أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هل تتغيَّر قواعد اللعبة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟














المزيد.....

هل تتغيَّر قواعد اللعبة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4443 - 2014 / 5 / 4 - 13:05
المحور: القضية الفلسطينية
    


جواد البشيتي
مفاوضات السلام بين الفلسطينيين وإسرائيل، والتي ترعاها وتتوسَّط فيها الولايات المتحدة دائماً، ووحدها، ما هي حالها الآن؟
لا إجابة واحدة، أو مُجْمَع عليها، عن هذا السؤال؛ فالإجابات تتعدَّد، وتتبايَن، وتتناقَض؛ وهذا ما يجعلها "نسبية"؛ فَكُلٌّ يُقَدِّم ويعطي الإجابة الصحيحة نسبياً، أيْ نِسْبَةً إلى ما يراه بعَيْن مصالحه ودوافعه ومآربه وغاياته، أو إلى ما بين يديه من معطيات؛ وعليه، نسمع إجابات من قبيل: "لقد فَشِلَت"، "لم تنجح"، "انهارت"، "توقَّفَت"، "أَثْبَتَت عجزها"، "ماتت"، "هي ميتة منذ زمن بعيد؛ لكن محاولات ومساعي إحيائها هي التي فَشِلَت".
ومع ذلك، ثمَّة "مُنْتَظِرون"، وثمَّة ما "يُنْتَظَر"؛ وأحسبُ أنَّ "المُنْتَظَر" هو "تغيير كل قواعد اللعبة السياسية"؛ فالمفاوضات التي يمكن أنْ تكون مُجْدية ليست المفاوضات التي تَسْبِق قيام "دولة فلسطينية"، وتَقود إليها؛ وإنَّما المفاوضات التي تعقب قيامها، ويكون مدارها حل وتسوية المشكلات بينها وبين إسرائيل، وجَعْل تلك الحلول والتسويات في شكل "اتفاقيات".
الآن، لا بدَّ من إنهاء النزاع، وعقد المصالحة، بين الفلسطينيين أنفسهم، أيْ بين السلطتين الفلسطينيتين في الضفة الغربية وقطاع غزة، ومن تَرْجَمة ذلك بهيئات ومؤسسات حُكْم مشْتَرَكة، وبضَمِّ "حماس" إلى منظمة التحرير الفلسطينية، بصفة كونها الهيئة المُعْتَرَف بها، عربياً ودولياً، على أنَّها الممثِّل الشرعي للشعب الفلسطيني؛ ولا بدَّ، أيضاً، في هذا السياق، من الاتِّفاق على "حلول" تَقِي الفلسطينيين شرور "فراغٍ محتمل" في رأس الهرم القيادي الفلسطيني (في "السلطة"، و"المنظَّمَة").
دبلوماسياً، خيار الفلسطينيين الآن هو المضي قُدُماً في سعيهم إلى أنْ يَسْتَثْمِروا على خير وجه، وعلى جناح السرعة، وإلى أقصى حدٍّ ممكن، "الميزة القانونية (والسياسية)" لاعتراف الجمعية العمومية للأمم المتحدة بفلسطين على أنَّها "عضو مراقِب" في المنظَّمة الدولية، غير مكترثين للضغوط والعقوبات الإسرائيلية (وغير الإسرائيلية).
وعلى الفلسطينيين (الذين تقدَّموا في هذا المسار الدبلوماسي الدولي، وفي التسوية النهائية للنزاع بين سلطتيهما في الضفة والقطاع) أنْ يتصرَّفوا بما يوضِّح للمجتمع الدولي صُورة إقليم (أو أراضي) دولتهم، التي هي في وَضْع "العضو المراقب"؛ فهذا الإقليم يجب أنْ يَبان على حقيقته، إقليم دولة تحت الاحتلال الإسرائيلي؛ وتوصُّلاً إلى ذلك، لا بدَّ من إسقاط "قِناع السلطة (الفلسطينية)" عن وجه الاحتلال الإسرائيلي.
وتستطيع منظمة التحرير الفلسطينية، المُوسَّعة، والتي دَبَّت فيها الحياة، ويحقُّ لها، أنْ تَحْتَجَّ بفشل المفاوضات، واستمرار الاستيطان والتهويد، وعدم إفراج إسرائيل عن أسرى فلسطينيين لديها، واشتداد معاناة الفلسطينيين جميعاً من الضغوط والعقوبات (المالية والاقتصادية) الإسرائيلية، لإعلان حلِّ السلطة الفلسطينية، التي أقامتها "المُنَظَّمة"، فِرْعاً لها، عملاً باتفاقيات مع إسرائيل، تَقادَم عهدها، وانتهت "جداولها الزمنية" منذ زمن بعيد، من غير أنْ يُنفِّذ الإسرائيليون منها ما يُسوِّغ استمرار التزام الفلسطينيين لها.
وفي موازاة ذلك، تبدأ، وتَتَّسِع، "مقاوَمة شعبية فلسطينية منظَّمة سلمية"، مِنْ غاياتها، حَمْل "المجتمع الدولي" على التَّدَخُّل لرَفْغ الاحتلال الإسرائيلي عن إقليم "دولة فلسطين".
وفي مواجهة ذلك، تَشْرَع إسرائيل تُغيِّر بعضاً من القواعد الأساسية للعبة السياسية، مُنَفِّذةً، مع شيء من التعديل الضروري، "حَلَّ غزة"، الذي لجأت إليه مِنْ قَبْل؛ فَتَتْرُك للفلسطينيين في الضفة الغربية كل الأراضي التي يُمْكنها التَّخلِّي عنها الآن، وإلى الأبد، مُغْلِقَةً تماماً "الحدود (المؤقتة)" بينها وبينهم، تاركةً لهم ما يشبه "مَعْبَر رفح" بينهم وبين الأردن، حتى يُؤسَّس لصلات متبادلة قوية بين هذين الطَّ رفين. وهذا "الحل"، الذي فيه، وبه، تُقام "دولة الأمر الواقع الفلسطينية"، سيأتي مُحمَّلاً بكثيرٍ من المشكلات الواقعية الضَّاغِطة، والتي بعضها يَخْتَص بحياة الفلسطينيين اليومية في الضفة والقطاع معاً، فتشتدُّ الحاجة إلى مفاوضات من نمط جديد.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -المرئي- من كَوْننا يتضاءل و-اللامرئي- يَتَّسِع!
- ماركس و-طبقته- في -يوم العُمَّال-!
- المادة -مُرَكَّبَة- ولو كانت -بسيطة-
- مفهوم جديد ل -الوطن- قَيْد التأسيس!
- كيف يحتال الدِّين على الفيزياء
- النجم إذا انهار على نفسه!
- قراءة في -فنجان- الصراع السوري!
- إذا الشعب تخلَّى عن -الحرية- في سبيل -الأمن-!
- القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون
- حتى نُحْسِن فَهْم سياسة الولايات المتحدة!
- -العدم-.. تلك الفكرة الغبيَّة!
- في -الخَطِّ العُقَدي- الهيجلي
- أخطاء يرتكبها -ماديون- في دفاعهم عن -المادية-!
- -النقود الإلكترونية-.. ثورة نقدية تقرع أبواب القرن الحادي وا ...
- هكذا تموت الأُمم.. العرب مثالاً!
- -الوسيط- كيري!
- -الحركة في المكان- و-الحركة المكانية-
- نظام دولي جديد يتدفق في أنابيب الغاز!
- -التناقض- في ظاهرة -انحناء المكان-
- -المعرفة- بصفة كونها -صناعة-


المزيد.....




- -كابوس لوجستي-..أمريكي يزور جميع بلدان العالم للتأقلم مع الو ...
- 7 نجمات ارتدين الفستان الأسود الضيّق بقصّات مختلفة
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية 4 مسؤولي استخبارات بإيران بينهم ...
- ولا تزال السماء تمطر غارات وصواريخ في معركة كسر العظم بين إي ...
- دمار واسع وارتفاع في حصيلة القتلى.. استمرار التصعيد العسكري ...
- ألمانيا تستضيف محادثات دولية حول المناخ قبل قمة البرازيل
- الوحدة الشعبية: الرفيق الدكتور عصام الخواجا حر كما عهدناه
- إيران: على أمريكا أن تعلن موقفا واضحا من العدوان الإسرائيلي ...
- وأطلق الكوريون الشماليون النار على الطائرات الأمريكية!
- انفجار بمصنع ألعاب نارية في هونان جنوب وسط الصين (فيديو + صو ...


المزيد.....

- 1918-1948واقع الاسرى والمعتقلين الفلسطينيين خلال فترة الانت ... / كمال احمد هماش
- في ذكرى الرحيل.. بأقلام من الجبهة الديمقراطية / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / محمود خلف
- الأونروا.. والصراع المستدام لإسقاط شرعيتها / فتحي الكليب
- سيناريوهات إعادة إعمار قطاع غزة بعد العدوان -دراسة استشرافية ... / سمير أبو مدللة
- تلخيص كتاب : دولة لليهود - تأليف : تيودور هرتزل / غازي الصوراني
- حرب إسرائيل على وكالة الغوث.. حرب على الحقوق الوطنية / فتحي كليب و محمود خلف
- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جواد البشيتي - هل تتغيَّر قواعد اللعبة بين الفلسطينيين وإسرائيل؟