أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناصر موحى - حتى لاينتحر كل جيل مريم














المزيد.....

حتى لاينتحر كل جيل مريم


ناصر موحى

الحوار المتمدن-العدد: 4465 - 2014 / 5 / 27 - 08:23
المحور: حقوق الانسان
    


مع ان محاولتي الاجابة عن اسئلتك الوجودية يامريم لن تعيد شبابك المغدور وحلمك المصادر في الحياة فسأحاول الاجابة عنها بمااستطعت اليه سبيلا عساها تفتح عيون جيلك وهم بالملايين الذين يئنون في نفس ظروفك الحاطة بكرامة الحيوان قبل الانسان وتطاردهم كوابيس الحرمان ليل نهار و نظرات الاضطهاد والحكرة وتعابير الاذلال التي تذيب الفولاذ فاحرى تلك الخيوط العصبية الرقيقة التي تستقبل احاسيس رهيفة من الاخر كما تنقلها اليه 0
تسألين والديك وتساءلين نفسك كل يوم لماذا ولدت في الكاريان ولماذا قدر لك ان تعيشي بين جدرانه النتنة حيث تتعايش روائح البول والغائط وروائح الاكل وكؤوس الشاي كحال الصراصير 0
تسألين لماذا بعض زملائك تنتظرهم سيارات اباءهم امام أبواب المؤسسات التعليمية لتأخذهم لشققهم الانيقة والمجهزة او لفلاتهم الشاسعة والفاخرة بينما تضطرين للترجل لساعات وفي احسن الاحوال لامتطاء طوبيس انتحاري مهترئ تتكدسين فيه مع امثالك كاي علبة سردين قبل الوصول لكوخكم المتشابك مع اكواخ اخرى في متاهات وحدها فضلاتكم من ترسم حدودها وشكل ازقتها 0
تسألين يامريم لماذا لايجمعك مع جزء من تلامذة وطنك الا طاولات المدرسة وخارج اسوارها تتفرق بكم السبل ويصبح الوطن وطنين او مستوطنات وتصبحين منتمية رغما عنك لقطيع الرعاع والعبيد والهمج الموسخين للي شايطين الذين يعاملون كاي حشرات ضرورية للتوازن البيولوجي ، بينما بعض زملائك يحتضنهم وطن المواطنة والهايتيك والاسفار والقصور والارصدة البنكية التي لاتشبع وتظل تنادي هل من صفقات وهل من مزيد نهب0
لكن لم تسألي نفسك ان كنت او والديك من اوجدوا براريك الكارتون والصفيح واصبحتم ىسجيني صنيعكم ام انها مجرد نتيجة لوضع خطط له بدهاء مصلحي مع سبق اصرار وترصد 0
لست في غابة موحشة مع ان قانونها المتوحس هو السائد لتحملي اسرتك وزر الفقر والحرمان وهدر الكرامة يامريم . انتم وسط مجتمع منظم بقوانين يحميها جهاز أنتم من تمولونه حتى وانتم لاتملكون شيئا .هذا الجهاز يسمى دولة . هاته الدولة بكل مؤسساتها وبموظفيها من مقدم الحومة الى الملك أوجدت افتراضا لخدمتكم ، لحمايتكم ، لحفظ كرامتكم ، لصون حرياتكم ولتوفير عيش كريم لكم وتأمين مستقبل الاجيال القادمة .
العيش يامريم وياجيل مريم في البراريك القصديرية ليس قدرا إلاهيا مادام كرم بني آدم من اقداره الرئيسة ولا لعبة حظ أوقعتكم في طاحونتها الرهيبة ولانتيجة لكسل الاباء وتهاونهم وهم الذين يهرولون من أجل لقمة خبز من هروب الليل الى رجوعه .
أحياء الذل والمهانة التي ولدت فيها يامريم أوجدتها الالة الاستعمارية المجرمة يوم استولت بالحديد والنار على ارض أجدادك ومن نجى من مقصلة جيوشها يلتحق بهوامش المدن ليقع في شرك العبودية الحديثة بعدما فقد الارض والتاريخ والوطن .
أحياء الصفيح يامريم كانت صفيحا ساخنا على الاستعمار وكانت اعشاشا لدنابير المقاومة المسلحة والوطنية الحقة التي تضرب بقوة وذكاء ولم تهدأ حتى مع خروج الفرنسيين والاسبان وتسلم عملائهم لمقاليد السلطة .
بقاء احياء الاهانة حتى بعد 60 سنة على خدعة الاستقلال يامريم هو استمرار لسياسة الانتقام الطبقية التي تؤطر فلسفة شواري الذباب الذين يسيطرون على مقاليد الحكم ببلدك . إنهم شرائح اجتماعية طفيلية دورها خدمة أسيادها الاستعماريون مقابل امتصاص فتات النهب والسلب من مواطنيهم .
كان عليك يامريم قبل ان تضعي حدا لحياتك ان تسألي آباء هؤلاء الذين يعيشون وراء القصور المحروسة والذين لاتراهم الا على الشاشات التلفزيونية سؤالا واحدا ، لتفهمي أنك ضحية لإجرام اقتصادي منظم ولادخل لك ولأهلك فيما انتم عليه من حال. " من أين لكم هذا ؟؟؟
إسألي بورجوازيي بلدك عما كانوا او آباءهم يفعلون يوم كانت طائرات المستعمر تمطر وطنك بكل انواع الاسلحة والغازات الفتاكة بينما يتصدى لهم أجدادك بصدور عارية وقلوب مؤمنة بالقضية وغرادة حديدية لاتقهر . لمخير فيهم التحق بجيوشه يبيع مواطنيه أو تاجر يزود جيوشه بالمؤونة ووسائل الترفيه أو خماس في ضيعات المعمرين المسلوبة .
إسألي ملك البلاد بنفسه، وقسي على ذلك بقية شركاءه في النهب ،عما كان يملكه جده قبل ذهابه للمنفى وبعده وكيف أن كل الاراضي والشركات التي بحوزنهم الان إنتقلت اليهم من المعمرين وباية شروط وفي اية ظروف .
إسأليه لماذا لاتخلو مدينة مغربية من قصر باذخ او إقامة فخمة تؤدين انت ايضا جزءا من تكاليفها بينما لاتخلو مدينة مغربية من عشرات احياء هدر الكرامة يتكدس فيه مآت الالاف من رعاياه .
إسألي كل السماسرة المحترمين المنتخبين الذين حولوا مآسي أحياء البوخرار على طول خريطة الوطن الى أبقار تلد ذهبا عن مآل الملايير التي تخصص كل سنة للقضاء عليها منذ ستين سنة . إنهم يعرون الوطن ويتاجرون في أعضاء جسده . فكيف لايعيش ثلث سكانه في مساكن لاتستوفي الشروط الانسانية الدنيا .
الفقر إذلال ياجيل مريم لكنه ليس قدرا ومتى أعلنتم حربكم عليه وعلى من أوجده تكون العزة معكم حتى وأنتم مازلتم فقراء . هدا هو السياق الذي يجب ان يفهم فيه ماختمت به يامريم رسالة وداعك :
" لا شىء يجعلك عظيم . .الا الم عظيم فليس كل سقوط نهاية .. فسقوط المطر أجـمـــل بدايـة ! "
سقوط المطر اجمل بداية لكن سقوط نيزك اسوأ بداية ونهاية ياجيل مريم ...

الذي يجب ان يسقط هم الذين أوجدوا الظروف الملائمة لكي لاتحس مريم يوما بآدميتها ...إنتهى



#ناصر_موحى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحريرة المصرية وحريرة المغاربة
- يوم رشيت فيه المدير
- فنانون ام كراكيز ؟
- لحظة بوح مغربية..
- وصايا لابد منها قبل السفر على طرقات المغرب..
- التعليم ...تلك فضيحتنا الاولى
- من اجل حفل ولاء وبيعة للتنمية...
- الملكية المغربية والمتاجرة بالمآسي الانسانية
- وهم التعددية بالمغرب !
- الدولة المخزن واهانة رموزها
- دفاعا عن ملك المغرب !
- مخزن الظل بالمغرب
- في تابين كل حاكم طاغية قبل الرحيل !!
- وبكامل قواي العقلية أنا إرهابي!
- نعم لدستور محمد السادس بطعم البيعة!
- فقرات من المشاكسة الأدبية المعنونة - بولمحاين -
- حركة 20 فبراير للتغيير بالمغرب ودرس سيدي إفني
- هل وصلت رسالة الشعب المغربي ياسادة؟
- رسالة إلى ملك المغرب قبل فوات الأوان...
- ملك المغرب من جائزة نوبل للسلام إلى مسيرة الحب والهيام


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ناصر موحى - حتى لاينتحر كل جيل مريم