أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - في -الثقب الأسود- يَبْلُغ التناقض بين -المادة- و-الفضاء- وحدته العليا














المزيد.....

في -الثقب الأسود- يَبْلُغ التناقض بين -المادة- و-الفضاء- وحدته العليا


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4362 - 2014 / 2 / 11 - 15:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



التناقض الكوني الأَعَمْ والأَشْمَل والأَعْظَم هو الذي بين "المادة" و"الفضاء"؛ ويُمْكِننا، على ما أَزْعُم وأحسب وأتصوَّر، أنْ نرى في تلك "النقطة المركزية (Singularity)" من "الثقب الأسود"، بعد تخليصها وتنقيتها من "الشوائب الميتافيزيقية (واللاهوتية)"، "الوحدة العليا" لهذا التناقض؛ ففي هذه "النقطة"، التي يتصوَّرونها على أنَّها "صِفْريَّة الحجم، لانهائية الكثافة"، يغدو من الصعوبة بمكان تمييز "المادة" من "الفضاء"، و"الفضاء" من "المادة".
إنَّ صِلَة "المادة" بـ "الفضاء"، مع الخصائص الجوهرية لهذه الصِّلَة، ما زالت سؤالاً فيزيائياً لم يَلْقَ بَعْد إجابة كافية، واضحة، وجلية؛ ومع ذلك، لا ريب في صدقية مبدأ (وأساس) هذه الصِّلَة ، وهو: لا مادة بلا فضاء، ولا فضاء بلا مادة.
وفي "النسبية العامَّة"، كُسِيَ "عِظام" هذا المبدأ بمزيدٍ من "اللحم"؛ فـ "المادة"، وأعْني بها "الأجسام"، و"الجسيمات (بنوعيها، لجهة صلتها بـ "الكتلة السكونية")"، هي التي بها تتغيَّر هندسة الفضاء، الذي فيه تتموضع، أو تسير؛ والفضاء، بخصائصه الهندسية، هو الذي يتحكَّم في "حركة" الأجسام.
الصراع يحتدم، يشتد، ويعنف، بين طرفيِّ، أو قُطْبَيِّ، هذا التناقض الكوني؛ فالمادة "تَحْفُر" في الفضاء، فتتغيَّر هندسة هذا الفضاء، وتنحني "المسارات" فيه؛ ومع اجتماع "الحُفْرَة" و"المسارات المنحنية"، يُسْتَجْمَع مزيدٌ من المادة في "الحُفْرَة"، و"حولها". وكلَّما اسْتَجْمَعَت "الحُفْرة" مزيداً من المادة، اتَّسَعَت وتعمَّقَت، أيْ اشتدَّ انحناء الفضاء حَوْل هذه المادة.
إنَّ المادة تأتي حتماً بانحناء الفضاء حولها، أو بانحناء المكان والزمان معاً؛ وهذا الانحناء يأتي حتماً بمزيدٍ من المادة، التي تزداد تركُّزاً وكثافةً.
ونرى هذا التناقض يشتد ويَعْنُف في النجم عظيم الكتلة، والذي لِعِظَم كتلته، يَغْزُر إنتاجه للعناصر، ويَقْصُر عُمْره. هذا النجم لا يموت إلاَّ ليُوْلَد من موته "ثقب أسود"؛ وإنَّ "الثقب الأسود"، النَّجْميِّ الأصل، يوضِّح لنا، على خير وجه، تطوُّر التناقض بين "المادة" و"الفضاء".
المادة النجمية، والتي هي في الأصل من غاز الهيدروجين والهليوم، هي، دائماً، في مَيْلٍ إلى الانهيار على نفسها؛ وهذا الانهيار هو العاقبة الحتمية لانحناء الفضاء، والذي خَلَقَتْهُ هي بيديها؛ لكنَّ هذا المَيْل يُكْبَح ويُقاوَم (ويُوازَن) بقوى الضغط إلى أعلى، والمتأتية من الاندماج النووي في باطن النجم. إنَّ هذا الاندماج يُحرِّر من الطاقة (الحرارية) النووية ما يكفي لكَبْح ووَقْف وموازَنة الانهيار والانكماش؛ فإذا ما انتشرت هذه الطاقة (الحرارة والضوء) في الفضاء، تلاشت هذه المقاوَمة، فوَقَع انهيار جديد، وانكمشت نواة النجم أكثر، واشتد الضغط، وبدأ، من ثمَّ، اندماج نووي جديد.
ويستمر هذا الصراع في باطن النجم حتى ولادة "الحديد"، فيتوقَّف الاندماج النووي، وتَفْقِد القوى المضادة للجاذبية (التي هي "نتائج وعواقب انحناء الفضاء") جُلَّ حيويتها وطاقتها، وتغدو الجاذبية، من ثمَّ، حُرَّة طليقة، فتنهار نواة النجم على نفسها، أو تنفجر إلى الداخل؛ وهذا الانفجار يأتي حتماً، وفي اللحظة عينها، بانفجار إلى الخارج، يَقَع في "الغلاف النجمي"، أو طبقة النجم العليا، فتتمزَّق وتتطاير كل مادة النجم التي تعلو نواته، والتي تتضمَّن كل ما أُنْتِج من عناصر من قَبْل، مع ما أُنْتِج من عناصر جديدة أثقل، بعد، وبسبب، "الانفجار".
إذا كانت "النواة"، التي هي قَيْد الانهيار على نفسها، بكتلةٍ تقل عن مجموع كُتَل 3 شموس، فإنَّ الانهيار يتوقَّف ويُوازَن بـ "المادة النيوترونية" المتأتية من اندماج الإلكترونات والبروتونات؛ فالجاذبية الحُرَّة الطليقة سرعان ما أَنْتَجت ضديدها، وهو "النجم النيوتروني". أمَّا إذا كانت كتلة تلك "النواة" تَفوق مجموع كُتَل 3 شموس، فإنَّ "النيوترون" يَقِف عاجزاً عن وَقْف وموازَنة الانهيار، الذي، عندئذٍ، يستمر ويَعْظُم ويتسارع، وصولاً إلى "الثقب الأسود".
وفي "النقطة المركزية" من "الثقب الأسود"، وبصرف النَّظَر عن حجمه، أيْ عن "نصف قطره، تَضَع تلك الحرب الطاحنة أوزارها، ويُعْقَد ما يشبه "الصُّلْح (والذي هو ليس بصُلْحٍ)" بين طرفيها: "المادة" و"الفضاء".
هنا، يكاد يتلاشى كل فَرْقٍ بين "المادة" و"الفضاء"، ويغدو تمييز أحد الطرفين من الآخر من الصعوبة بمكان؛ فالفضاء ينغلق على المادة، أو على "الهيولى".
هل هذه "النقطة" مادة؟
قد تجيب قائلاً: "كلاَّ، إنها ليست مادة. إنَّها فضاء".
هل هذه "النقطة" فضاء؟
قد تجيب قائلاً: "كلاَّ، إنَّها ليست فضاء. إنَّها مادة".
لقد تَصَارَع طرفا، أو قُطْبا، هذا التناقض الكوني، واحتدم صراعهما، حتى قُوِّم هذا التناقض، ورُفِع، بالِغاً بطرفيه "وحدتهما (الهيجلية) العليا"؛ لكنَّها تظل وحدة يعتريها صراع؛ فالطرفان لا بدَّ لهما من أنْ يتمايزا وينشقَّا.
ومن طريق "إشعاع هوكينج"، يبدأ تمايزهما وانشقاقهما؛ فـ "المادة"، أو "الهيولى"، التي تتركَّز في تلك النقطة (Singularity)"، تشرع "تتبخَّر". وفي آخر المطاف، يَذْهَب "الثقب الأسود" كله، مُخلِّفاً جسيمات من "المادة الأوَّلية"، التي تنتشر في الفضاء الكوني، فتستعيد "المادة" و"الفضاء" الفروق بينهما؛ لكنَّ هذه الفروق، ومهما اتَّسَعَت وعَظُمَت، تظل جزءاً لا يتجزَّأ من وحدتهما التي لا انفصام فيها أبداً.
الآن، شرعا يكتبان نسخة معدَّله من القصة نفسها؛ فالمادة تُغيِّر في هندسة الفضاء، الذي بتغيُّره الهندسي هذا يتحكَّم في حركة المادة.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -العمل- شَرٌّ لا بدَّ منه!
- هل خَرَج الكون إلى الوجود من -البُعد الرابع- Hyperspace؟
- كوزمولوجيا جدلية
- عندما يَسْتَمِدُّون من القرآن شرعية لوجود إسرائيل!
- حقُّ العودة-.. هل فَقَدَ -واقعيته-؟
- خَبَر غير سار للاجئين الفلسطينيين في الأردن!
- مأساة ثورة!
- حقيقة إشكاليَّة الحقيقة!
- عَصْرُ اضطِّهاد النِّساء لم يَنْتَهِ بَعْد عند العرب!
- دستور لشَرْعَنة الانقلاب!
- سقوط -التأويل العلمي- ل -آيات الخَلْق-!
- ميثولوجيا سياسية!
- -المادية- تُجيب عن أسئلة الدِّين!
- سورية.. صراعٌ ذَهَبَ بما بقي من -يقين-!
- -العامِل الإيراني- في جولة كيري!
- الاستثمار الدِّيني في فرضية -الجسيمات الافتراضية- Virtual Pa ...
- السؤال الذي يَعْجَز الدِّين عن إجابته!
- آدم وحواء.. وثالثهما!
- كيف لِمَنْ يَعْتَقِد ب -آدم وحواء- أنْ يَفْهَم داروين؟!
- البابا فرانسوا: حتى الله يتطوَّر!


المزيد.....




- منها مدينة عربية.. أي المدن يقصدها المزيد من أصحاب الملايين؟ ...
- طائرات تهبط فوق رؤوس المصطافين على شاطئ -ماهو- الكاريبي.. شا ...
- حصريًا لـCNN.. الصفدي: نتنياهو يتجاهل حتى داعمه الأول.. وموا ...
- إسرائيل تعلن إعادة فتح معبر كرم أبو سالم لدخول المساعدات الإ ...
- ملف المعارين يؤرق برشلونة.. فكيف سيديره؟
- الخارجية الروسية تحذر: القوات الفرنسية في حال تواجدها في أوك ...
- عبداللهيان: يمكن التوصل لاتفاق هدنة لكن نتنياهو يسعى لإطالة ...
- الأسد يهنئ بوتين بتنصيبه رئيسا
- وفاة -سيد العمليات الدعائية- في كوريا الشمالية
- سفير الاتحاد الأوروبي في مولدوفا: شعرت وكأنني -سارق العيد-


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جواد البشيتي - في -الثقب الأسود- يَبْلُغ التناقض بين -المادة- و-الفضاء- وحدته العليا