حصص

واثق الجلبي

الحوار المتمدن-العدد: 4445 - 2014 / 5 / 6 - 18:36
المحور: الادب والفن
    

كثيرة هي الحصص اليومية التي تأتي على أطباق من ذهب أو فضة أو حتى اطباق بلاستيكية .. المهم انها اطباق تحمل ما تحمله من هم وكدر وفرح وألم وسعادة وقلق أو تحمل طعاما وارغفة خبز او مادة ثقافية أو تحمل سموما من شتى الأنواع .. المهم من الأمر ان معظم تلك الاطباق بما عليها من مواد غير قابلة للإسستهلاك البشري والحيواني وجدت وعاءها في أجساد البعض من البشر بطريقة سهلة للغاية ولكن الذين أبوا ان يتناولوا ما على تلك الاطباق راحوا ينعتون بأبشع النعوت .. الحياة مليئة بالحصص والمحاصصات والإحصائيات التي تستل الاغلبية التحاصصية وتترك البعض يبحث عن حصة أخرى دون اللجوء لمحاكمة عادلة من قبل الواهب الحصصي .. من أخذ حصته بشكلها الكامل ؟ من منا تناول مدخراته المتوافرة على أطباق الدنيا ؟ الحصص كالحق تحتاج الى المطالبة والالحاح في تحصيلها كلاما وفعلا وارادة وإلا فلن يأخذ الانسان حصته من هذه الدنيا المليئة بالافاعي والوحوش .. اخذ البعض أكثر من حصة وترك الباقي يئن على استحصال سقط المتاع لكنه تفاجأ بأن القافلة لم يسقط منها أي شيء .. وظل يبحث مع عائلته عن أي طبق حتى لو كان ورقيا فلم يجد ما يحمل همه سوى السماء وقلبه .. الحصص في العراق كثيرة لكنها اتجهت بعد ان تم حرف مسارها الى جيوب وقصور البعض .. هل بالامكان ان نصنع لنا حصصا بمعزل عن الرواق العام ؟ من المؤكد ان هذا هو كائن أصلا بدليل عدم المطالبة والالحاح بها من قبل الاعم الاغلب .. هكذا تجري الامور في الحياة .. لا حصص للبعض والاكثرية تعيش على مباديء الكفاف والإطاعة والقهر وغيرها من الامور التي لا تدع مجالا للشك بأن كل فلسفات الدنيا لا تستطيع أن تقلع أورام البشرية ولو بعد دهور من الكلام ومدارسه .. إذن الخلل ليس في دفات الكتب ولا في سيل التوجيهات لكن كل ما يوجد من فوضى مصدرها البشرية وليس للإنسان البشري إلا العودة الى أنسنته فهي الكفيل بحل جميع المشاكل وتوزيع الحصص بشكل عادل للجميع مما يوفر أن يعيش الجميع برفاهية وبتألق فكري يضمن للناس التضامن الروحي بعيدا عن الحروب الدموية التي يصنعها البشر.


[email protected]

#واثق_الجلبي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل