكم والعمل السياسي، والتملص من وعود التحالفات السياسية التي اوصلت ممثليها الى سدة الحكم. مما افقدها أي حليف، حتى من احزاب التيار الاسلامي السياسي.
في كل الاحوال اعطت فترة حكم جماعة الاخوان في مصر خلال عام واحد نموذجا لفشل الادارة والحكم، وعرت طبيعة وعي قياداتها وإدراكها، وسباقها في اعلان شعار "الخلافة" ومرحليتها، وتنميط الحياة الوطنية بأساليب التنظيم الدينية ومخالفة وقائع الحياة الوطنية وتنوع مكونات المجتمع وتياراته السياسية الاخرى. كما بينت بوضوح عدم امانتها للوعود التي قطعتها او التي يتوجب السير عليها في ادارة الدولة والتعايش والسلم الاهلي وبناء الوطن واحترام مكونات الشعب وألوانه المتنوعة. ان البكاء على اللبن المسكوب لا ينفع، بل يتطلب قبله ويتوجب بعده ضرورة المراجعة والدرس والتأمل في كل تلك الاخطاء التي قادت الى الفشل والنتائج المرتبة عليه. كما يجب احترام الشعب وإرادته وخياراته، فكما تم الفوز وقبوله لابد من الخضوع الى ارادة الشعب وقبول مطالبه وخياراته.
ما حصل في 30 يونيو/ حزيران 2013 في مصر قدم بالدليل فشل تجربة تاريخية لأبرز حركة في تيار الاسلام السياسي في مصر بالذات. وفتح المجال امام احزاب التيار للاعتبار منها، وعدم الدخول في اختبارات أخرى، كما يجري الآن، مما يعرض الشعب والوطن الى اخطار كبيرة، تضر به وبالعملية السياسية وفي مستقبل التيار والحركة اساسا. ولهذا فان المراجعة والاتعاظ من الدروس ضرورة ملحة ومهمة جدا. كما ان الاستمرار في هذا السبيل القاتل يؤدي الى استذكار الجرائم التي اقترفت في مسار التاريخ وجنت منها ما يقابلها ويسقط عنها مشروعية العمل ويطيل في الازمة وتاريخيتها.
فشل تجربة حكم جماعة الاخوان في الثورات والانتفاضات الشعبية لا يعني انتهاءها ولا الغاء وجودها العقيدي الشعبوي، رغم ما حصل وما انعكس سلبا على باقي الثورات والحراك الشعبي وقدم ادلة على ضعف الوعي والإرادة والقدرة على الاستمرار في انقاذ الشعب والوطن من العهود التي سبقت وأجبرت الشارع على التحرك ضدها وكسر الحواجز والجدران. الامر الذي يجب اخذه بالحسبان والعمل من اجل الشعب والمستقبل.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور العسكر في السياسة
- من يفخخ السيارات؟
- تشويه المفاهيم هدف مرسوم
- استطلاعات الرأي وكلاب الحرب
- قبعة موفق
- العراق: جيش وسياسة
- العراق: البعبع! *
- العراق: تحالفات سياسية*
- العراق: أحزاب وسلطة *
- العراق: البحث عن استقرار
- الاسلمة السياسية في العراق
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة
- وصمة عار لا تمحى
- الاول من ايار.. عربيا
- عشر سنوات.. الانسان موقف
- عشر سنوات.. والعراق جريح
- بعد عامين.. الى اين؟
- قمة تقسيم العالم العربي
- عدم الانحياز وحكم القانون


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم الموسوي - الاسلام السياسي والثورات الشعبية