أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - لماذا الديمقراطية أولاً ؟














المزيد.....

لماذا الديمقراطية أولاً ؟


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4400 - 2014 / 3 / 21 - 14:42
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألم يسأل أحد نفسه لماذا تقوم فكرة الجماعات الإرهابية على مفهوم الدولة أو الأمة (الإسلامية) قبل أن تقوم على مفهوم الديمقراطية؟..فهم يهتمون بإعادة تعريف الأمة وفق منظور عقائدي..وبإعادة تعريف الدولة وفق منظور أيدلوجي دون التعرض للديمقراطية وآلياتها، وقد نضحت كتاباتهم في تفصيل هذه الفكرة التي خرجت في النصف الثاني من القرن العشرين.

أعتقد أن السبب كان في ظهور تلك الجماعات بعد حقبة الاستعمار وترسيم الحدود والفصل بين الشعوب، فجاءت هذه النزعة كرد فعل وحدوي يريد أن يجمع الأمة تحت لواء سلطة واحدة تعالج مفهوم الأمة والدولة لديهم..

جاء بحث هذه الجماعات الإرهابية عن مفهومي الأمة والدولة في غياب كامل لبحثهم عن الديمقراطية، فهم لم يجعلوا الديمقراطية والعدالة السياسية مطلباً رئيسياً لهم، وظنوا أن فكرة.."الدولة أو الأمة الإسلامية"..ستحقق لهم هذا المطلب..وهذا غير صحيح ، لأن بحثهم عن هوية الدولة/ الأمة لابد معه من حصر الهوية في جانب ديني وسلوكي معين، وأما بقية الجوانب فهي خارج اهتماماتهم، مثل إقصائهم لليهود وللمسيحيين وللشيعة وللإباضية وللعلمانيين ولكافة من يخالف وجهة نظرهم في تلك المفاهيم.

لذلك لم تُطرح أسئلة كموقف هذه الجماعات الإرهابية من الديمقراطية إلا بعد وضوح موقفهم من الدولة/ الأمة، أي لم يناقش أحد موقف جماعة منهم-كالإخوان المسلمين- من الديمقراطية إلا مؤخراً وبالتحديد منذ 20 إلى 30 عاما، كان قبل ذلك موقفهم من الدولة/ الأمة العقائدي والأيدلوجي يكفي لبيان رؤيتهم السياسية في المجمل، وبعد تعدد مشاكل هذا الموقف مع الديمقراطية جاء السؤال القاطع..ما موقف هذه الجماعات من الديمقراطية؟

حقيقة أن تأخر طرح هذا السؤال.."موقف الجماعات الإرهابية من الديمقراطية"..يحمل في مضمونه أزمة فكرية وسياسية عربية تعاني فيها النخب والأحزاب من ضمور معرفي ..يجعلهم مع تلك الجماعات في وحدة مفهوم الدولة، إلا أن هذه الجماعات تراها بصورة دينية أما هذه الأحزاب فتراها بصورة قومية أممية، والسبب –كما قلنا- أن حقبة الاستعمار وترسيم الحدود تلتها حقبة تطالب بإعادة مفهوم الدولة الأممي والقومي وإلغاء تلك الحدود في النصف الثاني للقرن العشرين.

وتتساوى في ذلك الجماعات الإرهابية مع الأحزاب والنخب العلمانية بشكلٍ مطلق..وأكبر دليل على ذلك أن برامج الأحزاب العلمانية تظهر وتبطن العداء للاستعمار وللغرب بوضوح، وقد أصبح هذا العداء دافعاً لهم في اختزال الديمقراطية بنفس الطريقة التي اختزلت فيها الجماعات الإرهابية الديمقراطية، وكلاهما قد توحدت صورة الاختزال لديه ولكن اختلفوا في شكل هذه الصورة، منهم من رآها بيضاء ومنهم من رآها حمراء ومنهم من رآها سوداء، ولكن في المجمل خرجت صورة الديمقراطية لديهم واحدة ومُختزَلة.. فهي مطلب ثانوي بعد تحقيق مفهومي الدولة والأمة..!

لست ضد أن يكون هناك عداءً للاستعمار أو لأي جهة لإيماني بقوة الدوافع والمبررات التي تخلق هذه الحالات أحياناً ، ولكنني ضد أن يكون هذا العداء مرادفاً لاختزال قيم ومعاني الديمقراطية في مفاهيم سلطوية أممية قد تُصبح إمبريالية إذا اقترنت بأفكار عنصرية.

