أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية) الحلقة الثالثة















المزيد.....

العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية) الحلقة الثالثة


سيف عدنان ارحيم القيسي

الحوار المتمدن-العدد: 4464 - 2014 / 5 / 26 - 12:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



شهد عام 1973 تطورات حرجة شهدتها المنطقة العربية بالخصوص وتمثلت بالحرب العربية الاسرائيلية والتي عرفت بحرب اكتوبر 1973 ودخل العراق كطرف رئيسي واساسي في الحرب نتيجة للدور الذي أداه العراق خلال الحرب.
ويشير اسد علم عن تلك الاحداث والطلب السوفيتي عن طريق سفيرهم من ايران السماح للطائرات السوفيتية بالمرور في المجال الجوي الايراني في طريقهم الى بغداد ودمشق،عندما رفضت ذلك طلب أن يسمح لطائرات إيرولفوت على الاقل بنقل قطع غيار الى بغداد وحيث ان ايروفلوت طائرة مدنية وافقت على هذا المطلب وأنا الآن في حيرة من أبلغ الامريكيون،وأجبته بقولي إذا كان يعتبر الامريكيون أصدقاء لنا فمن الضروري أن يخبرهم أما إذا لم يكونوا كذلك فغن ذلك سيؤدي غلى تغيير جوهري في سياستنا الخارجية،أعطاني إشارة البدء لأحذر السفير الامريكي وأضاف قائلاً أخبره أنه مسؤول أن يجد حلاً لهذه الحرب المدمرة،إن التكاسل الأمريكي أو بمعنى أصح الضعف الأمريكي هو الذي وضعنا في كل هذه الفوضى.
والشيء الغريب هو موقف الشاه العدائي للعرب أثناء الحرب العربية الاسرائيلية وهو ما اكده اسد علم عندما اعلن متحدث المجلس الوطني عن التضامن الإيراني مع إخواننا المسلمين في حربهم الان،غضب جلالته بشدة وهمس للمتحدث سيء الحظ قائلاً:فليذهب المسلمين إلى الجحيم إنهم ألد أعدائنا،بعد ذلك أطلعني عن حيرته من النمط الحالي الذي يدعي للتضامن الإسلامي،قال جلالته:"أنت تعرف جيداً أنني مسلم نعم مسلم متعصب ولكن ذلك لن يغير فكرتي عن العرب"،وبقى هذا الشعور سائدا لدى الايرانيين تجاه العرب في ضوء العلاقات المحورية مع اسرائيل ومواقفها العدائية من العرب.
وكان لموقف العراق الرافض لأي سلام عربي-اسرائيلي لكونه ينقض الهدف الأساسي من الحرب وهو اجلاء اسرائيل من الاراضي العربية المحتلة،ففي ظل اشتداد أوار الحرب ناقش السفير الامريكي في طهران مع الشاه بحضور ملك الاردن في 27 تموز 1974"بأن بعض المصادر المصرية تنذرنا أن العراق ينوي تغيير سياسته وتنضم إلى صفوف الدول العربية ولكن الملك حسين بين طلال وأنا نشك في صدق نواياها،نريد ان يتحرى الامريكيون وإذا تحققت شكوكنا ان نحذر مصر من الوقوع في المصيدة العراقية،فإذا أصدرنا نحن مثل هذا التحذير سيتغاضى عنه المصريون كمجرد تحذير تحيز".

اندلاع الحرب مع الكرد
لم تكاد تمضي عدة سنوات على توقيع بيان آذار حتى طفت على السطح بين الطرفين الحكومي والكردي خلافات عدها الكرد نقضاً للبيان المبرم بين الطرفين فالحكومة انتهجت تجاه الكرد طريقين طريق شق الحركة الكردية عندما استقطبت جناح ابراهيم احمد-جلال الطالباني في بداية انقلاب 17 تموز 1968 لشق البيت الكردي فوجدت ان هذا النهج لم يكن له مردود ايجابي لانحسار مناطق نفوذهما في دائرة ضيقة وان الحل يكمن في قيادة مصطفى البارزاني فأدارت ظهرها للجناح الأول وبدأت تتفاوض مع البارزاني في ضوء تحقيق ما يرتئيه الكرد ولكن بعد ان وقع البعث ميثاق الجبهة الوطنية والقومية التقدمية مع الشيوعيين بدأت جبهته الداخلية أكثر تماسكاً فوجد انه ليس من الحكمة التفريط بالصلاحيات الإدارية للكرد بعيداً عن سيطرة الحكومة المباشرة فبدأ يدير ظهره للبيان المبرم بين الطرفين.
في ضوء تعثر العلاقات بين البعث والكرد وجد الشاه ان الفرصة مناسبة لتحقيق هدفه في ارباك الوضع الداخلي للعراق من خلال دعم الكرد فعندما عدت الحكومة من جانبها قانون الحكم الذاتي وطرحه على الكرد من جانب واحد كان رد الكرد الرفض لكونه لم يحقق رغبتهم التي كانوا ينشدونها فلحوا بالحرب وعندما وجهت الحكومة العراقية انذاراً للكرد يذكر اسد علم انه اخبر الشاه بذلك الانذار فطلب منه "بأن أجعل الكرد يعدون أجابتهم التي سوف ننشرها لهم من خلال الجرائد في بيروت"،وهي محاولة لدعمهم ولكن بطريقة غير مباشرة غايتها تدويل القضية الكردية عالمياً.
وكان الدعم الايراني للحركة الكردية في حقيقته هو امتداد للدعم الغربي للحركة والمتمثل بالدعم الامريكي-البريطاني وهو ما يؤكده أسد علم عند مناقشة الشاه بصدد ذلك"إنه في كردستان لاقت مسانداتنا لمصطفى البارزاني قبولاً مؤكداً من البريطانيين والأمريكيين،قال جلالته هذا صحيح".
ولم يقتصر الدور على ايران-بريطانيا-الولايات المتحدة لدعم الحركة الكردية بل هذه المرة من اسرائيل التي وجدت في الحركة الكردية خير وسيلة تمكنها من التدخل في الشأن العراقي لكونه من الاعداء الذين يقوضون حكمهم لاسيما بعد حرب تشرين الثاني 1973 والدور الذي أداه العراق في الحرب.
في خضم تعقد القضية الكردية مجدداً سأل الاسرائيليون بدورهم عن طريق الولايات المتحدة الامريكية عن إمكانية الهجوم العراقي عن طريق جوريلا(المدربين على حرب العصابات)الكرد،فيشير اسد علم ان "السفير الامريكي يظن أن ذلك فهم غير صحيح حيث أن الكرد غير مسلحين لمثل هذه العمليات ولا يستطيعون أن يتعدوا حدود جبالهم،قال جلالته:أخبره أنني أوافقه تماماً وعلى أي حال ليس عندي أي رغبة أن يعرف الكرد بتبعيتهم للولايات المتحدة وإسرائيل".
وبعد اندلاع الحرب بين الحكومة والكرد فكان الكفة لصالح الحكومة العراقية وهذا يعود الى الترسانة العسكرية الحكومية من السوفيت فوجد الكرد بدورهم ضالتهم في الدول الغربية ايران فبعد تقدم القوات الحكومية على ارض الواقع وصف ما حققته الحكومة في نقاش مع وزير بلاطه في العاشر من تشرين الاول 1974 حيث ناقشنا هزيمة أفراد حرب العصابات في كردستان العراقية وتمنى الشاه بدوره أن تتحسن حالة الكرد بعد حصولهم على إمداداتنا العسكرية من المدفعية بعيدة المدى والمدافع المضادة للدبابات.
وبهذا بدأ الموقف من اندلاع العلميات العسكرية مجدداً بين الحكومة العراقية التي تساندها الكتلة الشرقية متمثلة بالسوفيت وبين الحركة الكردية التي تساندها ايران والولايات المتحدة الامريكية واسرائيل،وهذا ما اثار الاتحاد السوفيتي حليف الحكومة العراقية فأكد اسد علم ا الشاه كان متأثراً بزيارته لموسكو في تشرين الثاني 1974 وشكوا السوفيت من مساندتنا "للعصابات" الكردية فسألتهم كيف يمكن لأحد أن يفرق بين المساعدة الإيرانية للكرد ومساعدتهم هم لفيتنام الشمالية ففي كردستان يتم إبادة الشعب بأقصى أسلحة الدمار المستخدمة في الحروب متضمنة الطائرات والمدافع ولكن في المشكلة الهندية الصينية يقوم السوفييت بمساعدة المعتدي الرئيسي في فيتنام الشمالية،ثم يحاولون أن يعترضوا على الطريقة التي تؤيد بها تدخل الولايات المتحدة الامريكية في المحيط الهندي وقلت له لهم أننا نفضل انسحاب شامل للقوى العظمى مضطرون لوجودهم في المنطقة حيث أن السوفيت قد أكدوا تواجدهم في المنطقة".
فيؤكد اسد علم انه ناقش مع الشاه رؤيته للدعم السوفيتي للعراق قال جلالته"إن موسكو لا تفعل شيئاً سوى لحماية مصالحها الخاصة ولكننا يجب أن نحتاط لأنفسنا لقد اعطينا العراق درساً حقيقياً بمدافعنا ذات المدى البعيد وأشك في أنهم في عجلة لشن هجومهم على الكرد رغم مدافعهم كانوا عاجزين على إسكات بنادق الكرد كما يسمونها،إن تدريباتهم وأنظمتهم خراباً عليهم.



#سيف_عدنان_ارحيم_القيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية)
- العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- جمعية الأحرار البصرية من أوائل جمعيات الوعي التقدمي في العرا ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- تاملات طريق الشعب في انقلاب 8 شباط 1963
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- شفيق عدس والمنظمة الصهيونية العالمية حقيقة أم أدعاء
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- قراءات في ذاكرة عزيز محمد السكرتير السابق للحزب الشيوعي العر ...
- محاكمة الصحفي ميخائيل تيسي أول محاكمة فكرية للاشتراكية في ال ...


المزيد.....




- حظر بيع مثلجات الجيلاتو والبيتزا؟ خطة لسن قانون جديد بمدينة ...
- على وقع تهديد أمريكا بحظر -تيك توك-.. هل توافق الشركة الأم ع ...
- مصدر: انقسام بالخارجية الأمريكية بشأن استخدام إسرائيل الأسلح ...
- الهند تعمل على زيادة صادراتها من الأسلحة بعد أن بلغت 2.5 ملي ...
- ما الذي يجري في الشمال السوري؟.. الجيش التركي يستنفر بمواجهة ...
- شاهد: طلاب جامعة كولومبيا يتعهدون بمواصلة اعتصامهاتهم المناه ...
- هل ستساعد حزمة المساعدات العسكرية الأمريكية الجديدة أوكرانيا ...
- كينيا: فقدان العشرات بعد انقلاب قارب جراء الفيضانات
- مراسلنا: إطلاق دفعة من الصواريخ من جنوب لبنان باتجاه مستوطنة ...
- -الحرس الثوري- يكشف استراتيجية طهران في الخليج وهرمز وعدد ال ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سيف عدنان ارحيم القيسي - العراق في مذكرات وزير البلاط الملكي اسد علم(دراسة نفدية) الحلقة الثالثة