أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -المرئي- من كَوْننا يتضاءل و-اللامرئي- يَتَّسِع!














المزيد.....

-المرئي- من كَوْننا يتضاءل و-اللامرئي- يَتَّسِع!


جواد البشيتي

الحوار المتمدن-العدد: 4441 - 2014 / 5 / 2 - 22:46
المحور: الطب , والعلوم
    


جواد البشيتي
"سرعة الضوء" و"الجاذبية" وَلَّدَتا ظاهرة، في الفيزياء الكونية، يقودنا تأمُّلها إلى استنتاج مؤدَّاه أنْ ليس كل ما لا نراه، أو ندركه حِسِّيَّاً، أو نلاحظه، من الكون (أو من كوننا) يجب ألاَّ يكون له وجود (فيزيائي، حقيقي، واقعي).
وتظل "الجاذبية"، لجهة تأثيرها هذا، أقل شأناً من "سرعة الضوء"؛ فـ "الثقب الأسود" بجاذبيته المتطرفة في قوَّتها وشدَّتها (وما "الجاذبية"، بحسب "النسبية العامة" لآينشتاين، إلاَّ ما نراه من نتائج وعواقب انحناء الفضاء) لا يُرينا نفسه؛ لأنَّ الضوء (على افتراض وجوده في داخله) لا يستطيع أبداً مغادرته؛ لكننا نستدل على وجوده استدلالاً؛ فنحن يمكننا أنْ نرى ونلاحظ تأثيره في المادة التي في متناوَل "يده".
افْتَرِضْ الآن أنَّكَ موجود في نقطة ما من الفضاء الكوني (من الفضاء بين مجموعتين من المجرَّات مثلاً). وافْتَرِضْ أنَّ جسماً ما يَقَع في مدى رؤيتكَ (إنَّه يبعد عنكَ، مثلاً، 100 متر، وتراه في وضوح). إنَّكَ تراه بفضل (بسبب) الضوء المنبعث منه، والذي بوصوله إلى عينيكَ ترى مَصْدَره، أيْ ترى هذا الجسم. رؤية الجسم مشروطة بضوء ينبعث منه، وبوصول هذا الضوء (الذي يسير بسرعة 300 ألف ك/ث) إلى عينيكَ؛ أمَّا "وضوح (أو درجة وضوح)" الرؤية، فمشروط بـ "كمية" ما يَدْخُل من هذا الضوء إلى عينيكَ؛ وكلَّما بَعُد الجسم عنكَ، نَقَصَت هذه الكمية؛ وللتغلُّب على هذا النَّقْص تحتاج إلى "أداة" تسمَّى "تلسكوب"؛ وهذه الأداة" تَسْتَجْمِع لكَ مزيداً من ضوء هذا الجسم، والذي وَصَل إليكَ.
والآن تخيَّل أنَّ هذا الجسم، ولسببٍ ما، قد سار (وظل يسير) مبتعداً عنكَ بسرعة تفوق (قليلاً، أو كثيراً) سرعة الضوء؛ فهل تظل تراه؟
كلاَّ، لن تظل تراه؛ ولن تتبادل معه أي تأثير فيزيائي؛ فلا أنتَ الآن تؤثِّر فيه، ولا هو يؤثِّر فيكَ؛ لأنَّ أي تأثير فيزيائي لا ينتقل بسرعة تفوق سرعة الضوء.
وإنَّني أسْمَع بعض القُرَّاء يعترضون قائلين: لا شيء في الكون (لا جسم، ولا جسيم) يمكنه السَّيْر بسرعة تفوق سرعة الضوء.
اعتراض سليم؛ فهذا الجسم لن يسير مبتعداً عنكَ بسرعة تفوق سرعة الضوء؛ لا بَلْ لن يَيْلُغ أبداً سرعة الضوء مهما زادت سرعته؛ لأنَّ له "كتلة سكونية"؛ فَلْنَرَ احتمالاً آخر، هو أنْ يسير مبتعداً عنكَ بسرعة 200 ألف كم/ث، وأنْ تسير أنتَ، في الوقت نفسه، مبتعداً عنه بالسرعة نفسها؛ وهذا إنَّما يعني "نظرياً" أنْ تراه يسير مبتعداً عنكَ بسرعة 400 ألف كم/ث (وهذه سرعة تفوق سرعة الضوء).
هذه المرَّة، يعترض آينشتاين قائلاً: إنَّكَ تظل ترى هذا الجسم؛ لكنَّكَ لن تراه أبداً يسير بسرعة 400 ألف كم/ث؛ وإنَّما بسرعة تقلُّ (دائماً) ولو قليلاً عن سرعة الضوء؛ فلا تَجْمَع سرعته وسرعتكَ.
بقي الاحتمال الآتي: أنْ تظلَّ أنتَ ثابتاً في موضعكَ، وأنْ يظل الجسم ثابتاً، أيضاً، في موضعه، مع تَرْك الفضاء بينكما يتمدَّد بسرعة تفوق سرعة الضوء.
لقد افْتَرَضْنا أنَّ الجسم يبعد عنكَ 100 متر؛ وحسب عِلْمي، لا تتمدَّد هذه المسافة (100 متر، طولاً من الفضاء) بسرعة تفوق سرعة الضوء، ولا حتى بسرعة تَعْدِل سرعة الضوء.
ومع ذلك، يمكن (بسبب تمدُّد الفضاء نفسه) أنْ يبتعد جسم ما عنك بسرعة تفوق سرعة الضوء؛ فَلْتَتَصَوَّر الفضاء على أنَّه "لَوْحة الشَّطَرَنْج"؛ وَلْتَفْتَرِضْ أنَّ كل مُربَّع (من مربَّعات اللوحة) يتمدَّد بسرعة 100 ألف كم/ث.
أنتَ تَقِف الآن في أحد أضلاع مُربَّع ما، والجسم يَقِف في الضلع المقابل من المربَّع نفسه؛ إنَّكَ ترى هذا الجسم (الثابت في موضعه مثلك) يبتعد عنكَ بسرعة 100 ألف كم/ث.
ولو كان هذا الجسم يَقِف في مُربَّع بينكَ وبينه ملايين، أو بلايين، المربَّعات، فلسوف يبتعد عنكَ بسرعة تفوق كثيراً سرعة الضوء؛ وهذا إنَّما يعني أنَّكَ لن تراه، لن تدركه حسِّيَّاً، لن تلاحظه، لن تتبادل معه أيَّ تأثير فيزيائي؛ فهو، وعلى الرغم من وجوده الفيزيائي، الحقيقي، الواقعي، ما عاد جزءاً من كَوْنكَ المرئي، المنظور، الملاحَظ، المُدْرَك حسِّيَّاً، والذي تتبادَل معه التأثير الفيزيائي.
كَوْننا الآن يتمدَّد؛ فالفضاء بين مجموعات المجرَّات (وكل مجموعة لا تتحرَّك "في" الفضاء) يتمدَّد (يتوسَّع) في استمرار، وبسرعة تزداد كل ثانية؛ و"التفسير الافتراضي" لتمدُّده، وتسارعه في التمدُّد، هو "الطاقة الداكنة" التي تملأ هذا الفضاء.
وكلَّما أسْرَع كَوْننا في تمدُّده، خَرَجَت أجزاء منه، أي تحوَّلت من جزء من كَوْننا المرئي إلى جزء من كَوْننا اللامرئي؛ ومع مرور الوقت، يتَّسِع كَوْننا اللامرئي، ويتضاءل كَوْننا المرئي. نظرياً، رُبَّما لن يتبقَّى من كَوْننا المرئي إلاَّ مجموعة المجرَّات التي إليها تنتمي مجرَّتنا (درب التبانة).
ونظرياً، أيضاً، لن يبدأ كَوْننا بالسَّيْر في "المسار المعاكِس"، والذي فيه يشرع كَوْننا المرئي يتَّسِع، وكوننا اللامرئي يتضاءل، إلاَّ مع تحوُّل التَّمدُّد الكوني إلى انكماش.
حتى غداة "الانفجار الكبير" Big Bang، اقْتُطِعَت أجزاء واسعة من كَوْننا، وما زالت مُقْتَطَعة من كَوْننا المرئي، أيْ منفصلة فيزيائياً عنه؛ فَلَمَّا كان كَوْننا في حجمٍ أصغر من حجم كرة القدم، تمدَّد (واستغرق تمدُّده هذا زمناً ضئيلاً جدَّاً) بسرعة تفوق سرعة الضوء.



#جواد_البشيتي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماركس و-طبقته- في -يوم العُمَّال-!
- المادة -مُرَكَّبَة- ولو كانت -بسيطة-
- مفهوم جديد ل -الوطن- قَيْد التأسيس!
- كيف يحتال الدِّين على الفيزياء
- النجم إذا انهار على نفسه!
- قراءة في -فنجان- الصراع السوري!
- إذا الشعب تخلَّى عن -الحرية- في سبيل -الأمن-!
- القانون الكوزمولوجي الذي يَحْكُم تطوُّر الكون
- حتى نُحْسِن فَهْم سياسة الولايات المتحدة!
- -العدم-.. تلك الفكرة الغبيَّة!
- في -الخَطِّ العُقَدي- الهيجلي
- أخطاء يرتكبها -ماديون- في دفاعهم عن -المادية-!
- -النقود الإلكترونية-.. ثورة نقدية تقرع أبواب القرن الحادي وا ...
- هكذا تموت الأُمم.. العرب مثالاً!
- -الوسيط- كيري!
- -الحركة في المكان- و-الحركة المكانية-
- نظام دولي جديد يتدفق في أنابيب الغاز!
- -التناقض- في ظاهرة -انحناء المكان-
- -المعرفة- بصفة كونها -صناعة-
- كيف نَفْهَم -خصائص- الشيء؟


المزيد.....




- -عقيدة نووية إيرانية جديدة-.. ما الذي كشفته صور الأقمار الصن ...
- عشان خطة الرجيم تنجح.. 4 أسباب وراء الفشل فى فقدان الوزن
- الاكتئاب في الربيع.. أهم الأعراض و6 خطوات أساسية للعلاج
- هل السكريات السبب الرئيسى في زيادة وزنك؟ اعرف الكمية المعتدل ...
- مياه الشرب تهدد الأميركيين بـ-أمراض خطيرة-
- الآثار الجانبية لأدوية تستخدم في علاج -ألزهايمر- تثير الجدل ...
- بسبب إسرائيل.. 28 موظفا يفقدون وظائفهم في غوغل
- الهواتف الذكية.. كيف تقتل أطفالنا وما يمكننا فعله حيال ذلك؟ ...
- للمرة الأولى منذ إعلان إصابة كيت بالسرطان.. الأمير ويليام يس ...
- أعراض ارتفاع نسبة السكر بالدم فى الطقس الحار لمرضى النوع الث ...


المزيد.....

- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب
- الماركسية وأزمة البيولوجيا المُعاصرة / مالك ابوعليا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - جواد البشيتي - -المرئي- من كَوْننا يتضاءل و-اللامرئي- يَتَّسِع!