أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لّطيف - الشرق: ميلودراما الموت (I)*














المزيد.....

الشرق: ميلودراما الموت (I)*


علي لّطيف

الحوار المتمدن-العدد: 4461 - 2014 / 5 / 23 - 07:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المجد للشيطان, معبود الرياح. من قال لا في وجه من قالوا نعم, من علم الإنسان تمزيق العدم. من قال لا فلم يمت, "وظل روحا أبدية الالم."

أمل دنقل**

الانهاك, أن تتلو أيات الإنسانية لغير الإنسان, أن تنتمي لهم ولكنك لا تريدهم. إن الغربي يراك شرقي مهما انسلخت, ولو قطعت قضيبك وأعلنت ثوريتك على الجنس, ولو قطعتي نهديك الجميلين وأقمتِ مذابح الجنس تحت مئذنة مهجورة. الشرق يسري في روحك المنهكة, لا تحاول الانكار, الانكار وسيلة الاعتراف المنحرف بالحقيقة, أنا لا أجيد التمثيل, وأنت مثلي كذلك, شرقي سقط في متاهة روايات البخاري وعبد الناصر والعولمة.

هنا لا أقترح شتم الشرقي, بل أعلن موته؛ وهل يؤثر الكلام على الجثة المتعفنة؟ فريدريك نيتشه أعلن موت الله, فالإنسان الأعلى في نظر نيتشه لا يمكن أن يوجد بوجود الله, الله يرانا سواسية لا فرق بيننا, فالإنسان الأعلى لا يوجد عند الله, ولكنه يوجد هنا بيننا, فالله إذاً قد مات, الصورة القديمة لله ضاعت بين اللامساواة البشرية, أو أنه تركنا ورحل عنا, نيتشه يقول هنا بمعناه: أن الإنسان من الله والله من الإنسان, وأن الماهية البنيوية التي تفصل بيننا, يجب شنقها بآخر رجل كُفر نراه. فقد تكلم زرادشت : إنه لأمر جد مستغرب، ألم يسمع هذا الشيخ في الغابة أن الإله قد مات؟

الغرب بدوا يعبدون هذا الاله الجديد, إله لا يؤمن بالمساواة, إله يؤمن بالكفاءة, إن كنت كفؤاً كنت إله, وإن لم تكن لم تكن, فالإله الجديد لن يهتم بك لأنه يحتقرك. اسطنبول الاوروبية كمثال, إن الفقير هنا أقل من كلب, أحد الأتراك ينزه كلبه البودل وعائلة سورية مشردة جالسة بقرب القمامة, وفي ذات الوقت هناك ليس ببعيد, في طرابلس الغرب حيث يحرق الناس نياما بالنفط, ينتصر إرهابي يرسل الموت الذليل للشام, في انتخابات طرابلس, ليصبح أول عمدة منتخب في تاريخ طرابلس الغرب, هنا الكفاءة هي للقاتل, في الشرق لا يرأس الدولة إلا القاتل, ولا يقود المجتمع إلا العنصري, ولا ينتصر في النهاية إلا عبد الاله الجديد, في الشرق نحن تُرهات الغبار الطائر من جثث الدود أكل جثث البشر.

الشرقي ميت, لأنه خائف من أن يعلن موته, أن يعلن فشله في الحياة, فشل تاريخه, فشل منظومته العائلية, وعدم فردانيته واتكاله على الاله الجديد دون فهم رسالته. هذا ما حدث مع الإله القديم, فشل الشرقي في فهم رسالته, ظنّ أن الجبل يسقط بكلمات الشعر في تقوى الإله, تغاضى عن المنطق في الجهة اليسرى من عقله, وظلّ يكتب كلمات الشعر في تقوى الاله القديم, إلى أن تركه الإله وغادر, فأتى الإله الجديد, وأسقط الجبل بثورته الثورية, فرقص الشرقي فرحا, ظناً أنه كتب كلمات الشعر الأنسب أخيرا, ونسى أنه مات منذ فتر ة وأن الإله القديم مات بعد أول قصيدة سيئة.

