أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - الحروب تكتب التاريخ بالمقلوب














المزيد.....

الحروب تكتب التاريخ بالمقلوب


جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4450 - 2014 / 5 / 11 - 13:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الحرب عاهرة ... حتى وان كانت توزر بثوب القداسة
الحرب .. حادلة تسحق كل شئ يقف امامها
الحرب .. تُنضج الطفولة قبل اوانها ..
الحرب .. سمفونية صاخبة تعبث بالذاكرة
الحرب تكتب التاريخ .. بالمقلوب ..
منذ ان فتحنا اعيننا على الدنيا ومفردة الحرب تطرق اسماعنا ، حروب داخلية وخارجية وقودها الناس والحجارة ، لامنتصر فيها لان كل نصر يأتي على خراب لايعد نصرا ..خصوصا عندما يكون ثمنه جماجم الفقراء ..
الحرب تعد كارثية عندما تأكل اولادها بدلا من ان تحافظ عليهم بل قمة المأساة ان تكون مقبرة لاحلامهم ..
انتظار المرأة عودة الزوج من ساحة المعركة وهو على قيد الحياة يعني ان الوطن كله في لحظة انتظار .. انتظار لحظة الدهشة ... ان تعيش على قيد حلم وذاكرتك مشغولة بوقع الصدمة ..
قضمت الحروب الكثير من جرف اعمارنا ونخرت ذاكرتنا ولونت ايامنا بسوادها الاعظم ..ليس هناك اغرب من وطن ينام على فوهة بركان .. او شعب يرقص على حافة دبوس . وذاكرة تتأرجح بين اليقظة المشفرة والنعاس الممزوج برغبة الخلاص ..
الحرب لعبة الكبار .. والامنيات لعبة الصغار ..
اطفال الحروب دائما مايكسرون لعبهم رغبة في الانتقام من هيمنة الواقع المأساوي.. كسر لعبة افضل من كسر روح لم ترتق الى مستوى الطموح ..
نعيش في وطن لايعرف معنى السلم ولايجنح اليه ، فالبوصلة تميل دائما باتجاه الحرب .. لان جاذبية الاخيرة اشد من الاول ..
الحروب تولد اولاد الشوارع .. توزع الاحلام على اليافطات كمن يرحلون ولايعودون حتى لو اشعلت اصابعك العشرة قربانا للاله ..
لم ينصفنا التاريخ على اننا اولاد النكبات ، ضحايا الحروب والحماقات ، دائما مايغير التاريخ لكنته ويتحدث بلكنة الكبار بان النصر آت لامحالة ولو كان على جماجم الملايين مثلما شيدت عروش الطغاة صناع الثورات.. فالاوطان التي لاتشيد على الجماجم والتضحيات لاتعد ثورات وانما انقلابات لرغبة في السلطة والجاه والمال ..
نحن ابناء حروب لاحرب واحدة .. وابناء مصائب لا مصيبة واحدة.. نحن من ضيعتنا الحروب في متاهاتها .نحن ضحايا النكبات ونتاج غرائز الكبار ..
شراسة الحروب بحجم اليافطات الموزعة على خارطة الوطن .. فلامجد بدون تضحيات ولاتاريخ بدون مدافن للشبهات ..
ليس هناك حربا مقدسة واخرى غير مقدسة .. فالحروب لم تكن وليدة قناعات وانما وليدة رغبات ..
ايقاعات الحروب صاخبة ، عنيفة بعنف وضراوة وشراسة الواقع لايمكن لاقدام الجند ان تجاريها ..
البيانات المغشوشة التي تسوق الهزائم على انها انتصارات كالخمرة المغشوشة .. تُسطر وتثير القلق بمفرداتها التعبوية ..
بالحروب وحدها تشيد الاوطان مقابر ابنائها... لتصبح اكبر رحم للايواء البشري بعد الزنزانات والمعتقلات ..
ايقاع الحرب يغوي الطغاة .. يظنونه السمفونية الاخيرة لنهاية رحلة .. بأتجاه الخلود وكتابة التاريخ المجيد حتى لو كان بالمقلوب تذكرة لاجيال مابعد المحنة ...



#جمال_المظفر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ضيعوا الوطن والمواطن
- قطع الاعناق ولاقطع الارزاق
- سوريا بين خياري الحرب واثبات الوجود
- اخطاء حكومية كارثية
- العراق حاضنة للعمل المخابراتي الدولي
- اعتقال الناشطين صفعة في وجه الديمقراطية
- العراق اسقط امريكا ديمقراطيا
- العراق على كف عفريت
- رماد الكلمات
- * رغبات خريفيه
- الاستقواء بالشارع كارثة كبرى
- قصص قصيره جدا
- طقطوقة الاجندات الخارجيه
- العراق الى اين .. يا ايها الساسه
- مشاريع الاعمار الترقيعيه
- العراق يستعد للحرب والخراب
- دوامة العنف السياسي
- عندما يحرقن عشبي البري
- انتظرك... عند بوصلة الوجع
- عري الاخيله


المزيد.....




- تدخل بطولي في لحظة حاسمة ينقذ حياة رجل عالق بسيارة مشتعلة.. ...
- ماسات ضخمة وأسعار مذهلة..خواتم خطوبة المشاهير تحت الأضواء
- قتلى إثر انهيار أرضي ابتلع قرية بالسودان ولم -ينج سوى شخص وا ...
- مئات القتلى في زلزال أفغانستان.. ماذا نعرف عمّا حدث؟
- سكّان قرية كاملة يلقون حتفهم إثر انزلاق أرضي غربي السودان
- جثة شوهدت في مشرحة سرية يمكن أن تحل لغز اختفاء زعيم ديني
- جدل في إسرائيل بعد شراء أحد أقارب اسماعيل هنية منزلاً قرب بئ ...
- ألف قتيل في انهيارات أرضية بإقليم دارفور مسحت قرية عن آخرها ...
- حرب غزة في يومها 697: مقتل العشرات منذ الفجر وإسرائيل تستدعي ...
- الأسوأ في تاريخ السودان.. أكثر من ألف قتيل في انزلاق أرضي


المزيد.....

- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت
- المدخل الى موضوعة الحوكمة والحكم الرشيد / علي عبد الواحد محمد
- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جمال المظفر - الحروب تكتب التاريخ بالمقلوب