أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - الرؤية الكونية بعَيْنَيِّ -الساعة- و-المتر-!














المزيد.....

الرؤية الكونية بعَيْنَيِّ -الساعة- و-المتر-!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4387 - 2014 / 3 / 8 - 20:48
المحور: الطب , والعلوم
    


كلُّ مُراقِب في الكون لا يرى الأشياء إلاَّ بـ "عَيْنَيِّ ساعته ومتره"؛ فحركة عقارِب السَّاعة متغيِّرة، وطول متره متغيِّرٌ أيضاً. وسبب هذا التغيُّر، وذاك، يكمن في "جاذبية"، أو "سرعة"، المَوْضِع الذي منه يرى المُراقِب ويَنْظُر ويقيس. وكُلَّما اشتدَّت "الجاذبية"، أو عَظُمَت "السرعة"، تباطأت حركة عقارب الساعة، وتقلَّص طول المتر؛ لكنَّ هذا المُراقِب لا يرى شيئاً، ضِمْن موضعه، من هذا التقلُّص، ومن ذاك التباطؤ، أو من عواقبهما؛ فكلُّ شيء عنده يسير ويَحْدُث كالمُعْتاد.
"العالَم الخارجي"، أيْ سائر الكون، أو كل ما يَقَع في خارج موضعه، ويكون مستقلاًّ عنه، هو ما يختلف ويتغيَّر، على ما يرى هو (أيْ من وجهة نظره، أو بالنسبة إليه). إنَّ "عَيْن" المُراقِب (وأدواته في القياس) محكومة حتماً (ومن وجهة فيزيائية موضوعية) بموضعه، وبجاذبية وسرعة هذا الموضع، أو بـ "نقطته المرجعية (إطاره المرجعي، زمكانه)".
لو كنتَ في موضعٍ هو الأشد جاذبية (أيْ الأشد انحناءً في زمكانه) لرَاَيْتَ كل شيء في "العالَم الخارجي" أسْرَع وأَطْوَل؛ فبُطْء الزمن لديكَ يُتَرْجَم بسرعة الأحداث والأشياء في سائر الكون؛ وتضاؤل طول المتر لديكَ يُتَرْجَم بزيادة الأطوال في سائر الكون. أمَّا المُراقِب الكوني الآخر، فيرى البُطْء في كل شيء في موضعكَ؛ كما يرى فيه الانكماش في الأطوال. أنتَ فحسب الذي ترى كل شيء عندكَ كما اعتدت رؤيته، ويَحْدُث كالمعتاد، وكأنْ لا جديد (بهذا المعنى) تحت شمسكَ. ولا فَرْق لو كنتَ في موضعٍ هو الأسرع.
تخيَّل أنَّ كوكب الأرض قد تحوَّل بغتةً (وبقوَّة ما) إلى "ثقب أسود" Black Hole. إنَّ كتلة الكوكب لن تتغيَّر؛ لن تزيد، ولن تنقص. وهذه الكتلة ستتركَّز الآن في نقطة صِفْريَّة الحجم، لانهائية الكثافة Singularity. أمَّا نصف قطر هذا "الثقب الأسود"، وهو المسافة بين تلك النقطة وبين "سطحه"، فلن يزيد عن 0.9 سم. ومع ذلك، يظل قمرنا يدور في المدار نفسه.
أنتَ الآن تعيش (تخيُّلاً) على "السَّطح" من هذا "الثقب الأسود". قلبكَ ما زال (من وجهة نظركَ أنتَ) ينبض نحو 70 نبضة في الدقيقة الواحدة. طولكَ، الذي تقيسه بمتركَ، لم يتغيَّر؛ لم يَزِدْ، ولم ينقص. مشياً على قدميكَ، ما زلت تقطع مسافة 5 كم في الساعة الواحدة. سرعة الضوء عندكَ (أيْ في موضعك) لم تتغيَّر؛ لقد ظلَّت 300 ألف كيلومتر في الثانية الواحدة. طول "خط الاستواء" لم يتغيَّر؛ لم يَزِدْ، ولم ينقص.
أمَّا "العالَم الخارجي"، أو سائر الكون، فهو الذي اختلف وتغيَّر من وجهة نظركَ (أو بالنسبة إليكَ).
إنَّ الشمس الآن لا تبعد عنكَ 150 مليون كيلومتر؛ وإنَّما 5000 مليون كيلومتر (مثلاً، أو افتراضاً). وإنَّ نصف قطرها قد استطال كثيراً. وإنَّ الضوء يسير في فضاء بعيد عنكَ، وعن مصادِر الجاذبية، بسرعة 1000 مليون كيلومتر في الثانية. ولو كان لكَ توأم على سطح كوكب المريخ (مثلاً) لرأَيْته يشيخ أسرع منكَ بكثير؛ فكلمَّا زاد عُمْرك َبضع ثوانٍ، زاد عُمْره بضع سنوات؛ وقلبه ينبض (على ما ترى أنتَ) 1000 نبضة في الدقيقة الواحدة.
توأمكَ يرى أنَّ الثانية الواحدة عندكَ تَعْدِل سنوات عنده، وأنَّ كل شيء عندكَ أصبح أصغر بكثير من ذي قَبْل، ويَحْدُث في بُطْء شديد؛ فقلبكَ، مثلاً، ينبض 3 نبضات في الدقيقة الواحدة (بالنسبة إليه).
تَخَيُّلاً، أنتَ الآن قرَّرتَ السَّفر إلى الشمس التي تبعد عنكَ 5000 مليون كيلومتر؛ ولقد انطلقتَ نحوها بسرعةٍ، ازدادت تدريجاً حتى قارَبَت سرعة الضوء؛ وإنَّكَ لمتأكِّد تماماً أنَّ سرعتكَ القصوى لن تَعْدِل أبداً سرعة الضوء، وستظل دون 300 ألف كيلومتر في الثانية.
وبمغادرتكَ موضعكَ، انتقلتَ من "زمكان" إلى آخر؛ والآن ينكمش مترك، ويبطؤ الزمن لديكَ، لسبب آخر، هو تَعاظُم سرعتكَ إلى ما يُقارِب سرعة الضوء.
كان تقديركَ، قبل الانطلاق في رحلتكَ إلى الشمس، أنَّ وصولك إلى هذا النجم سيستغرق نحو 6 ساعات؛ فإذا به يستغرق 6 ثوانٍ. لدى انطلاقكَ، أَطْلَقْتَ نقطة ضوء نحو الشمس، وشَرَعْتَ تراقبها وأنتَ تسير وراءها؛ ولقد تبيَّن لكَ أنَّ تلك النقطة قد وَصَلَت إلى الشمس قبل وصولكَ أنتَ إليها بثانيتين مثلاً. وهذا يعني فحسب أنَّ المسافة التي تقطعها في سَفَرِكَ إلى الشمس قد اخْتُصِرَت وتقلَّصت في اتِّجاه حركتكَ أنتَ. ولو سُئِلْتَ الآن "كم كانت تبعد عنك الشمس لدى انطلاقكَ نحوها؟"، لأجَبْتَ قائلاً: كانت تبعد 1.2 مليون كيلومتر، قطعتها في 6 ثوانٍ (إذْ سِرْتُ بسرعة 200 ألف كيلومتر في الثانية).
في رحلتكَ، انكمش مترك، وتباطأ الزمن لديك؛ وينبغي لكَ، من ثمَّ، أنْ ترى الأحداث أسرع، في "العالَم الخارجي"؛ كما ينبغي لكَ أنْ ترى الأشياء أطول، إلاَّ المسافة فتراها تُخْتَصَر وتتقلَّص في اتِّجاه حركتكَ.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نَجْعَل إلغاء الرأسمالية هَدَفاً قابلاً للتَّحْقيق؟
- الأزمة أُوكرانيَّة.. لكنَّ النَّكْهة سوريَّة!
- المأساة والمهزلة في -معركة السيادة على الأقصى-!
- -اللاَّحَجْم- و-اللاَّمادة-
- في فلسفة -التَّغَيُّر-
- اللوحة التي رسمها ديمقريطس للكون.. معدَّلةً!
- مصر.. من العقل إلى الإيمان فالجنون!
- دكتاتور قَيْد الصُّنْع!
- هذا -الجديد- في قضية اللاجئين الفلسطينيين في الأردن
- هل يمكن الانتقال عَبْر -الثقب الأسود- إلى -كَوْنٍ آخر-؟
- إذا الكون انكمش..!
- في -يوم الحُبِّ-..
- الزمن يتوقَّف ولا يزول!
- في -الثقب الأسود- يَبْلُغ التناقض بين -المادة- و-الفضاء- وحد ...
- -العمل- شَرٌّ لا بدَّ منه!
- هل خَرَج الكون إلى الوجود من -البُعد الرابع- Hyperspace؟
- كوزمولوجيا جدلية
- عندما يَسْتَمِدُّون من القرآن شرعية لوجود إسرائيل!
- حقُّ العودة-.. هل فَقَدَ -واقعيته-؟
- خَبَر غير سار للاجئين الفلسطينيين في الأردن!


المزيد.....




- رائدا فضاء روسيان ينفذان مهمة خارج محطة الفضاء الدولية
- يا لولو يا لولو في نونو .. تردد قناة وناسة كيدز Wanasah 2024 ...
- كرواتيا تستقبل أول دفعة من مقاتلات -رافال- الفرنسية بالمياه ...
- لولو صارت شرطية.. تردد قناة وناسه بيبي الجديدة 2024 على جميع ...
- الشاي السيرلانكي مقابل التكنولوجيا الايرانية
- هل تنتقل المواجهات النووية إلى الفضاء؟.. وما خطورة نظام النب ...
- شاهد: ارتفاع قياسي في مستويات المياه تزامنًا مع فيضانات تضرب ...
- ريابكوف: روسيا تعد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدعو لمنع س ...
- كيف أثر التغير المناخي على شدة أمطار الإمارات وعُمان؟ دراسة ...
- الرواد الروس يخرجون بأول مهمة إلى الفضاء المفتوح لهذا العام ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - الرؤية الكونية بعَيْنَيِّ -الساعة- و-المتر-!