أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!














المزيد.....

واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4406 - 2014 / 3 / 27 - 10:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جواد البشيتي
كلَّما عصفت أزمة في العلاقة بين واشنطن وموسكو، ولو كانت أقل وزناً من "أزمة القرم" الآن، كَثُرَ الحديث، وفي الإعلام على وجه الخصوص، عن "الحرب الباردة"، لجهة العودة إليها، أو استئنافها؛ مع أنَّ تاريخ العلاقة بين العاصمتين لم يَعْرف شيئاً من "الحرب الساخنة". ويتفرَّع من هذا الحديث حديث آخر، مداره "النِّظام الدولي الجديد"، قَيْد النشوء والتَّكوُّن، أو الذي نشأ وتَكوَّن.
وما أنْ انفجرت "أزمة القرم"، على حين غرَّة، حتى كاد تمييز "الصِّلَة الزمنية" من "الصِّلة السببية"، في كثير من الأحداث والتطورات الدولية، ينعدِم في الآراء والتحليلات الإعلامية والسياسية؛ وكأنَّ كل ما يَقَع من أحداث "بعد" انفجار "أزمة القرم" يجب النَّظر إليه على أنَّه "نتيجة"، بينه وبين تلك الأزمة "صِلَة سببية"؛ ثمَّ يأتي "المُرْتابون" ليُفَسِّروا تلك "الصِّلَة السببية"، التي قد تكون "صِلَة زمنية" لا أكثر، ولا أقل، بما يُوافِق نظرية "المؤامرة"، بمعناها المتطرف في تناقضه مع الواقع؛ فالعاصمتان، على ما يَعْتَقِد هؤلاء، متوافقتان متفاهمتان على كل ما حدث، ويحدث، وبدءاً من "أزمة القرم" نفسها؛ وإنِّي لأقول ناصِحاً: لا تُبَسِّطوا العلاقة بين قُطْبيِّ العالَم، فهي أَعْقَد من تبسيطكم لها؛ ولا تُعَقِّدوها، فهي أَبْسَط من تعقيدكم لها.
الاتحاد الروسي، بزعامة بوتين الآن، هو "مُرَكَّب تاريخي" من "الستَّالينيَّة"، التي أطاحت "اللينينية"، ومن "الرأسمالية"، التي أطاحتها الثورة البلشفية؛ وإنَّ بوتين (الدَّوْر، لا الشخص) هو ابن "الضرورة التاريخية" الروسية، ولا يمكن فهمه إلاَّ بصفة كونه "الزعيم القومي لروسيا الرأسمالية"، التي، بَعْد، وبفضل، تجارب ليبرالية عِدَّة فاشلة، اكتشفت أنَّ "الستَّالينيَّة" الخالِصة من "شيوعية ستالين"، أو شيئاً من هذه "الستَّالينيَّة"، هي خَيْر شكلٍ للحُكْم فيها. و"روسيا النووية" هي الآن، وكما كانت من قَبْل، الدولة الوحيدة في العالَم التي في مقدورها إبادة الولايات المتحدة في ساعات معدودة، إنْ هي قرَّرت "الانتحار"؛ وكان غورباتشوف، آخر رئيس للاتحاد السوفياتي المنهار، قد حذَّر الولايات المتحدة من عواقب سعيها إلى إحراز التفوُّق العسكري الاستراتيجي على بلاده قائلاً: إنَّ أحداً في العالَم لا يُمْكنه منع الاتحاد السوفياتي (أو الاتحاد الروسي الآن) من أنْ يُفَجِّر ترسانته النووية فوق أراضيه!
إنَّ "الرعب النووي المتبادل" كان، وما زال، يُمَثِّل الأساس والجوهر في العلاقة المتناقضة بين القطبين؛ فكلاهما يرتبط مع الآخر بكثيرٍ من المصالح الحيوية والاستراتيجية؛ وكلاهما، في الوقت نفسه، في صراعٍ لا يتوقَّف مع الآخر، يَسْتَتِر تارةً، ويَظْهَر طوراًٍ؛ وهذا الصراع يستمدُّ وقوداً له من "نِزاع المصالح"؛ فإنَّ بعضاً من مصالح أحدهما لا يمكن الحفاظ عليها إلاَّ من طريق الإضرار بمصالح مهمَّة للآخر؛ وكلاهما مُتَّفِقٌ تماماً مع الآخر على "النقطة" التي ينبغي لصراعهما ألاَّ يتخطَّاها مهما اشتد وعَنُف.
بينهما دائماً لعبة تسمَّى "اقتسام، وإعادة اقتسام، النفوذ (العالمي)" بما يتناسب مع كل تغيير كبير في ميزان القوى الدولي؛ إنَّهما، وبعد كل تغيير كبير في ميزان القوى هذا (فهُما لا يمكنهما دائما التحكُّم في القوانين الموضوعية للأحداث العالمية) يسعيان إلى التفاهُم؛ فكلاهما يسعى في "إقناع" الآخر بضرورة أنْ يعطيه، ويتنازل له، بدعوى أنَّ ميزان القوى قد تغيَّر لمصلحته؛ فإذا فشل سعيه، اتَّفَق مع الآخر على "خَوْض الصراع (السافِر الصريح)". وعمَلاً بهذا الاتِّفاق (الممكن دائماً، والضروري، بين واشنطن وموسكو) يشرع كلاهما يَلْعَب لعبة اختبار القوى مع الآخر، لاعِباً كل ما لديه من أوراق يَظُن أنَّها رابحة. كلاهما يقول للآخر: دَعْنا نخوض الصراع؛ لكن من غير أنْ نسمح لصراعنا بتخطِّي تلك النقطة الحرجة. وبعد زمن يَسْتَنْفِداه في الصراع، وفي تغيير كثيرٍ من الوقائع، كما هي الحال الآن في شبه جزيرة القرم، يَظْهَر ويتأكَّد "الوزن الحقيقي الواقعي" لكليهما، فيُعيد كلاهما السيف إلى غمده، ويجلسان وجهاً لوجه، ليتفاهما ويَتِّفِقا على إعادة اقتسام النفوذ بما يتناسب الآن مع الحقائق الجديدة التي تمخَّض عنها صراعهما المحكوم دائماً بقانون "إلاَّ الحرب النووية"؛ ونحن الآن في مستهلِّ هذه الجولة الجديدة من هذا الصراع!



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تاجِر الإعلام عبد الباري عطوان!
- في التسميات والأوصاف الطائفية
- عندما يحامي بيكر عن -الدولة اليهودية-!
- إذا ما احتفظت المعارَضَة السورية بسيطرتها على كسب!
- هل هذا -نوع آخر- من -المادة-؟
- مِنَ -القرم- إلى -أُوراسيا-!
- دَرْسٌ من الثورة السورية!
- السعودية تُكفِّر محمود درويش!
- -سيسي مصر- و-بشار سورية- و-بوتين روسيا-!
- انفجار الغضب السعودي!
- ما معنى -النَّفي-؟
- اسْتَعِدُّوا.. -المهدي المُنْتَظَر- يوشك أنْ يَظْهَر!
- الرؤية الكونية بعَيْنَيِّ -الساعة- و-المتر-!
- كيف نَجْعَل إلغاء الرأسمالية هَدَفاً قابلاً للتَّحْقيق؟
- الأزمة أُوكرانيَّة.. لكنَّ النَّكْهة سوريَّة!
- المأساة والمهزلة في -معركة السيادة على الأقصى-!
- -اللاَّحَجْم- و-اللاَّمادة-
- في فلسفة -التَّغَيُّر-
- اللوحة التي رسمها ديمقريطس للكون.. معدَّلةً!
- مصر.. من العقل إلى الإيمان فالجنون!


المزيد.....




- هيفاء وهبي وبوسي تغنيّان لـ-أحمد وأحمد-.. وهذا موعد عرض الفي ...
- أول تعليق من روسيا على الضربات الأمريكية في إيران
- الأردن: -إدارة الأزمات- يؤكد محدودية تأثير مفاعل ديمونا حتى ...
- -ضربة قاضية حلم بها رؤساء عدة-.. وزير دفاع أمريكا عن الهجمات ...
- إعلام إيراني: قصف إسرائيلي على مدينة بوشهر الساحلية ووسط الب ...
- صور أقمار صناعية ومعلومات استخباراتية.. إيران نقلت اليورانيو ...
- طلب رد دائرة الإرهاب: المحامي أحمد أبو بركة يطالب بمحاكمته أ ...
- أبرز ردود الفعل الخليجية على قصف إيران.. دعوات للتهدئة وتحذي ...
- مضيق هرمز تحت المجهر.. هل يتحول الرد الإيراني إلى بوابة الحر ...
- أي مستقبل للحرب بعد الضربات الأمريكية على إيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جواد البشيتي - واشنطن وموسكو.. صراعٌ لتبادُل المصالح!