أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون














المزيد.....

القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4424 - 2014 / 4 / 14 - 13:38
المحور: الطب , والعلوم
    


جواد البشيتي
في تَكَوُّن "النجم النيوتروني"، أو "الثقب الأسود"، كثيراً ما تَرِدْ في البحوث والدراسات الكوزمولوجية الخاصة بهذا الأمر، عبارة "انهيار النَّجم عظيم الكتلة تحت ثِقَلِه، أو وزنه (Collapsing under its own weight)".
ولِجَعْل الفكرة أكثر وضوحاً وفي متناوَل الذِّهْن، تخيَّلوا إنساناً ظلَّ وزنه يزيد حتى أصبح هيكله العظمي عاجزاً عن حَمْلِه، فانهار، أو سقط أرضاً؛ أو تخيَّلوا شخصاً يَرْفَع بيديه (القويتين) ثِقَلاً ضخماً إلى أعلى، ويظل رافِعاً له، ويظل هذا الثِّقَل (الضخم) يزداد، حتى يَعْجَز تماماً عن الاستمرار في رفعه، فينهار (الحامل مع المحمول) ويسقط أرضاً.
والآنْ، تَوجَّه إلى الفضاء الخارجي، البعيد عن كلِّ مَصادِر ومنابع وحقول الجاذبية، أيْ الفضاء الخالي تماماً من "المادة (من الكواكب والنجوم..)"، وَضَعْ في مَوْضِعٍ منه كرة معدنية صغيرة؛ فهل تنهار تحت ثِقَلِها؟
كلاَّ، لا تنهار؛ فهي جسم لا ثِقَل له، لا وَزْن له؛ لأنَّه في وسَطٍ (في فضاء) عديم الجاذبية.
وَزِّع في هذا الفضاء آلاف وملايين الُكرات المُماثِلة تماماً لهذه الكرة، مُحافِظاً على المسافة نفسها بين كلِّ كُرَتَيْن؛ فلا ترى كُرَّةً من تلك الكُرات تنهار على نفسها.
ولدى نشوء الكون، وُزِّعَت "المادة الكونية (البسيطة)" في الفضاء؛ لكنَّ هذا التوزيع لم يكن (وليس ممكناً أنْ يكون) متساوياً، متماثِلاً، فتَرَكُّز وكثافة هذه المادة (المُوزَّعة) كانا متفاوتَيْن متبايِنَيْن.
إنَّها ثلاثة عناصر أوَّليَّة أساسية هي: "المادة الكونية البسيطة"، و"الفضاء"، و"التوزيع غير المتساوي لهذه المادة في الفضاء الكوني".
تَولَّ أنتَ الآن مهمَّة توزيع تلك الكُرات توزيعاً متفاوِتاً؛ وَضَعْ في هذه النقطة (أو في هذا الموضع) من الفضاء 1000 كرة مثلاً، ضَامَّاً بعضها إلى بعض، لزيادة التَّرَكُّز والكثافة، متخيِّلاً الفضاء الكوني "ملاءةً مطَّاطية رقيقة".
ترى تلك الكومة من الكُرات المُتَضامَّة (1000 كرة) قد حَفَرَت حُفْرَة في تلك الملاءة، وتموضَعَت في قَغْر (أَسْفَل) تلك الحُفْرَة؛ فإذا جاءت كُرَة أخرى من بعيد فإنَّها تَسْقُط (أو قد تَسْقُط) في تلك الحُفْرَة، فيزيد عدد الكُرات فيها، ويزداد، من ثمَّ، عُمْق الحُفْرَة.وبما يشبه ذلك، "يَتَحَفَّر" الفضاء، وينحني أَقْرَبه إلى "الكَوْمَة (المتموضعة في قَعْر الحُفْرة)" حولها. و"الانحناء" يشمل، أيضاً، "الكومة" نفسها؛ فـ "الكومة"، الكروية الشكل، لها "مَرْكَز"؛ وهذا "المَرْكَز" تَشْغُله، مثلاً، 300 كُرَة، وحَوْله تتوزَّع بقية الكُرات (700 كُرَة). وكل كُرَّة حَوْل "المركز" تشبه كُرَة واقِفَة، أو مُوقَفَة، بقوَّة ما، على سطحٍ مصقولٍ مائلٍ، أيْ أنَّها في وَضْع "السقوط المُقاوَم (المكبوح، المُوازَن)"؛ وإنَّ لكل كُرَة من تلك الكُرات ثِقَلاً، أو وزناً؛ لأنَّها تتموضَع في هذا "الانحناء"، أو لأنَّها على هذا "السَّطْح المصقول المائل". وهذا "المركز" يَحْمِل كل تلك "الطبقات (الثقيلة) من الكُرات" كما تَحْمِل يَداكَ (القويَّتان) ثِقلاً ضخماً إلى أعلى. إنَّ ضغطاً هائلاً من ثِقَل الطبقات الخارجية (الفوقية) يَقَع، في استمرار، على "المركز"، الذي تتولَّد فيه، من ثمَّ، قوى تُقاوِم وتَكبح وتُوازِن هذا الضغط (الثِّقَليِّ).
النَّجْم (هائل الكتلة) يُمارِس، بثِقَل طبقاته الخارجية، ضغطاً قوياً شديداً على "مركزه"، أو على المادة في مركزه؛ لكنَّ هذا الضغط لا يأتي أبداً بلا "عاقبته الحتمية"، ألا وهي تَوَلُّد قوى في داخل المركز تَضْغَط في اتِّجاه معاكِس ومضاد، فيُقاوَم ويُكْبَح الانهيار والسقوط، أيْ انهيار وسقوط الطبقات الخارجية على المركز، ويظلُّ مركز النَّجْم، من ثمَّ، حامِلاً، مُحْتَمِلاً، ثِقَل ووزن تلك الطبقات. وكلَّما وَقَع انهيار، وانكمش مركز النَّجْم، خَرَجَت من هذا المركز قوى أشد لوَقْفِه وموازنته.
إنَّ قانوناً كوزمولوجياً (كونياً) موضوعياً، هو الأعظم من وجهة نظري، يَكْمُن في الآتي: "المادة" و"الفضاء" متلازمان، مُتَّحِدان (مندمجان، متداخلان) اتِّحاداً لا انفصام فيه أبداً؛ فلا "مادة" بلا "فضاء"، ولا "فضاء" بلا "مادة"؛ و"المادة الكونية" تتوزَّع في الفضاء تَوَزُّعاً متفاوِتاً، متبايِناً؛ والمستحيل يعينه، فيزيائياً وكوزمولوجياً، أنْ تتورزَّع تَوَزُّعاً متساوياً متماثِلاً (تساوياً وتَماثُلاً مُطْلَقَيْن). و"العاقبة الحتمية" لهذا التوزُّع غير المتساوي (غير المتكافئ) هو "الانحناء"، أيْ انحناء الفضاء والمكان (والزمان أيضاً). ومع تَوَزُّع المادة في منحنيات فضائية ومكانية تَكْتَسِب وزناً (أكان غير ظاهري أم ظاهري). والمادة الموزَّعة في منحنيات هي مادة في وَضْع "الانهيار (والسقوط) المُقاوَم (المَكْبوح، المُوازَن)"؛ وإنَّ ضغوط ثِقَل "الكومة" على "مركزها"، والمتأتِّي حتماً من انحناء المكان، هو ما يَدْفَع، في الوقت نفسه، "المركز" إلى إخراج (وإظهار) مزيد من القوى المقاوِمَة، الكابحة، الموازِنة، المضادة، للانهيار والسقوط؛ وكلَّما عَظُمَت ضغوط الانهيار والسقوط، دَفَع "المركز" بمزيدٍ من "جُنْدِه" إلى "جبهات القتال الأمامية المتقدِّمة"، للدفاع عن وجوده، ولمقاوَمة ووَقْف الانهيار والسقوط؛ وأحسبُ أنَّ الانهيار يتوقَّف عند حدٍّ معيَّن في داخل "الثقب الأسود" نفسه لبلوغ الطرفين درجة معيَّنة من التوازُن بين قواهما؛ لكنَّ هذا التوازن (شأنه شأن كل توازن) ليس توازناً مُطْلَقاً؛ إذْ يظل منطوياً على شيء من "اللاتوازن"؛ ولسوف يتَّسِع هذا "اللاتوازن" من طريق "إشعاع هوكينج"، لتَشْرَع "المادة"، أيْ مادة "الثقب الأسود"، تسير في مسارٍ معاكِس مضادة، هو مسار تشتُّتها وانتشارها في الفضاء الكوني على شكل جسيمات أوَّلية.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حتى نُحْسِن فَهْم سياسة الولايات المتحدة!
- -العدم-.. تلك الفكرة الغبيَّة!
- في -الخَطِّ العُقَدي- الهيجلي
- أخطاء يرتكبها -ماديون- في دفاعهم عن -المادية-!
- -النقود الإلكترونية-.. ثورة نقدية تقرع أبواب القرن الحادي وا ...
- هكذا تموت الأُمم.. العرب مثالاً!
- -الوسيط- كيري!
- -الحركة في المكان- و-الحركة المكانية-
- نظام دولي جديد يتدفق في أنابيب الغاز!
- -التناقض- في ظاهرة -انحناء المكان-
- -المعرفة- بصفة كونها -صناعة-
- كيف نَفْهَم -خصائص- الشيء؟
- واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!
- تاجِر الإعلام عبد الباري عطوان!
- في التسميات والأوصاف الطائفية
- عندما يحامي بيكر عن -الدولة اليهودية-!
- إذا ما احتفظت المعارَضَة السورية بسيطرتها على كسب!
- هل هذا -نوع آخر- من -المادة-؟
- مِنَ -القرم- إلى -أُوراسيا-!
- دَرْسٌ من الثورة السورية!


المزيد.....




- فيضانات دبي تثير أسئلة حول تلقيح السحاب.. ما هو وهل يعمل؟
- ضحك ولعب للصبح.. تردد قناة سبونج بوب أطفال الجديد 2024 عيش ا ...
- عوامل غير صحية قد تؤثر على قدرة الرجل الإنجابية.. منها التد ...
- الأمير ويليام يعود إلى مهماته للمرة الأولى بعد كشف كيت عن إص ...
- شركة تابعة لغوغل: الهجمات الإلكترونية الروسية تشكل -خطرا عال ...
- علامات تشير لخطر إصابة الطفل بالهيموفيليا.. لازم تعرفها
- لماذا تكثر الإصابة بالسكتة القلبية أثناء الاستحمام.. خبراء ...
- طيور الفلامنغو في خطر بأفريقيا.. بسبب ارتفاع منسوب المياه
- ?هاتف ذكي بجسم متين من أوبو
- الأمير وليام يعود لمهامه الرسمية للمرة الأولى منذ الكشف عن إ ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون