أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الموسوي - في الاول من ايار/ مايو *















المزيد.....

في الاول من ايار/ مايو *


كاظم الموسوي

الحوار المتمدن-العدد: 4437 - 2014 / 4 / 28 - 18:05
المحور: سيرة ذاتية
    


في الاول من ايار/ مايو *

في الاول من ايار دخلت السجن الرسمي
وسجلني الضباط الملكيون شيوعيا،
حوكمت – كما يلزم في تلك الايام - وكان
قميصي اسود، ذا ربطة عنق صفراء،
خرجت من القاعة تتبعني صفعات
الحراس، وسخرية الحاكم، لي امرأة
اعشقها وكتاب من ورق النخل، قرأت
به الاسماء الاولى، شاهدت مراكز توقيف
يملؤها القمل، وأخرى يملؤها الرمل
وأخرى فارغة إلا من وجهي.
" يوم انتهينا الى السجن الذي ما انتهى
وصيت نفسي وقلت المشتهى ما انتهى
يا واصل الاهل خبرهم وقل ما انتهى
الليل بتنا هنا والصبح في بغداد"

سعدي يوسف

مللت من الروتين اليومي والحياة الرتيبة في المقر، هناك مفارز كثيرة تمر على فصيلنا، وتتحرك باتجاه الداخل والمقرات الاخرى، رغبت فعلا بالنزول معها وزيارة الفصائل واللقاء مع الانصار مباشرة ومعرفة ظروفهم وأحوالهم وجها لوجه. اخبرت الرفاق بذلك، وكالعادة لا يقرر احد منهم إلا بعد ان تهزه كنخلة في الجبال، حضرت نفسي مع قافلة كبيرة، فيها معدات وأسلحة ومواد تموينية وبريد حزبي، فاغتنمت الفرصة وانطلقت معها. الدليل فيها رفيق عربي اعرفه جيدا وكذلك بعض الانصار من حمايتها ايضا. وحين نمر ببعض المقرات، نستقبل بحفاوة ونتبادل كما هو معتاد بالضيافة اللازمة وهموم المكان وأوجاع الانتظار او المكوث الطويل. ادرت في بعضها جلسات حوار مفتوح ونقاش حر، وسمعت اراءا وملاحظات كثيرة عن طبيعة العمل الانصاري وعن العلاقات الحزبية والأنصارية والجبهوية، وتساؤلات غير قليلة عن مستقبل العمل والكفاح في اعالي الجبال وعلى الشريط الحدودي دون توجهات واضحة لما بعد. بعض بيانات المكتب العسكري تتحدث عن عمليات انصارية وقتالية وقتل جنود وغنم اسلحة ومعدات، ولكن بعد تجربة انتفاضة عام 1982 في مدن كردستان القريبة من الحدود وتحررها من اجهزة الدولة تقريبا وسيطرة سكانها وقوات البيشمركة والأنصار على ممتلكات المؤسسات الحكومية لم يدم ذلك طويلا، ولم يسعد السكان بما انجزوه، فميزان القوى ليس في صالحهم في كل الاحوال. سجلت معظم ما سمعت وما انتهى اليه السجال وحين عدت بعد اسابيع قدمت رسالة الى المكتب السياسي لخصت فيها "مشاهداتي الصحفية". شكرني عليها ولكن يبدو ان اغلب اعضائه لا يعرف عن مثل ما قمت به، وقد لا يرتاح له، أو يحسبه في افضل الحالات امر غير مرض او تصرف فردي غير حزبي، فهم لا يقرأون ما يصل لهم عما يجري إلا عبر محاضر الهيئات الحزبية والرد عليها حزبيا بضرورة التريث والمعالجة المؤقتة وانتظار الفرج. انتهى شهر اذار في تلك الجولة " السياحية لي"، ونسيت ذكر مشاركاتي في احتفالاتنا بعيد الحزب نهاية اذار، حيث كانت اغلب الفصائل تهيئ ما يناسب من كلمات وفعاليات، وهيئة التحرير اتمت عددا خاصا من الجريدة وتوزعت بزيارات بين الفصائل والأحزاب والقرى، مناسبة وطنية ولابد من ابرازها بما يليق بها، وأنجزناها بكل نجاح وقدرة معروفة عند الشيوعيين في هذه الحالات. وجاءنا نيسان، ومنذ اوله فكرنا بعيد العمال، وضرورة التحضير له مبكرا، والاهتمام به بما يميزنا ويربطنا به والطبقة العاملة والقوى السياسية المجاورة لنا والقريبة منا، وقد يكون وسيلة مشتركة ايضا.
صباح هذا اليوم كان المفروض ان اكون خفرا، ولكني لم اكن مستعدا نفسيا، لذلك، لم احضر الحطب اليابس ولم التق بالإداري لمعرفة العدد والكميات المطلوبة وكيفية تجهيزها، ورغم ذلك وجدت نفسي مسرعا لأداء الواجب، والصراع مع الزمن، فأكثر اعضاء الفصيل لا يقدر كثيرا التباطؤ والتكاسل في اعداد وجبات الطعام، وبشكل كامل دون نواقص في الكميات والأعداد ونظافة المكان والصحون وغيرها من المستلزمات الروتينية العادية لمثل هذا الواجب الدوري لكل الرفاق الموجودين في الفصيل، طبعا القادرين منهم، وغير المصابين بداء النقرس!!.
مساءا شعرت بتعب وخاصة في عينيّ اللتين شبعتا من الدخان الذي لم يرحمهما ولم يساعدني في سرعة الطهي والانجاز، ولكن مساعدات بعض الرفاق والرفيقات في استكمال الاعمال اليومية للخفر سهل بعض الشيء ووفر الامور بشكل اعتيادي، كما هو كل يوم يمر، وكل خفارة لكل رفيق منا.
في الغرفة كالعادة تدور النقاشات حول الاعمال والبرامج والنشاطات الحزبية والإعلامية وحتى بعض الاخبار عن العمليات العسكرية وما يجري هناك. من بين ما اتفقنا عليه تشكيل لجنة مثل اللجنة التي اعدت لاحتفال عيد الحزب لاحتفالات عيد العمال ومشاركة كل الاطراف السياسية الاخرى المتواجدة بالقرب من مقراتنا ووضع خطوات لتعميمها لكل المواقع والمقرات لإبراز الاحتفال بعيد الطبقة الحاملة، كما يلفظها بعض الاخوة من اكراد اربيل، حيث يغيرون الغين الى حاء، دون قصد طبعا.
بعد افطار اليوم التالي اجتمعت اللجنة، وأنا عضو فيها، ووضعت مقترحاتها ووضع برنامج حافل، متنوّع ومنوّع، يشمل احتفالا سياسيا، خطبا سياسية، واحتفالا ثقافيا مصاحبا، قراءات شعرية ومشاهد مسرحية وفرق فنية غنائية، وباللغتين العربية والكردية، وتحضير موقع الاحتفال وكيفية تزيينه بالشعارات واللافتات المناسبة، ومشاركة الفنانين التشكيليين في معرض لهم مع صور فوتوغرافية لشهداء الطبقة العاملة العراقية. وأخذت الامور تجري بسرعة بين الفصائل والتشكيلات المتنوعة، ووضع حسابات الاعداد وتكاليفها وتوفير المستلزمات لها ماديا ومعنويا، والعمل بكل الجهود لها من كل الرفاق والفصائل المشتركة في المقر وما جاوره، وهكذا التحركات تتسابق مع الزمن في مثل هذه المهمات.
(قال صاحبي: الاول من ايار في عواصم البلدان الاشتراكية خصوصا عيد اممي ووطني، ومهرجانات كبيرة وضخمة بكل المعاني، والتظاهرات والمسيرات تعمها اضافة الى صور الفرح والابتهاج التي تغطي الوجوه، والشوارع والساحات والمطاعم والبارات وحتى الحدائق والأسواق الكبيرة. فاليوم اضافة الى انه عطلة رسمية لكنه محفز لأعمال اكبر او اخرى لا تختلف عن غيرها بالنسبة للأفراد والجماعات، وفي الساحات المركزية للاحتفالات تلتقي بوجوه قيادات الاحزاب والنقابات العمالية وتسمع اناشيدا واغان بروليتارية وأمورا كثيرة تتناسب مع اليوم والعيد والاحتفال والعاصمة او المدينة التي تقوم بذلك. في احداها قرأت قصيدة الشاعر سعدي يوسف في تلك الايام، عن الاول من ايار في احتفال حزبي وكانت القصيدة اهم ما فيه معنى واهتماما من الحضور بعد حلوى العيد).

