صرخة مواطن بمناسبة فاتح ماي 2019

ناس حدهوم أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4438 - 2014 / 4 / 29 - 16:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل رأيتم في مكان ما في هذا العالم مستشفى عمومي بثلاث أبواب يقف عليها حراس الأمن الخاص يشتغلون 12 ساعة في اليوم بأجر لا يكفي لإطعامهم ؟
فعندما يدخل المواطن لهذا المستشفى عليه أن يتسلل إلى قسم المستعجلات فيتوقف بالباب الرئيسي الأول وإذا أفلح في تجاوزه فسيتوقف حتما في الباب الثالث
فيتم توقيفه من الحارس الذي أحكم إغلاقه بصفته السيكوريتي الذي سوف يوجهك إلى صندوق الأداء لتسديد فاتورة حتى قبل أن تتلقى العلاج أو الخدمة الطبية.
وداخل القسم سوف تجد نفسك أمام حركة غير بريئة واستقبال لا يشبه بتاتا إستقبال يليق بك كمواطن بل يعاملونك كأنك معتقلا داخل سجن من سجون البلد .
وإذا لم تروق ملائكة الرحمة أو الطبيب الذي يتحرك في هذا الفضاء الغير العادي فقد يرونك فضوليا أو أن وجودك هناك غير مطلوب حتى لا تطلع على ما يجري
فسيقال لك "عليك أن تنتظر في الخارج " بعيدا عن القسم وشبهاته . وعندما تخبرهم بأنك جئت بالمريض لتلقي العلاج فسيجاوبونك بأن ذلك لا يهم . إخرج برا .
هذا ما يحدث بمستشفى سانية الرمل بمدينة تطوان . هذا المستشفى الوحيد بالمدينة والذي خلفه لنا المستعمر الإسباني . فقد مرت ستون سنة ونيف على الإستقلال
ولم يتم بناء مستشفى مماثل يستوعب النمو الديمغرافي طوال هذه المدة إضافة إلى إنخفاض الخدمات الصحية التي أصبحت غير مجانية عكس ما كان من قبل . وأصبحت
الفوضى وسوء التسيير تضرب أطنابها داخل أقسامه وباتت إنعدام المسؤولية أمرا تجري به الركبان وإذا لم تدهن السير ليسير فإنك ستكون بلا كرامة وبلا أي اهتمام مصطنع
ونحن نخجل من ذكر تلك التجاوزات والسلوك الذي لا يمت بصلة إلى قسم أبي قراط وما يجب أن تكون عليه ملائكة الرحمة في الفضاءات الطبية كما في الأمم التي
تحترم مواطنيها . ولكي تقضي حاجتك عليك أن تتحلى بتحلية المواقف " وافهم راسك " . وحتى الأطباء الذين يأخذون أجرتهم من الدولة المغربية أحيانا كثيرة لا يحضرون
فيتركون المرضى لحالهم وهم في أسوأ حالتهم . لأنهم يشتغلون خلال الأوقات التي يجب عليهم تغطيتها بمستشفى الدولة يكونون هم بالمصحات الخاصة من أجل الساعات
الإضافية على حساب الساعات التي يقبضون أجرتهم عليها . وقد يطول انتظار المرضى وقد يقال لهم أخيرا عودوا غدا فالطبيب لن يحضر اليوم . وقد سمعنا كثيرا عن منع
الأطباء الذين يعملون في القطاع العام من الإشتغال بالمصحات الخاصة التي هي عبارة عن فندق بثلاث نجوم لا تتوفر إلا على صويرو وآلات بسيطة ثم يعيدون المرضى
إلى حضن مستشفى الدولة بعد أن يسلخوا جلده سلخا متقن . أو يوهمون المريض بأنه يحتاج للعملية بينما هو في غنى عنها . ثم يأتي الجزار الذي يفتح ثم يخيط وينتهي الأمر.
وذلك ما تفعله المصحات مع النساء اللائي يحضرن للولادة . كما سمعنا أيضا في قطاع التعليم أن الأساتذة المشتغلين مع الدولة يمنع عليهم الساعات الإضافية لكن ذلك لا يكون
صحيحا ففي بلدنا السعيد كل واحد يأكل سحوره .
ياوزارة الصحة المباركة علينا -;-
نحن مغاربة وأجداد أجدادنا من هذا الوطن . فالمعاملة التي نتلقاها في مستشفياتنا ومؤسساتنا المختلفة لا تتناسب مع المكانة التي يجب أن يكون عليها المواطن . كما دولة الحق
والقانون كما أرادها ويريدها الشعب المغربي وعلى رأسه ملك البلاد . لا تبنى بهذا الشكل وبهذه الطريقة المشوهة. فالشعب وملكه نحلم بأمة متقدمة ومعافية وديمقراطية .
لا تقفلوا الأبواب في وجه المواطنين لأنهم في وطنهم . فهم لا يطلبون منكم الصدقة أو يتسولونكم بل إنه حقهم الذي يمنحهم إياه دستور البلاد فاحترموا الدستور وهذا أضعف
الإيمان . فحتى وجود المسؤولين لا فائدة له ولا جدوى منه إذا لم يكن هؤلاء المسؤولين قائمين بواجباتهم على أحسن وجه وإلا لماذا تأخذون أجرتكم السمينة منا بصفتنا دافعي
الضرائب ؟ فالمسؤولية تكليف وليست تشريفا . والتشريف لا يناله المرء المسؤول إلا بخدمة هذا المواطن المقهور الذي ينتمي لهذا الوطن الكريم .
نحن نعرف أن هذا حلم ولكنه سوف يتحقق . التاريخ يقول بذلك فاسبقوه قبل أن يسبقكم فتصبحوا على ما قدمتموه لهذا المواطن نادمين .

#ناس_حدهوم_أحمد (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل