ضيعوا الوطن والمواطن

جمال المظفر

الحوار المتمدن-العدد: 4226 - 2013 / 9 / 25 - 16:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كثيرا مايتلاسن ساسة العراق فيما بينهم ويتبادلون السباب والشتائم والاتهامات واللكمات و( الدفرات ) ليس لاجل قضية تهم الشعب العراقي وانما لان احدهم قد تهجم او تطاول على دول او شخصيات لاتمت للشعب العراقي بصلة ، وانما لانتماء فئوي وطائفي ..
فماسمعت يوما احد الساسة العراقيين وهو ينتفض لاحد ابناء هذا الشعب لوقوع حيف أوظلم عليه وانما لجهات تغدق بالتمويل على تلك الشخصيات ..
من حق الساسة ان يدافعوا عن الدول والجهات التي تدعمهم ماديا او سياسيا ولكن ليس من حقهم ان ينسبوا دفاعهم هذا الى الشعب العراقي باكمله ، لان الشعب العراقي ليس بذات توجه الساسه وانتمائهم الطائفي ، يرفض ان يكون بوقا لهم او وسيلة للعبور على افكارهم ومعتقداتهم ..
من حقكم ان تردوا الجميل للدول التي احتضنتكم ذات يوم ، وان تنفقوا من مال تلك الدول في الدعاية وباسمكم الشخصي لاباسم الشعب ، فليس كل الشعب بذات التوجه التركي او السعودي او الايراني او القطري والاردني وانما له وجهة نظر وطنية بعيدة كل البعد عن ماتحملونه وتؤمنون به ...
الساسة في واد والشعب العراقي في واد اخر ، لان الاخير لاتعنيه بهلوانياتهم ولاعراكهم او تلاسنهم ، فهو مشغول بمداواة جراحه التي تنزف يوميا بسبب الارهاب الاحمق الذي يطالهم في تجماعتهم واسواقهم ومنتدياتهم ومقاهيهم ، الحزن الذي يلف وجوههم لايدعهم يستمعون او يلتفتون الى ترهات هؤلاء الذين جاءت بهم الصدفة وصاروا يتحكمون في مقدراتنا ويسرقون منا اجمل ايامنا بعدما سرقتها الحروب العبثية للنظام السابق ..
الوطنية ان تدافعوا عن وطنكم وشعبكم لاان تدافعوا عن دول لانها تسير بذات التوجه الطائفي ، الشعب ينحر على ارصفة الديمقراطية ويقدم التضحيات تلو التضحيات وانتم في انشغال بمصالحكم وبجرد ممتلكاتكم ومدخراتكم ، واتمنى ان تنزلوا الى الشارع لتروا حجم شعبيتكم وانا على يقين انكم ستلقون مالا تتوقعونه لان الشعب قد مل من هذه البهلوانيات ..
تظنون ان كل الشعب معكم في توجهاتكم وصراعاتكم ولاتعرفوا ان حواشيكم تنقل اليكم الاخبار مضللة ، يوهمونكم بأن لديكم شعبية وقاعده عريضه ، ولكن الله وحده يعرف محدودية قاعدتكم الجماهيريه والتي تعد باصابع اليد فهم المنتفعون الذين اصبحوا مليارديريه بفضل استغلالهم لمناصبهم او قربهم من ولاة الامر ..
دافعوا عن شعبكم وبقوة ليحترمكم واحترموا الدماء التي تسيل يوميا من اجل عيون ديمقراطيتكم العرجاء التي جاءت تحت وقع السرفات لاكما اتت بها الشعوب العربية وقادتها عندما شاركت الرموز القواعد الشعبية انتفاضاتها ، لم تهرب الى بلاد الفرنجة لتتحين الفرص ولتعود بدون جهد لترى السلطة وقد هيئت لها على طبق من ذهب ..
جروح الشعب اعمق من ان تداوى بخطاباتكم النارية التي تؤجج الاوضاع وتزيد النار حطبا ، تظنون انكم تستميلون الشعب بخطاباتكم بينما يدير لكم الاخير ظهره ويصم اذانه كي لايسمع مالاينفع ولايسمن ولايغني من جوع ولايلم الشمل وانما مايزيد في فرقته وشتاته ويساهم في زيادة الاحتقان الطائفي ..

#جمال_المظفر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات