منظمة - فريدوم هاوس الدولية - وحكومة بنكيران

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4446 - 2014 / 5 / 7 - 17:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

حقيقة أن السلطة ومسؤولية تدبير الشأن العام لما تصل إلى يد من لا يستحقها أ و اليد الغير القادرة على ممارستها كما يجب وينبغي لها أن تكون . فكن على يقين
أن كارثة فعلا ستحصل للبلد الذي سقط في هذا الفخ . ونحن حينما نتحدث بهذه الصيغة بخصوص خطورة المسؤولية حينما توضع في غير مكانها فنحن هنا نعني
بلدنا العزيز ووطننا المغرب . وحينما نناقش أيضا تفاصيل هذه الكارثة التي أصابت البلد ورهنته في قبضة مسؤوليين جاءت بهم إلى السلطة صناديق الإقتراع . تكون
الكارثة مكررة ومضاعفة . فلهذا نحن نواجه الآن في المغرب مصائب لم نجد لها علاج . مصائب اقتصادية أولا تتمثل في البطالة المرعبة التي أعطتنا جيوشا حقيقية
من العاطلين . وعلى مستوى الصحافة أيضا أي إشكالية الحريات والعدالة الإجتماعية ومشكل إنعدام الأمن وظهور فوضى الإجرام . فكيف وصلت بلادنا إلى هذا
المستوى خلال هذه الثلاث سنوات من تدبير الشأن العام من طرف حكومة يقودها حزب العدالة والتنمية في شخص رئيس الحكومة السيد بنكيران ؟
فشل إقتصادي . فشل إعلامي . فشل أمني . فشل تنموي إلخ ...
لقد أصبح الملك العام محتلا من طرف جيوش العاطلين عن العمل وأقيمت دكاكين في وسط الطريق وأحيانا وسط الطريق السيار ولكي تتجول في المدينة عليك أن
تنحرف تارة يمينا أو يسارا أو إلى الخلف لعلك تجد مخرجا يؤدي بك نحو وجهتك . وأصبح الأمر يقلق الناس كما يقلق السلطة ولا بديل لهذه المعضلة سوى كما
قال المثل " كم من حاجة قضيناها بتركها " . الإجرام تفشى بشكل لم يسبق له مثيل وظهرت حركة شبه منظمة أطلقت على نفسها " المشرملين " بالسيوف كأنما عدنا
لعهد الجاهلية بقطع الطرق والسرقة واعتراض سبيل المارة وباتت المدينة بأسرها وفي عز الصيف تنام باكرا بعد أن تفرغ من أهلها . وأصبحت الجرائد عبارة عن
قائمات للجرائم التي حدثت في ربوع البلد واستغنت عن الأخبار والتحليلات السياسية إلا صفحة واحدة خجولة لم يعد يقرأها أحد . أما الإدارات العمومية فلا ينحصر فيها
المرض في المحسوبية والرشوة وإنما امتد ت علتها إلى فوضى التسيير وسوء التدبير كما لو أن الأمر بات مقصودا ومتعمدا فالدلائل واضحة وثابتة أيضا وصلت إلى مستوى
الرعب والقلق والتزام الصمت .
على مستوى حرية الصحافة فقد جاء المغرب في خانة واحدة مع دول مثل الصومال وأفغانستان وليبيا حيث تسود المليشيات الإسلامية المسلحة . وهذا ينبهنا إن كنا نتنبه
الى الطريق الذي نحن ماضون فيه . فمنظمة " فريدوم هاوس " الدولية وضعتنا في الترتيب المقلق بحكم الإسلاميين وهي تقصد هنا حزب العدالة والتنمية تحديدا .
إنها الرتبة 147 حسب " كارين كارليكر" مديرة مشروع التقرير الدولي المعني بحرية الصحافة . فلم يسبق أن تدحرجت رتبة المغرب من قبل إلى هذا المستوى الخطير
حتى خلال سنوات الرصاص . وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على الممارسة الحكومية وظروفها ورئاستها في التعامل مع الصحافة والصحفيين كسلطة رابعة .
فحكومة السيد بنكيران لا تقبل بالرأي الآخر والإنتقاد الموجه إليها كأننا في بلد يحكم فيه الحزب الواحد . وهذا ربما ليس غريبا لكونه يدخل في صلب المنظومة الفكرية
التي تؤسس للحزب الحاكم وهو حزب إسلامي معتدل إختاره الشعب المغربي وقد كان يحسبه فعلا معتدلا لكن ما أن باشر السلطة صار غير ذلك . ونحن لا نقصد الوعود
التي أغدقها الحزب علينا بسخاء قبل الإنتخابات . فتلك الوعود لم تبق أبدا في الحسبان . وهذا ما يفسر إنخفاض شعبيته إلى الخمسين في المائة . لقد تدهورت القوة الشرائية
للمواطنين الكادحين ولم يروا إلا المزيد من الفقر والتهميش وانعدام الأمن وانتشر مرض الإكتئاب والعصاب في أوساط الشباب بشكل ملفت . فقد ورد في جريدة الأخبار
هذا العنوان مع رسم كاريكاتوري " بنكيران يطلق النار في جميع الإتجاهات " بمعنى أن معالي رئيس الحكومة بدأ يهاجم الجميع .
وقد جاء أيضا في عمود الأستاذ رشيد نيني " شوف تشوف " هذه الجملة " وراك اهترتي أسي " فهل لرئيس الحكومة الشجاعة الأدبية لإعلان إجراء إنتخابات جديدة
قبل أوانها لعل وعسى ؟ .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل