|
حقوق الإنسان في فكر الإمام علي -ع- ..
احمد الحمد المندلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4466 - 2014 / 5 / 28 - 09:05
المحور:
حقوق الانسان
بسم الله الرحمن الرحيم حقوق الإنسان في فكر الإمام علي "ع" ..
أحمد الحمد المندلاوي **يتبجح الغربيون بانهم أرسوا قواعد حقوق الانسان في العالم ليهدوها على طبق من ذهب للبشرية المعذبة ، بدءاً من القرن الثامن عشر حيث صدر الاعلان الفرنسي العالمي لحقوق الانسان في 28 آب 1789م ، وانتهاءً بالاعلان العالمي لحقوق الانسان الصادر في10 كانون الاول 1948م .غافلين او متغافلين أن الاسلام الحنيف باشراقه العظيم على العالم قدّم أروع لائحة تفصيلية لحقوق الانسان ، ولو توغلوا في عمق التاريخ لوجدوا في شخص أمير المؤمنين الامام علي "ع "، وهو ابن الاسلام البار وخليفة رسول الله " ص" ، تجسيداً واقعياً ، حياً ، فريداً من نوعه على صعيدي ارساء المبادىء العامة لحقوق الانسان وتطبيقه لتلك المثل العليا بادئاً بنفسه وبشكل فريد ، لا نظير له ، الى حد انه ما زال يحيّر عقول العظماء والمفكرين ، وذوي الاهتمام والاختصاص في مجالات الرفاه الاجتماعي والعدالة البشرية، وحقوق الانسان ، منذ مئات السنين الى يومنا هذا . ونحن في رحاب الذكرى السعيدة لميلاد مولانا أمير المؤمنين علي "ع " نتصفح تلك الصور الرائعة في التاريخ الاسلامي و الانساني . والفريدة في سفر البشرية من تطبيقات الامام علي "ع " - أقوالاً وأفعالاً ـ في مجالات حقوق الانسان ويلاحظ ذلك بوضوح في تحركه اليومي مهما بلغت الظروف ، والحيثيات الطارئة ، وعلى الاصعدة و المستويات كافة . الامام علي "ع " رائد حقوق الانسان في العالم ولذا يعتبر الامام علي "ع " بحق أول من وضع مبادىء حقوق الانسان في العالم متشرباً بروح الشريعة الاسلامية السمحاء ، وتحت جناح معلم الانسانية جمعاء نبينا الاكرم محمد " ص" ، وها هي تلك المواقف تنطق بكل شموخ واباء في كل مجلس ومنتدى لا يستطيع ان يدانيه دان ، مهما بلغ من درجات الكمال الانساني فلانه شمس الكرامة الانسانية ، والمدافع الأوحد عنها بكل ما أوتي من قوة ، بل ضحّى من أجلها لم لا وهو ربيب الرسالة السماوية ووزير صاحبها النبي محمد" ص"، والقائل فيه : " علي مع الحق والحق مع علي " . للامام علي بن أبي طالب ( ع ) في حقوق الانسان وغاية المجتمع آراء تمتد لها في الأرض جذور، وتعلو لها فروع . وقد كان له ( ع ) في تاريخ حقوق الانسان شأن أي شأن ، وآراؤه فيها تتصل اتصالاً وثيقاً بالاسلام يومذاك وهي تدور على محور رفع الاستبداد والقضاء على التفاوت الطبقي بين الناس ومن عرف الامام علي ( ع ) وموقفه من قضايا المجتمع ، أدرك أنه السيف المسلط على رقاب المستبدين الطغاة ، هاضمي حقوق الآخرين . وأنه الساعي في تركيز العدالة الاجتماعية بآرائه وأدبه وحكومته وسياسته ، وبكل موقف له ممن يتجاوزون الحقوق العامة امتهان الجماعة والاستهتار بمصالحها وتأسيس الأمجداد على الكواهل المتعبة . وها هو ويوصي ولاته بمثل هذا القول في الناس : " فأنهم اما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ، أعطهم من عفوك وصفحك مثل الذي تحب أن يعطيك الله من عفوه وصفحه " وبمثل هذه الوصايا النادرة والحكم الخالدة والتطبيق الفريد انتصرت كرامة الانسان وحقوقه المشروعة على يد مولانا أمير المؤمنين "ع"،وذلك قبل 14 قرناً من انبثاق الاعلان العالمي لحقوق الانسان ، وبذا يعتبر الامام علي "ع" رائد حقوق الانسان في العالم أجمع حيث أرسى قواعده ومبادئه وفق الطرح الالهي . من روائع اقواله في حقوق الانسان ( و الله اني لأعترف بالحق قبل ال أشهد عليه ، لو تمثّل لي الفقر رجلاً لقتلته ، أأقنع من نفسي بأن يقال أمير المؤمنين ، و لا أشاركهم مكاره الدهر ، لا تكن عبد غيرك وقد جعلك الله حرّاً ، لكل ذي رمق قوت ، ولكل حبّة آكل . ، الناس شركاء في ثلاث : الماء و الكلأ و النار، وان تكونوا عندي في الحق سواء، ما رأيت نعمة موفورة الا و الى جانبها حق مضيّع الذليل عندي عزيز حتى آخذ الحق له و العزيز عندي ذليل حتى آخذ الحق منه ). هذا هو الامام علي"ع" فقد كان صوته في المعركة الاجتماعية مدويّاً أبداً و سوطه عاملاً أبداً ودفاعه عن قيم الانسان وحقوقه عظيماً أبداً،شديداً لا هوادة فيه و لا لين . كان في حكومته المثل الاعلى للحاكم الواعي لحقوق الانسان في تلك الحقبة من تاريخ البشر العامل على تنفيذ منطوقها بكافة ما لديه من وسائل و أسباب . و هكذا شقّ مولانا الامام علي "ع" عباب هذه الحياة بصدر ملؤه الايمان بالانسان و اعطاء حقوقه المشروعة للتمتع بها في ظلال الكرامة الالهية التي وهبها له الله سبحانه وتعالى (ولقد كرَّمنا بني آدَمَ وحملناهم في البرِّ و البحرِ ..) . شهادة فريدة في عدالة الامام علي " ع" و حين استشهد مولانا الامام علي "ع"من طعنة عدو الانسانية ابن الملجم الآثمة ، رثته ام الهيثم النخعية بقصيدة باكية ، منها هذا البيت الذي يصوّر نظر و الناس الى الامام علي "ع" ،و معرفتهم بعدله المشرّف : يقيم الحق لا برتاب فيه و يعدل في العدا و الاقربينا لم لا و هو القائل : (عليكم بالعدل على الصديق و العدو ) .
احمد الحمد المندلاوي [email protected]
#احمد_الحمد_المندلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جئناكِ ِيا بدرة..
-
مخطوطات المندلاوي : تراتيل في حضرة الحجارة / 4
-
مرافئ الألم..
-
قصائدي قصيرة!!..
-
شفاهيات الدرويش شيردل-كان زمان/1
-
مخطوطات المندلاوي : نفثات إنسان في العالم الرابع/ 3
-
مالي أراكَ حزيناً أيها الجسرُ!!.
-
الصعلكة و المملكة!!.
-
ثلاث ترانيم وردية..
-
مخطوطات المندلاوي : برقيات الى الألفية الثالثة/ 2
-
قالت زوبا..
-
هزار وته – ألف تغريدة / القسم 3
-
الإمام علي ( ع ) : وليد الكعبة وشموخ الانسان . .*
-
مخطوطات المندلاوي : راز فروش / 1
-
مركز مندلي و دعوة هادئة
-
ذريني..
-
مثل كوردي و شعر عربي/1
-
حاي يوسف :أماكن من مندلي / 7
-
البجلي :أماكن من مندلي / 6
-
باقوج القلندري :أماكن من مندلي / 5
المزيد.....
-
أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين
...
-
التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ
...
-
العفو الدولية تطالب بتحقيقات دولية مستقلة حول المقابر الجما
...
-
قصف موقع في غزة أثناء زيارة فريق من الأمم المتحدة
-
زاهر جبارين عضو المكتب السياسى لحماس ومسئول الضفة وملف الأسر
...
-
حماس: لا نريد الاحتفاظ بما لدينا من الأسرى الإسرائيليين
-
أمير عبد اللهيان: لتكف واشنطن عن دعم جرائم الحرب التي يرتكبه
...
-
حماس: الضغوط الأميركية لإطلاق سراح الأسرى لا قيمة لها
-
الاحتلال يعقد اجتماعا لمواجهة احتمال صدور مذكرات اعتقال لعدد
...
-
مسؤول أمريكي: قرار وقف النار وتبادل الأسرى بيد السنوار.. وقد
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|