إن الجماعات الإرهابية اختزلت الديمقراطية في مفهوم.."حُكم الأغلبية"..أما النخب والأحزاب العلمانية فقد اختزلوا الديمقراطية في مفهوم.."الحرية"..لذلك خرج صراعهم في مصر في الفترة الماضية بهذه الصورة، الإخوان يعيبون على العلمانيين كفرهم بمبدأ حكم الأغلبية، والعلمانيون يعيبون عليهم كفرهم بمبدأ الحرية، هذا الصراع بينهم كاد يقضي على الدولة، لذلك كان تدخل الجيش المصري ليعيد بناء العملية السياسية من جديد على أسس صحيحة يحافظ بها على الدولة، والحقيقة أن كِلا الطرفين يعانيان من أزمة قديمة حملتهم على تجاهل الديمقراطية ككقيم وآليات بينما اهتموا بصياغة مفهوم الدولة والأمة العقائدية والقومية أكثر.

أخيراً فإن الديمقراطية لها قيم ولها آليات..جاء حكم الأغلبية فيها ضمن آلياتها وقيمها التي تُعطي السلطة وحق الرأي والقرار للشعب، بينما الحرية هي قيمة أصيلة في الديمقراطية بدونها تُصبح السياسة دون معنى ويكثر فيها المظالم والصور الخاطئة، لذلك فالديمقراطية عندي هي اتحاد الأغلبية مع مفهوم الحرية، ولكن كل ذلك ضمن إطار الدولة، فلو اتفقت الأغلبية على وجود تهديد للدولة من الحريات لا يجب النزول لرأيها دون الاحتكام للقانون العام/ الدستور، فلو أجاز لها الدستور أن تقلل أو تقيد من الحريات جاز لها ذلك، وهو ما أعرفه بحق القوانين الاستثنائية في الظروف الطارئة .

أما من يرفع لواء الحرية في وجه الأغلبية فيجب عليه أن يتقيد بأسس العملية السياسية أولاً وهي..السلمية والشراكة وعدم الإقصاء والرد على المخاوف وبناء الثقة والتخلي عن مفهوم المؤامرة، أي يكون عمله منصب تحديداً في المطالبة بحقوقه دون المساس بحقوق الآخرين..فلو لم يحقق أيٍ من هذه الأشياء كان نزول الأغلبية للقانون العام في تقييد الحريات هو واجب قومي وسياسي للحفاظ على الدولة، لذلك وقفت في صف الحرب على الإرهاب في مصر وما يتبعها من قوانين استثنائية أو قرارات حكومية صارمة.



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-3)
- لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-2)
- لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-1)
- جهاز الكبد والإيدز المصري..لحظة تفاؤل
- حين الشك يأتي اليقين
- صراع الطربوش والتراث
- المؤامرة والتراث (3-3)
- المؤامرة والتراث (3-2)
- المؤامرة والتراث (3-1)
- ابن تيمية وفقه الجريمة
- درس من تاريخ الجبرتي
- ابن تيمية أكثر شيوخ المسلمين كذباً في التاريخ
- تهجير السلفيين في اليمن
- حماس والخيار الصعب
- الإرهاب وحديث إنما الأعمال بالنيات
- مصر تريد زعيم لا يعرف الخوف
- خواطر حول اللحية
- مصلحة مصر أن تقطع علاقتها بقطر
- لا خلافة في الإسلام
- شَرَف الجيش وعُهر الإخوان


المزيد.....




- اتهام 4 إيرانيين بالتخطيط لاختراق وزارات وشركات أمريكية
- حزب الله يقصف موقعين إسرائيليين قرب عكا
- بالصلاة والخشوع والألعاب النارية.. البرازيليون في ريو يحتفلو ...
- بعد 200 يوم من الحرب.. الفلسطينيون في القطاع يرزحون تحت القص ...
- فرنسا.. مطار شارل ديغول يكشف عن نظام أمني جديد للأمتعة قبل ا ...
- السعودية تدين استمرار القوات الإسرائيلية في انتهاكات جسيمة د ...
- ضربة روسية غير مسبوقة.. تدمير قاذفة صواريخ أمريكية بأوكرانيا ...
- العاهل الأردني يستقبل أمير الكويت في عمان
- اقتحام الأقصى تزامنا مع 200 يوم من الحرب
- موقع أميركي: يجب فضح الأيديولوجيا الصهيونية وإسقاطها


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - لماذا الديمقراطية أولاً ؟