* فصل رقم 52 من كتاب: بشت آشان.. فصيل الاعلام، يوميات نصير في كردستان، صدر عن دار خطوات/ دمشق، ط1،2007. الفصل الذي يليه بداية قصة ما حدث في بشت آشان، مجزرة 1983...!. وصدر الجزء الاول من اليوميات، بعنوان، الجبال، عن دار الكنوز الادبية، بيروت، ط1، 1996.



#كاظم_الموسوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صفحات من التاريخ السياسي/ مظاهرة شباط/ فبراير 1928
- وثبة كانون الثاني 1948*
- الاسلام السياسي والثورات الشعبية
- دور العسكر في السياسة
- من يفخخ السيارات؟
- تشويه المفاهيم هدف مرسوم
- استطلاعات الرأي وكلاب الحرب
- قبعة موفق
- العراق: جيش وسياسة
- العراق: البعبع! *
- العراق: تحالفات سياسية*
- العراق: أحزاب وسلطة *
- العراق: البحث عن استقرار
- الاسلمة السياسية في العراق
- دروس من تركيا
- التحديات الامنية في المنطقة
- وصمة عار لا تمحى
- الاول من ايار.. عربيا
- عشر سنوات.. الانسان موقف
- عشر سنوات.. والعراق جريح


المزيد.....




- قرش يهاجم شابًا ويتركه ليهاجمه آخر بينما يحاول الهرب.. شاهد ...
- اكتشاف شكل جيني جديد لمرض ألزهايمر يظهر في سن مبكرة
- نتنياهو: إسرائيل يمكنها -الصمود بمفردها- إذا أوقفت الولايات ...
- شاهد: إجلاء مرضى الغسيل الكلوي من مستشفى رفح إلى خان يونس
- دراسة: الألمان يهتمون بتقليل الهجرة أكثر من التغيّر المناخي! ...
- رغم الاحتجاجات.. إسرائيل تتأهل لنهائي مسابقة الأغنية الأوروب ...
- البنتاغون قلق من اختراق روسيا لمحطات -ستارلينك- واستغلالها ف ...
- الدفاعات الروسية تسقط صاروخين أوكرانيين استهدفا بيلغورود غرب ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صواريخ أطلقت من رفح باتجاه إسرا ...
- العراق يدعو 60 دولة إلى استعادة مواطنيها من ذوي عناصر -داعش- ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم الموسوي - في الاول من ايار/ مايو *