أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان الصباغ - تنويعات على لحن الحب والفراغ















المزيد.....

تنويعات على لحن الحب والفراغ


رمضان الصباغ

الحوار المتمدن-العدد: 4447 - 2014 / 5 / 8 - 02:18
المحور: الادب والفن
    


تنويعات على لحن الحب والفراغ

شعر : رمضان الصباغ

من إيقاع النغم المتوهج فى أعماق القلب
وبصوت العصفور الراقص فوق العشب
من عمق الإنسان المشطور إلى نصفين
والكلمة ذات الحد الشمسى
أواجه أيامى
أصرخ فى أوهامى
وبرب الأرباب
أن يرحمنى من هذا الليل الضارب حول سنين
هيامى
أن يفتح بوابات الريح
ويزيح
عن صدرى هذا الصمت المسترخى بجفونى
يلقينى
فى زمن غير زمان الحزن
يشحذ لحظى
وسهامى
* * * *
ورحت ألملم الكلمات
أجمع ما تبقى من حطام القلب
أجول .. أجول فى الطرقات ..
أدفن رأسى المشجوج فى الضوضاء،
أخلع من عظامى الرعب
وأقطع رحلتى الشمطاء
أجر الساق
وفى بدنى سيوف النار، فى عينى خنجر لوعتى،
والشك طير دون أجنحة
يعشش مستريحا فى اضطراب الرأس
أمر من الدروب مضيعا،
قدمى تقيدها سلاسل محنتى، والنفس
تواجه غربتى ، والموت
بلا احلام
أعود إلى فراغ بارد أسود
لأكتب فى مفكرتى - وقد واجهت خنجر خيبتى والصمت
(خرجت إلى الطريق العام
رأيت صديق
لعبت النرد
رأيت الناس، ثم رجعت)
.. ثم أنام
ويمضى هكذا عمرى
يمر الوقت
* * * *
يا أصدقاء
مدينتى تنام فى ضوضائها الممدودة
قانعة سعيده
ينعق فيها البوم، والغراب فوق العمد الرخام
والبلبل الصغير
فى عينيه تنبت الحراب ..
.. يرمى داخلى الجليد والرضوخ
يغمسنى بصوته المشروخ
.. فى مستنقع الوسن
يا أصدقاء
(أصواتنا جافه
كأنها حشرجة الأنين، والبكاء
كأنها الخواء)
والليل ..
يزرع الدروب فى مدينة الثرثرة البكماء
بالزنابق الميتة السوداء
بالحنظل المسموم والشوك
ويخلع الحلم البرئ من دمائنا، ويرصف الطريف بالرياء
يا أصدقاء
نضيع فى مدينة العشاق ..
.. أو نموت
نبحث فى غياهب السكوت ..
عن مرفأ الحنين، عن حدائق الأشواق ..
عن أزمنة جديده
ندور بين حلقاتها المجوفه
تسحقنا الجدران والمداخل المزخرفه
تلطمنا المربعات والمثلثات، والرتوش
نشاهد الأحياء فى ملابس الأموات ..
يهرعون للمواكب الأجيره
تنهشنا عيون من يروح ..
من يجئ ..
فى الأقبية المهجوره
نمضغ أحلام اغترابنا،
نعرى فرحنا،
نصرخ فى القمر
يشيح وجهه، ويلعن الغباء
عشش فى دمائنا
فنلعن النحاس، والحديد، والحجر
ونمضغ الضجر
ونشرب كأس حزننا
وننكفئ
نحاور الفراغ، والأعمدة الشامخة اللعينه
تصرخ
فى أعماقنا العفونه
نبوح للأرصفة الباردة السوداء
بما يجول فى دمائنا من الخواء
يضحك من أحزاننا
الرصيف، والجدار
يسخر منا الليل،
والنهار
* * * *
منفردا
فى شرنقتى فى صمت
أتدحرج فوق الأسفلت
فى بدنى موت،
وعلى رأسى حجر الدب الأحمق، والليل
يلف عيونى بوشاح الريبة
وأنا أصرخ فى وجهى إذ ألقاه
فى الحانة، فى مرآه
تضحك منى المرآة
ووجهى يتبرأ منى
وعيونى
تجهل فى اللحظ المنطفئ
وحلمى المنكفئ
وخوفى وشجونى
معذرة
ميزان الأرض بأيدى قواد أو سمار
والعشق بهذى المدن الثلجية
لا يعرف عشاقاً
وأسرة هذا الليل لعاهرة من عرق النهدين
أدانت كل التجار
وأنا فى وجه الليل .. صرخت:
رحماك ..
رحماك ..
يلفظنى الليل
وأنا كجميع الناس
من نسل الطين، أو القرده
أحسو كأسى منفردا
وحبيبة قلبى منفرده
معذرة يا وجه زمانى
فأنا اليوم
بعد مزيد من سنوات النوم
أفقت
لأرانى بدنا جرحه الحزن الأسود
واستوطن فيه الميلاد الدامى
فهواى لعاشقتى
عرانى
وفقدت الحلم
* * * *
وعدت ألملم الكلمات،
فوق الكاهل المسحوق أثقالى،
وصوت الطبل ينذرنى،
يقول:
(بأن لى ماض ومستقبل
وكنت أعيش مثل الناس،
أحلم .. أشرب الوهما
وكنت أنام ملء الجفن
أنسى فى بكائى اليأس والألما
وكنت ..
وكنت ..
أواجه دونما خوف جيوش الصمت
ولكنى ..
أعيش اليوم دون صديق )
ومعذرة ..
فهذا الليل عرانى، ولم يمسح بذاكرتى
هوى الأمس
فأحيا الحزن .. أسترسل
وأجمع ما تبقى من حطام القلب
أمشى فى طريق السهد
أشاهد جسم عصفور بلا منقار
تساقط ريشه الأخضر
تصلب فوق أعمدة رخاميه
فآخذ ريشة مغموسة فى الدم
بوجهى البوكرى .. أعود
لأكتب فى مفكرتى ..
(رأيت اليوم عصفورا
بلا منقار)
ومعذرة
فقد مت
وماتت فى دمى البهجه
* * * *
يا أصدقاء
لو كنت أستطيع أن أعيش فى مدينة الضياع
بلا قناع
لو لم تمزق الرياح
هذا الشراع
(لو ينبت الجسم الذى زرعناه
فى صورة الإله)
لو تورق الأشجار احلاما
وأفراحا
ولو تضئ عالمى النجوم
وتثمر الحياه
قمحا، وتفاحا، كروم
أواه ..
يا قلقى الخالد، يا شرنقتى المحكمة النسيج
والحلم فى أعماقنا يموج
ونحن دونما اكتراث
نموت ..
آه ..
حبيبتى الطيبة العينين ..
لو تعلمين ..
أن فى واقعنا تخنق ألف زهرة،
يحرق ألف عاشق
تنهار
ألف مدينة للحب والتذكار
لتشمخ العمائر الفارغة الفؤاد
تبقى لغة الجماد
يزدهر الخضوع والفرار
من عالمنا الذى يضيع
فى أرجائه الضمير.
أواه
لو تعلمين يا ضاحكة العيون
ما تحفر الأيام والسنون فى وجه محبك الغريب
لو تعلمين يا حبيبتى
لو تعلمين ..
أننى أعود فى شوارع الهموم
بثوبى الممزق القديم
أبحث فى مدينة العشاق عن براءه
تلطمنى الإساءه
ينهرنى الربيع، فالأبواب موصده
والزيف سلعة لا تعرف الركود والخساره
أطلب من مدينتى المنهاره
العشق،
والطهاره
لكن، يا حبيبتى الطيبة العينين،
من يستقبل الصفاء ..
فى عالم من الأحجار،
والبللور
ومن يعانق الضمير
فى عالم من المربعات والمثلثات
والمداخل الجامدة المزخرفه
ومن يعانق الحنين..
من يسمع منى لغة الهيام والعشق
فى عالم بلا عيون
بلا شفه
ومن يرد الشوق ..
بالشوق
للأفئدة المرتجفه
حبيبتى ..
معذرة وألف
فحول قلبى دق جيش الزيف
خيامه، كى يستريح
ويبدأ المغامره
معذرة فالضوء ..
لم يبح بأى شئ
لأننا بلا عيون
معذرة
فإننى مكتئب حزين
وكل ما أراه
يجسد الخيانه
* * * *
فى الليل المتكسع بين دروب
الزمن اللاّهى
بنجومه ذات اللون الأسود
بالحلم المجهد
منفردا
أجرع كأسى لأنام
يخطفنى شبح الأوهام
كى أصحو
واكرر طول اليوم
نفس المشهد
* * * *
قفا بى عند باب الصمت
قفا بى عند أشجار بلا ثمر
قفا بى كى أحاور ربة الضجر
وأحمل فوق ظهرى لوعتى .. أبكى
(هنا كانت لنا أحلام
وكنا نعرف الأنغام
وكانت لنا كلمات
هنا كنا نعيش الموت)
ومعذرة ..
ففى شكى
بداية عمرى المهدور
قفا بى عند باب الدار
قفا بى واطرحا مرة عصا التسيار
لعل مناى تلقانى
قفا بى .. قفا بى



#رمضان_الصباغ (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمر
- النخبة بين الجهل والانتهازية
- العقل والارهاب
- من مكابدات السندباد
- الاصوليون والعسكر والثورة
- حبيبتى الاولى
- نهاية الدكتاتور مبارك ونظامه
- صدى اغنية تتردد فى الفراغ
- ديسمبر
- مشكلا ت الجامعات الى أين - ملاحظات حول تدخل رجال الدين وحرية ...
- تداعيات
- قصيدة حب
- التقويم الأخلاقي والديني للشكل في الفن
- انقلاب السادات وبداية الانهيار
- الشهيد مهدي عامل الذى أرعب الظلاميين بفكره ومواقفه
- لماذا لا يفكر المثقفون ؟!
- العقلانية العربية ومشكلات الحداثة
- المفكر العلمانى فؤاد زكريا فى عيد ميلاده الثمانين
- الابداع والحرية
- الاصولية الاسلامية --الاحوان المسلمون نموذجا


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رمضان الصباغ - تنويعات على لحن الحب والفراغ