أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - عوامل مساعدة لانتشار الإرهاب















المزيد.....

عوامل مساعدة لانتشار الإرهاب


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 02:43
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عوامل مساعدة لانتشار الإرهاب

أولا: الجهل والأمية الذي يجتاح أكثر من نصف الشعوب العربية، فالإنسان الجاهل أكثر الفئات استهلاكاً من الشيوخ وأجهزة المخابرات، وهو حطب الحروب ووقود المؤامرات، الجهل هو مدمر الأمم ومحطم الحضارات، ولولا بذرة التنوير العربية في مطلع القرن العشرين لانساق العرب وراء التطرف كالعُميان، ولولا الدولة الحديثة التي أسسها الأجداد لعُدنا إلى عصر الخلافات المزعومة وأمراء الحرب.

ثانياً: الفقر..فكلما زاد معدل الفقر كلما انتشرت الحاجة، والإنسان المحتاج مسلوب الإرادة فيُساق كالبهائم في أيدي الشيوخ ، بينما الثروة الآن في مكانٍ واحد وهو دول الخليج، ومنها يخرج الإرهاب وينتشر كالفيروس ، في سوريا توجد إحصائيات للجهاديين السعوديين ،أكثرهم من الشمال والجنوب السعوديين.. وهي المناطق الأكثر فقراً في المملكة.

ثالثا: وسائل الاتصال الحديثة ومنها المواقع الاجتماعية Social Media، استغلها المتطرفون أحسن استغلال، كانوا في السابق يتواصلون بطريقة بدائية ،وكثيراً ما يجري ضبطهم قبل تنفيذ جرائمهم، لا شك أن تقدم الاتصالات سمح بحدود للحريات أكثر اتساعاً من ذي قبل، وهو يدعم نظريتي بأن حدود الحرية تنتهي ليس فقط عند حدود الآخرين، ولكن تنتهي حين يعجز الفرد عن فهم واجباته في إطار المجتمع والدولة، وهو يدعم آراء من لا يُجيزون الديمقراطية في المجتمعات الأمية، حيث ثبت أنه باجتماع الجهل مع وسائل الاتصال الحديثة سمح بانتشار الإرهاب حتى جاوز حدود الظاهرة.

رابعا: غياب الروح العملية..وهي في تقديري العامل الأسوا على الإطلاق، العرب عموماً أكثر من يجهلون معنى العمل، وهم متفرغون لحشد الطاقات النظرية والسلبية، متمسكون بالصغائر والتفاهات، المجتمع أصبح يعاني من الفوضى الفكرية، لا توجد نظريات وقواعد تنفيذية، أصبح العمل في اتجاةٍ واحد وهو الهدم، بينما الإرهابي ينشط في هذه الأجواء ..لأنه يعشق الهدم بطبيعته.

خامساً: الجُبن..فالعرب يخافون من مواجهة التطرف فكرياً، وهذا يرتبط بالسبب الأول وهو الجهل، فالجاهل جبان، بينما العالِم لا يعرف الخوف ويعشق المنافسة والمواجهة، وقديماً جرى تشبيه ذلك بالآنية النُحاسية التي اتفق الملك على إسقاطها في الفِناء وقت تجمع الناس، كان الهدف هو اختبار ردود أفعالهم، فكانت النتيجة أن خافوا وهربوا جميعاً فور سقوطها عدا واحد كان يعلم باتفاق الملك، فالعلم قوة بينما الجهل ضعف، والعرب جُهلاء لِذا فهم جُبناء.

سادساً: ضعف المجتمع العربي..قديماً كانت هناك بعض القوة العربية تمثلت في وحدة وتآزر المجتمع العربي، وهي في تقديري نابعة من الروح الأخلاقية الصوفية وبالذات خُلق.."التواضع"..أما حديثاً فقد انتشر الفكر السلفي الوهّابي –العدو الأبرز للصوفية-ومعه تمت محاصرة الصوفية بجميع مزاياها حتى انحسر التواضع ،وحلت محله أخلاق البدو من الغِلظة والجلافة والعُنف اللفظي.. الذي كان كل ذلك مقدمة للعنف البدني وانتشار نزعات الوصاية ثم انتشار الإرهاب وتسيّد غرائز الانتقام.

سابعاً: تورط الغرب في دعم الإرهاب ونشره في المنطقة العربية، كان الغرب معه أحد العوامل التي أججت الأصولية الدينية بدءاً من أفغانستان مروراً بالشيشان وأخيراً في سوريا، الهدف هو نقل المعركة مع الخصوم من حدود أمريكا والغرب إلى حدود روسيا والعرب، تكسب أمريكا معه حدوداً آمنة واستهلاكاً لمقدرات الشعوب واستنزافاً للقوة الشرقية ، منذ أيام انتقل الإرهاب داخل حدود الصين ، ومعه تهديدات مباشرة لأمن وسلامة المجتمع في تلك البلدان، أصبحت المجتمعات هي الهدف ..بعدما عجز الغرب عن مواجهة الجيوش انتقل إلى المواجهة المباشرة مع المجتمع.

في تقديري يجب فضح سياسات الغرب في دعم الإرهاب خصوصاً في سوريا الدولة الأبرز معاناةً من الإرهاب، لقد أصبحت سوريا موطناً لإنتاج التطرف وتجديده بعد مرحلة أفغانستان وباكستان، يجب أن تُعقد المؤتمرات الباحثة في شئون الإرهاب الآن، لماذا غابت تلك المؤتمرات منذ انتقال الإرهاب إلى الشعوب العربية، لماذا أحجمت أمريكا عن خططها في مواجهة الإرهاب وهي ترى أن الشعوب العربية والإسلامية تعاني منه الأمرين؟.. لقد حقق الغرب مصالحه في نقل الإرهاب بعيداً عن حدوده..ربما تكون هي حُجة له في الاختفاء بعيداً عن الأحداث، ولكن أليس لنا الحق في أن نتساءل..ما دور الغرب في دعم الإرهاب؟ ولماذا تواطأت معه دول الخليج في سوريا ثم تحاربه في مصر؟..

ثامناً: الاستبداد وغياب دولة العدالة، هي حجة بالعموم لدى الإرهاب، فنوازع الانتقام لديهم في أعلى معدلاتها الآن، والسبب هو امتلاكهم للتقنية والدعم المالي والعسكري، تشجعوا بعدها على المواجهة، ولكن أحيل هذا السبب إلى النقطة الأولى وهي الجهل، فالربيع العربي أثبت بما لا يدع مجالاً للشك عدم أهلية الثوار للقيادة، وان اعتلائهم منصات القيادة في بلدانهم جلب الفوضى والدمار، لذلك كان الاستبداد عاملاً في ظهور ودعم الإرهاب كونه حُجة معنوية كبيرة لتغذية تيار التطرف ليس فقط الديني بل أيضاً الليبرالي والشيوعي.

مثلاً في مصر بعد عقود من الجمود والتخلف السياسي أنشأ ذلك شرائح وتيارات شبابية لا تفقه معنى الدولة، وتصر على السير بها خلف المجهول، لا توجد لديهم قيادة أو رؤية، يظنون أن التغيير يبدأ وينتهي في الشارع، لا يفقهون لغة السياسة والانتخابات، ومن ثم لا يفقهون لغة الديمقراطية التي يرفعون لوائها، تحالفوا مع أعتى الجماعات الدينية تطرفاً ، أصروا على مواجهة الجيوش والدول وهم يظنون أن المستقبل سيكون بغير هذه الجيوش، لقد ساهم ذلك في دعم الإرهاب والفوضى في الشارع.

كنت وما زلت أعتقد أن الأزمة الثقافية العربية ليست فقط داخل حدود الدين، بل أيضاً هي في الفلسفة، لقد انتشرت النظريات وغابت قواعد العمل ،ومعه لابد من التفكير بطريقة جديدة، طريقة غير تقليدية لموادهة هذا التطرف والإرهاب.

إن الخطر الذي يحدثه الإرهاب أكبر وأعظم من أن يتلمسه عقل، فقد يهدد ذلك بصائر الأجيال اللاحقة، ويظنون أن ما عانى منه أجدادهم كان صراعاً بين تخلف الماضي ورؤية الحاضر، بالضبط كما يفكر بعض المهاويس الآن ويربطون صورة الماضي الدائمة بصورة متخلفة ورجعية.

لابد من إنشاء قاعدة يحتكم إليها الأحفاد في مواجهة هذا الغول الديني الذي يأكل عقول الشباب، لابد من المواجهة مع كافة المصادر التي تغذيهم، لقد قلت وأكرر أن المواجهة يجب أن تكون مع هذا التراث التقليدي الذي يشكل ثلاثة أرباع هذا الفكر، يسمون هذا التراث.."بالحديث والرواية"..لذلك يجب أن ننتبه أن المعركة هي مع هذا الخصم الذي ضلل عقول الشباب والكبار معاً، يجب أن يحتكم العقلاء لأصول الدين ومقاصده وأخلاقه، لا إلى الحديث والرواية كما يريد الإرهابيين .



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا أنتقد حمدين صباحي ولماذا أرفض تخوينه ؟
- ماذا يحدث في ليبيا ؟
- شعب مصر والمسرحية السورية
- التصالح مع الإخوان..جريمة
- فقه الانتحار باسم الله
- فقه المعاملات البنكية
- عقدة قانون التظاهر
- ياسر برهامي ومحجوب عبدالدايم
- التراجع الأمريكي في مصر
- فيلم حلاوة روح والانشغال الجنسي..
- صور فيما بعد فوز أردوجان
- موقفي من ترشح المشير السيسي
- كيف نتعامل مع مشروع الشرق الأوسط الكبير ؟
- لماذا الحرية أولاً؟
- لماذا الديمقراطية أولاً ؟
- لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-3)
- لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-2)
- لماذا انسلخت عن الفكر السلفي؟ (3-1)
- جهاز الكبد والإيدز المصري..لحظة تفاؤل
- حين الشك يأتي اليقين


المزيد.....




- مصر.. ساويرس يرد على مهاجمة سعد الدين الشاذلي وخلافه مع السا ...
- تصريحات لواء بالجيش المصري تثير اهتمام الإسرائيليين
- سيدني.. اتهامات للشرطة بازدواجية المعايير في تعاملها مع حادث ...
- ليبيا وإثيوبيا تبحثان استئناف تعاونهما بعد انقطاع استمر 20 ع ...
- بحضور كيم جونغ أون.. احتفالات بيوم الجيش في كوريا الشمالية ع ...
- بلينكن يأمل بإحراز تقدم مع الصين وبكين تتحدث عن خلافات بين ا ...
- هاريس وكيم كارداشيان -تناقشان- إصلاح العدالة الجنائية
- ما هي شروط حماس للتخلي عن السلاح؟
- عراقيل إسرائيلية تؤخر انطلاق -أسطول الحرية- إلى غزة
- فرنسا تلوح بمعاقبة المستوطنين المتورطين في أعمال عنف بالضفة ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامح عسكر - عوامل مساعدة لانتشار الإرهاب