أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العتر - هذا مارواه الكلب الاسود .(الارهابي)















المزيد.....

هذا مارواه الكلب الاسود .(الارهابي)


احمد العتر

الحوار المتمدن-العدد: 4458 - 2014 / 5 / 20 - 11:26
المحور: الادب والفن
    


... كان معاذ وهو احد الشباب الذين استخدمتهم الجماعه الارهابيه فى عملياتها الدنيئه مطرقا فى الكهف الذى يقع فى احد تلال المقطم البعيده عن العمران و الذى اختاره زعماؤه ليختبيء فيه بعد ان انهى مهمته فى تفجير كمين شرطه على احد الطرق السريعه ....
كان مهموما ويفكر فى وجوه الجنود الغلابه الذين يشبهونه عندما كان مجندا منذ عشر سنوات قبل انضمامه للجماعه لصعوبه حصوله على عمل ويفكر فى اولاده الذين لن يراهم غالبا مره اخرى ويحاول ان يثبت نفسه بتلاوه بعض الايات التى تلاها بدون وعى لتخرج من فمه كتمتمات لم تؤثر على قلبه باى طريقه .
.من احد اركان المغاره المظلمه ظهر فجأه كلب اسود كبير له عينا عجوز حكيم ... خاف معاذ من منظره وارتعد والكلب ينظر له نظرات ثابته فى عينيه وهو يتحرك ناحيته ببطء وثقه من يتمشى فى بيته ثم وصل اليه وقد كان الرعب اخذ من صاحبنا مبلغه وجعله يرتجف فقال الكلب بصوت اجش : انت خائف الان وقد كنت تظن نفسك اسدا على مجموعه من الجنود الضعفاء .. لاتخف فلن اؤذيك ... فقد مللت القتل منذ زمن بعيد ...
انا اتوق الان للحكى واحب الحكمه والنصح والارشاد فساحكيلك حكايتى وساسمع حكايتك ... فقد مللت من الوحده فى هذا الكهف التعيس ...
سمع معاذ قصه الكلب الذى كان مملوكا قديما من المماليك البحريه ويدعى (كتخدا باى ) ذهب مع سيده الى الوليمه الشهيره لمحمد على فى القلعه التى سميت فيما بعد بمذبحه القلعه وقتل سيده وجميع زملاؤه ونجح فى الافلات بفضل حصانه القوى الذى قفز فوق اسوار القلعه واتجه الى المقطم واختبأ فى الكهف سنين لم يعرف لها عددا حتى مات فى شخصيته القديمه وغابت الموجودات عنه قليلا ثم فوجىء بعد ذلك انه يفيق من سباته ليري جثته القديمه كبشري قد تحللت وعرف ان روحه قد انتقلت لجسد هذا الكلب الاسود الكبير ... لا يدرى كم من الزمن مر عليه بهذه الصوره ولكنه الان صار افضل واكثر اتساقا مع نفسه .....
اتسعت عينا معاذ من الدهشه وبدافع الوحده حكى للكلب كل شيء فى حياته واحباطاتها ومحاولاته ليكون مواطنا صالحا فلم يجد له مكانا الا داخل الجماعه التى اوته ووظفته ودربته ليدافع يوما عن الدين وهاهو الان متورط حتى اذنيه فى القتل والتدمير وفقد كل ما اعتز بامتلاكه يوما واولهم ولديه مالك وعبد الرحمن ... وفقد حتى احترامه لنفسه بفقدانه للدافع الذى كان يحركه عندما سمع جندى صغير يتوسل اليه ان لا يقتله ولما راى فى عينيه الاصرار صرخ الجندى بالشهاده ... ورغم انه قتله الا ان صوته وعيناه المذعورتين والشهاده التى اخترقت اذن معاذ جعلته يفيق من غيبوبه طويله كان مخدوعا باسم وهم حمايه دينه ...
استمع اليه الكلب الاسود بصبر وصمت حتى انتهى معاذ من حكايته ... فساد صمت قصير قطعه الكلب الاسود بصوت هادىء وحكيم :
انت جواك شحنه غضب ...حاسس بعدم التقدير ... كان نفسك حد يطبطب على كتفك ويقلك معلش انت كويس ,,العيب فى الزمن اللى بيدى لانصاف الرجاله اللى حاكمينك كل الفلوس يرموها تحت اقدام الراقصات والعاهرات فى الليله اكتر ماكسبت فى عمرك ..
. ليه تفجر كنيسه ولا تقتل عسكرى ولا سائح غلبان جاى يتفرج على بلدك ...انا عندى ليك فكره احسن ممكن نشتغل عليها سوا ....
عندك كباريهات شارع الهرم والمهندسين والعجوزه ... خد اصحابك المخدوعين وبسلاحك الابض الظريف ده اضرب شويه البلطجيه والمعرصين اللى عالباب ولو قتلت واحد فيهم هتبقى فيه عداله شاعريه من نوع ما...
اقفل الباب وراك انت وصحابك .... هتلاقى ناس نسيت هم مين اصلا لانك هتنفذ العمليه الساعه 3 الصبح فى عز سكرهم واختار كباريه 5 نجوم وسيبك من علب الليل بتاعه الغلابه .
هتلاقى رزم بنكنوت مرميه عالارض و هتلاقى شنطه مليانه فلوس فى مكتب المدير ابعت رجالتك يجيبوها ويجيبوا اللى فى الخزنه ويلموا الفلوس الى كانت تحت رجلين الرقاصات عالارض الى تعيشك وتعيش اهلك للجيل العاشر بدون مشاكل ...
وقف الباشوات والهوانم السكارى كلهم طابور ومتنساش تفرق بينهم عشان انت متدين (قالها وهو يبتسم بزاويه فمه اليسري بسخريه ) طابور للباشوات وطابور للهوانم وزمايلك بيربطوا الرجاله والستات فى حبل طويل زى الاسري ,,, ويبقى معاك كيس اسود كبير وخليهم يرموا كل حاجه فى جيوبهم او على جسمهم فى الكيس ...
هتلاقى بنات ليل شغالين فى الكباريه وهتلاقى كمان وشواذ اعتبر نفسك فى غزوه ,,, ومارس ماتحب ان تمارسه تماما انت وزمايلك .. اعمل اللى انت عايزه عادى .. اللى بيحب الجوارى ياخد جوارى واللى بيحب الغلمان اديله غلمان ... اما انت فاختار المعلمه اللى عاجباك دى من اول مادخلت وخدها جاهد فيها فى اى ركن ...
خلصت متنساش تضرب رصاصتين فى الهوا وانت طالع وبلاش ترمى قنابل انت خدت اللى انت عايزه كله و اللى معاك هيعيشك....
سيب بقى البرجوازيين الاوغاد يعيشوا بغبائهم وفلوسهم اللى بيسرقوها منك عشان الصحافه الصبح تكتب ان العمليه انتهت بمصرع بلطجى حارس الملهى والمتهم بجرائم قتل قديمه اخد فيها كلها برائات لعدم كفايه الادله وسرقه كل الفلوس اللى فى الكباريه ...
متنساش تستمتع وانت شايف الناس بتسقفلك لانك خدت حقك ولو بالسرقه بس هيقولوا ( اخد الحق حرفه ),,, ولما تيجى تعمل عمليات تانى سيبك من المرشد بتاعك وتعالى لصاحبك الكلب هيفيدك اكتر.
على الاقل هتاخد حقك بطريقه ما قد يعتبرها البعض خطأ وسيعتبرها البعض بطوله ... ستصبح روبن هود اخر وليس مجرد ارهابي حقير يستقوى على الضعفاء ....وستحقق نوع من العداله الشعريه وستعطى للفقراء (على الزيبق ) الذى افتقدوه يسرق من الاغنياء ليعطى لهم بدون حساب .
كانت عينا معاذ تتسع من مايسمعه من الكلب ثم قال بصوت مشروخ : وانت هتستفيد ايه ؟؟
رد الكلب بثقه : هستمتع بقله مزاج احفاد البرجوازى الحقير محمد على وخدامه المخلصين ... ثم قرب فمه من اذن معاذ : وهتجيبلى معاك من المخزن بتاع اى كباريه كل اللى هتلاقيه قدامك من التكيلا والفودكا ... بقالى 300 سنه معملتش دماغ ...
نظر اليه معاذ فى صمت ثم انفجر فى ضحكه مجنونه تنبيء من يسمعها انه فقد عقله اخيرا فيما اخد الكلب الاسود ينظر اليه فى حسره ثم فى اشمئزاز ... ثم رفع قائميه وبال على وجهه ... وتركه فى ضحكه الهستيرى ومضى الى ركنه المظلم ليختفى مره اخرى .
من مجموعتى القصصيه الجديده ( هذا مارواه الكلب الاسود ) قيد الكتابه و تحمل هذه القصه عنوان (الارهابي ).



#احمد_العتر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحاكم اخيرا ..
- عن قضيه مؤسسه بلادى : ضحايا الرومانسيه الثوريه .
- لاخبز,ولاحب للفقراء .
- أسبوع الآم الثقافه المصريه .
- المعضله المصريه .
- اليسار المتقوقع .
- سليمان خاطر..المظلوم حيا وميتا .
- حق المواطن اولا .
- يزيد ولا الحسين؟ مره اخرى ..
- حوار الرفاق .
- ايزيس ...قصه قصيره
- الهجره غرقا .
- مقال غاضب حقا .
- ناصر ..3 مشاهد مع الزعيم .
- ونس...قصه قصيره
- وحده اليسار المصرى .
- مصروتصدير الثوره .
- ابتزاز,,,وصمود.
- الدبلوماسيه الشعبيه ...مهمه قوميه .
- العدوان الثلاثى الجديد


المزيد.....




- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد العتر - هذا مارواه الكلب الاسود .(الارهابي)