أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل قرياقوس - وأشياء أخرى في تل أبيب














المزيد.....

وأشياء أخرى في تل أبيب


نبيل قرياقوس

الحوار المتمدن-العدد: 4469 - 2014 / 5 / 31 - 00:57
المحور: حقوق الانسان
    



(( في شهر إيار عام 2014 هبطت طائرتنا التابعة للخطوط الجوية التركية في مطار تل أبيب بعد رحلة ساعات معدودة قادمة بنا كسائحين من عدة دول اوربية لزيارة الاماكن الدينية والتاريخية في عدة مدن إسرائيلية.
كان أغلب من يدير اعمال هذا المطار هم فتيات ، فهن يشكلن أغلبية الموظفين بما فيهم عناصر الأمن والشرطة.
بدت لنا الفتاة المسوؤلة عن فحص وثيقة جواز السفر حال دخولنا مطار تل أبيب وكأنها تتبع المزاجية في السماح لبعض من السياح بالدخول ومغادرة المطار أو إحالة آخرين الى صالة الحجز لأنتظار نتيجة التحقق من شخصياتهم بعد نظرة ثوان على وثيقة جواز سفرهم ، ومثل هذا الانتظار الذي يمتد لساعات طويلة كان مملا ومتعبا ومزعجا جدا سيما لسائحين قادمين برحلة جوية بهدف الترفيه عن انفسهم بما ينفقون من اموالهم الخاصة.
مرافقنا السياحي العامل في مكتب السياحة المنظم لرحلتنا أحتجز معنا أيضا رغم انه كان قدم الى إسرائيل بصحبة عدة مجاميع سياحية سابقا . أحتجزت أنا وزوجتي وابني البالغ من العمر عشر سنوات لأكثر من أربع ساعات في صالة الحجز . إحدى السائحات المحتجزات معنا كان قد سمح لأختها التي ترافقها بمغادرة المطار بينما احتجزت هي وقد بدى عليها الخوف والقلق ، فهي لم تكن تعرف شيئا عن مصير أختها . سائحة محتجزة اخرى لجأت الى الشكوى والتحدث مع أحدى عناصر الامن من المتواجدات داخل صالة الحجز وشاءت الصدف ان تكون تلك الشرطية ذات اصول تونسية أو مغربية تنتمي لنفس اصول السائحة المحتجزة فما كان من الشرطية الا أجرت اتصالا هاتفيا وليتم إثره وخلال دقائق الافراج عن تلك السائحة لتلتحق ببقية افراد عائلتها ممن كان سمح لهم بمغادرة المطار.
الأمر كان بنفس الدرجة من القلق والازعاج بالنسبة للسائحين الذين وافقت موظفة المطار على دخولهم الاراضي الاسرائيلية دون اصطحاب بقية مرافقيهم من افراد عوائلهم .
المثير للتعب والألم كان عدم معرفتنا سبب إحتجازنا من قبل فتيات المطار الجميلات ذوات الملابس القصيرة والاحذية ذات الكعوب العالية ، أولئك الفتيات اللاتي بدين وكأنهن لا يعترفن بـ ( إبتسامة ) يقابلن بها أي سائح ، لكنهن رغم ذاك كن يتجاوبن مع السائحين ذوي الاصول العربية ممن كانوا يترجونهن عدم تأشير وثيقة جواز سفرهم بأي ختم دخول او خروج من اسرائيل تحوطا من أي مشاكل او اعتراضات قد تواجههم عند زيارتهم لبلدانهم العربية.
خلال زيارتنا السياحية هذه رافقنا مرشد سياحي من عرب 1948 حيث تنقل بنا في عدة مدن وأماكن أثرية ذات قيمة دينية وسياحية، لكننا لم يحالفنا الحظ طيلة ايام الزيارة والبالغة أكثر من عشرة أيام بالعثور على أي ابتسامة حتى عند البائعات الاسرائليات اللائي كنا نشتري منهن بعض الاحتياجات ، بينما كنا نقابل بالفاظ بذيئة وبمسبة احيانا في حالة عدم تبضعنا من بعض الاطفال العرب ممن كانوا يجوبون الاسواق السياحية لعرض وبيع ما يحملون من مواد سياحية ، كما تعرض ابني للأذى المؤلم نتيجة ضربه بحجارة قذفت من قبل أحد الاطفال العرب اثناء جولة مجموعتنا السياحية في زيارة إحدى الأماكن الأثرية .
كان عرب 1948 يرحبون بنا ويحسنون ملاقاتنا أينما حللنا كما ان اليهود ذوي الاصول العربية كانوا أيضا يحسنون لقاءنا في محلاتهم التجارية او مطاعمهم او اسواقهم ، رغم اننا فوجئنا مرة بقصاب في أحد اسواق اليهود العرب وهو يقفز من محله مانعا ايانا بعصبية من إلتقاط أية صورة !!
أخيرا ، لم نكن نتوقع أن يتم استجواب كل سائح منا من قبل موظفات مطار تل أبيب أثناء مغادرتنا لأسرائيل ، فالاسئلة كانت كثيرة ومثيرة للازعاج ، ومنها مثلا : اين ذهبت في اليوم الفلاني ، واين لم تذهب ؟ ومن الذي قابلته ، ومن هو من لم تقابله ؟ وممن تلقيت هدية ؟ وغيرها الكثير من الاسئلة التي لا تدلل مطلقا على تعامل مع سائحين يغادرون بلد ، كما تعرض عدد منا الى فحص محتويات هواتفهم وكاميراتهم ناهيك عن الفحص الدقيق لمحتويات جميع حقائبنا بما فيها محتويات تلك الحقائب التي لا تحمل باليد والتي من المفترض ان يكون فحصها كافيا بالاجهزة المعتادة بالمطارات . )) انتهى.
كانت تلك بعض سطور من نص رسالة مطولة وردتني من أحد الأوربيين ذوي الأصول العربية ممن كان في سفرة سياحية لزيارة الاماكن التاريخية والدينية في إسرائيل ، وأنا هنا لا اؤكد او أنفي تفاصيل ما ورد فيها ، لاني أدرك ان نقل صور الوقائع او الاحداث يعتمد بصورة كبيرة على ظروف وواقعية ومهنية وكفاءة وعلمية وحيادية عدسة الانسان الذي عايش تلك الاحداث ميدانيا.
صاحب الرسالة اختتمها بقناعته الخاصة ، مصرحا لنا بما لي والعهدة عليه :
ما زالت البشرية تأن من تفاعلات عوامل مادية قوية تتسلط وتتزين بلباس أفكار وأديان لتسيء الى حاضر ومستقبل الأخوّة و الحب والسلام والرفاه لبني البشر ، فها هي آثار آلت واقعيا لئن تسلب الاطفال حقوقهم وبراءتهم والنساء رقتهم وابتسامتهم وقودا لنيران أوقدت قبل قرون لتحرق شباب وطاقات أجيال من البشر وربما ما تزال !.