قصة قصيرة عن الموت:
يستيقظ عمر كل يوم, يذهب إلى عمله, يعود إلى منزله, ويعيد الكرة في اليوم الثاني وهكذا إلى ما لا نهاية. عمر لا يقدم شيئاً للوجود, فعمر يعمل لدى ميت, ومع ميتين, وأبنائه ميتون, وزوجته ميتة, وعمر أصبح بذلك ميتاً, والميتون لا مستقبل لهم, فلما يهتمون بالتجديد والحياة, والموت حياتهم؟


إن الميت الذي يقول لا للموت, مجرد عدم مجَّرد. الميت لا يهتم كيف تتحل جثثته جلّ ما يهتم به هو شكل قبره, الشرقي هنا يرمز لقبره بالأبراج العالية والمعمار الحضاري المتقدم.. إلخ. الشرقي يريد أن يزين قبره ببرج وسوق وعمارة, يستيقظ عندها الميت العدم ليقول: لا! إن هذا لا يهم, ما يهم هو ماذا نحن! فيسكتونه ويُلعن من الموتى بالموت مرة آخرى. البؤس الميلودرامي هنا أن كلاهما ميت. الإله الجديد ليس شخصاً واحداً, ولا جماعة واحدة, بل شعوباً مختلفة وثقافات متعددة تحت مانفيستو واحد, اختلافات تولد الإبداع, أفكار تولد الحياة. الشرقي مازال يؤمن بالشخص المنقذ ولا يؤمن بنفسه, لا يؤمن أنه قادر على إنقاذ نفسه لوحده, هو يؤمن أنه ينتمى لأمة واحدة متشابهة, ولكنه مخطئ, هذه الأمة لم تكن موجودة إلا تحت شخص واحد, هذه الأمة رؤية فردية, انتصار فردي لصاحبها, محاولة لفرد ءامن بأنه يمكن انقاذ نفسه عن طريق هذه الأمة, لكن الفرد مات بعدما أنقذ نفسه, وقتل الجميع.

الوحدة مرعبة, لكن الموت أكثر رعبا. ما ذُكر في السطور السابقة, كان محاولة من ميت لطعن ميتين آخرين ليتوقفوا عن القتل. لم أقصد اهانة أحد, فأنا مهان ومُذَل, أنا ميت, وموتي لم يكن بسبب خطأ ارتكبته, موتي كان بسبب أنني وُلدت واستطعت الألم. أنت قارئ هذه الكلمات, أنظر لنفسك جيداً في المرأة, أنظر ليديك اللتان كتبتا كلمة المستقبل في يوم ما, وأخبرني هل رأيت نفسك, أم رأيت نسخة آخرى من الموتى؟



#علي_لّطيف (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف أفهمُ الثورة؟
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (5)
- تحية طيبة ولا مؤاخذة ..
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (4)
- حذاري حذاري!
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (3)
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - . (2)
- تشارلز بوكوفسكي - مجموعة قصائد مترجمة - .
- الرقص هو الحل!
- الإنتقام كريه. مقال لجورج اورويل. *
- الصرصور المدخن.
- فينو دا فينشي , بورديلو البُرقع الوردي.
- نهاية أمل , شكرا عزيزتي لقد أحببتك.
- سجن الماضي .
- الصادق النيهوم , ليلة مضيئة في نوفمبر .
- الأسي , الضجر , رجلٌ رمادي .
- مراكش . مقال لجورج اورويل . *
- علي الماشي
- فوضوية رقصة الكلاشنكوف
- فتاة راقصة في القسطنطينية


المزيد.....




- ترامب وبوتين يعقدان مؤتمرا صحفيا بعد اجتماعهما
- السويد: مقتل شاب وإصابة آخر في إطلاق نار قرب مسجد بمدينة أور ...
- ضغوط الإقليم تشعل من جديد جدل السلاح بلبنان والعراق
- مشاهد محاكاة لعمليات المقاومة في حي الزيتون بمدينة غزة
- -خطة الجنرالات- التي اغتالوا أنس الشريف بسببها
- القسام تبث مشاهد لاستهداف وقنص جنود الاحتلال شرق مدينة غزة
- ممر ترامب- الجديد.. فرصة كبيرة لتركيا وفخ لروسيا وإيران
- -القمة العربية للشعوب- تدعو لحراك واسع لوقف الإبادة والتجويع ...
- ترامب يستقبل بوتين في ألاسكا.. و-تغيير ذو أهمية- في البرنامج ...
- فيديو.. -الشبح- في السماء خلال استقبال ترامب لبوتين


المزيد.....

- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - علي لّطيف - الشرق: ميلودراما الموت (I)*