أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - أعذرني ياسيادة الرئيس














المزيد.....

أعذرني ياسيادة الرئيس


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4475 - 2014 / 6 / 7 - 07:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد ألفنا الأدب مع النزيه ولو كان ظالماً، صرنا كالغريق الباحث عن الرمز وسط هدير الأمواج، لقد تطلع الشعب إلى صورة الزعيم أن ينقذه من براثن الخوف والضياع ، وها قد جاء الرمز بين أماني المتطلعين وأحلام البسطاء، لا أعلم هل أهنئك أم أرثيك على تلك المسئولية، وإنها لمسئولية أن أضع نفسي في هذا الموضع، لم أفعله من قبل، كل الحكام كنت لهم خصماً بين درجات النُصح والتحذير، وستكون كذلك فاعذرني ياسيادة الرئيس..

سوف أعجز بعد ذلك عن تقديم مشاعري ولو كانت صادقة..خشية أن يتهمها البعض بالنفاق، وأنا لو كنت أعرفك قديماً فأنت الآن باسم الشعب، لقد أصبح هذا الشعب في رقبتك يوم أن تلقى الله، أخاف عليك من العُزلة فانتبه ياسيادة الرئيس، يجب أن تنسف كل الحواجز بينك وبين الجماهير، تواصل معهم ولو على رأس الأسبوع، لا نريد خطاباً منمقاً وعاطفيا، بل نريد كشف حساب وبذرة أمل في غدٍ مشرق، إن الجماهير تعرضت لأكبر عملية إرهاب في تاريخها، لم يشعروا بمتعة الحياة مع خصومك فكُن أنت سبيلاً لتلك الحياة، سوف أترك من الآن دعوى الماضي وبيني وبينك المستقبل فاعذرني ياسيادة الرئيس.

أعاهدك أن لو كان الماضي ألماً بين ضلوعك فسوف نكون الأطباء، أعاهدك أن أبذل كل جهدي لخدمتك، فأنت صورة الشعب ورمزهم ومصالحهم، لو نجحت فهو فوزُ لمصر، لا نريد منك سوى أن تتعظ ممن سبقوك، لا يكفي أنك البطل الذي ألقى الجريمة في غياهب الجُبّ، لا يكفي أن تكون على صدر الملايين ممن انتخبوك، فالمصريون حلموا ولا ترضى لهم الندامة فاعذرني ياسيادة الرئيس.

لقد كان فوزك انتصاراً لحضارة المصريين التي ألفت التمدن ونَفَرت من الجهل والخرافة، لقد كان انتصاراً للسلام على الحرب والجريمة، لا نريد ما يُعكّر هذه الأُلفة وخصومك –وأنت تعلم-ينشرون الجريمة، فاصعد بتحدياتك لتجاوز الأفق ولا تستمع لمن يعزلوك عن الشعب، كن مع الجماهير صديقاً وأباً وإبنا، كن مع نساء مصر ذلك الرجل القوي الحنون الصلب الرحيم، هم يعشقون تلك الصفات وما تعلقهم بك إلا أن رأوا الأمل بين حروفك وصهيل كلماتك، لا تدع من يُعلي من أوزارك بينهم.. واعلم أن ضمائر المصريين هي العون والسند، فهم لن يستمعوا لأحد إلا إذا رأوا منك ما يؤكدهم..فاعذرني ياسيادة الرئيس.

لقد كان فوزك نقياً بل هو من أنقى الانتخابات التي عرفها المصريون، لقد غابت-ولأول مرة- فرص التهديد والوعيد للشعب تحت سياط الجنة والنار، لقد غابت حشود المصالح ورجال الأعمال، لقد خرج المصريون بكامل إرادتهم ليدعموك، وسيظلون يدعموك لأنك الأمل الوحيد لديهم، وبتوفيق الله يرجون منك أن تبذل قصارى جهدك لتعوضهم عن ذلك الألم والنحيب الذي خالج ضمائرهم يوم أن شعروا بالخطر، وأنت تعلم ياسيادة الرئيس ما كان يتهددهم في أرواحهم وممتلكاتهم بعد أن رأوا فجيعة سوريا ونكبة ليبيا وسقوط العراق، انزع ذلك من خيالهم واعط لهم الأمل في الغد، لا تحدثهم عن الماضي ولا تصنع عداءً مع أحد، كن أنت السنيد لكل فاقد، وكن أنت الجليس لكل وحيد..فاعذرني ياسيادة الرئيس.

لقد قاربت مصر على العودة لموقعها الطبيعي بين الدول، لقد وثق العرب فينا بعد عقود من الأزمة وضياع الثقة، مصر على أعتاب أن تكون حدثاً فارقاً يُغيّر من شكل المنطقة، وها هي البشائر في سوريا وليبيا بعد أن فطن الشعب لحقيقة الإرهاب، إن المصلحة الوطنية العليا أن تدعم أمننا وراء الحدود، فلا تسري وراء كل ناعق وخائن ممن يلبسون الحق بالباطل تحت دعاوى الدين والمذهبية، إن شعوب العرب يرون مصر بغير ما كانت في زمان مبارك ومرسي، إنهم يضعون الأمل فينا بعد عشرات القرون من الدفاع عن الشرف والأرض والعرض، واعلم أن خصومك ليسوا بتلك القوة التي أفزعوا بها الناس، بل هم أوهن من بيت العنكبوت، هذا خيارك الوحيد..الشعوب ثم الشعوب..واعذرني ياسيادة الرئيس.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- معالم فوز السيسي والأسد
- تحديات سيساوية (2-2)
- تحديات سيساوية (2-1)
- عوامل مساعدة لانتشار الإرهاب
- لماذا أنتقد حمدين صباحي ولماذا أرفض تخوينه ؟
- ماذا يحدث في ليبيا ؟
- شعب مصر والمسرحية السورية
- التصالح مع الإخوان..جريمة
- فقه الانتحار باسم الله
- فقه المعاملات البنكية
- عقدة قانون التظاهر
- ياسر برهامي ومحجوب عبدالدايم
- التراجع الأمريكي في مصر
- فيلم حلاوة روح والانشغال الجنسي..
- صور فيما بعد فوز أردوجان
- موقفي من ترشح المشير السيسي
- كيف نتعامل مع مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟
- لماذا الحرية أولاً؟
- لماذا الديمقراطية أولاً ؟
- لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-3)


المزيد.....




- تحليل: هذا السلاح الوحيد القادر على تدمير موقع مثل فوردو
- تحليل ما قاله خامنئي ومكان تصوير فيديو رسالته للشعب وسط ضربا ...
- تحديث مباشر.. صور مواقع سقوط صواريخ إيران في إسرائيل
- الجيش الإسرائيلي يؤكد استهداف المفاعل النووي في أراك الإيران ...
- البرازيل: السكان الأصليون يحتجون على بيع الحكومة آبار النفط ...
- مدير عام نجمة داوود الحمراء ينفي وجود تسرب مواد خطرة في مستش ...
- بانون يحذر من هجوم أمريكي على إيران: مغامرة قد تمزق الولايات ...
- بعد ساعات من التحذير.. اسرائيل تستهدف منطقة المفاعل النووي ف ...
- ترامب وخطأ استبعاد بوتين من مجموعة الثماني
- عندما اشترت أمريكا مواد نووية من عدوها!


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - أعذرني ياسيادة الرئيس