#نبيل_قرياقوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالتنا الى الامم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للتنوع الثقا ...
- صحافتنا ليست حرة
- صايرة ودايرة بالعراق
- العراق يقر رسميا قانون اضطهاد المسيحيين
- اشكروا وزير النقل العراقي
- رقص شرقي في اليابان
- قانون اجتثاث الاحزاب الدينية العراقية
- لا نريد دستور اسلامي
- كل متظاهر ارهابي
- تحريم التظاهر في بغداد
- حصانة قاتلي صحفيي الشرق
- عاجل : خمسة ملايين أوربي في بغداد
- أنا الله
- صخب وكباب في طبعة كتاب ( كاريكتير )
- جرائم ادارية مؤسفة في العراق
- الفصل في لجنة التحقق
- وزير السياحة والآثار
- اداريات وقوانين مؤسفة
- مسؤول صاعد ..مسؤول نازل
- كتاب وشعراء للبيع


المزيد.....




- لجنة مستقلة: الأونروا تعاني من -مشاكل تتصل بالحيادية- وإسرائ ...
- التقرير السنوي للخارجية الأمريكية يسجل -انتهاكات جدية- لحقوق ...
- شاهد: لاجئون سودانيون يتدافعون للحصول على حصص غذائية في تشاد ...
- إسرائيل: -الأونروا- شجرة مسمومة وفاسدة جذورها -حماس-
- لجنة مراجعة أداء الأونروا ترصد -مشكلات-.. وإسرائيل تصدر بيان ...
- مراجعة: لا أدلة بعد على صلة موظفين في أونروا بالإرهاب
- البرلمان البريطاني يقرّ قانون ترحيل المهاجرين إلى رواندا
- ماذا نعرف عن القانون -المثير للجدل- الذي أقره برلمان بريطاني ...
- أهالي المحتجزين الإسرائيليين يتظاهرون أمام منزل نتنياهو ويلت ...
- بريطانيا: ريشي سوناك يتعهد بترحيل طالبي اللجوء إلى رواندا في ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نبيل قرياقوس - وأشياء أخرى في تل أبيب